سميح قرواني
الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 15:11
المحور:
كتابات ساخرة
الاستانة وصلاة التراويح
هناك حكاية يتناقلها كبار السن كمثل من الامثال الشعبية، هي حكاية حمد وصلاة التراويح. حمد هو رجل من البادية أو من الحماد نزل إلى المدينة في شهر رمضان ليبع ماتيسر له من السمن البلدي وقريشة الشنكليش ويتبضع بثمنه لأسرته مايحتاجونه. وبعد يوم حار على حماره في المدينة، باع بضاعته واشترى حاجياته ثم اكل عند ضرب مدفع رمضان ما توفر له من التمرثم توجه إلى إحد الجوامع بعد المغرب كي ينام بعد أن نهشت الأزقة قوته وسوت حرارة الشمس عزيمته سوياً. ما إن تمدد البدوي حمد على سجادة المسجد وغطى نفسه بمزويته حتى علا صوت المؤذن لصلاة العشاء. فقام الرجل مع القائمين ووقف مع المصلين ونصفه نائم. وعندما سلم الإمام فرح ضمنيا كأنها بشارة الخلاص. لكن الإمام قام وعاد من جديد يسجد ويركع ثم يسلم. وطال الأمر حتى استغرب حمد طول الصلاة. في النهاية عاد إلى البادية وذهب إلى منزول شيخ القبيلة كي يسولّف ويتقهون. فسأله الشيخ عن المدينة وعن مشترياته فقال غاضباً: والله ياشيخ كانت رحلة شاقة وزاد عليها أن صاحب الجامع (الإمام) ملعون الوالدين كلما بردت يحمّيها (أي الصلاة). وقصد حمد أن الامام كلما شارفت الصلاة على الانتهاء يجددها او يحمّيها.
والآن كم جنيف مضى وكم استانة حدثت وكم عائلة هجرت ودمرت بيوتها، وكم نهشت الحرب من الشعب السوري ومازالت. وفي النهاية يعلن بوتين ذو الوجه المطاطي كوجوه روايات الرعب عن استانة جديدة. فهو مثل ذلك الامام في صلاة التراويح كلما بردت يحمّيها.
#سميح_قرواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟