علاء داوود
الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 01:29
المحور:
الصحافة والاعلام
أبى إلا أن يترك بصمته اللطيفة جدا والغير مؤذية في كل زِقاق، في ذاكرة كل من رآه واصطدم معه في نقاش غير ذي جدوى، فدائما يخرج منتصرا، تاركا سواه وراء ذاكرته الصخرية يضرب أخماسا في أسداس، إنه الفتى اللطيف ( يزن ) من أبناء مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، ويُذكر أن الفتى ( يزن مزهر ) من ذوي الإحتياجات الخاصة، حيث لا يترك حدثا إلا كان فيه قلبه بتواجده وبصمته اللطيفة التي لا تؤثر سلبا على أحد قبل أن يترك المكان مُسرعا دون ذكر الأسباب.
أما اليوم فكان ( يزن ) هو الحدث، إذ دارت مواجهات عنيفة مع قوات الإحتلال عقبت مسيرات تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم المفتوح عن الطعام، حيث قامت قوات الإحتلال بمواصلة العنجهية الغيرمبررة في التنكيل بالفتى( يزن )، بالضرب المبرح وجره على الأرض من قبل ما يقارب الإثني عشر جنديا مدججين بالأسلحة واستدعاء آخرين لمحاولة السيطرة عليه، مما أدى الى اصابته وتعريته من ملابسه واعتقاله، وهو كعادته يصارع ويقاتل ليس لأنه يعي ما يحدث، بل لأنه لم يقبل يوما بأن تمارس ضده الأساليب الحيوانية من ضرب وإيذاء وتنكيل.
يجدر التطرق الى اسمك الذي يعني الميزان والدليل على العدل، وهكذا تكون باسمك فقط قد واجهتهم بحقيقتهم القذرة، كما ويجدر بنا التساؤل هنا عن ردة فعل المحققين الذين سيقابلهم ( يزن )، وكم ستكون ساعاتهم طويلة، في محاولاتهم البائسة في انتزاع أي شيء منه، فهو سيسطر أعلى مستويات الصمود في عدم التعاطي مع شتى أساليب التحقيق، وستكتشف أجهزة الأمن الإحتلالية في النهاية أنها ارتكبت جريمة حرب تمثلت في التنكيل بهذا الفتى.
لطالما هتف ( يزن )، لأحمد سعدات وياسر عرفات وكل الفصائل الفلسطينية دون أن يدري من هم وماذا يمثلون، ستعود قريبا يا ( يزن )، وسيكون كما حلمت ورددت دوما ( بكرا العيد )، في أزقة مخيمك القابض على الألم في انتظار الأعياد التي لن تأتي إلا برحيل هذا العدو العنجهي الذي لم يعد باستطاعته التمييز، فهم بإيجاز صُم ٌ بُكم ٌ عُمي ٌ فهم لا يعقِلون، وستبقى عورة المشهد تُقبِح وجوههم.
#علاء_داوود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟