|
منظومة الإجرام الإسلامية.. !!
صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 5502 - 2017 / 4 / 25 - 22:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المقدمة ..
استوقفتني من جديد المشاهد الدامية والمؤلمة لضحايا دولة الخلافة الاسلامية ـ داعش.. شاهدت بصعوبة لا توصف الكثير من الافلام الموثقة التي نشرها الدواعش انفسهم وثبت الكثير من القصص و الحكايا التي سمعتها ودونتها خلال السنتين الماضيتين من اصحابها مباشرة .. في مشروع توثيقي لجرائم جينوسايد سنجار وسهل نينوى.. الذي بدأتُ العمل عليه معتمداً في بعض فصوله على ما رواه لي الناجون من الموت.. الذين وقعوا في اسر الدواعش مباشرة وتوفرت لي الفرصة لسماع جزء بسيطاً من هذه الاسطر التي من الصعب استيعابها وتقبلها .. إذ تختلط الجريمة بالخيال .. خيال اجرامي يتفتق في كل لحظة عن اكتشاف وسيلة جرمية جديدة.. تمارس بنشوة قاتل احترف الاجرام .. ينهل من تاريخ العنف قسوة لا حدود لها .. تتفوق وتتجاوز كافة الاشكال والصنوف التي سمعنا عنها في كتب التاريخ .. بما فيه التاريخ الاسلامي.. الذي دون من قبل المؤرخين المسلمين .. ويحوي العجائب والغرائب وحالات متواصلة ومتسلسلة من الصراعات الدموية والغدر الفتاك في نطاق الدائرة الاسلامية نفسها.. ناهيك عمّا حلّ بالآخرين من غير المسلمين.. كما يجري اليوم في هذا الزمن ونحن في العقد الثاني من القرن 21 في اكثر من دولة ومدينة تشهد تفجيرات القتلة وتفخيخاتهم وانتحاريهم.. في خارطة تمتد بين كوجو المستباحة من قبل مجرمي دولة الخلافة الاسلامية.. مروراً بإرهاصات الاسلام الاولى في قريش وما تتوارثه وتورثه "جينات العنف" وثقافة الموت من بقية الاديان في بلاد ما بين النهرين.. لتشكل ما يمكن تسميتها بمنظومة اجرام متكاملة.. لها جذورها ومورثاتها السابقة للإسلام .. منظومة تمتلك تاريخاً دموياً بشعاً .. بدأ مع اولى الخطوات لتأسيس واعلان الدين ونشر آياته الاولى المشحونة بالعنف الحاملة للكراهية ونزعة التكفير بين البشر.. التي زاد من سعيرها سفهاء الاسلام .. جيلا بعد جيل لغاية يومنا هذا.. حيث نشهد فقهاء السفه المباركين للتفخيخ والانتحاريين والسبي واعادة انتاج اسواق النخاسة.. في عهد دولة الخلافة الاسلامية الاجرامية ـ داعش.. التي يتطلب منا تفكيكها ومواجهتها وازالتها .. قبل ان نبدأ بالبحث عن صنوف "ثمارها" ومنجزاتها التي يندى لها الجبين.. بوسائل مدمرة .. مرعبة.. تولد الخراب.. كالمفخخات والتفجيرات الدامية والعبوات الناسفة واللاصقة وجموع القتلة الانتحاريين من مختلف البلدان والاصقاع الاسلامية.. إنّ تشخيص الداء .. الاعتراف بوجود منظومة اجرام اسلاموية.. يعتبر الخطوة الاولى الصحيحة على طريق العلاج الذي يبدأ مشواره بـ : اولاً:ـ البحث عن جذور وركائز منظومة الاجرام في النصوص الميثولوجية التاريخية السابقة للإسلام.. التي اعتمدتها منظومة الاجرام الاسلامية كمسلمات وطورتها.. وهذا يشمل ثلاثة محاور هي .. 1ـ الديانات السابقة للإسلام .. بالأخص اليهودية لأن الاسلام كدين يعتبر بشكل من الاشكال عودة لإحياء روح اليهودية في مجال العنف وركائزه التي اعتمدها محمد ومن معه.. لا يمكن اخفاؤها وتجاوزها ويدرك تفاصيلها المشتغلون على الدراسات المقارنة للأديان .. 2ـ ما خلفته الميثولوجيا في بلاد النهرين من اساطير وقصص و حكايا لها صلة بالفكر الديني تؤطر من زمن بابل واشور حالة التدين والانشطار وتعدد الوجوه و التناشز في التركيبة الانسانية التي تشمل العراقيين الاوائل من سكان الرافدين وغيرهم من الاقوام والأجناس التي دخلت في قوام الاسلام واصبحت جزء منه .. 3ـ ثالثها قيم وثقافة الصحراء وقسوتها وغدر البدو وتمجيدهم للعنف الذين تشكلَ منهم الرعيل الاول من المسلمين بمن فيهم بدو القبائل العربية التي كانت تستوطن في المدن بين اليمن والجزيرة حينها .. ثانيا:ـ تشكل النصوص الدينية التي تشمل القرآن والاحاديث والفتاوى ركناً اساسياً من اركان منظومة الاجرام الاسلامية.. لم يجري التوقف عندها بجدية الى اليوم من هذه الزاوية .. ولم ينتبه لخطرها وقدرتها لإنتاج المزيد من الكوارث في هذا الزمن المعولم.. الذي اصبحت التكنولوجيا المتقدمة تسهل من عملية الاتصال وبث السموم المباشرة للجيل الجديد.. الذي يتقبل هذه الميول وينجذب اليها في كل ساعة المزيد من الضحايا.. ممن تصطادهم الجوامع وشبكات الانترنيت ومواقع التطرف التي غزت العالم بلغاته المتعددة .. ثالثا:ـ يشكل التاريخ الاسلامي رافداً مهماً من روافد تطوير منظومة الاجرام الاسلامية التي تستهين بالإنسان وتستسهل الفتك به وانهاء وجوده لأتفه الاسباب والمبررات مُتذرعة بأمثلة وحالات مورست في عهود مختلفة تبدأ بمحمد والخلفاء وتمتد لعصرنا الذي شهد ظهور دولة الخلافة الاسلامية والخليفة ابو بكر البغدادي والمجرمين المطيعين له .. لكي نستند على أسس ومعطيات موثقة وموثوقة للتأكيد على وجود منظومة الاجرام الاسلامية الفتاكة هذه اعود لأثبت حالات.. من باب التذكير ليس الاّ.. سبقت الاسلام .. كانت تسْتهوي الجريمة بشناعة وتمارس الغزو بين القبائل المتغالبة في الجزيرة والصحراء.. بما فيها من كان يسكن في مكة والمدينة من القريشيين وغيرهم .. الذين مارسوا السلب و النهب.. القتل والذبح.. السبي و الاغتصاب.. عبر غزواتهم البدوية ومهاجمتهم للقوافل التجارية.. التي اشترك فيها الرجل الاول في الاسلام .. الذي كان قد انتسب الى مجاميع من قطاع الطرق المهاجمين للقوافل.. وفقاً لما اوردته المصادر الاسلامية نفسها إذ تؤكد على مشاركة قثم بن عبد اللات الذي اصبح اسمه محمد بن عبدالله لاحقاً.. مع كتائب مسلحة امتهنت مهاجمة القوافل التجارية والاستحواذ على البضاعة.. وهناك من يقدر عدد اللصوص الذين كانوا في قوام هذه المجاميع الاجرامية معه بأكثر من (500) مهاجم من القتلة .. بعد أن اصبحت مكة مركزاً للصعاليك .. لان بعض القريشيين صاروا يستفيدون من قسوتهم وميولهم الاجرامية ويستخدمهم كمأجورين ومرتزقة للقتل .. في هذا السياق يؤكد الاصفهاني أن " الذين كانوا يريدون أنْ يستخدموا الصعاليك الخلعاء كانوا يأتون لمكة بسبب تواجد الكثيرين هناك" ونقل عنه المؤرخ جواد علي موضحاً .. ان مكة كانت مركز لمن يريد مجموعة من الصعاليك ليستعين بهم على اي قتال او ثأر يأتي الى مكة ليأخذ منها الصعاليك .. ومجموعات من القتلة الجاهزين .. كمأجورين .. يدفع لهم مقابل القتل أو التعرض للآخرين .. هؤلاء الرفقاء لقثم.. من هذه المجموعات الاجرامية .. انتسب بعضهم للإسلام الذي اعلنه محمد.. شكلوا عينة فتاكة من البشر وكل واحد منهم مع بداية الاسلام كان قد وجه ليلتحق بالصعلوك ابو بصير الذي كان يقودهم ليغير بمجاميع منهم على قوافل القريشيين.. يقتلون ويسلبون وينتزعوا اموالهم من اصحاب القافلة.. هذا يؤكد ان من آمن في مكة هم مجاميع الصعاليك الذين اندمجوا في قوام الدين الجديد.. واصبح البعض منهم قادة في مفاصل التشكيلات العسكرية الناشئة.. يمكننا اعتبارهم الركن الاخطر من اركان منظومة الاجرام الاسلامية وقاعدتها الاولى التي نحن بصدد الحديث عنها في الاسطر اللاحقة كما سيتضح .. بالإضافة الى احتواء الاسلام لاحقاً لعدد من المشهورين باجرامهم بين القبائل ممن حاربوا المسلمين الاوائل وترصدوا لمحمد واتباعه.. ساومهم من ادعى النبوة وجعلهم بيارق وقادة للمسلمين .. منهم المجرم خالد بن الوليد الذي تحول الى سيف الله المسلول .. الذي ترتبط به مجموعة جرائم شنيعة سابقة للإسلام.. واقبحها بعد دخوله الاسلام فيما يتعلق بقتله لمالك بن نويرة في الجامع اثناء الصلاة.. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.. واستحواذه على زوجته كما هو معروف للمسلمين قبل غيرهم.. والصعلوك المعروف المغيرة ابن شُعبة الذي اشتهر قبل الاسلام بالغُدَر بين القبائل بعد أن صَحِب قوماً فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم”. وفقاً لما أورده البخاري في صحيحه. وهكذا انضم اليه وانتسب للدين الاسلامي على دفعات متتالية.. عدد كبير من الصعاليك المجرمين.. ممن وجدوا في الاسلام غطاء شرعياً.. اباح لهم المزيد من الحرية.. ومنحهم القوة والتعاضد في مسيرتهم الاجرامية ووجدوا ضالتهم تحت ستاره الذي شرعن القتل واستسهله.. ومكنهم من تحقيق واشباع غاياتهم وميولهم الاجرامية .. ناهيك عن استمرار محاولاتهم لممارسة سرقة القوافل ونوال السبايا تحت راية النبي محمد ودينه الجديد.. الذي دعمهم وفسح لهم المجال ليتبوؤوا المراكز الحساسة فيه.. لا بل ان بعضهم اصبح هو الآخر من قادة الجيش في الاسلام.. كما هو الحال مع سارية بن زَنِيم الكناني، الذي جعله عمر آمراً على الجيش الموجه لبلاد فارس سنة 23 هجرية وقد عرف وفقاً لما أورده الواقدي عنه.. أنه كان خليعاً فاسقاً.. ولصاً مبتذلاً .. يقتنص فرص الهجوم على القوافل في ساعات الفجر.. وبسبب انتماء هذه النماذج المكروهة في المجتمع للإسلام وانضمامها لمحمد.. شكك القريشيون في صحة ادعائه للنبوة وطبيعة دينه ساخرين منه.. بقولهم إذا كان فيه خيراً.. لما سبقنا اليه اللصوص والصعاليك وشراذم القوم السيئين من المنبوذين والخلعاء والمطرودين .. مع ذلك فقد منحهم محمد وفقاً لحديث منقول عنه فرصة للدخول الى الجنة قبل غيرهم من القريشيين.. بالتحديد اغنياء ووجوه قريش وجعل ابواب الفردوس مفتوحة للصعاليك الذين التفوا حوله قبل غيرهم من اتباعه بمن فيهم القرشيين .. لم يكتفي محمد بعلاقته مع مجموعة صعاليك قريش والمدينة ومَدّ خطوط العلاقة نحو مجموعة صعاليك جبل تهامة الذين تشكلوا من منبوذين لعدة قبائل .. كانوا يعرفون بالمجرمين الخطرين وقد راسلهم وطمأنهم وشجعهم على الانضمام اليه ووعدهم بتوفير الحماية لهم ورسالته المختصرة مثبتة في العديد من المصادر الاسلامية .. لا تتوقف أو تنحصر الجرائم المرتكبة في العهد الاول من بدايات الاسلام ودعوة محمد القبائل للانتساب لدينه كما حدث مع جرائم خالد بن الوليد الذي فتك بالمسلمين في غزوة احد قبل ان يسلم ليواصل اقترافه للجرائم الشنيعة بحق الابرياء كما حدث مع بني جُذمة الذين ألقوا السلاح طواعية، لكن خالداً وهو يغوص في الدرك الاسفل من الاجرام تحركه نوازع شهيته المنفلتة المتعطشة للدم أمر بقتلهم فوراً.. فقتلوا.. قتل جميع الرجال والصبيان الذين نبتت شعرات عاناتهم.. هذه الجريمة التي اضطر محمد لإعلان براءته منها.. ومع ذلك تمادى خالد وواصل نهجه الاجرامي بين المسلمين .. واختار احد الصحابة المبشرين بالجنة ليفتك به امام المحراب في الجامع .. هذه الحادثة.. قتل مالك بن نويرة ذبحاً بيدي خالد بن الوليد.. تفرز اربعة صور متداخلة.. اولها.. ان اي انسان مهما كان شأنه بمن فيهم المصطفون من المسلمين.. الذين بشرهم محمد ووعدهم بالجنة.. ليسوا مستثنين من القتل والذبح.. وإن تواجدوا في الاماكن المقدسة.. كالجامع الذي ارتكبت فيه الجريمة.. وهي الصورة الثانية التي تلغي قدسية المكان في الاسلام .. لصالح الدوافع الاجرامية التي مثلها خالد بن الوليد في سادية تجاوزت حدودها نحو زوجته ليلى أم تميم ..التي اغتصبها عنوة في ذات الليلة.. وهي وان كانت تعكس سادية مفرطة من خالد.. الا انها تشخص في ذات الوقت بشكل لا يقبل التأويل الصورة الثالثة للإسلام ونظرته المذلة المحتقرة للمرأة .. اما الصورة الرابعة التي تتعلق بفصل رأسه وجعله ركيزة ثالثة مع حجرتين لتصبح اثافي لقدر طعام اوقد تحته خالد النار فاشتوى رأس الضحية فهي من اقبح الصور الاجرامية التي يصعب تحليلها وفك رموزها النفسية التي تعكس حقداً واستعداداً للتمثيل بالجثث لا يقدم عليه الاّ المتوحشون من القتلة من امثال خالد.. الذي اسبغ عليه محمد لقب سيف الله المسلول بعد معركة مؤتة.. وتعاظم ميله الاجرامي واتسع في عهد ابو بكر لقمع من سعى للخلاص من عبودية الاسلام فيما عرف بحروب الردة .. التي استغلها خالد ليكشف عن المزيد القسوة والعنف حينما شعر بالحاجة اليه، وأمن العقاب، وعلل نوازعه واندفاعه وميوله العدوانية الحربية بالجهاد في سبيل الدين .. وتبريره لسفك المزيد من الدماء وفقاً لرغبة الإله وحاجته للقرابين لإضفاء المشروعية على افعاله وجعلها شرعية ومباركة من السماء .. كذلك برزت حدته الاجرامية اثناء التوجه لغزو بلاد الفرس ومدنهم .. وقد ذكر المؤرخون عن هذا الكثير وسوف نختصر ما له علاقة بالموضوع بالتطرق الى واقعة "نهر الدم" أو معركة "أليس" التي نذر فيها خالد أن يحيل لون مياه نهر الفرات إلى الأحمر بدماء الأعداء. وحين انتصر في المعركة قطع رؤوس الأسرى وألقى بهم في النهر في مشهد فظائعي اسفر عن تغيير لونه وفقاً لمبتغاه ..
و المقتفي للمزيد من خيوط الاجرام في الاسلام بإمكانه أن يتوقف ايضاً عند حادثة عبدالله بن خباب التي ترويها المصادر الاسلامية.. منها الكامل في التاريخ.. الجزء الثالث .. ص 341 ـ 342 كحلقة اخرى في سلسلة حلقات المنظومة الاجرامية.. التي يصعب تفسيرها و تبريرها.. وقد احتوت تفاصيلها على مقارنة لا منطقية عكست السلوك المتناقض للشخصية الاسلامية المتمادية والمنغمسة في الاجرام وثقت حالة فتك بين المسلمين شملت لأول مرة جنيناً جرى التمثيل بجثته والحادثة كما روتها المصادر الاسلامية تؤكد: .. ( ان عبدالله بن خباب بن الارت واحد من المقربين لأمير المؤمنين.. كان ابيه خباب بن الارت من الذين صحبوا الرسول في مكة.. وتحولت قصته الى مأساة ترويها المصادر الاسلامية تبدأ مع مواجهته لمجموعة من الخوارج المسلمين الذين رفضوا تحكيم علي.. على ضفة النهر في الطريق الى النهروان .. في بستان شهد مقتله بالرغم من وجود القرآن على صدره مع زوجته الحامل ومجموعة ترافقهم باستثناء أحدهم.. بعد جدال قصير بين الطرفين .. سرعان ما سمع منهم بعد ان تأكدوا من شخصيته واسمه .. (والله لنقتلنك قتلة ما قتل احد بمثلها، فقال: ولمَ وبأي ذنب؟. قالوا .. ان القرآن الذي في عنقك يأمرنا بقتلك) .. وبعد ان اوثقوه من كتفه واوثقوا زوجته الحامل ومن كان معهم من النساء والرجال تحت نخلة.. فتكوا بهم.. ومزقوا ابدانهم وقطعوهم.. قتلوا النساء .. ومزقوا الجنين).. الأدهى من هذا ما رافق هذه الجريمة من توثيق لرواية متممة للواقعة بين المجموعة الاجرامية .. التي سارعت لقتل شركائهم من المنتسبين لذات الدين.. معتقدين انهم على صواب وفقاً للشريعة التي منحتهم الدافع والحق المطلق لارتكاب الجريمة بدم بارد .. عن تصرف احدهم في ذات الساعة حينما التقط تمرة سقطت من النخلة فألتهمها.. إذ واجه احتجاج واعتراض مجموعة القتلة موضحين له.. بأن أكلها فيه إشكال شرعي وعليه أنْ يسترضي صاحب النخلة..!!) .. وبعد حين وهم يغادرون تتواصل المهزلة وفقاً للمصادر الاسلامية .. لتذكرنا هذه الجريمة المروعة مقارنة بما حدث في مدينة حلب اثناء سيطرة الدواعش عليها ووجود وثيقة حصلنا عليها.. تفيد بأن الدواعش قد استفتوا واليهم عن جواز قتل المجاهد الاسلامي للقمل الذي يظهر في لحيته.. وكان الجواب الشرعي وفقاً لنصوص الدين .. لا يجوز قتل القمل لانه وفقاً للاحاديث التي تروى عن محمد.. انه قمل اسلامي.. في ذات الوقت مسموح به القتل والفتك بالبشر لأنهم كفار!! .. ونعود لأصل الجريمة التي افاضت المصادر الاسلامية عنها.. مروية المزيد من تفاصيلها المتعلقة بمنطق المجرمين.. بعدما غادروا ساحة الجريمة وتركوا اشلاء قتلاهم في ذلك البستان .. ( البعض الاخر يقول .. بعد ان القوها في النهر كما سنرى لاحقاً ).. ليواصلوا سيرهم في معبر شهد .. (سقوط سيف احدهم على خنزير يعود ليهودي كان يمرق من ذات الطريق وسالت دماءه فراحوا يترضون صاحب الخنزير لما اصاب خنزيره، فقال لهم ذلك الرجل الذي ابقوه على قيد الحياة واصبح أسيراً مصدوماً ومدهوشاً كالمجنون وهو يشهد هذا التصرف والسلوك الارهابي الوحشي.. معلقاً : انا رأيت منكم عجباً.. انكم تسترضون صاحب النخلة على تمرة .. وتسترضون صاحب الخنزير لأن خنزيره اصيب بصدمة.. وترتكبون هذا العمل ..تقتلون هذا الرجل وزوجته.. تقتلون النساء.. فالتفتوا اليه وقالوا له: كان علينا ان نفعل بك ايضاً هكذا.. لكن أتدرى لماذا لم نفعل؟ .. قال: و لم؟.. قالوا: لتذهب الى صاحبكم علي بن ابي طالب وتبلغه.. بأننا ان ظفرنا به فعلنا به كما فعلنا بصاحبك هذا ).. والمدقق في تاريخ الاجرام يمكنه التأكيد.. ان من نتائج هذه الجريمة وتفاعلاتها الانسانية اسفرت عن اصابة المجتمع الاسلامي بصدمة كبيرة نتج عنها تساؤلات عمن يتلبسون بمظاهر التقى ويتسترون بالشفقة على الدين واحكامه .. يقدمون على تنفيذ اعمال اجرامية كهذه بدم بارد .. يقتلون صحابياً مؤمناً .. يمثلون به وزوجته وبقية النساء بالشكل الذي روته المصادر الاسلامية وبعضها يقول ..أن هؤلاء الارهابيين لما قتلوا عبد الله بن خباب وزوجته عبثوا بأجسادهم وقطعوها والقوها في ذلك النهر لهذا فأن هذا الرجل و النساء الاربعة اللاتي كن معه ليست لهم قبور .. لا بل قتلوا الحارث بن مرة العبدي الذي ارسله علي بن ابي طالب للتأكد من اخبار قتلهم ..
اما قصة مقتل الحسين في الطف بتفاصيلها المؤلمة ونقل رأسه وسبي ذريته الى دمشق فهي معروفة وتشكل مفصلا حاداً في منظومة الاجرام تخطت معالمها طبيعة الحدث والوقائع الاجرامية وأسست لشق التكوين الاسلامي وانقسامه المعروف من ذلك الوقت ويستوقفني في هذا الشأن منها ما له علاقة بجزئية مهمة من اجزاء الجريمة البشعة تتعلق بالطفولة تؤكد إن دراما الجريمة تشعبت.. وارتفعت مع أصوات النساء الباكات و عويلهن ، قبل ان يتقدّم لباب الخيمة الحسين لينادي زينب : ناوليني ولدي الرضيع لأودّعه فناولته ولده الرضيع فحمله نحو القوم و هو ينادي يا قوم قتلتم أنصاري و أولادي، و ما بقي غير هذا الطفل، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، لقد جفّ اللبن في صدر أمّه.. لكن حرملة رماه بسهم بسهم فوقع في نحره فذبحه من الوريد إلى الوريد .. ويلاحظ ان منظومة الاجرام تتوسع وتتواصل معالمها مع بقية الخلفاء والامراء في الاسلام.. هؤلاء الذين تحدث عنهم الكاتب والسيناريست المشهور اسامة انور عكاشة في بحث مختصر له بعنوان.. هؤلاء الذين حكموا الدولة الاسلامية.. يذكر فيما يذكر عدداً لا يستهان به من اسماء قادة المسلمين.. (منهم معاوية بن أبى سفيان .. مروان بن الحكم .. عمرو بن العاص.. زياد ابن أبيه .. يزيد بن معاوية.. ) وينسبهم الى حملة الرايات ممن امتهن العهر والبغي بين القبائل العربية .. ويربط بين قسوتهم ونغولتهم.. هؤلاء الذين شكلوا مجموعة قساة تفننوا بممارساتهم وميولهم واصبحوا بتطرفهم ركناً من اركان المنظومة الاجرامية الاسلامية .. التي توسعت تطبيقاتها واصبحت من خلالهم.. مع استعدادهم اللامحدود لارتكاب الجرائم بحق الآخرين الخط البياني اللاحق للإسلام الذي يؤكد ويشير مع الزمن.. الى توسع شبكة الاجرام و ورقعة الجريمة في الاسلام.. توسع جغرافي وانساني.. بدأ بغزو القبائل العربية اولا .. قبل أن يصبح خطراً يهدد اتباع الديانات الاخرى ممن وصفهم بالكفار.. وهنا في هذه المرحلة .. أصبح الفقه الجهادي المستند على نصوص القرآن واحاديث محمد ورواياته الغطاء الشرعي لتبرير الجرائم الأفظع والاشنع .. واكتست منظومة الاجرام الاسلامية بغطاء دموي يبارك الجرائم الجماعية ويتفاخر بها ويعتبرها بطولة ومبتغاً الهياً مباركاً من علياء السماء.. وفرضاً من فروض الدين و واجباً اسلامياً لا مفر منه للمؤمنين بالجهاد في سبيل الله .. هذا الجهاد الذي نقل منظومة الاجرام الاسلامية الى مرحلة متقدمة في الممارسة الدينية واستغلها الحكام المجرمون الذين تواصلوا في ارتكاب جرائمهم بحق الشعوب بذريعة مواصلتهم لنشر الدين وتعاليم الله التي ادت لارتكاب مذابح الارمن والاشوريين وفرمانات متتالية طالت الايزيديين ناهيك عن بقية الجرائم المرتكبة بحق الفرس وغيرهم من سكان آسيا الصغرى وتجاوزها للأصقاع الاوربية .. للبحث صلة
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الرحلة الى الوطن ..4 كردستان الى اين ؟..
-
عن الرحلة الى الوطن ..3
-
قضية شرف في اجواء شباط 1963
-
عن الرحلة الى الوطن ..2
-
عن الرحلة الى الوطن
-
ببلوغرافيا الدم الشيوعي 2
-
رواية حب في ظلال طاووس ملك
-
مسالك الإجرام في فقه الإسلام ..!
-
عزف المرشاوي بالحروف في تقاسيم الوجع
-
مسار الأدب والسياسة في ليلة الهدهد
-
التواجد التاريخي للإيزيديين في سوريا
-
تأملات.. في تشكيل الدولة الكردية المرتقبة
-
مبادرة هامبورغ بين عمق المأساة وآفاق المستقبل
-
تجريم التكفير ثانية.. حوار مع د. صادق البلادي
-
تجريم التكفير .. تحدي لا بدّ من مواجهته!
-
حكاية وليد في زمن الطاغية البليد!
-
ببلوغرافيا الدم الشيوعي
-
تصورات أولية لمستقبل سنجار وسهل نينوى ..
-
تقديرات أولية لخسائر بحزاني وبعشيقة على يد الدواعش
-
هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟..(7)
المزيد.....
-
موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
-
تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد
...
-
قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف
...
-
إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال
...
-
بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في
...
-
وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار
...
-
غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
-
فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
-
الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر
...
-
-تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|