سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 11:59
المحور:
الادب والفن
موشَّح الربيع
(*)
ـــــــــــــــــــ
عَبَرَتْ لي حيث أسهرْ
وأرى شمعاً ندياً يتهادى
وعلى وقع خطاها يتجمهرْ
***
أنتَ تدري
بالذي أطلقَ سري
كنثارٍ من حديث الليل والسُّمّارِ
في أذهانِ جمرِ
***
ذكرياتٌ في يدَيْ أفقيَ تخضرْ
كلما اشتقتُ تساقيني
السنين الخضرَ
حتى رحتُ أصحوها وأسكرْ !
***
ما أنا بالمختفي خلف الثواني
لأُعاني
إنما الوقتُ إذا شاء سينهارُ
بعيداً عن كياني
***
الهمومُ الآن تخبو مثل منظرْ
والمساءُ التفَّ مسدولاً
كما لو راح من كفَّيَ يحذرْ !
***
هو ذا الإنسانُ
مرميٌّ وراءَ الظَّهر،
يمضي، يتخبَّطْ
في بحيراتٍ من الـ ( لا حلمَ )
يعلوها ويهبطْ
ما عدا : بينَ
غيومِ الصبحِ
يُلقي نظرةً عجلى على حيراتهِ
سربٌ من البطْ
***
رغبةُ الإنسان دوماً تتبخَّرْ
ما عدا الأصداء تبقى تحتَ مِجهَرْ
***
كلُّ ما اشتقنا له ظلٌّ وسيعْ
من براءاتٍ كما يثغو قطيعْ
غيرَ أنَّ الوردَ إنْ كان صناعياً
فما ذنب الربيعْ ؟
***
مثقلٌ غصنيَ بالأصوات
حيث الثَمَرُ اليانع يهوي، يتغجَّرْ
هكذا العصفورُ يتلو قصتي
مُتَّخِذاً كتفيَ مِنبرْ
***
في مدى عينيك
يحتار الكلام الحلو،
يسترعي نسيجَهْ
وإذا الراهن لا يُلقي هنا إلا ضجيجَهْ
قطفتْ تقطِفُ قطفاً، والنتيجهْ !؟
***
لا تُحاججْ مَن يمدُّ القلبَ للسنبلِ مَعبرْ
وإذا باهيتَني اليومَ بأوهامٍ
فيبقى الشعرُ عنواني وذا قلبيَ أسمرْ !
--------------------------------------
(*) : الموشح هنا هو الثامن من ديوان جاهز للطبع يحمل عنوان
موشحات برلينية،
ويحاول أن يجتهد في الشكل والموضوع
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟