حصاني مدلل

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    

قضية كركوك أصبحت حديث الساعه وأثارت ردود أفعال مختلفه في الشارع العراقي شأنها بذلك شأن أي قضية أخرى يكون للفرقاء فيها أرائهم , ومن الطبيعي جدا في وضع العراق الحالي أن تكون أراء العامه متشنجه موتوره لاتقبل المهادنه والتقارب , فهذه المدينه التي وِضعَتْ ماده دستوريه لحل إشكالياتها شهدت العديد من التداخلات التي عقدت المشهد وجعلت الماده 140 تتحول الى لغم خبيث يُنذِر بتفجير الوضع بدلا من التهدئه .
مايجري الأن من تأزيم نتج أولا عن التأخير في تطبيق محتوى تلك الماده وثانيا عن عمليات تهجير تم ترتيبها لصالح مكون بعينه مما جعل تطبيق محتوى النص الدستوري يُلحق حيف واضح إذا ما تم تنفيذه .
إن مجرد وجود صراعات داخل بلد ما على حدود جغرافيه لمدن تابعه له يشكل دليل قطعي أنه بلد ممزق لاتوجد أي رابطه وطنيه فيه , فلو كانت هناك رؤى وطنيه لدى أطراف العمليه السياسيه لتم تجاوز العديد من إشكاليات اليوم حول هذه المدينه .
الخطر الداهم ليس بإلحاق هذه المحافظه بإقليم كوردستان . بل هو ماينتج عن تربص تركي واضح حول مايثور من غبار سيشكل سترا للأذرع التركيه الخفيه التي تلعب دور خطير بالداخل العراقي وسيمنحها فرصه تبني مكون هو ألطرف ألأضعف حاليا في حلبة الصراع (التركمان) بحجة مابينهما من روابط قوميه وهي ذات الحجه التي يطالب فيها الكورد بضمها للأقليم بإعتبار سكانها بأغلبيتهم من الكورد وهو ربما واقع حال في هذا الوقت بعد أن تم تهجير العديد من العرب خارج حدودها وإسكان عوائل كورديه بدلا منهم .
تشبث الكورد بهذه المدينه وإنزال العلم العراقي ورفع علم الأقليم جاء في وقت غير مناسب تماما , فمن غير المعقول أن يكون البلد منشغل بحرب طاحنه ضد الأرهاب الذي يستهدف الجميع وتجد من يستغل هذه الحرب كفرصه سانحه لإملاء شروطه وهو يدعي إنه جزء من الوطن .
واضح جدا أن السيد مسعود البارزاني هو رأس الحربه بمطلب ضم كركوك , وقد أوهم نفسه بذكاءه وفطنته متصورا أن تركيا التي أستقبلته إستقبال الرؤساء ورفعت علم كوردستان الى جانب العلم العراقي في إستقباله راضية عن مطلبه وإن إسرائيل تبارك له مايُريد ... هو لايعرف إن حاله بينهما يشبه حال حصان المرحوم ساير حين عرضه للبيع قائلا : (حصاني مدلل بالنهار يتمشه بالولايه وبالليل بين الشط والزرع ) .. فعرف جميع أهل (الكار) إن ذلك الحصان متعب بما فيه الكفايه ولايستحق أن يُدفع به أي ثمن لأن (فرة الولايه) معناها يجر عربة حمل نهارا (وبين الشط والزرع) تدل على أنه يسحب الناعور ليلا ... وإن إدعاء ساير بأن (حصانه مدلل) كذبه لاتمر .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات