حزب -دعم- يرشح عمالا للكنيست
اسماء اغبارية زحالقة
2006 / 1 / 21 - 10:18
مبادرة هي الاولى من نوعها في الوسط العربي، يقدمها حزب "دعم" باقتراحه تشكيل قائمة للكنيست، مؤلفة من رفاق في الحزب وعمال بناء وعاملات زراعة وشباب مؤطرين في اتحاد الشبيبة العمالية. وجميع هؤلاء اعضاء ملتزمون في جمعية معًا النقابية، مما يعكس العمل الميداني الملموس الواسع الذي يقوم به حزب "دعم". ترحيب العمال بالفكرة وقبولهم باقتراح الترشيح، هما رسالة واضحة مفادها ان العمال بدأوا بحمل مهمة الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم على عاتقهم، والتي اصبحت مهددة اكثر من اي وقت مضى، خاصة على ضوء فشل جميع الاحزاب في اداء هذه المهمة.
انها رسالة امل، تشحذ الهمم والعزائم لمواصلة عملية بناء القوة العمالية، ضمن اطار حزب عمالي جماهيري قادر على فرض موقف الطبقة العاملة على الساحة السياسية. وهي عملية تحولت الى نشاط يومي يدأب عليه الرفاق في حزب دعم من خلال النشاط النقابي في جمعية معًا، سواء بالدفاع عن حقوق العمال والعاطلين عن العمل المتضررين من خطة ويسكونسين التي تعمق البطالة والفقر، وكذلك من خلال فتح اماكن العمل المنظم امام اكثر من الف عامل بناء وعشرات العاملات في الزراعة وبناء اطر ثقافية سياسية للشباب العمال.
وانسجاما مع هذا الموقف قامت لجنة مكونة من عناصر حزبية ونشيطة في معًا، باختيار المرشحين من العمال والعاملات والشبيبة من مختلف مناطق نشاط الجمعية، ومنها كفر قرع وام الفحم والناصرة وكفر مندا وسخنين، وغيرها. كما تقرر تخصيص المكان الرابع في القائمة، بعد رفاق ثلاثة حزبيين، لاحد العمال المعروف بالتزامه واخلاصه للاطار النقابي. هذا وقد انطلقت الحملة الانتخابية للحزب، فاجرى عدة حلقات بيتية شرح فيها فكرته بناء الحزب العمالي، والتي لاقت اقبالا وحماسا منقطعي النظير. فيما يلي مقتطفات من مقابلات اجريت مع بعض المرشحين حول تقييمهم لاقتراح دعم تشكيل قائمة عمالية، وموقفهم من الحاجة لبناء حزب عمالي.
منير قعوار: "صوتك للحزب الذي يخدمك"
منير قعوار (63 عاما) هو عضو في جمعية معًا للسنة الرابعة، رئيس فرقة عمال بناء من كفر قرع: هناك حاجة ملحّة لتنظيم حزب خاص بالعمال، فانا مع ان يرفع العمال رؤوسهم ويعملوا على ضمان كرامتهم. اقتنعت بجمعية معًا وحزب دعم الذي شكّلها، لاني اومن بان العامل يجب ان يكون محترما، وجمعية معًا تحترم العامل وتناضل من اجل ادخاله الى مكان عمل في البناء او الزراعة.
"انا اصوت لمن اعمل معهم، ومستعد ان اضع اسمي لمصلحة عامة، حتى يتشجع الباقون. انا لا اخشى مرشحي احزاب اخرى، فجميعها تركض وراء مصالح وتستغل الانتماءات العائلية لحصد الاصوات. ولكن الحقيقة ان احدا لن يحل مشكلتك، وعليك ان تعلم من الحزب الذي يخدم مصلحتك كعامل، وان تصوت من اجله. انا مقتنع بهذه الطريق، واومن ان تصويت العمال لقائمة عمالية امر لا بد منه، فإن لم يقم العمال الذين يعملون مع الجمعية بالتصويت لحزب دعم فمن الذي سيدعمه؟".
عبد المنعم خطيب: "تمثيل عمال بالكنيست حاجة ملحّة"
عبد المنعم خطيب (36 عاما) من الناصرة، رئيس فرقة عمال بناء وعضو معًا منذ عامين: "هدف الحزب ان يكون تمثيل للعمال في الكنيست، هدف جدا مهم. خاصة اذا ربطناه بالاحداث الاخيرة التي تم فيها سلب حقوق العمال من خلال سن قوانين في الكنيست. وهناك احتمالات ان يتم سن المزيد من القوانين الجديدة التي تقضي على ما تبقى من حقوق العمال، لذا لا بد ان يكون لنا تمثيل داخل الكنيست. صحيح ان جمعية معًا النقابية تناضل ضد هذه السياسة ولكن يبقى الامر جزئيا ولا بد ان يكون حزب لتكون المواجهة اكبر بكثير. حزب عمالي في الكنيست يمكنه مثلا ان يقدم اقتراحات قوانين تعارض القوانين المجحفة بحقوق العمال، وبامكانه ان يقدم اقتراحات تحسن من وضع العمال، وهذا سيكون دور ممثل الحزب في الكنيست.
"الاحزاب الموجودة مهددة بالزوال، وهي لم تثبت نفسها ولم تقدم اي انجاز يقنع الناس والعمال خصوصا بالاستمرار في التصويت لها. ولذلك فان كون المرشح عامل من العمال، وجزء لا يتجزأ من قضيتهم يُشعر العمال انهم يرشحون واحدا منهم يعيش قضاياهم ولذا لن يبتعد عنهم.
"قرار الحزب ترشيحي في قائمته، جعلني اعتبر نفسي جزءا من المهمة، وهي ان نصل الى وضع يستطيع فيه العامل مستقبلا ان يكون في وضع من القوة السياسية التي تسمح له بتحصيل 90% على الاقل من حقوقه".
وفاء طيارة: "التطبيق الفعلي لمساواة المرأة بالرجل"
وفاء طيارة (34 عاما) من كفر قرع، عاملة زراعة، ام لاربعة اطفال، عضو معًا منذ عام: "ترشيح عمال في القائمة الانتخابية هو قمة الديمقراطية، فالحزب لم يسع لفرض نفسه على العمال. الجميع ينظر للطبقة العاملة كناس بسطاء، ولكن دعم ينظر لهم نظرة احترام وثقة وايمان بان العمال يمكن ان يتقدموا ويقدموا، وذلك على اساس انهم الطبقة الاكبر في المجتمع. اقتراح إشراك عمال في القائمة يعطينا القوة والشعور باننا موجودون، واننا نستطيع ان نترك بصماتنا على القرار السياسي ونطرح جدول عملنا كعمال.
"ابدا لم احلم في الوصول لترشيح من هذا النوع. هذا اكد لي انني اخترت الحزب الصحيح، لانه قدّرني كامرأة عاملة. اعجبت بافكار دعم ومعا، وشدني بالذات التطبيق الفعلي لمساواة المرأة بالرجل. للنساء قضايا خاصة بهن لا يمكن ان تطرحها الا المرأة، ومعروف ان المرأة العاملة العربية تعاني مشاكل كبيرة، مثل قلة فرص العمل والتعليم. مشاركتي في القائمة كامرأة يعطيني دفعة للامام ويثبت انه بامكان المرأة العاملة ان تتقدم، ان تبني قوتها وشخصيتها وثقتها بنفسها.
كيف تقنعين آخرين بالتصويت لدعم؟ "دعم هو الحزب الذي ملأ الفراغ. الطبقة العاملة هي الطبقة الكبيرة في المجتمع ولا احد يمثلها سوى حزب دعم اليوم. الكثير من الفرص اعطيت في السابق لاحزاب ولكنها فشلت، اقول للعمال دعونا نعطي فرصة جديدة لحزب اثبت نفسه على الساحة مع العاملات والعمال والشبيبة، وصارت له كلمته وبدأ يُعرف في القرى والمدن.
"دعونا نعطيه الفرصة ليمثل الطبقة العاملة التي ظُلمت على مر العصور مع انها هي التي تبني المجتمع ويصل الارستقراطيون على حسابها الى المراكز العليا. دعونا نعطيه الفرصة فنحن الذين كوّناه فلنكن معه، لنتوقف عن اهداء اصواتنا للاحزاب تعمل بها ما شاءت لمصالحها، ولندعم حزب "دعم" الذي نشهد بالمساواة الكاملة بين اعضائه".
مالك مراد: "الحزب العمالي وحده ينقذ المجتمع من التشرذم"
مالك مراد (37 عاما) من كفر مندا، النقابي الاول من العمال في جمعية معًا، نشيط في الجمعية منذ انطلاقتها في مجال تنظيم عمال البناء عام 2002: "رأيي ان هذه خطوة ايجابية نحو بناء حزب عمالي بحت، يمثل العمال ومصالحهم خاصة انه ليس هناك حزب من هذا النوع. هذا الامر يمنح العمال الثقة بالنفس، وهو امر غير موجود في بقية الاحزاب التي تخيم على اجوائها الصراعات على المناصب والمصالح الشخصية.
للعمال مصالح مشتركة تمثل الطبقة العاملة برمتها، وهي بعيدة عن الصراعات الطائفية والحمائلية والعشائرية. فقط حزب عمالي من شأنه انقاذ المجتمع من التشرذم والظواهر السلبية التي تضرب بمجتمعنا جراء البطالة وظروف الاستغلال والاستهتار بالعمال. ولا احد يعي هموم العمال والطبقة العاملة اكثر من العمال انفسهم. ممثل عنهم سيعبر عن مصلحتهم بالطريقة الانسب".
ابراهيم ابو خاطر: "عمال دون حزب كالسمك بلا ماء"
ابراهيم ابو خاطر (27 عاما) عامل بناء، عضو معا واتحاد الشبيبة العمالية للسنة الرابعة، من كفر قرع: "كما ان العمال لا يمكن ان يتقدموا دون الحزب، كذلك العكس صحيح. الحزب لا يمكن ان يتقدم دونهم فهو يعرف من خلالهم، وهم الذين يقومون بدعايته الانتخابية. الحزب بحاجة للعمال والعاملات والشبيبة ليس فقط ليدخل الى الكنيست، انه يسعى لامر اكبر من ذلك وهو بناء نفسه كحزب للعمال.
"يجب ان يكون هناك حزب للعمال ليتحدث باسمهم ويقول ما يريدونه بالضبط، ويطالب بحقوقهم وعلى رأسها الكرامة. فالعامل ليس آلة تعمل وتعود للبيت، بل كرامته اهم شيء، واذا توفرت هذه، بالامكان حل كل مشاكله. اذا حصل على حقوقه يمكن ان يكون متساويا مع الموظف العادي في نظر اهله، والاب في نظر ابنائه فلا يخجلوا منه انه عامل.
"نحتاج الحزب لانه ليست هناك جمعية الا وكان وراءها حزب. فالحقوق تقررها السياسة، ولا يمكن ان يكون هناك عمال بلا حزب كما لا يمكن ان يكون سمك دون ماء. ودعم هو العنوان الوحيد للعمال، اما حزب الهستدروت فلم يفعل شيئا. لقد تمكنت من خلال معا من ايجاد مكان عمل على مدار اربع سنوات، حصلت خلالها على كامل حقوقي. ترشيحي للقائمة اشعرني بان لي قيمة وهدف اعمل من اجل تحقيقه، ان اتقدم باسم العمال".
ابراهيم زحالقة: "بدأنا التجنيد ولاقينا تجاوبا"
ابراهيم زحالقة (62 عاما) عامل بناء من كفر قرع، عضو جمعية معًا منذ اربع سنوات: "القائمة العمالية هي اقتراح جيد جدا، تزيد حماس العمال للتكاتف وتجنيد اناس لتأييدهم وتأييد قائمتهم. ترشيح عمال، وليس فقط متعلمين، لقائمة انتخابية يُشعر العمال بان لهم قيمة، وان هناك جماعة تدافع عنهم وتمثلهم. انا سعيد بالثقة التي مُنحت لي وفخور، وآمل ان نتمكن من تقوية القائمة ونجند اكبر عدد من المصوتين. نحن في كفر قرع بدأنا التجنيد من اليوم، واعلمنا الكثيرين بنيّتنا الترشح ورغبتنا في ان يصوتوا لنا ولقينا تجاوبا جيدا.
"قيام حزب خاص للعمال مثل دعم صار امرا ضروريا، فانا لا ارى حزبا يدافع عن العمال ويعمل بينهم ولاجلهم. حزب دعم وجمعية معًا هما الوحيدان اللذان يضعان اليد على موضع الوجع، خاصة بالنسبة لتحقيق حقوق العمال او فتح اماكن عمل منظمة لهم. دعم ومعا يشعران بما يشعر به العامل، ويهتمان بهمومه واولها البحث عن لقمة عيشه وحقوقه الكاملة.
كيف تقنع الناس بالتصويت لدعم؟ "بالتجربة الخاصة. فانا مثلا كنت عاطلا عن العمل، وكنت اتوجه للاعمال المقترحة في الصحف، ولكنهم كانوا يرفضوني لتقدمي في السن او لاني عربي. من خلال معًا وجدت مكان عمل دائم، وعندما كنا ننتهي من مكان عمل تسعى الجمعية لايجاد مكان عمل فوري بديل".
وليد ابو واصل: "تمثيل عمالي لتغيير سياسة البطالة"
وليد ابو واصل (41 عاما) رئيس فرقة عمال بناء من كفر قرع، عضو في الجمعية منذ عامين: "اقتراح ممتاز ان يترشح العمال للكنيست. فالعمال مهمشون ولا احد يطالب بحقوقهم ومطالبهم. البلاد تشهد تغييرات واحداث مهمة ولا نسمع للعمال صوت ولا يدافع عنهم احد، لا بد ان نوقف التجاهل بحقنا ونمثل انفسنا بانفسنا بشكل رسمي. لا يكفي ان تكون لنا جمعية بل نحن بحاجة لحزب وتمثيل في الكنيست، هناك تتخذ القرارات بتنفيذ سياسة استيراد واستعباد العمال الاجانب الامر الذي يسبب اهمال العمال المحليين مما يعمق الفقر والبطالة. وجودنا في الكنيست يمكنه ان يغير هذه السياسة. العامل لم يوجد للعمل فقط، بل لا بد ان تكون له كلمة مسموعة وموقف في هذه الدولة. تحدثت مع كثيرين بشأن الانتخابات والمس ثقة كبيرة وايمانا بالجمعية واهدافها، وانا على يقين ان نشاط الجمعية الميداني سيقود الى انجازات في الساحة السياسية ايضا".
نسيم منادرة: "نحو بناء القوة السياسية العمالية"
نسيم منادرة (27 عاما) عضو جمعية معًا من الناصرة: "ترشيح عمال هو اقتراح جيد جدا لانه يدعم العمال من كل النواحي حتى نفسيا، يقرّب الحزب من العمال ويزيد الاحتكاك بهم ويلمس وجعهم بشكل مباشر. كان هذا موجودا في الحزب الشيوعي ولكن هذا تلاشى مع الوقت، ولم يعد احد يهتم بمصالح العمال وقضاياهم. في دعم ارى الاهتمام بالعمال في كل جوانب نشاطه، وهذا ما جذبني للحزب. انا نفسي كنت عاطلا عن العمل لمدة شهر ونصف، ولم يسأل عني احد. فقط من خلال معا تمكنت من العثور على مكان عمل مع كامل الحقوق.
"لا بد ان يكون هناك حزب عمالي، فهذا موجود في كل دول العالم الا في اسرائيل. "حزب العمل" هو بالاسم فقط، بينما لا يتوجه للعمال ولا يتطرق لمصالحهم على الاطلاق. في رأيي دعم سينجح لانه تمكن من وضع اليد على المفتاح الرئيسي وهو انشغال العمال بالركض وراء الرغيف ولقمة العيش. بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة، لم تعد السياسة مهمة للعمال لذلك من المهم في هذه المرحلة تدعيم العامل وتوعيته لحقوقه في العمل، وتنظيمه في مكان العمل ثابت ومنظم، وذلك تمهيدا لتنظيم الطبقة العاملة وبناء قوتها السياسية.