|
السياسي والراقصة... 2017
الجيلاني خضر
الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 22:04
المحور:
كتابات ساخرة
أحداث وشخصيات هذا النصّ وحي من الواقع، محاولة في البحث والتدقيق والربط بين حادثة تاريخية جمعت رئيسا وراقصةً في السبعينات، وبين حادثة وليدة، وقعت بين عون أمنٍ ومواطنٍ في مركز أمن... خيطٌ رفيعٌ وصَل بين الحادثتين، بين الفكرتين، بين العقليتين... في الجمهورية الأولى والثانية. الكلّ حلم بالثورة، وقال سرًّا وعلنًا بأنّ أحوالنا وعقلياتنا ستتبدّل يومًا. أمّا عنّي، فقد نزل الستار، أُعلنها الآن صراحةً، فقدتُ الأمل في بلد يعيش أبناءه بعقلية النهب والسلب، "ناكل لڤمة" و"القش يا فرير" و"مصطلح المنجاج"... لستَ في حاجة كبيرة للذكاء والفطنة لتعرف الأسباب والمسببات، ولا أن تتبيّن الخيط الأبيض من الاسود. قصّة من ألف، تكون قطرة من فيض ليتعرّى الواقع المرّ وتنكشف اللحظة المظلمة التي نتخبط فيها. حكايات متتالية، تترابط في مضمونها، تُلقي بضلالها علی البدايات والنهايات، وأصل البذرة التي زرعتها ستحصدها أنت بأمّ يديك في موسم الحصاد. تذكّر معي، زهرة لمبوبة، تلك الراقصة الفاتنة في زمن وصفوه بالجميل، زمن تونس المجاهد الأكبر، مُستُأصِل القمل من فروة شعبه، زمن الراقصة والسياسي: مرحبا بك في بلاد "يا سيد الأسياد يا حبيبي بورقيبة الغالي"، مؤسّس الدولة المدنيّة ومحرّر المرأة ومحدّث الإسلام. وا عجبي! بعد عقود، ينكشف المستور، السياسي عاش الصخب وأهدی الراقصة "زهرة لمبوبة" مسدسا تحمي به "حزامها" من الشغب والشعب السكران. ما هذا الخداع والأقنعة والكذب... رئيس دولة غير منتخب، يسلّح راقصة في أيّام أكل شعبه فيها الخشب. ونهاية الحكاية، بدايتها... حتى تأتينا اليوم ذروتها، ويكتمل المنهج "العريق" رغم اختلاف الأساليب. من الطبيعي أن تنتهي صلاحية جواز سفرك بعد خمس سنوات. ما العجيب؟ ما الغريب؟ تتوجّه إلی مركز الشرطة لتجديد الجواز، كأيّ مواطن صالح، فجأة تصبح طالحا، يدخلك الشكّ بأنّك مجرم "طايح"، عندما تكون متأكّدا من التوقيت الإداري في بلدك وتكون أنت في مركز الأمن أثناء توقيت العمل. يقول لك العون عُدْ على الثالثة ظهرا، بتعلّة أنه يريد أن يأكل "لقمة"، فاعلم أن شيئا يطبخ في الأفق. تذهب مرّة فمرّتين فثلاثة… "الوثائق منقوصة". الأوراق كاملة، وأنت متأكّد .واعجبي على بلاد "المنجاج". بعد ثورة قامت من أجل داء في العقول ومرض في النفوس تكتشف في لحظة صادقة أن الوباء زاد تفشيا وتغلغلا، حتّی في الأجسام. عندما تخسر كل أفكارك وأحلامك وطموحاتك من أجل أن تفتكّ منك علبة سجائر من النوع الرفيع "ميريت"، وأنت تدخّن سجائر الشعب "ليجار"، سجائر 20 مارس، تاريخ استقلال أتى به سياسي "الحزام". تفتكّ منك العلبة الرفيعة، حينها اعلم أنّك تعيش في ماخور... مرارة وحرقة وألم، هذا ما ستحسّ به عندما تمدّ له السجائر. تتصوّر في لحظة أنّك أنت السيجارة وهو الملك. "كل قلوب الناس جنسيتي... فلتسقطوا عني جوار السفر"، قالها درويش ومات دون جواز. ما العلاقة بين القصة الأولی والثانية، السياسي والراقصة، والشرطي والسيجارة؟ ما هذا؟ لماذا؟ عشق أم انتقام؟ أم نحن السبب... ردّد مع المجاهد "الصدق في القول والإخلاص في العمل"... واترك من أعطى السجائر الرفيعة يقول لا صدق ولا قول ولا إخلاص ولا عمل... والله أكاد أجزم أنّك أنت السبب. يقول القدامى العبرة في الخواتيم، أمّا هنا العبرة لا في البدايات ولا في النهايات... الفوضى تسود والضباب يقتل أشباه المواطنين، أنصاف رجال حكمت لعقود وأرباع رجال كانت وفيّة للأعراق. صبرا بشع لشعب يعيش ليشبع بالعجب!
#الجيلاني_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|