كريم اعا
الحوار المتمدن-العدد: 5436 - 2017 / 2 / 18 - 19:15
المحور:
الادب والفن
بؤس في بؤس.
في جلسة ممتعة مع أحد اﻷصدقاء غصنا بعيدا في الذاكرة، واستحضرنا تاريخ البلد واﻷجداد، وسير من مروا هنا. تحدث عن مرحلة كان محراب المسجد قبلته وكيف كان يواظب على صلاة الفرائض والنوافل وما لا يتصوره عبدة الله الجدد. تحدث عما أصبح يعيشه مع قوم لم تكن تربطهم بالعقيدة أية عقدة حين كان مريدا مخلصا، وكيف صاروا اليوم دعاة يدعون له بالهداية والالتحاق بصفوفهم. تذكر بحرقة المثل الدارج، أجي يا ما نوريك دار خوالي.
عرجنا على صور الشقاء الذي يصبغ الواقع المر لشخوص لا تعرف من الحياة غير الكدح والعمل الذي لا يتوقف. صورة شيخ يجلس أسفل سور الإيغرم لا تريد مغادرة ناظريه. تذكر كيف فتح الجراب وأخرج منه إبرة وخيطا، وكيف جاهد ليدخل اﻷخير في السم بعد محاولات عدة فاشلة. مشهد الشيخ وهو يرتق شقوق وتجاويف قدميه، والتي صارت مصدر ألم عندما يسير في الممرات وفي حواشي الحقول، أصاب عقله الصغير بالذهول.
نعم يا سادة. لقد كانت أقدام الرجال والنساء تتشقق لدرجة تتطلب رتقها. ويحكى أن شخصا صارت تشققات كعبه ملجأ لحبة قمح. سكنت هناك حتى بدأت مرحلة اﻹنبات والبحث عن نور الشمس.
إنهم عبيد نظام الاستغلال والقهر، أبناء الشعب الكادحين الذين لا يعني الوطن إليهم غير العمل من أجل البقاء.
#كريم_اعا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟