عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 04:10
المحور:
الادب والفن
أخر وصايا الرحيل
لأني حزين ولا أعرف الغناء
قررت أن أشارككم الفرحة
وأدع كلبتي البريئة تغني بهدوء
وسط هذا الضجيج
بالله عليكم
أنصتوا
هل سمعتم لحنا كهذا
إنها أخر أنشودة صامتة
تشتمكم وأنتم سكارى
***
لا يهم أن تكون كأسك مملوءة بالخمرة
ولا أنت تكون أكثر أناقة
ولا تحتذي أخر صيحات الموضة
المهم
أن لا تكون كلماتك عاهرة
مخمورة
معروضة دوما لأن تنكح أمامك
وأنت ترفع نخب الأنتصار
****
في وطن السادة والعبيد
من العار أن تكون الوسيط
ومن العبث أن تكون فيه
المثقف
ومن العيب أن تحزم حقائب لتلتحق
بالفارين
ومن السخف أن تجادل عن معنى حرية
عليك فقط أن تحتفظ بأقلامك والورق
لترسم قصائد
تحمل السلاح
لتحمي بقية الأموات الذين لم تتهيأ لهم
فرصة
أن يلتحقوا ببطن الأرض
****
كلبتي
وأوراقي وأعقاب السجائر الرخيصة
وَثَمَ كتاب لا يقبلُ أن يرافقني
خوفا من الأغتيال
هي أخر وصايا العهد
لك يا ولدي
عندما تستلم جثتي من المشرحة
أسمع ما تقول هذه الكلبة
ودعها تغني على قبري
أرجوك فقط أسمع لعينيها وهي تنشج بالبكاء
الذي لا تعرفونه
حذاري أن يدنس قبري رجل دين
ففي الوصايا المقدسة قرأت
أن الكهنة هم من يرسلون الناس للجحيم
***
دعني في قبري
وأزرع شجرة لها جذور عميقة
حتى تسقي ظمأي
كلما تذكرت حاجتي للدموع.
***
إنها ليلة كئيبة جدا
حين يغيب المطر
وينزوي القمر
في خلوة يستريح
من مشاهدة بعض الوجوه.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟