انظمة حكومية ام عصابات بلطجة!!!

كاثرين نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

اعتزر عن الغياب الطويل و الانقطاع عن الكتابة، و لا لم يصبنى اى ازى ولم تلحقنى أيدى مهدديين الحياة و مبيحين الدماء و شاربي كؤسها بأسم و فى صحة و حضرة الباري، و لا لم يلاحقونى مكمميين الافواه و مكبليين أيدى الحرية، و لكنى كنت اتابع الأخبار العالمية عبر التلفاز و الصحف اليومية و المجلات وخصوصآ ما كان يحدث بقضية اللاجئين السودانيين بمصر، و يضنينى ان أشاهد مذبحة ابناء وطنى على يد قوات الشرطة المصرية بتواطوء كامل من المفوضية السامية لشئون اللاجئيين بالقاهرة، التى تبنت فى عام 1954 المفاوضات الرسمية و تقديم الحماية لطالبيين اللجوء بصفة عامة، و من بينهم اللاجئيين السودانيين الذين فروا طالبين الحماية من الحرب الأهلية الطاحنة بالسودان فى كل أنحائة، و لا و لن يغيب عن اذهاننا ما حدث فى دارفور وهى أسوأ مأساة إنسانية شهدها العالم، و الحروب المسلحة الجارية فى شرق ووسط السودان، و حكومة باطشة منتهكة لأبسط الحقوق الأنسانية، تاريخها ملئ بالدماء و بقضبان السجون و التعذيب البشع . كل هؤلاء فروا أملين فى حياة يتوفر بها ابسط احتياجات الانسان، و هى الحياة بأمان و كرامة.

لقد قرر اللاجئيين السودانيين يوم 29 سبتمبر الماضى الاعتصام بحديقة البؤساء بالمهندسين تعبيرآ عن أعتراضهم لحقوقهم المنتهكة، و بطريقة سلمية و حضارية لم يرتكبوا مخالفة واحدة لقوانين الدولة المصرية المضيفة، و كانت مطالبهم تتلخص في الاتى: منح كافة ملتمسى اللجوء السودانيين الحماية المؤقتة، إعادة فتح الملفات المغلقة و أعادة النظر بها، و تسريع إجرائات إعادة التوطين، حيث تم إغلاق باب التوطين بمصر منذ عام 2003 نسبة لتزايد عدد اللاجئيين و عدم أمكانية الحكومة المصرية لآستيعاب المزيد من اللاجئين السودانيين. فبعد أصدار قرار توقف إعطاء اللاجئين السودانيين حق المواطنة بمصر، كان يمنح لهم بطاقة لحمايتهم من الترحيل الفوري فقط، فمطلبهم بأعادة التوطين في دول أخرى من الدول التى تستقبل اللاجئين طبقآ لإتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين، هو مطلب نضالى دفاعآ عن حقوقهم التى هدرت بموافقة المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالقاهرة و بموافقة الامم المتحدة .

هؤلاء الأسر المشردة من وطنها من بينهم نساء لا تعلم مصائر أطفالها أو أزواجها، و أطفال لا يعرفوا شيئآ عن
مصائر أسرهم و شباب لا يجد غير مستقبل ملئ بالدماء و قضبان السجون، ملتمسين حياة أمنة و أنسانية. اذ يفاجؤا و نحن معهم يوم 30 ديسمبر 2005 بتعرضهم للقتل و الإصابة و الإعتقال و إلإهانة على يد قوات الشرطة المصرية و بتواطوء كامل و مخجل من المفوضية السامية لشئون اللاجئين مكتب القاهرة، و المجازر و الجرائم الوحشية تستمر على يد عصابات البلطجة الحاكمة لنا و العالم يتابع فى صمت، و ليس لى إلا ان ازرف الدمع!

#كاثرين_نجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات