الحرب الشعبية في الهند : من جيش عصابات التحرير الشعبي إلى جيش التحرير الشعبي
تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين
2017 / 1 / 18 - 04:41
الحرب الشعبية في الهند : من جيش عصابات التحرير الشعبي إلى جيش التحرير الشعبي
يناير 16, 2017 C. Kistler
حوار مع “غاجارلا رافي” ، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي ( الماوي) القيادي في ” دانداكارانيا ” و المنطقة الشرقية .
كان يعتقد موته بعد هجوم قوات السلوقيين (*) على منطقة مالكانغيري في أكتوبر والذي أسفر عن سقوط 33 من كبار القادة الماويين و أفراد المجموعات ، حتى أن العديدين أرسلوا تعازيهم في وفاة غارجالا الملقب ب “غانيش” ، لكن بعد زيارة مجلة “ذا ويك” (الأسبوع) للمنطقة الحرة دانداكارانيا وجدناه يجول الغابة للإشراف على نشر قوات في أعقاب الهجوم ، وبمعية حلقة حماية من خمسين مقاتلا متقلدا سلاح ” أك -57 ” وحزامي ذخيرة حول صدره و خصره .
هو أحد أفضل الاستراتيجيين العسكريين للحزب ، وأحد المطلوبين بشدة لدى ” وكالة التحقيقات الوطنية ” ( المعروفة اختصارا ب NIA ) ، و أحد إيديولوجيي الحزب ، و قد كان موجودا في مالكانغيري ساعة الهجوم جنبا إلى جنب مع عضو المكتب السياسي راما كريشنان. ولكن، وذلك بفضل حراسة أمنية مشددة، تمكن غانيش و كريشنان من الفرار . أجبرت كريشان ظروفه الصحية على نقل القيادة لغانيش بإلحاح من الحزب ، بالإضافة إلى أن الهجوم كشف هفوات من جانب الماويين ، و الآن أخذ غانيش في إعادة بناء المنطقة عبر تجنيد أعضاء جدد ونشر قوات ، وهو المعروف أيضا بقربه من قائد الحزب غاناباثي و كذلك من الرجل الثاني في القيادة براشنثا ( كيشان )، و قائد الجهة الشرقية للمنطقة . كان إخوته الثلاثة الراحلون أيضا ماويين . طالب هندسة ، غادر الجامعة والتحق بالجناح الطلابي لمجموعة حرب الشعب ، وأصبح مقربا من غاناباثي بعد اختباء هذا الأخير الذي درّبه ليصبح منظّرا و خبيرا عسكريا في آن .
خرج غانيش و راما كريشنان من السرية سنة 2004 لإجراء محادثات مع حكومة أندرا برديش التي كان يقودها آنذاك الوزير الأول راجا سيكارا ريدي ، و قبل ذلك بعام ، كان غانيش يخطط لاغتيال تشاندرا بابو نايدو .
غانيش مصاب بالسكري و يحمل معه الأنسولين دائما ، جند مؤخرا عددا كبيرا من الشباب و الشابات و انتدبهم في مالكانغيري،و رغم تردّده في البداية فقد وافق لاحقا على إجراء مقابلة مع (الأسبوع) وطلب منا الذهاب إلى قرية ( لن يتم الكشف عنها ) واعدا إيانا بموافاتنا في غضون نصف ساعة ، و قد حافظ على وعده و أمر بجلب الحليب و تحضير العشاء ( شاي و خضروات ) ، فرشت حصيرة فوق أرض طينية لكوخ و انتظم رجاله في حلقات حماية من أربع مستويات حول الكوخ ، و أجرى مقابلة حرّة مع (الأسبوع) محتسيا الحليب في انتظار تحضير العشاء ، و أقر خلال الحديث بأن الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي) يمر بأيام صعبة جعلته يفقد أغلب قيادييه و حلقاته العليا التنظيمية ، و يعتقد أن بإمكان الماويين التعافي والعودة مجددا .
مقتطفات :
تزعم الحكومة أنكم تعانون أسوأ النكسات منذ التأسيس على أيدي قوات الأمن .
صحيح إلى حد ما ، ولكن ليس في المنطقة الحرة ، حيث ندير حكومتنا ، لم نعد ننهج حرب العصابات و نردّ فقط عندما يتمّ الهجوم علينا ، في 2007 قرّرنا في مؤتمر حزبنا الأخير أن نحوّل “جيش عصابات التحرير الشعبي ” جناحنا العسكري إلى “جيش التحرير الشعبي” ونحن أيضا نضغط من أجل توسيع نطاق حدودنا خارج معاقلنا.
هل سيؤدي التخلي عن حرب العصابات إلى تبني النموذج الصيني لجيش التحرير الشعبي ؟
أجل ، كما فعل جيش التحرير الشعبي في الصين ، سيقوم الجيش بالتحرك عند الحاجة كما سيكون غالبا جيشا للقواعد المتحركة .
تقول أنّكم تسيطرون على المنطقة الحرة ، و لكنّكم هنا ، في ماكلانغيري واجهتم أحد أسوأ الهجمات في الآونة الأخيرة .
أنت الآن جالس في ماكلانغيري، هل تجد قوات شرطة غير قواتنا ، الهجمات تحدث لأن الحكومة نهجت طريق اللارحمة في سحق حقوق الجماهير الذين يعيشون في الغابات ، و نحن لن ندع ذلك يحدث .
لقد ضعفت حركتكم في البنغال و كذلك في جهارخند أيضا.
عانينا فشلا ذريعا بسبب افتقارنا إلى إطار لسياساتنا . كنا مخطئين في تقدير [رئيس الوزراء] ماماتا بانيرجي. ومع ذلك، كما هو الحال في ولاية البنغال، و أينما كان لدينا التباطؤ، قررنا إعادة بناء حزبنا.
أصدر العديد من القادة الماويين بيانات مكتوبة وعدوا فيها بالانتقام من ماماتا بانيرجي عن وفاة كيشينجي.
نعم، سوف يكون هناك انتقام. ولكن، والتي ستكون من خلال بعث حركة أخرى شبيهة ب لالغار في ولاية البنغال الغربية، التي ستجتث حكومة ماماتا بانيرجي. نحن لن نصفيها جسديا.
من شأن ذلك أن يكون نهجا لينا من متطرف ، مما سيسر السياسيين في الهند .
أجل ، نحن نغير حزبنا ، نستهدف المتعلمين و نمنحهم تكوينا نظريا أساسيا و أيديولوجيا حول الشيوعية و الماوية ككل و التحق بنا العديد من المناضلين الطلابيين الموهوبين الذين ملأوا الحلقة الثانية في قيادة التنظيم ، ممّا سيؤدي إلى ملء الفراغ في الحلقة العليا للقيادة.
ماذا عن القيادة العليا ؟
معظمهم قتلوا أو ألقي القبض عليهم ، مع وفاة كيشينجي ، آزاد ، راو و اعتقال مدير مكتب الدعاية كوباد غاندي و كثيرين آخرين ، هناك فراغ في الحلقة العليا ، الحكومة الحالية ( التحالف الوطني الديمقراطي) أشد عدوانية من( التحالف التقدمي المتحد ). فهم يهاجموننا من الجو و يطلقون مجموعات مسلحة لا ترحم كمجموعات السلوقيين ، لكن ذلك لا يمكن أن يقضي علينا فقد جندنا العديد من الرجال و النّساء المتحفّزين ممّن سيتولّون المهام العليا .
بالتخلي عن حرب العصابات ، هل ستقومون بإيقاف الكفاح المسلح ؟
لا ، أبدا ،الثورة طريقنا ونحن عازمون على الإطاحة بالديمقراطية الزائفة القائمة. ولكننا بحاجة أن يكون الشعب معنا ، والمثقفون كذلك.
لماذا لم تستطيعوا عقد مؤتمر لحزبكم في العقد الأخير ، و متى يمكنكم فعل ذلك ؟
سوف نفعل (يبتسم). ولكن لدينا عمل آخر نقوم به الآن. عقد تشارو مازومدار مؤتمر الحزب الأول في عام 1969 وعقدنا السابع في عام 2007. نحن مشغولون حاليا مع تجديد منظمتنا في جهارخاند، و ولاية البنغال الغربية وأجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك ولاية مهاراشترا وولايات أخرى شمالية. لذلك سوف يستغرق ذلك بعض الوقت.
لا يبدو عليكم التأثر بهجوم ماكلانغيري حيث فقدتم العديد من القادة ؟
يموت الرفاق من أجل قضية ، ونحن لا نمعن النظر في الماضي ، بل نتطلع للمستقبل ، المنطقة الحرة دانداكارانيا سليمة ، و ستبقى كذلك في المستقبل .
———————————-
(*) السلوقيون : قوات خاصة تابعة لحكومة تيلانغانا و أندرابراديش أسست للهجوم على الناكساليين .