أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3














المزيد.....

هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 00:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نتلمس تلك الحقيقة أي حقيقة التحولات عندما نقارن ونقارب بين المنجز العقلي الأول قياسا بالعقل الطفل كما يسمونه لنجد أن الأخير عاجز حتى عن أستحضار الصورة الذهنية وليس التجسيد لها واقعا، لو كان الإنسان الأول يملك العقل الطفل الذي يحبو ويتعلم من التجربة تلو التجربة ليكون وجوده الممكن أن يتحول إلى فعل عقلي فلا بد للأمر من مراحل تبدأ أولا من وجود تجربة سابقة أو معلم سابق أو معرفة سابقة ليستقي منها خطط التكوين، عندما أكتشف الإنسان الأول فعل النار أكتشف لاحقا أن يستحضرها بعقله ثم واقعا من دون أن تتوفر المفردات الثلاث الأولى، أي أنه لم تكن له تجربه كما يزعم علماء العقل في أكتشاف النار وفعلها، كما ينفون أن هناك من معلم علمه سر النار وسر تكونها، وبما أنه عقل ما زال طفلا فالمؤكد أنه خال من معرفة مسبقة، السؤال هنا كيف أذن تمكن العقل ذاك أن يكتشف واحدة من ثوراته وتحولاته الكبرى؟
الجواب هنا لا يتعدى فكرة واحدة منطقية وعملية وعلمية أن العقل الذي لفت أنتباهه أولا فعل النار أحتاج إلى تحليل ذلك كظاهرة أولا ثم قيس ورمز وفسر وجرب ثم أستنطق النتائج فعلا، هذا العقل لا يمكن أن يكون طفلا وهو يخوض تجربة ناضجة تماما ومتعالية على الواقع أنذاك وتمتلك قدرة على خرقه أيضا، هل هذا غريب أم أنه مجرد صدفة قادت لأختراع النار، لنأت ونحلل الأمر من حيث هو فعل تجربة أولية وبعيدا هل كان العقل هذا يملك تجارب سابقة أم لا، فلو كان يملك تجارب سابقة أذن هو ليس عقلا قاصرا في أولى مراحل نشوءه، بل من المؤكد منذ أن بدأ التخزين والترميز فهو أصبح عاملا منتجا تفاعليا خارج منطق الطفولة، إذن هذا العقل كان يملك القوة الطبيعية أن يخزن التجربة ويراكمها ويثريها ويحولها لحقائق قابلة للتنفيذ، هذا العقل ما يفعله ليس من توارد خواطر بل يملك نظاما فاعلا أدى ويؤدي إلى سلسلة من الأكتشافات والأختراعات والأفكار المميزة التي ما زال صداها عاملا لليوم وأسست كل البشرية معرفتها على خطوات محددة وفي فترة زمنية بسيطة قياسا لعمر الإنسان المعرفي على الأرض.
من يملك القدرة على المتابعة وملاحقة الظاهرة ودراستها لا بد أن يكون على درجة من النضج تؤهله أن يحتل الوجود بعقله لا أن يكون مرغما على التدرج والنمو مع معرفة أكيدة بقانون طبيعي أن التجربة لا تنتقل كمخزون من سلف لخلف، ولا تتوارث بموجب قوانين الوراثة ولا تستنسخ مع مرمزات النظام البيولوجي الطبيعي، ففي كل مرة يولد الإنسان عليه أن يسلك نفس الطريق للحصول على أساسيا المعرفة، الفرق أن وجود الأساسيا في الواقع يغنيه من أكتشافها مما يسبب على مر السنين أن هذا العقل يسترخ في طلب الأكتشاف معتمدا على ما هو متوفر أو منقول له من سلف متعلم ومعرف ومصنف ومخزن، التعليم والتعلم مرحلة عقلية إن نفعت الإنسان الحاضر وكونت له رصيد أساسي إلا أنه من جهة ثانية منحته مزية الكسل الأستكشافي الضروري الأبتدائي وإن فتحت له فرصة أكتشاف الضروريات الراهنة، هذا يؤكد أن العقل الإنساني بدأ متكاملا في أول وعيه الكامل حين كان الإنسان الأول يمارس وجوده حرا من تجربة أو من علم أو معرفة مسبقة.
يمكنني بكل قوة ويقين أن أقول أن جهد الإنسان العاقل الأول وقياسا بما في واقعنا اليوم ليس من حيث المنتج ولكن من حيث الفعل، أن العقل كان أكثر قدرة على الأستجابة وأكثر قوة على أختراق الواقع لفهمه, لقد وردت أشارات فلسفية من الفكر الإنساني على ان الإنسان المعزول عن عالمه الخارجي يمكن أن يستحدث الكثير من الأفكار والأكتشافات التي تهم وجوده الضروري ويحافظ عليها طالما هو موجود وحي، وكلما أزدادت خبرته في الأكتشاف وتراكمت ثروته المعرفة سيجد الأبواب مفتحة أمامه للمزيد منها لتصل إلى الدرجة الأقل ضرورية، وكذلك علماء النفس السلوكي وبتجارب حقيقية أثبتوا نفس المنطق وأعتبروا أن العقل الإنساني المنعزل عن المعرفة قادر في كل مرة يواجه المصير أن يفعلها وينطلق من ذات القاعدة الأولى، العقل الإنساني خالق للأفكار ومسخرها للمزيد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...
- مشروع عقلنة الوعي العربي بين حلم التحقيق وحالية الأضطراب
- المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة ...
- إشكاليات العقل العربي من منظور ذاتي
- لا تلعن الريح ...... ولا تلعن الخطيئة
- سؤال وجواب
- الدخول إلى قلب المدينة ح 9
- الدخول الى قلب المدينة ح8
- الدخول الى قلب المدينة ح7
- الدخول الى قلب المدينة ح6
- الدخول إلى قلب المدينة ح5
- الدخول إلى قلب المدينة ح4
- الدخول إلى قلب المدينة ح3
- الدخول إلى قلب المدينة ح2
- الدخول إلى قلب المدينة ح1
- أزمة الهوية الدينية ... الألحاد والتكفير
- رسالة من الفرات إلى النيل النبيل


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3