أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - شارع القبط6















المزيد.....


شارع القبط6


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 11:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ذكرتنى انه مريض جدا سار هزيلا اكثر مما ينبغى لكنه لا يزال يتحرك ويدشن الكنائس الجديدة التى تفتح ..سياتى لكنيستى انا ايضا لقد قاربت على الانتهاء ..فقط الان اخرجى لنا العمامه البيضاء والرداء الازرق ساعود لهما من جديد ومن الان تخلصى مما لدى من الوان واتركى لنا الازرق والاسود وأمرى الخدم بذلك منذ اليوم لن يسير احد من خلفى فقط ساكون انا وفرسى واحسب ان تلك الايام ستمضى ولن تعود ايام الشدائد من جديد اريد ترك تلك الدار الواسعة لفانوس يهنىء بها دون خوف لا اريده ان يعرف الخوف ابداما دمت حيا.
اى رداء يا ابا فانوس ان ليشع زوجة ام محروس يقول انها كلمات حتى الناس تذمرت لانها لم تنفذ على الجميع انها للفقراء فحسب اما نحن فلا نستغنى عن خيولنا وخدمنا .
ليشع وزوجته الم اقل انهم ليسوا ضيوفا فى بيتى
سيدى وزوجى ام محروس هى اما لى حتى وان كانت زوج للحلاق انت تعرف انها من حفظتنى واختى الراحلة بعد الجميع فى وقت الشدة هى من امى لا يمكننى الان تركها بعد ان هرمت ..لقد وصيت ان احفظها ليوم مماتها ..ولااحسب ان ليشع هذا سيقدر على يوسف بك ..نعم يا زوجى لا تنظر لى هكذا انا لست مجنونة ..لقد سمعت انه اصبح يعطينا اياها مثلهم ومن افضل منك للحصول عليها وادخالها لبيت هيدرا واكون زوجة ليوسف بك هيدرا ..
تنهد يوسف قبل ان يجيبها :صحيح بعد انا اعود من القدس ..بعد ان احقق امنيتى يام افانوس سانظر فى امر امنيتك تلك اذا رضى الوالى عنا سيعطينى اياها ..
القدس وهل تقدر على السفروانت مريض لم ترحل وانت شاب فلما الان يايوسف؟
لما الان ..صدقينى يامريم لقد دعانى الفتى فى الحلم للسفروالذهاب اليه ربما اذا وصلت للصخرة المقدسة والجثمانى ساشفى من مرضى ..عل ولدنا يصير فخر لنا ..علنا نبنى بطريركية اخرى فى الثغر مثل تلك التى احترقت ..لقد كان دين قديم لولاه لهلكنا يوم ان عدنا وكان الصراخ يمس كل الدور المحيطة بنا وبقيت دارنا سليمة خمسة عشر يوما ..من يومها لم يعد عقل صادق اخى حتى بعد ان زوجتة خادمتنا وانجب منها بنين وبنات ..امى كانت تقول صادق والدار اياك ان تترك واحدا منهما ..كيف اراها اذا لم اوفى بدينى لامى ..هل سيسامحنى الرب اذا خالفتها وكذبت عليها ..لقد اتانى الغلام الابيض اه لو رايت وجه ملاك سرت خلفه لا ادرى ان كنت اصعد ام انه يرفعنى هواليه ..لقد رايت ما لم يراه احدا ..ذلك الشيخ الراهب العجوز كان هناك ايضا حاولت ان اصرخ ان اطلب منه فقط ان ينظر الى ..يوم ان امسكه الجند لم استطع ان افعل له شىء ..لقد مات فى الشارع مات امام دكانى ولم استطع ان اجمع عظامه التى ملئت الشارع ..هل سيسامحنى يا ام فانوس ؟..
اخرجت استير العباءه السوداء لزوجها عبد المسيح وهى تتأفف منها استدارت وهى تلبسه اياها ،هل سنعود لارتدائها من جديد يا زوجى ألم ننسى امرها ؟لن اتركى الوانى والبس مثل خدمى الازرق واسير مثلهم فى الشوارع وهم بجانبى واعود لركوب الحماره ايضا
ضحك عبد المسيح :ولكن ما بك طوال عمرنا كنا نفعل هذا حتى ابائنا
فى الماضى يا زوجى قبل ان ياتى الباشا ويتركنا نلبس ما نحب ونركب ما نحب مثل الاخريين لما نحن دائما مانرتدى زيا موحدا ..قبل ان اتى الى هنا وفى الشام لم اكن افعل هذا هل تظن ان ابراهيم باشا سيجعلهم هناك يفعلون الشىء نفسه
لست ادرى ولكن ابراهيم مثل والده الباشا فقط حتى لا يحدث خوف فى الشوارع من جديد سارتدى هذا ..لست اقل من اخى الذى اقتر ب من نوال البكوية لن تكون واحدة له فقط ولابنائه من بعده .
ابتسمت استير :حقا يا زوجى ساصير زوجة لبيك مثل الاخريات ممن اجلس فى مجلسهن ..لن تكون راسى منخفضة بينهن منذ الان .
اصبرى لم يحدث هذا بعد ولكن الباشا سيعطينى اياها عندما يصله عن خدماتى التى قدمتها اليه ..سيعلم اننى مخلص له .ساقابل اليوم سعيد بك بذاته انه المقرب لديه من مستشاريه وهو من سيخبره عنى ..قريبا ساريح من دكاننا الكبير
نعم انه لم يعد يناسبنا اتركه لاخيك انه تاجر ولن يصير من هؤلاء البكوات فقط اذهب للبطرخانة واخبرهم ..الكل سيعرف من هم عبدالمسيح بك الذى يستطيع ان يوصل طلباتهم للوالى .
اعرف منذ ان خرجت معهم فى ذلك اليوم الذى امر فيه اليعاقبه بالخروج للصلاة لاجل رفع منسوب النيل ،يوما كان الكل خائف لو انخفض النيل وقل الزرع وحدث الجفاف سناكل بعضنا البعض من جديد
يومها يا استر رايت الجميع هناك وكانه يوم عرس وليس يوم خوف كان الكل راكبون لخيول والرهونات والبغال والحمير والبابا كان هناك يتقدم الجميع ومن خلفه الرهبان والقساوسه جميعا وحتى رجال من اتباع الباشا نفسه ومعهم العصى المفضضة .هناك التقيت بالمعلم غالى وعرفته وعرفت الاكابر ايضا ..منذ ان عدنا وفتحنا دكاكنا كنا وكاننا اغراب قد جاءوا الى لمدينة لقد نسى من نسى التاجر هيدرا من اكابر تجار اليعاقبه من بعدها دارات الالسنة تشكونا من جديد واننا نتقدم بكثير من الشكاوى الى الوالى عن الغرامات التى ندفعها مضاعفة وهو قال انه سيعيد الحق الى اصحابه ..تعرفين يا استر برغم هذا لا يزال هناك خوف
خوف تنهدت :ومن قال اننا نتركه انه رفيق صبانا نكبر ويكبر معنا لقد اعتده وجوده معى فالحذر افضل من الغرق يا زوجى ماذا هل سئمت منا بعد كل هذا العمر ؟
لاتخافى على زوجك غدا يرحل يوسف ولن يبقى صاحب لكل التجار سوى عبدالمسيح وابناءه ميخائيل وسيدراك وبشاى ..صدقينى يازوجتى يوم ان يرحل هو لن تجدى فانوس هنا سيرحل من مدينة لاخرى مثلما يقول ابنك بشاى لا ادرى لماهو من دون بقية ابنائى اختار رفقته ليفسده معه ولكن لا تخافى لن اتركه له ..
كاد ان يسقط على وجه قبل ان ترفعه ايدى خدمه عن الارض كان طريق الجلجثة يطول امام ناظرى يوسف وهو يلهث انه يقترب من موقع بستان جثمانى سيرى ارض التى دفن فيها المسيح سيقترب من القبر ربما يتمكن من ملمسه يشعر انه سيشفى ولن يعود الى المحروسة مريض من جديد ..كانت زوجته تبكيه وهى توقع الشموع مثل تلك التى حملها معه ليوقدها من القبر ومن كنيسة القيامة ..لم يكن لك المرض يا يوسف كم عمرك تشعر وكانك كهل اختطف من ارضه ورماه الخوف مع اهله الى مدينة غريبة وقالوا بها اقربائك ولم يرى احدا منهم والان يضرب المرض جسده ،يشعر بالعطش وكانه يرى المياه وهى تبتعد من امامه ،يرجوا ان يغرق جسده فى الماء الدافىء حتى ينهى ألم كل عظمه من عظامه التى تان وترجوه ان يستريح على الطريق ،فيفعلها ويجلس يسمع همس خدمه ،كان نور العجوز هناك يسند ظهره حتى يستريح منذ كان صبيا ونور يسند ظهره ولا يدعه يتألم لا يعلم لما كرهته امه لهذا الحد انه الوصية الوحيد التى لم يستطع ان ينفذها لها بان يتركه يرحل بعيدا وان لا يتطأ بقدميه ارض دارها من جديد ،لكنه لم يقدر ان يفعل ،كان خادمه نور هو شاهده الوحيد على حب الورد التى وجدها بعد سنوات لم يمسها العجز لا تزال تحتفظ بجمالها وبهائها وحسن صوتها لاتزال تطرب من يسمعها وتستطيع ان تشدوا بالساعات دون كلل او ملل..هو فقط من عرف ان لسيده دار اخرى يرتاح جسده بداخلها بعيدا عن هموم الخوف التى تحاصره طيلة النهار ..
كان يملك ان يطلق ام فانوس لانها لم تنجب مزيدا من الاولاد وان بجسدها بعض الحكاك الذى لا ينتهى لكنه لم يستطع ان يفعلها ،انها الوصية التى تحملها من تلك الصبية التى اعطوه اياها وكبرت وهى زوجته وعادت معه الى المدينة وقت الخوف والصراخ لتفتح داره من جديد لكنها لم تستطع ان تنجب سوى فانوس ذلك الولد الذى يحب التجوال فى المدينة انه يشدوا بالاشعار ويسير خللف كل من يحكى حكاية ربما يضيع بالايام قبل ان يستيطعوا الحصول عليه فى النهاية يعود وهو يضحك يتلقى الجلد من ابيه حتى لا يفعلها لكنه دوما يفعلها ويعود للسير من جديد يستمع الى حكايات كل حاره بداخل المحروسة ..قال عندما يغدوا رجلا سيسافر ،ضربت امه على وجهها ونهرته ان يقولمثل تلك الكلمات امام ابيه المريض من جديد فهو امتداد اسمه ومالك فى التجاره وكبير عائلته من بعد ابيه لكنه كان يصمت ولا يجيب فقط ينظر لبكائها فيبكى ،تعود لتنهره اصمت ولا تبكى كالحريم مره اخرى انك ولد يوسف ابن هيدرا من اكابر بنى اليعاقبه ولست ابن سقا لتتجول فى الشوارع تبيع المياه ..
اقترب اكثر وفعل مثلما فعلوا كانوا يصرخون فى ليلة العيد رفع شمعته لتضىء مثل شموعهم ..كان يعلم انه راى ذلك الغلام الذى زاره فى حلمه من جديد كان هناك فوق المذبح يبتسم له ، اراد ان يتقدم ويساله من انت ايها الغلام اخبرنى هل انا جيد ؟ام كنت انسانا سىء ؟.قيل ان الخائف جبان وانا لم اعرف سوى الخوف كنت اصرخ فى خدمى واضرب بعصاتى على الارض وعندما ياتى وقت دفع الضرائب يسقط قلبى ،عندما يرحل ابنى فى الحارات يبحثعن حكايات يرددها للصغار ،اعلم ان خطىء كبير وعقابى أليم ،اصرخ سامحنى يا الهى واعد لى الصبى الوحيد ..والان خذ روحى هنا ولديك يقولون ان بالاعلى ملكوت اريد ان اذهب واحصل عليه .هل سارى ذلك الراهب العجوز من جديد ..انه مرشدى الذى نسيت امره واهملت كلماته ولم اعد اعترف بين يديه ..اغفلت صومى وصلاتى ولم ابتعد عن نور وكانه لعنه اصابت ابى وانا من بعد كنت خاطىء واموت خاطىء فهل تقبل توبتى وتقبلنى لديك مثل ذلك اللص ام اننى لا استحق حتى ان اصل اليه
جثا نور امام قدمى سيدته يبكى بينما تنهره اغرب يا اسود منذ ان حللت بالدار وهى ملعون ذهبت بسيدك ورجعت به ميت ..اخرج يا اسود يا ملعون من دارى .
"على ابناء اعيان الاقباط ،سوف يدعون الى السلاح اسوة بابناء المسلمين وذلك مرعاه لمبدأ المساواه "
وقف بشاى امام مراته يراقب نفسه بذلك الزى الجديد ،كان يقف امام الجميع ليروا انه الان اصبح جنديا فى الجيش ،كان يسمع صرخات امه تملا الدار ،صغير قليل العقل لما يحتاجون لمثلك فى الجندية انه عقاب عقاب على ابيك ايها الغبى لما لم تهرب مثلما اخبرناك الى الصحراء هناك ،ابوك لن يسمح لن يسمح لهم ان ياخذوك ويعذبوك نعم الجميع يعرف هذا
كان بشاى يراقبها ولا يجيب لقد احب صورته تلك فى المراة لا يريد ان يعود ذلك الفتى العادى مثل الجميع من جديد هو ليس تاجر كاخويه ولن يحصل على البكوية مثل ابيه ولا يريد معاينة الكبار هاهو سيتقلد السلاح ويتعلم حركات القتال وسيخرج للحرب عندالزوم .
اضحك كما تريد ابوك لدى البابا كيرلس المشرع هو وسيطنا لدى الوالى الجديد ليت ايام محد على باشا قد دامت علينا ..لما اتى اليوم الذى اعيش فيه لارى صبيا مثلك يذل شيبتى على هذا النحو .تركتنى ارجوه ان يذهب للارسالى البروتستنات لاجلك ولد مثلك .
انا بشاى بن عبدالمسيح بن هيدرا بن ميخا بن عزيز بن سيدهم قد عرفت الخوف اول مرة عندما قتلت .قتلت احدهم ولست راضيا ، ليس برصاصة واحدة ،بل افرغت فى جسده بندقيتى ورايته يسبح فى دمائه .واذا استطعت ان اجز عنقه لفعلتها واخذت مالى وملابسى وخلعت عنى ملابس الجندية.وهربت من وجه الوالى والعسكر وابى الذى سيموت متحسرا على ضياعى ،ولكن عزائى الوحيد اننى انا من اخترت منذ البداية ولم اكن مثل والدى وعمى يوسف ولم اكن كاننى لم اولد مثل عمى صادق ،ولن اضطر ان اكون مثل اخوى .انا فقط اجلس على الرمال وامامى الجبال ولا صوت لانسان هناك فى كل مكان حولى من هم مثلى لكنهم ولدوا هنا انهم فقط يرعون اغنامهم وينامون فى العراء واستمع الى اشعارهم فى جلسات سمرهم فى المساء ..كلما مر على وقت هنا اتاكد ان ما فعلته كان صوابا منذ البداية وكأن كل شىء معدا سلفا لان اصل الى هنا ..ولدت ابنا ليعاقبه ولم اكن يعقوبيا ولكن فى تلك الصحراء اجد ان لكل شىء معنى حتى حب الرمال ..لم اقابل متوحدين هنا قالوا لى ان هناك واحدا بالجانب الاخر من الجبل انه سبب لمنح البركات.
كانوا يدعونه توماس قالوا انه من قلب الجنوب .كيف جاء الى هنا لا احد يعلم لم يعد فى القفر وحوش ،كان طعم الاغنام شهيا لم اتوقف عن الاكل منها وشرب عصير العنب المعتق كلاهما سار سلوى وجودى ،طيلة الصباح لا اسمع سوى صوت الرياح واذا اردت ان اسمع صوتا مختلف اصرخ ..فاجد صوتا اخر وكانه صوتى لكنه لاخر هل تتشابه كل الاصوات فى الصحراء فتكون كانها امتزجت واخرجت انسان واحد ..كنت اعرف بالسراب عقلى يسألى ان كان هذا سرابا ؟ربما امسكوا بى وقاموا بقتلى باطلاق الرصاص على جسدى من فوهات بنادقهم لاننى قتلت جنديا ..ولكن لا انها مياه حقيقة من امسكها بين راحتى يدى الان وارتشف اعذب مياه ليست فى محروستى مياه يمكنها ان تنافست تلك المياه فى عذوبتها ..اشعر انها تغسل جسدى من الداخل ولن اعانى من المرض مثلما يحدث مع باقى الاجساد الهزيلة التى رايتها هناك فى الثكنات ولكن من منهم يستطيع الهرب مثلى؟.
علمونى كيف اسير بقدمى فى الرمال واعرف طريقى واصغى لصوت القادم من بعيد سألونى عن اسمى فقلت عزيز لست ادرى لما لم اخبرهم عن اسمى .فكرت اننى منذ ان اخترت وقدمت الى هنا فلم اعد بشاى بن عبدالمسيح ولم اعد يعقوبى ولم اعد من المحروسة ولم اعد شىء ..لما عليه ان اتذكر كل شىء من جديد واتالم وان اسمع صراخ امى فى المساء ،لم اختر امى ولا ابى ولا بنى جلدتى ولا بلدتى انا لم اختر شىء ولكن عندما قتلت قائدى فى الجندية لانه سبنى وذكرنى بعرقى وجدى اخترت ان اقتل وكلما تذكرت ذلك لا اشعر بالندم .فكرت ان اختار لى اسما وان لا يكون لى ماضى او هوية لن التصق بذكرى لشىء ..سانسى الخوف ..الخوف الذى عرفته لاول مرة عندما رايت عمى صادق وخفت ان اكبر لاصير مثله هل يمكن ان اتشوه واصير مجذوبا مثله الطخ ثيابى بالطعام ويتساقط من فمى رائحة قدماى ليست كالباقين ومنظرهما مخيف ..عندما اتحدث يضحك من يسمعنى ..لا يحبنى اولادى او من كانوا اصحاء اتعجب كيف لعمى ان ينجب ابناء اصحاء بالحقيقة انه صبى واحد من خرج سليما ..كان الاوسط اما الاخريين فهما مثل ابيهم لديهم نفس العقل والقدم ..
هكذا انسى اننى اردت مقاضاة اخوتى اذا استلزم الامر لاحصل على حقى فى التجاره منفردا لارحل بها بعيدا عن هنا الى تلك المدينة التى سافر اليها ابى من قبل وحكى عنها ..

قبل ان يعود ويصبح بيك ومستشار لدى مستشار لدى الوالى وتكبر دارنا وتمتلك دار عمى يوسف الواسعة ..اردت ان احصل مثلما حصل فانوس على حقه وغادر لا يعرف احد الى اين رحل ولم يترك من خلف مرسال ليطمئن به ام فانوس ام محروس تقول انها تهذى وهى تنام جوار قبر زوجها ..لم ارى حبا مثل حب زوجة عمى يوسف الكبير له ..قبل ان اقرر ان انسى من كنت ولمن ولدت تذكرت ان امى لم تكن بهذا الحب وان طول الحياة لا يولده لم تستطع سوى ان تظر لها بحسد كنا نراه ونحن صغار فى عينها وهى تبتسم فى يوم العيد امام المائدة التى جمعت فيها النساء وصوت ضحكات الرجال المرتفع من الجانب الاخر ..كنا اطفالا نردد لبعضنا عيد ميلاد سعيدا او اخرستوس انستى اليسوس انستى كلاهما كان ان الحياة دائما لاحدود ولا انتهاء لن اموت ابدا بل سارى عالما اخر غير الذى اعيش فيه مع اخوتى الان
البابا قد رحل يقولون ان قتل مسموما فى مكان اقامته لا احد يعرف من قتله ،كان الشىء الذى تذكرته وانا ارى عيون ذلك الجندى تنطفىء بعد رصاصتى من يدى ،هل سيذهب الى نفس العالم سيكون هناك والى ايضا ام ان كلاهما سيكون اخر ،سيكرهان بعضهما ام سيحبان ،لا اعرف لما كان عقلى يدور وانا اركض صوب الصحراء ..وانا اتسلق الجبال حتى ارى السماء من الاعلى ..انها اجمل بكثير من يعيشون فى الاسفل لن يعرفوا هذاابدا عنها.
رحل سيدهم مع سيده الجديد الى السودان مثلما صدرت الاوامر كان بيت هيدرا ممتلىء باصوات الحركة وكان العيد قد حل .لم يصدق عبد المسيح عندما علم بخبر اختيار ولده سيدهم ليغادر مع الحاكم الجديد للسودان الذى اختاره الوالى من بنى جلدته ..
.وقفت استير تختار افضل العمائم لزوجها الذى سيقابل الوالى شخصيا اليوم بعد ان طلب مقابلته ،وانتبهت جيدا لصناديق الهدايا التى سيقدمها عبدالمسيح شكرا الى الوالى اما الغد سيكون لزواج غبريال فى داره الواسعة انه فتى مهيب الطلعة طويل قوى البنيان يستحق ان يكون هو كبير لعائلته ولتجارته القادم بعد ان ضاع منها بشاى والتى كانت تظن فى الماضى انه الافضل او لانه احب ابناءها لقلبها لم تحب او تشعر بهذا سوى للصغير بشاى لكنه لم يطع او يستمع اليها ..قتل وهرب الكل يقول انه ايضا قتل لكنها لم ترى بعيناها ولا تصدق ،تعرف انه لا يزال حيا فى مكان ما ويوما سيعود .
رفعت تلك اليافطة الكبرى على الدكان تجاره غبريال عبدالمسيح وقف يتطلع فى زهو ،لم يعد والده يستطع ترك داره بعد ان هاجت عظامه عليه ولم تعد تعرف اللين معه وغادر اخوه الى السودان وتزوج هناك ولم يعد حتى للزيارة والاخير الضائع كلما تذكره تذكر الغضب..نعم لقد عرف الغضب اول مرة على يديه عندما قتل وهرب وتركهم يقابلون الثأر ولولا تدخل الوالى لحمايتهم لسالت دمائهم فى الشوارع انه لم يفكر سوى فى الهرب ولم يسال ماذا حدث لهم ؟ كان صغيرا ابن صادق الاصغر مثل ابيه لا يعى شيئا فكان البكاء عليه اقل ،ابتلعت استير حبال الصبر وهى تراقب ولد صادق الاكبر الذى نجا من الموت لانه رحل الى اخميم ..وقيل على لسان الناس انه اتبع الارسالية الانجليزية وخرج عن الكنيسة الارثوذكسية لو يعود بشاى تلك النظرة التى راقبها فى عين امه لسنوات وهى تعيش داخل داره تراقبه هو وزوجته واولاده البنين والبنات وهى تشيخ وتراقب من باب الدار دخول بشاى عليها من جديد ..تمنى موتها مرار لكنها عاكسته فى كل مرة وكانها ستعيش للابد رددت زوجته فهمية ،لم يكن يشعر بالسوء حيالها فقد احبت بشاى ولدها فحسب وكان هذا يكفيه ليشيح النظر عنها ولا يعد يبالى بصرخاتها وانينها المرتفع كلما زادت ألام عظامها كان والده عبدالمسيح قد رحل بوقت قليل فى حضن هدية حفيدته كانت الوحيدة التى يتحدث معها ولا يمل من بكائها ولا نومها ،كان يبقيها الى جواره يقص عليها حكاياته القديمه يخبرها عن جدها وابيه وعن عمها الذى رحل من دون كلمه وعن اجدادها الاخرين ،كانت تصغى وهى تبتلع كلماته كان يردد دوا الدهر الصبر عليه ..كان يهذى فى حضن هديه قبل ان تسكن انفاسه فى فجر احد الايام ،كانت جنازة واسعة بعد ان خرج الجثمان من الكاتدرائية وصلى البابا عليها ..كان شعورا بالراحة وهم يعبرون لان الكنيسة لن تهدم لاجل الطريق وستظل كما هى فى كلوت بك .
استيقظت عزيزة على صوت اذان الفجر على غير عادتها اوقظت خادمتها حسن تراقب لها القادم من بعيد وتفتح له الباب الخلفى للدار ..
دخل الملثم دارها مسرعا قبل ان يلمحه احد فى الخارج ازال الشال عن وجه ولحيته الطويله وشعره الكث الخشن كان من ينظر الى وجه يشعر بالخوف ربما يبتعد عنه ويظن انه بعصاته الغليظة التى يحملها فى يده قادما لهلاكه ،فقط هى من كان تبتسم لرؤيته قادما من بعيد سيظل هو من انقذها وفدى شخصها ربما الان كانت جاريه لاحد قطاع الطرق من سيبحث عنها ويجدها ويط الجبال عندما سالته عن اسم قال عزيز نادته بالعزيز ..كان هو فقط من سمحت له بدخول الدار ..منذ ان رحل زوجها لم ترضى ان يدخل غريب دارها،خاف منه خدمها لم تقف جوارها سوى حسن تنتظره ملهوفة تدارى عيناها عن سيدتها ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط5
- شارع القبط4
- شارع القبط3
- شارع القبط2
- شارع القبط1
- نبية5
- الكسندرونا8
- نبية4
- الكسندرونا7
- نبية3
- الكسندرونا6
- نبية2
- انفوشى
- الكسندرونا5
- نبية1
- الكسندرونا4
- الكسندرونا3
- ايام الكرمة36
- ايام الكرمة35
- ايام الكرمة34


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - شارع القبط6