نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 11:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اليوم شعرت بالغضب والالم والياس لما وصل أليه حال المجتمع العراقي من سلوكية لم نعهدها قبل ستين سنة ... فقد فسدت اخلاق البعض الى درجة تثير في النفس الاشمئزاز والاحباط ..ولاسيما الخوف مما سيصيب العراقيين من هبوط اخلاقي وفقدان رحمة في قابل الاشهر والسنين .. أكثر مما نعيشه اليوم ..
ما حدث اليوم معي قد يكون بقيمته المادية تافها ولكن قيمته الاخلاقية لي شخصيا كبيرة جدا ...ولاسيما هي حالة واحدة من الاف الحالات والقصص التي تسمعها من الاخرين ..
اليوم سرقت مبلغ عشرة الاف دينار والسارق وبكل وقاحة وصلافة سلبني المبلغ عيني عينك كما يقول العراقيين ..فقد اشتريت خس بأربع الاف دينار فأعطيته عشرة الاف دينار .. فاخذ الورقة ووضعها في جيبه واخرج ستة الاف ليرجعها لي كبقية لما اعطيته .. فاذا به يفاجئني بطلب عشرة الاف اخرى وهنا بدأت السرقة وفقدت اعصابي ..
فقلت له انا اعطيتك العشرة وانت وضعتها بجيبك ...وعندها سالته لأفضح كذبه .. هل تقرأ الغيب ؟؟ فكيف عرفت انني سأعطيك عشرة الاف وبيدك الستة الباقية فهل تقرأ الغيب وعلمت انني سأعطيك عشرة الاف دينار ؟؟؟...ولكنه وبصلافة الحرامي اصر على موقفه بالرغم من وصفي واتهامي له بانه (حرامي ) امام الناس الذين اجتمعوا وتجمهروا حوالينا ...( كعادة العراقيين في مثل هذه المناسبات )..
ما حدث لي أثار احساسي بالألم والحزن لما وصل اليه حال مجتمعنا العراقي ...فانا واثق انني اعطيته الورقة وواثق انه يعلم انه اخذ الورقة ...ولكنه اعتقد وتصور انني رجل كبير في السن وضعيف و(يلعبني او يضحك علي ) ..وكن خاب ظنه وفأله ولو انه نجح في سلبي وسرقتي عيني عينك ...ولو كان هناك قانون رادع ومخيف كأيام صدام او كانت هناك اخلاق او خوف من العيب والخجل مثل ايام زمان التي عاشها جيلنا لما حصل هذا الموقف القذر ..
تركته وانا اردد مع نفسي ...والله زمان.. عشنا وشفنا الحرامي يسرقك امام عينيك ورغما عنك ..فماذا سيحل بأولادنا واحفادنا ؟؟ ولاسيما وان اشبال الخلافة الاسلامية العتيدة والذين تدربوا على قطع الرؤوس ...سيكبرون فكيف سيكون حال المجتمع العراقي ...الكم الله يا اهل العراق ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا أو ارتحلوا ..
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟