ما بين أحداث الزاوية الحمراء والقديسين بالأسكندرية والبطرسية بالعباسية، يا شعب إفهم
الحزب الشيوعي الثوري - مصر
2016 / 12 / 17 - 01:34
الرفيقات والرفاق
تحية ثورية حمراء
شعب مصر العظيم إن أي نظام فاشل يقوم باستغلال شعبه وينهب ثرواته ويقمع جماهير هذا الشعب ستجدوه يغطي على فشله ويفتعل الأزمات لتبرير وجوده وإستمراريته
فهل يذكركم حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية بأي حدث سابق !؟
نعم، سيقول البعض إنه يذكرنا بأحداث كنيسة القديسين بالأسكندرية، ولكن هل يتذكر أياً منكم أحداث الزاوية الحمراء في ظل حكم السادات !؟
نعم إنها الحكاية ذاتها، فمنذ عهد عبد الناصر بدأ النظام في البحث عن الظهير الذي سيقوم بتخدير الشعب لصالحه، نعم فقد بدأ النظام منذ عهد عبد الناصر بزراعة الفتنة وإيجاد الظهير الديني الذي سيعمل كذراع يقوم به بتخدير وتنويم الشعب مغناطيسياً عن طريق زرع الفتنة الطائفية وتأجيج الصراع الديني وذلك من أجل مصالحه الشخصية "أي مصالح النظام في التغطية على فشله وتبرير وجوده والبقاء على كرسي العرش" ولو كان ذلك على حساب جماهير الشعب المصري.
ووصولاً لعصر السادات كانت هناك أزمات سياسية كبرى، فبعد حرب 73 بدأ التفاوض مع الكيان الصهيوني وأمريكا على الحل السلمي وأتضح من التفاوض أن هناك إستسلام كامل من النظام المصري وتخليه عن دوره القائد النضالي في القضية الرئيسية وهي التحرر الوطني وجزء لا يتجزأ منها هو القضية الفلسطينية.
بدأ السادات ببث روح الفتنة الطائفية وتأجيج نارها منذ أن أخرج جماعة الإخوان المسلمين من السجون والإتفاق معهم على القضاء على الشيوعيين والناصريين والقوى الوطنية الديمقراطية في الجامعات والمدارس، وقام بتمويلهم وترك لهم الساحات والمنابر، بل ويسرها لهم لضرب المشروع الناصري ومن أجل مصلحة هيمنة المشروع الإمبريالي على المنطقة.
ثم تسارعت الأحداث وقام السادات ونظامه بتبني سياسات الإنفتاح الإقتصادي، ومنذ ذلك بدأ الخراب وتدمير الإقتصاد المصري والصناعات الكبرى في مصر وعلى رأسها الغزل والنسيج، وتبنى النظام التبعية الكاملة للرأسمالية الصهيوأمريكية، وقد كانت سياسات الإنفتاح وتبني شروط صندوق النقد والبنك الدوليين هي تركيع واضح وصريح للنظام المصري إتضح منها أن السادات ليس مجرد بائع وخائن للوطن بل وكيل عن الإمبريالية في مصر.
وحين نتذكر أحداث يناير 77 لا نجدها تختلف كثيراً عما يحدث اليوم، فهي نفسها ذاتها مع إختلاف الأشكال فقط، فمن إرتفاع أسعار وتدني في المرتبات وبدء عملية حل وبيع القطاع العام في نظام السادات وشبيهها اليوم الركوع التام للإستعمار أو كما يحب أن يسميه النظام اليوم بالإستثمار.
في ظل هذه الأزمات في نظام السادات وجد النظام أنه لابد من أن يلهي الشعب في قضايا طائفية بعيدة عن الصراع الطبقي، فافتعل أحداث الزاوية الحمراء للتغطية على فشله وتبعيته.
ثم تتسارع الأحداث وينتهي السادات وعصره وندخل في عصر جديد يحكمه نفس النظام الذي لم يتغير بعد، وهو عصر مبارك.
عصر حدثت فيه أزمات كبرى وتم إستكمال ما بدأه السادات في بيع القطاع العام وتشريد العمال وتجويع الشعب المصري أكثر وأكثر.
ففي ظل نظام مبارك تم رفع الأسعار أكثر من مرة، وبعد رفع الأسعار في كل مرة كان يحدث تفجير إرهابي مفتعل من النظام لتبرير ما قام به من رفع الأسعار وتجويع الشعب ولضمان بقاءه وإستمراريته في الحكم.
نذكر على سبيل المثال لا الحصر خروج الجماهير وطليعتها الثورية في مظاهرات كبرى حاشدة بدءاً من 2000 ومروراً بـ 2005 و 2006 ضد التجديد والتوريث لمبارك وعصابته.
ثم يخرج علينا مبارك بنفس وجه السادات في التعاون مع الإخوان في عام 2005 في الإنتخابات البرلمانية، حيث أعطى لهم 88 مقعد في البرلمان، ولم يكن هذا كما قلنا هو التعاون أو الإتفاق الأول من نوعه ما بين النظام وجماعة الإخوان، فقد ذكرنا ما حدث بين السادات والإخوان وإتفاقه معهم في القضاء على الشيوعيين والقوى الوطنية.
ثم في عام 2008 كان الصراع الطبقي مع النظام على أشده ما بين العمال والنظام الحاكم الفاشل، ففي السادس من أبريل خرجت جماهير العمال في مظاهرات كبرى وقاموا بعدة إضرابات وإعتصامات ضد النظام من أجل إسترداد حقوقهم المسلوبة ورغبتهم في حياة أفضل، وخرجت معهم قوى وطنية متعددة تساندهم بل وتقودهم في نضالهم ضد النظام.
وفي ظل هذه الأحداث المتسارعة خرجت قوى وطنية متعددة تطالب مبارك بالرحيل وعدم التجديد أو التوريث، إلى أن وصلنا لإنتخابات 2010، فقد كان التزوير في هذه الإنتخابات يكاد يصل إلى مائة بالمائة، ولم تحتمل القوى الوطنية المعارضة هذه النتائج ولم يقتنع الشعب بهذه المسرحية، فكان أن خرجت المظاهرات هنا وهناك للمطالبة بإسقاط مبارك وبرلمانه المزور.
فماذا كان ؟
كان ما حدث مع خالد سعيد الشاب المصري الذي قام بتصوير فساد الأمن داخل قسم شرطة سيدي جابر وهم يتبادلون توزيع المخدرات على بعضهم البعض ونشر هذا الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، فقامت الشرطة بأخذه وقتله ورميه أمام منزله، ثم لجأ مبارك لنفس ما كان يقوم به أسلافه في السابق، لجأ للفتنة الطائفية ولإحداث صراعات دينية مفتعلة لإلهاء الشعب المصري عن حقيقة الصراع، لجأ إلى التفجيرات الإرهابية المفتعلة من جديد.
وهنا حدث تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية، وكان "حبيب الظلم أو كريه العدل" هو وزير داخلية النظام وقتها، وقام بإعتقال كثير من الشباب والقوى الوطنية على إثر هذا الحادث.
ثم ماذا ؟
ثم قامت إنتفاضة 25 يناير وأتضح فيما بعد أن من قام بكارثة تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية هو وزير الداخلية نفسه وخرجت التقارير تدينه وتدين مبارك في هذه الحادثة.
فلماذا يا ترى فعل النظام هذه الحادثة ؟
نفس السبب القديم، وهو التغطية على الأزمات الموجودة في المجتمع وعجز النظام عن إيجاد حلول لها ولتبرير وجوده وضمان إستمراريته في الحكم.
وبعد 25 يناير أيضاً وتخلي مبارك عن الحكم وظهور كلاً من طنطاوي وعنان في المشهد بشكل بارز حدثت تفجيرات في عدة كنائس أخرى، منها كنيسة أطفيح وغيرها، ثم كان ما كان من أحداث ماسبيرو وتورط العسكر آنذاك فيها.
وهنا يطرأ على أذهاننا سؤال، من الذي قام بتفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية وإفتعال الإرهاب وتأجيج الفتنة الطائفية !؟
أقولك يا سيدي
في ظل نظام عسكري فاشل إقتصادياً وسياسياً ويفتعل الأزمات وأتت سياساته بالخراب وبإرتفاع الأسعار يومياً بشكل جنوني ولا يمتلك أي خطط إقتصادية أو تنموية في الصناعة أو الزراعة، بل لا يمتلك إلا السلاح لإرهاب الشعب وتوجيهه إلى صدورهم، كان لابد ولزاماً عليه أن يختلق أزمة جديدة يلهي فيها الشعب ويحول مسار صراعه معه من طبقي إلى طائفي بين أبناء الشعب الواحد.
فهذا النظام الغبي لم يستوعب دروس الماضي، حيث أننا في عصر يفهم فيه الشعب المصري بناءاً على وعي الفقر عنده أنه لا فرق في أزماته الإقتصادية ما بين مواطن وآخر بسبب الديانة أو المعتقد، بل لا توجد أزمات مجتمعية عند هذا الشعب سوى أزماته مع النظام، وبشكل واضح وصريح فهم الشعب المصري أن صراعه بالأساس هو صراع إقتصادي وليس ديني طائفي، فأصبح الشعب المصري جميعاً يعي أن العدو الرئيسي والمؤدي إلى تجويعه وإفقاره وإلى إرتفاع الأسعار وزيادة البطالة هو العسكر الحاكم لهذا النظام منذ زمنٍ بعيد.
ففي ظل نظام عسكري يتحكم في أكثر من 70% من الإقتصاد المصري ويستولي على كل المشاريع من بترول وتربية مواشي ومزارع فراخ ومزارع خضار ومحطات بنزين بل ومطاعم وفنادق ونوادي ومساكن وطرق وكباري ومستشفيات وإتصالات وغيرها الكثير والكثير، أصبح لا يترك هذا النظام العسكري للشعب أي مجال يعمل فيه ويسد جوعه منه ويعالج فقره به.
بل إن هذا النظام يفتعل الأزمات من أجل توسع أكبر في نهب الشعب المصري وثرواته عن طريق دخوله على مسار بيع السلع التموينية وغيرها كبديل عن المؤسسات المدنية والقطاع الخاص، وفي ظل هذا يرفع الأسعار إلى الضعف أو يزيد في ظل تدني مرتبات وتعويم للجنيه وتسريح لعمال وإستيراد لأكثر من 70% من إحتياجاتنا الأساسية، فأصبحت كل السلع مرتفعة أسعارها إرتفاع جنوني لا يصدقه عقل ولا يبرره منطق.
فماذا يفعل هذا النظام مع هذه الأزمات وعدم رضا الشعب المصري عن الوضع العام القائم في هذا المجتمع، حيث يستوعب هذا النظام جيداً أن الشعب أصبح غير قادر على الإستمرارية ولن يسكت طويلا ولن يرضخ لسياسات الإفقار كثيراً ؟
من وجهة نظر هذا النظام فإن ضالته توجد من جديد في التفجيرات الإرهابية المفتعلة وإختلاق الأزمات الطائفية، ولكن لم تدخل هذه المسرحية أيضاً على الشعب المصري، لم تجد لها مكاناً، ولم تخول عليهم، وظهر هذا في رفض الشباب والمتعاطفين أمام الكنيسة مكان الحادث للإعلاميين الذين يهللون للنظام ويطبلون ويصفقون له ليلاً ونهاراً، فقاموا بضربهم وطردهم تعبيراً عن رفضهم وعدم ثقتهم في هذا النظام وأن هذا النظام هو المفتعل الحقيقي لهذه الأزمة.
شعبنا العظيم، نحن نقول بعلو الصوت لهذا النظام إرحل، وهذا ليس مطلب بل هو أمر ثوري من هذا الشعب العظيم، هذا الشعب الذي لن تقسمه أو تفرقه أنظمة عميلة خائنة ووكيلة للإستعمار وللمشروع الصهيوأمريكي.
هذه هي الحقيقة يا شعب مصر، وهذا هو السبب، وهذه هي القصة والحكاية، فماذا ؟
إن الحل يكمن في أمرين في هذه المرحلة الحالية والحرجة :-
1 - رجوع الجيش لثكناته وتسليمه كافة المشاريع للدولة والمؤسسات المدنية، وتركه الوزرارت تقوم بأداء مهمتها وأدوارها، حيث تكون مصر حقيقةً دولة مؤسسات لا دولة للعسكر، وفقط تكون مهمته الحماية والتأمين للحدود.
2 - رجوع القطاع العام بدون قيدٍ أو شرط، وإعادة فتح الشركات والمصانع _ التي تركتها الرأسمالية وأغلقتها وسرحت العمال بها وهربت بعد إنتفاضة 25 يناير وما قبل _ إلى العمل لصالح الدولة وتطويرها وإعادة العمال لها، بل وتشغيل العاطلين بها للحد أو التقليل من البطالة، ولزيادة الإنتاج وتوفير سلع تناسب أسعارها الحد الأدنى من الأجور والدخول البسيطة.
عاش كفاح الشعب المصري
عاش كفاح الشيوعيين
عاش كفاح الطبقة العاملة وحلفائهم من الفلاحين الأجراء والطلاب الإشتراكيين والثوريين
الحزب الشيوعي الثوري - مصر
16 ديسمبر 2016م