أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله صالح - عندما تتضارب الحقيقة مع المصالح! حول التصريحات الاخيرة لوزير خارجية بريطانيا














المزيد.....

عندما تتضارب الحقيقة مع المصالح! حول التصريحات الاخيرة لوزير خارجية بريطانيا


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 21:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


وبّخت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وزير خارجيتها وعمدة لندن السابق ومهندس حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، بوريس جونسن، على خلفية تصريحات كان قد ادلى بها في مؤتمر عُقد في روما في الفترة الاخيرة، عندما أدان بقوة المملكة العربية السعودية وايران قائلا: بأنهما تخوضان حربا بالوكالة في الشرق الاوسط حيث تشتعل المنطقة، وانهما يستخدمان الدين بهدف الوصول الى مآربهما السياسية ويقومان بتحريك الدمى في المنطقة في إشارة الى سورية واليمن.
هذه التصريحات جاءت في وقت كانت تيريزا ماي تحضر مؤتمر القمة الخليجي المنعقد في البحرين باعتبارها ضيفة شرف وأول رئيسة وزراء بريطانية تحضر هكذا قمة، حيث أكدت في كلمتها امام المؤتمرين بأن أمن الخليج هو من أمن بريطانيا، وتوعدت ايران بأي تحرك ضد الخليجيين، ذلك الخطاب الذي ظلت وسائل اعلام دول الخليج تردده وتكّل له المديح. ارادت ماي بهذا الخطاب أن تسبق دونالد ترامب في وضع موطأ قدم اكثر ثباتا وذلك بطمأنة الشركاء التأريخيين! خصوصا بعد شبه الجفاء الحاصل مع أمريكا في عهد اوباما.
رئيسة الوزراء الجديدة التي يعتبر الكثيرون بان سياساتها امتداد لسياسة تاتشر اليمينية، حضرت هذه القمة لعدة أسباب، اولها تأمين اسواق جديدة للصادرات البريطانية خصوصا بعد خروج الاخيرة من الاتحاد الاوروبي، وبغية توطيد الشراكة التجارية مع تلك الدول وبالاخص في مجال مبيعات الاسلحة على غرارصفقة أسلحة اليمامة، التي وقعتها تاتشر في حينيها مع فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية آنذاك وبلغت قيمتها 72 مليار دولار، سيما وان الخطر الايراني اليوم ماثل أمامهم، الا ان وزير خارجيتها أفسد عليها هذا المنهاج بتصريحاته الاخيرة، فسارعت الى توبيخه واعلنت بان تصريحات جونسن لا تمثل رأي الحكومة!
الكلام، بالاخص عندما يصدرعن وزير خارجية احدى اكبر الدول الاوروبية يحسب له الف حساب في عالم السياسة، ربما يكون جونسن قد اسقط نصف القناع وعبر عن نصف الحقيقة في تصريحاته، ولكن السؤال هنا هو التالي: ألم يكن من الاجدر به السعي لايقاف صفقة أسلحة وقعت أخيرا بين حكومته والمملكة العربية السعودية، والتي تقدر بحوالى أربعة مليارات من الجنيهات الاسترلينية لاستخدمها في تلك الحروب التي يصفها جونسن "بحروب بالوكالة" تشن على الابرياء في اليمن وسورية؟ فحرب اليمن، على سبيل المثال، والتي للسعودية فيها اليد الطولى، أسفرت حتى الآن عن مقتل حوالي عشرة آلاف شخص ونزوح الملايين وشح في الاغذية والادوية بشكل يوشك ان تؤدي الى مجاعة، ناهيك عن تدمير معظم البنية التحتية في ذلك البلد الذي يصنف عالميا كبلد فقير! هذا بالأضافة الى الدور الأساسي للمملكة وقطر في دعم المنظمات الارهابية في سورية والعراق مثال داعش وجبهة النصرة ومن لف لفهما.
أما بالنسبة لإيران، فان حكومة وزير الخارجية البريطاني كانت سباقة الى فتح سفارتها في طهران بعد التوقيع على الاتفاق النووي لانتزاع الاسبقية في الشراكة التجارية مع سوق ايران التي تسيل لعاب تلك الحكومات، وهي، أي بريطانيا، تدرك بأن الجمهورية الاسلامية هي احدى أهم أعمدة الارهاب الرئيسية في المنطقة، على صعيد سياساتها الخارجية المتمثلة في الدعم اللوجستي والبشري لنظام بشار الاسد في حرب ابادته لشعبه ودعم وحزب الله اللبناني. أما على الصعيد الداخلي، فان منظمة العفو الدولية، والتي مقرها في لندن، تصدر تقارير باستمرار عن الانتهاكات الفضيعة التي تقوم بها ايران ضد معارضيها والمتمثلة بحملة الاعدامات اليومية في الساحات العامة، وامتلاء السجون بكل من لا يمتثل لما يصدر عن المرشد الاعلى من سياسات وتوجيهات.
انه نفاق ودجل وكذب وضحك على الذقون من قبل هؤلاء المسؤولين حتى ولو صرحوا بنصف الحقيقة على غرار جونسن في تصريحاته الاخيرة، غالبية البريطانيين يدركون أكذوبة هذه المواقف ويدركون بأن مصالح الرأسمال في هذا البلد هي فوق كل اعتبار، لذا فان جوهر سياسات حكوماتهم تكمن في تجنب البوح بالحقائق خصوصا اذا كانت تؤثر سلبا على المصالح، وهو ما لم يلتزم به بوريس جونسن عن قصد أومن دونه!



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن السياسة / 2... الطائفية والعبودية في كرة القدم!
- بعيدا عن السياسة
- تجميل الوجه القبيح للنظام الرأسمالي العالمي حول مؤتمر المناخ ...
- كلمة عن المعركة ضد داعش في الموصل وتناقض مواقف اليسار ازاءها ...
- أنا حقوق الانسان وحقوق الانسان أنا* حول انتخاب السعودية لعضو ...
- ماذا يدور في كواليس الحرب على داعش؟.. حول الدور التركي في هذ ...
- المناضلة الشيوعية شكرية يوسف، ( تانيا ) في ذمة الخلود !
- الطريق الى بغداد يمر عبر طهران !
- عندما تتعفن السياسة
- قمة الأمل، أم خيبة الامل!؟
- داعش، ولكن بثوب آخر!
- لن ارفع لك القبعة يا شيلكوت!
- تركيا على صفيح ساخن!
- رائحة الشوفينية تنبعث مجددا من اقليم كوردستان!
- صندوق النقد والبنك الدولي اخطبوط مصاص للدماء!
- أمم متحدة أم دول متحدة؟
- حركة النهضة الاسلامية التونسية، تراجع ام مناورة!؟
- خصوم الامس، أصدقاء اليوم! حول الاتفاق الاخير بين حركة التغيي ...
- اقليم كردستان.. هل من عصا سحرية؟
- مصر مع السيسي، الى أين!؟


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله صالح - عندما تتضارب الحقيقة مع المصالح! حول التصريحات الاخيرة لوزير خارجية بريطانيا