أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - تقسيم العراق او الفدرالية ..هل يوجد حل اخر.؟















المزيد.....

تقسيم العراق او الفدرالية ..هل يوجد حل اخر.؟


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المباحثات السياسية التي تجري بين الاحزاب العراقية حول تشكيل الحكومة المقبلة هي اشبه بمباحثات بين شعوب متخاصمة متحاربة وليس بين احزاب سياسية متنافسة .فالحديث بينها لا يدور حول برنامج عمل سياسي او اسس دستورية جرى الاتفاق عليها وعلى اساسها سيُشرع في تنفيذ تعهدات والتزامات هذه الاحزاب والاخذ بنظر الاعتبار وجهات نظرها السياسية والاقتصادية ولاجتماعية والتقيد بالقانون والدستور،بل حول نسبة التمثيل للطوائف وتوزيع الثروات والحقائب الوزارية والمناصب المهمة مثل السفراء ووكلاء الوزراء والمدراء واستحداث مناصب اخرى لارضاء من لم يقتنع بهذا التوزيع .كل ذلك يتم وفق موازنات طائفية وقومية ودينية ليس لها من الوطنية الا اسمها وان كان يطلق عليها حكومة الوحدة الوحدة الوطنية او حكومة لها قاعدة شعبية واسعة حسب تعبير مسعود البرزاني. الاحزاب العراقية الاسلامية والقومية(الكردية) تعتبر نفسها ممثلا شرعيا لشعوبها وليس للميول السياسية والانحدارات الطبقية لأعضائها،وعلى هذا الاساس انصب التثقيف السياسي والايدلوجي والقومي طوال فترة ما بعد سقوط البعث الى يومنا هذا وسيستمر ايضا الى مدى غير منظور.واستطاع هذا التثقيف الخاطئ توليد شعور بالانتماء الطائفي خاصة بعد ان اخطأت الاحزاب السياسية العلمانية بتساهلها مع حزب البعث وفتحت اليه ذراعها لتحتضنه وتدافع عنه وتعتبره ضحية من ضحايا صدام وليس منتجا ومفرخا للارهاب فتحول الصراع من صراع ضد البعث وادلويجيته ومؤسساته وشخوصه وكياناته ومنظماته الى صراع طائفي مذهبي بين السنة والشيعة ،وفشلت الاحزاب العلمانية لسذاجتها السياسية من استقطاب الجماهير المليونية المعادية للبعث ،واكثر من هذا كله ،ظهرت الوجوه البعثية ذات الماضي السئ مرة اخرى وهي تتربع على كراسي المسؤلية السياسية متسربلا بجلابيب الديمقراطية والوطنية والعلمانية بينما نجحت الاحزاب الدينية باستقطاب الناس حسب انتمائاتهم المذهبية والطائفية والقومية وتبنت مشروع اجتثاث البعث بالنسبة للشيعة والغاءه بالنسبة للسنة ،واستطاعت توجيه الصراع الى مصلحتها الخاصة والتي اثمرت بالحصول على اغلب المقاعد البرلمانية للسنة والشيعة ليتحول البرلمان الى برلمان طائفي يمثل نسبة الانتماء المذهبي والقومي ويسعى الى خلق نوع من التوافق الطائفي وليس الديمقراطي كما يعتقد البعض او يوهم الاخرين بذلك.
لكن هل سيضع هذا التقسيم وسياسة الارضاء الطائفية حدا للارهاب والاستهتار بارواح العراقيين وهل سيلزم الجميع بالتقيد بالقانون والانصياع له ..؟ وهل يجمع العراقيون شملهم في جهة واحد لمحاربة جبهة الارهاب المتحدة .؟
لا يمكن لحصيف ان يصدق ذلك او يستنتج ذلك ،فالاتفاق المزمع على اساسه تاسيس الحكومة العراقية هو اتفاق لتوزيع الغنائم والاموال على اصحاب الامر ويسعى الى ارشاء الشخصيات الهامة المعترضة وتطميعها بالمناصب والوزارات لضمان عدم مشاركتها في اسناد الارهابين والبعثيين
اكانوا عراقيين او مسلميين عرب وهنا ليس من اختلاف جوهري في السياسة عن تلك السياسة التي انتهاجها صدام في شراء ذمم وضمائر العرب والاجانب لكسبهم الى صفه وضمان دعمهم الاعلامي واسناد حكومته الدكتاتورية.فالاطراف التي يجري الاتفاق معها وهي جبهة والتوافق والحزب الاسلامي العراقي هما واجهتان للطائفية وللبعث الذي تدعي وتتبنى الاحزاب الاسلامية الشيعية سياسة اجتثاثه واذا بها تفتح الابواب على مصريعها لاستقباله بحلته الطائفية الجديدة ،وان وجدت الاحزاب السنية مخرجا لتنصلها من الارهاب ومساندة مجاميعه وذلك بالقاء تبعاته على كتف الزرقاوي والمجاميع التكفيرية الاخرى،فانها ستستمر بسيساستها هذه ،فهي لا تستطيع محاربة الارهاب لانها تستمد قوتها وتاثيرها منه، وليس من خلال حرصها على المصالح المزعومة للطائفة السنية. فلولا الارهاب لما فكر احد بمثل هذه الحثالات الفكرية كخلف العليان او عدنان الدليمي او مشعان الجبوري ،فهؤلاء ليس سوى واجهة لمؤسسة ارهابية كبيرة تشرف عليها الاستخبارات العربية ومؤسساستها الدينية المنتشرة في كافة البلدان العربية والتي تشرف على ايفاد البهائم المفخخة وعلى تدريبها وحشوها بالحقد المذهبي عن طريق الاعلام الديني والمحطات الفضائية بتنسيق يدعو الى الدهشة حقا لقدرته الفائقة وتمكنه الكبير بحشد الالف الشباب وارسالهم للموت.
ما يهم الاحزاب الشيعية ليس الناس بالطبع ،ولا حتى ايقاف الارهاب ،فالعمليات الارهابية ،تجعل منها (الاحزاب الشيعية) القشة التي يعتقد الغريق انها تسنقذه من الغرق ،ولو كانت هذه الاحزاب حريصة حقا على مصالح الناس وعلى رفع مظلوميتهم لما اتفقت مع الاخرق مقتدى الصدر وتياره المتهور ولما وجدت الاتفاق مع الارهابيين من جبهة التوافق ممكنا اكثر من مع القائمة العراقية على علاتها لكنها على اية حال ليس لها ما يربطها مع الارهاب. ما يهم هذه الاحزاب هو الوصول الى السلطة والحكم باسم المظلومية .وكلما زادت العمليات الارهابية كلما اشتد الاستقطاب الطائفي والتفت الناس حول احزابها الممثله لهذا الاستقطاب .فالعلميات الارهابية ليس كما يعتقد بعض المغفليين الارهابيين ورجال الدين الدمويين من انها تجبر الناس على الرضوخ بقدر ما تزيد من حدته وتعزز احزابه الاسلامية وتجبر الناس على التفكير بالانفصال عن من يساند الارهاب تحت اي ذريعة او حجة.
اذن والحال هذه وبغياب احزاب علمانية ووطنية حقيقة تمثل الروح العراقية الاصيلة ،ولان الدين اصبح القاعدة الرئيسة في الحكم ولسيطرة التفكير الديني واحزابه السياسية على كافة محاور الدولة ومؤسساتها ،ولان
الطرف المقابل في معادلة الصراع ليس له الا اسلوب الارهاب والترويع والقتل والذبح والاختطاف ،فاذن ذلك يعني ان المستقبل القريب سيكون مثل الحاضر المعاش دمويا يزخر بالتخريب والقتل والمساوامات والاتهامات ،وان الطائفية اصبحت هي الحقيقة الوحيدة في العراق ولا يجدو حلا اخر غير حل تقسيم العراق او الحكم على اسس فدرالية ستجعل من المكون الواحد خميرة للاستقطاب الطبقي وليس الطائفي ،وستنبثق احزاب سياسية ليس دينية ..فالفدرالية تعيد الامور الى نصابها الحقيقي اذا يغيب احد العوامل الذي يغذي التفكير الطائفي و العرقي ،وتمهد الى صراع اخر ضد الاحزاب الدينية وهيمتها وستفضحها وتزيل ورقة التوت التي تخبئ سوؤتها.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الشيوعيون مرام ليست ما يرام
- علمانية واسلام علاوي سير للامام
- حمدية الحسيني اهي مغفلة ام غبية ام لصة.؟
- المهمشون
- الحوار المتمدن ..مرآة ليست كبقية المرايا
- استراتيجة فريق الدفاع الصدامي الغبية
- عمرو موسى وشبكة امان يا للي امان
- ماذا يفعل هذا الصبي في الجنة.؟
- كبة باردة من فم ليث كبة
- في رمضان تنزل مليشيات الله افواجا
- دفاعا عن البعران
- المؤمن جلال الطلباني وشيخه ابن دليمية
- اين لجنة النزاهة عن قانون تقاعد اعضاء الجمعية الوطنية.؟
- هل من فرق بين البعث الاسلامي والبعث القومي.؟
- خطوط حمراء بلا قيمة وتيارات صفراء بلون الخبث
- القومية العروبية الطائفية
- الكتور كاظم حبيب واجتثاث البعث
- مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد
- شعب عراقي ام شعوب عراقية
- فدراليات الخوف


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - تقسيم العراق او الفدرالية ..هل يوجد حل اخر.؟