الصراع الطبقي يوسف فيساريونوفيتش ستالين
عليه اخرس
2016 / 12 / 5 - 03:57
الصراع الطبقي
يوسف فيساريونوفيتش ستالين
اتحاد البرجوازية يمكن ان يتزعزع فقط بواسطة اتحاد البروليتاريا
كارل ماركس
الحياة العصريةمعقدة للغاية ! إنها خليط متنافر من الطبقات والفئات المختلفه:
البرجوازية،ألكبيره المتوسطة والصغيرة. كبار الإقطاع والصغار منهم والوسط . المتدربين والعمال وعمال المصانع المهرة. والفئات العليا والمتوسطة والسفلى من رجال الدين والجماعات البيروقراطية العليا والمتوسطة والدنيا فئة المثقفين الغير متجانسة، ومجموعات مماثلة أخرى - هذه هي الصورة المتنافرة التي تتشكل منها حياتنا ! !
لكن من الواضح أيضا أنه كلما تطورت الحياة قدما، كلما برز في هذه الحياة الصعبة - وبشكل أوضح اتجاهين رئيسيين، وأكثر حدة يتم تقسيم هذه الحياة المعقدة إلى معسكرين متناقضين -معسكر الرأسماليين ومعسكر البروليتاريا.
لقد أظهرت الإضرابات الاقتصادية في كانون الثاني (1905) بوضوح أن روسيا تنقسم في الواقع إلى معسكرين. وإن إضرابات تشرين اول في سان بطرسبرج (1905) واضرابات حزيران - تموز في جميع أنحاء روسيا (1906) دفعت قادة المعسكرين معا، لفتح التناقضات الطبقية المعاصرة على مصرعيها.
ومنذ ذلك الحين، والمعسكر الرأسمالي لا ينام، حيث يجري التحضير الجدي المستمر :
يتم تاسيس اتحادات رأسماليه محلية ، وهذه الاتحادات المحليةتتوحد مع الاتحادات الإقليمية والاتحادات الإقليمية تتحالف مع الاتحادات المركزيه - لعموم روسيا ، تمت اقامة المكاتب وأجهزة الإعلام، وعقدت المؤتمرات والندوات العامه للرأسماليه الروسيه .
وبهذ الشكل تم تنظيم الرأسمالية في طبقه منفصلة بهدف تحجيم البروليتاريا.
من جهة أخرى، لم يتقاعس معسكر البروليتاريا ايضا . حيث يجري التحضير للنضال الدؤوب في المرحله المقبلة،
على الرغم من الملاحقات وردود الفعل، هنا، أيضا، يجري تشكيل النقابات المحلية ، يجري توحيد النقابات المحلية مع الاتحادات الإقليمية ، يتم انشاء المكاتب المهنية , تتزايد وسائل الإعلام المتخصصه، يجري عقد المؤتمرات والندوات العامه لنقابات العمال الروس ...
كما يتضح، تنتظم البروليتاريا كطبقة منفصلة بهدف الحد من الاستغلال.
مضى وقت عندما عم "الهدوء والسلام " في الحياة.آنذاك لم يكن ظاهرا بعد لا هذه الطبقات ولا تنظيماتها الطبقيه
بطبيعة الحال، كان هناك صراع انذك ) ولكن الصراع اخذ طابعا محليا، وليس طابعا طبقيا شاملا:لم يكن عند الرأسماليين اتحاداتهم ، واضطر كل واحد منهم للتعامل مع عماله بوسائله الخاصه.لم يكن هناك نقابات للعمال ايضا ، وبالتالي اضطر العمال من كل مصنع على الاعتماد على قواهم الذاتية.
بالحقيقة ان المنظمات، الاشتراكية-الديموقراطية المحلية اخذت على عاتقها قيادة النضال الاقتصادي للعمال، ولكن الجميع متفق على أن هذه القيادة كانت ضعيفة وعشوائية: المنظمات الاشتراكية-الديموقراطية لم تقم ، حتى بادارة الشؤن الحزبيه،
لقد شكلت إضرابات كانون الثاني الاقتصادية نقطة تحول . غضب الرأسماليون وبدأوا بتنظيم اتحادات محلية.لقد اعيدت الروح لنقابات رأسماليي بطرسبورغ وموسكو، وارسو، ريغا وغيرها من المدن عن طريق إضرابات كانون الثاني.
اما بالنسبة لرأسماليي صناعات قطاعات النفط والمنغنيز والفحم والسكر، فانهم حولوا جمعياتهم "السلمية" القديمه الى جمعيات تتصدر "النضال"، وبدأوا العمل على تحصين مواقعهم.بيد أن الرأسماليين لم يكتفوا او يقتنعوا بهذا الحد .فقد قرروا إجراء تحالف لرأسماليي عموم روسيا، وهكذا، وبمبادرة من مروزاف ، تم عقد المؤتمر العام في موسكو في اذار عام 1905 .. كان هذا أول مؤتمر عام لرأسماليي روسيا.حيث جرى بموجبه توقيع اتفاق تعهد فيه المشاركيين مساندة بعضهم البعض وعدم تقديم تنازلات للعمال و"في اقصى الضروف - في حال إعلانهم الإضراب *.
من تلك اللحظة فقد بدأ صراع شرس بين الرأسماليين والبروليتاريا.من تلك اللحظة ابتدات سياسة اكبر عملية إغلاق للمنشآت الروسيه ،وبهذا المعنى النضال الجادة يتطلب اتحاد جاد ، لهذا لقد قرر الرأسماليون الاجتماع مرة أخرى لإنشاء اتحاد امتن . لذلك، وبعد ثلاثة أشهر من انعقاد المؤتمر الأول (في تموز 1905)، تمت الدعوه لعقد المؤتمر العام الثاني للراسماليه الروسية في موسكو. فيه تم التاكيد مجددا على قرارات المؤتمر الأول، ومرة أخرى تم الاعتراف بضرورة إغلاق المنشآت، وتم اختيار مكتب لهذا الشان،هدفه العمل على وضع ميثاق، والاهتمام بانعقاد المؤتمر الجديد.
لقد أظهرت الوقائع أن الرأسماليين سينفذون هذه القرارات بحذافيرها . علكم تتذكرون تصريحات الرأسماليه بما يخص عملية الاغلاق في ريغا، وارسو، أوديسا، موسكو وغيرها من المدن الكبرى إذا تذكرتم أيام كانون اول في سان بطرسبرج، عندما هدد 72 من رأسمالي باجراءات قاسية وتسريح 200،000 بحق عامل سان بطرسبرج - فإنه من السهل فهم حجم وقوة ما يمثله التحالف الوطني لرأسمالي روسيا ومدى الدقة التي ينفذون بها قرارات إتحادهم.
ثم، وبعد المؤتمر الثاني، عقد الرأسماليون مؤتمر آخر (في كانون الثاني 1906)،وأخيرا، في نيسان من هذا العام عقد بالفعل المؤتمر التأسيسي لعموم راسماليي روسيا، حيث تمت الموافقه على نظام أساسي واحد وانتخاب المكتب المركزي.بحسب ما تناقلته الصحف، وبعد موافقة الحكومة على هذا الميثاق
. وبالتالي، لا شك في أن البرجوازية الروسية الكبيرة تنظمت بالفعل في طبقه منفصلة، تملك منظماتها المحلية والإقليمية والمركزية الخاصة بها، وتستطيع بواسطه برنامج موحد استنهاض جميع رأسماليي روسيا.
تخفيض ألاجور، زيادة ساعات العمل، إضعاف البروليتاريا وتدمير مؤسساتها - هذا هو الهدف الاساسي من الاتحاد الرأسمالي العالمي
في نفس الوقت نمت وتطورت الحركة النقابية للعمال. كانت اضرابات كانون الثاني الاقتصادية (1905) وعلى الفور ظهر تأثيرها. اخذت الحركة طابعا جماهيريا،ازادادت احتياجاتها، ومع مرور الزمن اتضح أن المنظمات الاشتراكية-الديموقراطية لا تستطيع ادارة الشؤون الحزبية والنقابيه في الوقت نفسه. كان لا بد لها من ايجاد صيغة لفصل العمل بين الاتحادات الحزبيه والنقابيه.كان من الضروري أن المنظمات الحزبية تشرف على الشؤون الحزبية والشؤون المهنية تشرف عليها النقابات المهنية. هكذا، بدأ تنظيم النقابات. في موسكو، سانت بطرسبرغ، وارسو، أوديسا، ريغا، خاركوف، تبليسي - النقابات انشات في كل مكان
على الرغم من الاعتراض والعقبات التي وضعتها الرجعيه، فإن الحركه اخذت حاجتها وتضاعفت النقابات.
بعد فترة وجيزة على ظهور النقابات المحلية تشكلت الاتحادات النقابيه الإقليمية، وأخيرا، وصل الامر إلى حقيقة أنه تم تحديد عقد مؤتمر نقابات العمال لعموم روسيا في ايلول من العام الماضي.كان هذا المؤتمر الأول للنقابات العمالية.* ثمرة هذا المؤتمر، من بين أمور أخرى، أنه ساهم في تقريب النقابات من مختلف المدن مع بعضها وانتخب أخيرا المكتب المركزي، الذي كان يعمل على الإعداد لعقد اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد. ثم أتت ايام أكتوبر - لتضاعف قوة النقابات . أخيرا، تنامت الاتحادات المحلية والإقليمية يوما بعد يوم..صحيح أن "هزيمة كانون الاول " اعاقت بشكل ملحوظ اقامة التحالفات،ولكن بعد ذلك مرة أخرى استعادت الحركة النقابية عافيتها،في شهر شباط من هذا العام عقدت الندوه الثانيه للنقابات وكانت بشكل اشمل واوسع بكثير من المؤتمر الأول.
أقرت الندوه الحاجة إلى المراكز المحلية والإقليمية والمركزيه لعموم روسيا، تم انتخاب "لجنة تنظيم" لعقد المؤتمر المقبل لعموم روسيا ، واتخذت القرارات المناسبة حول القضايا الهامة التي تخص الحركة النقابية.
وبالتالي،لا شك، أنه على الرغم من اشتداد ردود الفعل الرجعيه، فقد تنظمت البروليتاريا أيضا في طبقه منفصلة.
تعمل باستمرار على تعزيز منظماتها النقابية المحلية ،الإقليمية والمركزية، كما تسعى بلا كلل الى توحيد عدد لا يحصى من الرفاق والزملاء .ضد الرأسماليين
زيادة الأجور، تقليص ساعات العمل ، تحسين ظروف العمل، والحد من الاستغلال وتقويض المؤسسات الرأسمالية - هذا هو الهدف من اتحاد النقابات العمالية
بما أن المجتمع الحديث ينقسم إلى معسكرين كبيرين، وكل معسكر منهما يتم تنظيمه في طبقه منفصلة، يحتدم بينهما الصراع الطبقي ويتعمق يوما بعد يوم ، وتتجمع حول هذين المعسكرين الفئات الأخرى
قال ماركس أن كل نضال طبقي هو نضال سياسي.هذا يعني أنه إذا كان الصراع بين البروليتاريا والرأسماليين اليوم صراعا اقتصاديا ، فغدا سوف يضطرون إلى خوض الصراع السياسي، وبالتالي، فان الصراع بجانبيه من أجل الدفاع عن المصالح الطبقية لكل طبقه . يوجد لدى الرأسماليين مصالحهم المهنية الخاصة. ولتأمين هذه المصالح بالتحديد وجدت منظماتهم الاقتصادية، ولكن، بالإضافة إلى المصالح المهنية الخاصة، لديهم ايضا مصالح طبقية أكثر شيوعا، انها تتلخص في تعزيز الرأسمالية. وبالتحديد من اجل هذه المصالح المشتركة، فإنهم بحاجة إلى النضال السياسي والأحزاب السياسية. الرأسماليون الروس عمدوا الى حل هذه القضية بكل بساطة: رأوا أن الحزب هو الوحيد الذي يضمن "مباشرة ودون خوف" حماية مصالحهم، هذا حزب الاكتوبريين، لذلك قرروا الالتفاف حوله لاخضاعه لقيادتهم الأيديولوجية. ومنذ ذلك الحين يقود الرأسماليون نضالهم السياسي تحت القيادة الأيديولوجية للحزب،وبمساعدته يسعون لاحداث تأثيرا على الحكومة الحالية التي تلغي نقابات العمال غير انها سرعان ما توافق على تشكيل الجمعيات الرأسمالية)،وتضمن وصول مرشحيه لمجلس الدوما والى ما هنالك.
وهكذا، فالنضال الاقتصادي يتم بمساعدة النقابات، النضال السياسي العام يخاض تحت اوامر القيادة الإيديولوجية لحزب الاكتوبريين - وهذا هو شكل الصراع الطبقي الذي تأخذه البرجوازية الكبيرة في يومنا هذاا.
من ناحية أخرى، هذه الظواهر نفسها تلاحظ ايضا في حركة البروليتاريا الطبقيه في الوقت الراهن .
ولحماية المصالح المهنية للبروليتاريا تاسست النقابات، التي تناضل من أجل رفع الأجور ووتقليص ساعات العمل ، وهلم جرا.
. ولكن بغض النظر عن المصالح المهنية، البروليتاريا لها مصالح طبقية أكثر شيوعا، وهي الثورة الاشتراكية وإقامة الاشتراكية.
اقامة الثورة الاشتراكية مستحيلة دون هيمنة البروليتاريا السياسية، وكطبقه واحدة وغير قابلة للتجزئة.غير أن البروليتاريا تحتاج للنضال السياسي والحزب السياسي الذي سيقوم بتنفيذ حركتة السياسية عبر قيادة إيديولوجية..بطبيعة الحال، النقابات العمالية تعتبر في معظمها محايدة وغير حزبية .ولكن هذا يعني فقط انها مستقلة عن الحزب فقط في العلاقات المالية والتنظيمية، الى اخره.
انهم يملكون مكاتب خاصة بهم، لديهم أجهزة إدارية خاصة بهم يعقدون مؤتمراتهم الخاصة ،وغير ملزمين رسميا بالخضوع لقرارات الأحزاب.
اما فيما يتعلق بتبعية النقابات الأيديولوجية لهذا أو ذاك الحزب السياسي،بدون شك هذه التبعية يجب أن تكون موجوده ولا يمكن أن لا تكون، من بين أمور أخرى، إلا إذا كان بسبب أن النقابات مكونة من أعضاء من مختلف الأحزاب، الأمر الذي سيسهم حتما في تبديل معتقداتهم السياسية.
من الواضح، انه إذا كانت البروليتاريا غير قادره عن الاستغناء عن النضال السياسي، فإنها لا تستطيع الاستغناء ايضا عن القيادة الايديولوجية لحزب سياسي معين .أكثر من ذلك، فإنه مطالب بالسعي لايجاد حزب كهذا الذي سيقود بجدارة نقاباته إلى ""الأرض الموعودة"، إلى الاشتراكية"،
ولكن البروليتاريا هذه يجب أن تكون في حالة تأهب وان تخطو بحذر. لتحليل الخلفيه الأيديولوجية للأحزاب السياسية، واختيارالقيادة الإيديولوجية بحرية تامه لهكذا حزب،الذي سيدافع بشجاعة وثبات عن مصالحه الطبقية، والذي سوف يرفع راية البروليتاريا الحمراء عاليا، ويقود بكل جراه الى السلطة السياسية، إلى الثورة الاشتراكية
حتى الآن، هذا الدور يقوم بتنفيذه حزب العمال الاشتراكي-الديموقراطي الروسي، وبالتالي، فإن مهمة النقابات المهنيه تتشكل في حيازة القيادة الأيديولوجية.
كما هو معلوم،هذا هو الحال في الواقع، وبالتالي، فإن المعركة الاقتصادية بمساعدة اتحاد النقابات المهنيه والهجمات السياسية تحت قيادة الأيديولوجيه الاشتراكية-الديمقراطية - هذا هو النموذج الذي اعتمده اليوم صراع البروليتاريا الطبقي ،
ليس هناك ادنى شك في أن الصراع الطبقي سوف يستعر أكثر . إن مهمة البروليتاريا تتلخص - في اضافة الى نضالهم نظام وروح التنظيم .ولهذا المطلوب تعزيز التحالفات ودمجها مع بعضها البعض، وهذه اكبر خدمة يمكن أن تقدم للمؤتمر الوطني العام لاتحاد النقابات الروسيه.
لسنا بحاجة الى "مؤتمر عمال غير حزبي" وانما نحن بحاجه الآن إلى مؤتمر لنقابات العمال من اجل تنظيم البروليتاريا في طبقة واحدة وغير قابلة للتجزئة.وفي نفس الوقت يجب على البروليتاريا أن تسعى بكل الوسائل الممكنه تقوية وتعزيز هذا الحزب، الذي سيؤدي بقيادته الأيديولوجية والسياسية الصراع الطبقي
يوسف فيساريونوفيتش ستالين
جريدة "Akhali Droeba""Ахали Дроеба"
("الوقت جديد") رقم 1،
14تشرين ثاني 1906
مترجم من الجورجيه
ترجمة عليه اخرس