الوضع الدولي ومهمة الحزب الشيوعي يوسف فيساريونوفيتش ستالين
عليه اخرس
2016 / 11 / 17 - 09:42
الوضع الدولي ومهمة الحزب الشيوعي
يوسف فيساريونوفيتش ستالين
ان من بين العوامل، التي تشكل عاملا حاسما في الوضع الدولي، تجدرالإشارة إلى أبرز الحقائق ألاساسية التالية:
1. مما لا شك فيه، بان الراسماليه قد نجحت في تخليص نفسها من مستنقع الأزمة ما بعد الحرب. ان استقرار العملة في عدد من البلدان الرأسمالية، ونمو التجارة العالمية والتوسع في الإنتاج في بعض البلدان ، وتصدير وإدخال رأس المال، وخصوصا الأنجلو أمريكي، الى دول أوروبا وآسيا، كل هذه العوامل تدل على نجاح الرأسمالية في " بناء عمل رأس المال" .
العمل هذا "حدث، كما هو معروف ، بزعامة الحلف الأنجلو أمريكي. إحدى أهم نتائجه يجب تعريفها بما يسمى ب "дауэсизацию" dauesizatsiyu"
ألمانيا ، هذا يعني. إي طريقة الانتقال من التدخل العسكري الى طريقة التدخل المالي، اي الى طريقة الاستعباد المالي بواسطة إنهاك المانيا وإغراقها بالديون ثم استلاب استقلالها. .
2.من الواضح أيضا ،ان مرحلة النهوض الثوري في وسط أوروبا ، في ألمانيا قد انتهت. ان فترة تصاعد الثورة، عندما تغلي الجماهير على قدم وساق، وتمضي صعودا لتصل الى أعلى القمه، لتفيض حتى الحافة، بينما شعارات الحزب تبقى متخلفة عن الحركة الجماهيريه ، فعندما تكسر الجماهير إطار الشرعية وتقتحم النظام القديم، محدثة بشكل تعسفي حق جديد، ان هذا الوضع ,- في ألمانيا اصبح من الماضي.
لقد انتقلت الحركة العمالية في ألمانيا من مرحلة العاصفة ودخلت في مرحلة تجميع وتراكم القوى، من خلال تشكيل وتدريب الجيش البروليتاري تحت راية الشيوعية
فإنه نادرا ما يحتاج الامر الى دليل إثبات على أن هذا الظرف لا يمكن أن لا يكون على قدر كبير من ألاهمية . لكن أكثر تاكيدا ودقة يجب أن يقال عن هذا من أجل الابحار بسرعة في بيئة جديدة والبدء في العمل التحضيري لثورة بطريقة جديدة
هذه الحقائق لها اهمية ايجابية للبرجوازية، لأنها تدل على قوة ونجاح رأس المال في الوقت الراهن.
ولكن إلى جانب هذه الحقائق يوجد ايضا عدد من الحقائق التي تحمل معاني سلبية للرأسمالية.
1.لا شك في أنه إلى جانب نمو الرأسمالية، هناك نمو للتناقضات بين المجموعات الرأسمالية نفسها ، تنامي القوى التي تضعف وتفكك الرأسمالية. الصراع بين انجلترا وأمريكا على النفط، على كندا، على الأسواق، وغير ذلك الخ...
الصراع الدائر بين حلف الأنجلو أمريكية واليابان على الأسواق الشرقية. الصراع بين انجلترا وفرنسا على النفوذ في أوروبا؛ وأخيرا، الصراع بين ألمانيا المستعبده والقوى المتوافقه المهيمنة -جميع هذه الحقائق المعروفة جيدا والتي تشير إلى أن تقدم رأس المال هش - وأن عملية "الشفاء" للرأسمالية تحمل في داخلها مؤشرات ضعفها المتأصل والتفكك
2.ان نمو وتعزيز حركة التحرر الوطني في الهند والصين ومصر واندونيسيا وشمال أفريقيا وإلخ ما هو الا تعبيرا عن تقويض العمق الخلفي للرأسمالية.
إذا كان "انتعاش" الإمبريالية يتطلب توسيع دائرة نفوذها في المستعمرات والبلدان التابعة،فان نضال هذه الدول ضد الإمبريالية دون شك سيقوى ويشتد فمن الواضح أن نجاحات الإمبريالية في هذا المجال لا يمكن أن تستمر.
3. النضال من أجل الوحدة النقابية في أوروبا وأزمة اتحاد أمستردام.
نضال النقابات البريطانية من أجل وحدة الحركه النقابية ودعم النقابات السوفيتية لها في هذه المعركة .
النضال من أجل الوحدة النقابية في أوروبا وأزمة اتحاد أمستردام. نضال النقابات البريطانية من أجل وحدة الحركه النقابية ودعم النقابات السوفيتية لها في هذه المعركة .تحويل النضال من أجل وحدة الحركة النقابية في نضالها ضد الثورة المضادة لنخبة أمستردام (Oudegeests، اودغيست ، زاسنباخZassenbah، جوهو، وهلم جرا. .)،
الذين اعتمدوا خطة تقسيم النقابات العمالية ,- جميع هذه الحقائق تؤكد على حقيقة وجود أزمة عميقة تعصف باتحاد أمستردام .
وما هي أزمة أمستردام؟
انها تذبذب سلطة البرجوازيه، لنقابات أمستردام البيروقراطية التي تشكل جزءا وتوفر دعما لهذه الحكومة .
4. النمو الاقتصادي في الاتحاد السوفياتي.
ليس هناك ادنى شك في ان احاديث البرجوازية بواسطة اقلام الكتاب المأجوره حول عدم قدرة السوفيات على إنشاء صناعة ادت الى انهيار كامل.
بدون شك، أنه خلال العامين الماضيين بعد التدخل والحصار المفروض على الاتحاد السوفياتي، تم إحياء هذه الصناعة وتعزيزها.
مما لا شك فيه، أن الظروف المادية والثقافية للعمال قد ارتفعت خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن إلى حد كبير. بدون شك أن هذا التحسن سيستمر في المستقبل ايضا .
كل هذه الظروف الآن تتمتع بأهمية حاسمة لثورة العمال في البلدان الرأسمالية.أعتقد بأنه لم يحصل أبدا من قبل اهتمام عمال الغرب بروسيا، كما هو الحال الآن. لماذا؟
لأن الشائعات تصلهم عن حياة العمال السوفيات الجديدة في دولة العمال التى تسمى الاتحاد السوفياتي،حقيقة أن عشرات ومئات من العمال، من جميع الاتجاهات تأتي من أوروبا إلى روسيا وتتحقق من كل زاوية،، هذا يدل دون شك على أن الاهتمام في روسيا سوف ينمو بين عمال الغرب كل شهر.ليس هناك ثمة شك في أن هذا الحج إلى روسيا سيزداد .وعندما يصبحون على قناعة بأن كل خطوة في تطور الصناعة في روسيا هي في نفس الوقت خطوة نحو تحسين أوضاع العمال وليس نحو الاسوا ، كما يحدث عادة في البلدان الرأسمالية ، انهم سيدركون حينها ، بأنه حان الوقت لعمال الغرب، لتشييد دولة العمال في اوطانهم.
هذا هو السبب في ان وجود الدولة السوفيتية يشكل خطرا قاتلا على الإمبريالية. ولهذا السبب لن تستطيع الإمبريالية تحقيق أي تقدم ، في ظل وجود وتطور الدولة السوفيتية في العالم.
هذه الحقائق تحمل طابعا سلبيا للبرجوازية، لأنها تشهد على قوة ونجاح الحركة الثورية في المستقبل القريب.الصراع بين هذه الاتجاهات المتناقضة، الإيجابية والسلبية، تشكل أساس ومضمون الوضع الدولي الراهن.
في هذا الصراع بين الأضداد نمت وتربت ما يسمى بالحضاره ،التي لم يتسنى لها ان تزهر ولا ان تجعل من نفسها "عمر" أو "عصر" أو "فترة". ولم تستطع تحقيق آمال المؤيدين أو تبديد هواجس المناهضين للثورة.
في هذا الصراع استشهدت أسماء"مجيده" من بوانكاريه وهيوز، من ماكدونالد وهيريو.
أي من هذه الاتجاهات سترتفع رايتها، إلايجابية ام السلبية؟
لا يمكن أن يكون هناك ادنى شك في أنه في الوقت المناسب سيتم إلحاق الهزيمة بتوجه الرأسمالية السلبي بما يخدم توجه الثورة،لأن الإمبريالية غير قادرة على حل تآكل تناقضاتها، أنها قادره على الشفاء منها فقط بشكل مؤقت حتى يتسنى لها الخروج ، ثم تعود لتتحول إلى قوة سحق جديدة.
ولكن من المؤكد أيضا أن تسود حاليا اتجاهات إيجابية مواتية للرأسمالية.
هذه ميزة من مميزات الوضع الدولي الراهن
ونتيجة لذلك، لدينا نوع من التهدئة في أوروبا وأمريكا، "تنتهك" الحركة الوطنية الثورية في المستعمرات و"تعيق" وجود ، تقدم وتنمية وتعزيز جهود الاتحاد السوفياتي
بالنسبه للبرجوازية فهذا يعني فترة استراحة، وزيادة تصدير رأس المال، وزيادة، اثراءه ، تعزيز القمع واستغلال المستعمرات، الضغط المتزايد على الاتحاد السوفيتي، وتركيز كل القوى المعادية للثورة حول الراسمال الأنجلو أمريكي.
اما بالنسبه لطبقة البروليتاريا في الدول الرأسمالية ذلك يعني فترة تراكم القوى، وبدا مرحلة تشكيل وتدريب الجيوش البروليتارية تحت راية الشيوعية في ضروف انظمة القمع، بم يتلائم مع نظام "الحرية
اما بالنسبة للمستعمرات فهذا يعني تكثيف النضال ضد الاضطهاد والاستغلال الوطني، وتعزيز النضال من أجل التحرر من الاستعمار.
وبالنسبة للاتحاد السوفييتي فهذا يعني تجميع جميع القوى لمواصلة تطوير الصناعة، لتعزيز القدرة الدفاعية للبلاد، لتركيز القوى الثورية في جميع البلدان ضد الإمبريالية.
من هنا مهام الأحزاب الشيوعية:
1. استخدام إلى أقصى درجة ممكنة كل التناقضات في معسكر البرجوازية في موضوع التوسع وإضعاف قواتها وتعزيز موقف البروليتاريا.
2. ابتكار أشكال وأساليب التقارب بين الطبقة العاملة في الدول المتقدمة والحركة الوطنية الثورية في المستعمرات والبلدان التي تعتمد على الدعم الكامل لهذه الحركة ضد العدو المشترك ، ضد الإمبريالية.
3.المضي قدما ومواصلة النضال حتى النهايه من أجل تحقيق الوحدة النقابية، واضعة في الاعتبار أن هذه الوسيلة هي الأكثر ضمانا للفوز بملايين الجماهير للطبقة العاملة.لأنه لا يمكن االحصول على دعم جماهير غفيرة من البروليتاريا، دون السيطرة على النقابات العمالية والنقابات ومستحيل حيازة النقابات العمالية دون العمل فيها، والتمتع بثقة الجماهير العاملة، شهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة. وبدون ذلك، لا يمكن حتى التفكير في تحقيق ديكتاتورية البروليتاريا.
4. استنباط أشكال وأساليب محددة لتقريب الطبقة العاملة إلى الفلاحين الصغار، سحق الجهاز البيروقراطي للدولة البرجوازية وألاسعار الباهظة التي تثقل جميع قوى ، آخذة بعين الاعتبار أن النضال من أجل الفلاحين الصغار تعتبر المهمة العاجلة للحزب للوصول إلى ديكتاتورية البروليتاريا
5.ان دعم النظام السوفياتي وإحباط مؤامرات التدخل الإمبريالية ، آخذة في الاعتبار أن الاتحاد السوفياتي هو حصن الحركة الثورية في جميع البلدان ،وأن الحفاظ عليه وتقويتة يعني تسريع انتصار الطبقة العاملة على البرجوازية العالمية.
"البرافدا"، عدد 66،
1925 اذار 22
توقيع: يوسف فيساريونوفيتش ستالين
ترجمة عليه اخرس