جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 23:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ليس هناك مستقبل
المستقبل الاسود هو عندما يتحول الفاعل الى المفعول به و المجرم الى الضحية - نعم تعودنا منذ الصغر ان نتكلم عن المستقبل و كانما هو مساحة و مدة زمنية طويلة من السنوات تبدأ في فترة معينة من العمر و تستمر الى ما لا نهاية و رغم ان المستقبل كلمة غامضة يتقلص او يختفي بمرور الزمن و تتحول مخاوفه الى الحاضر التعس يستمر الانسان التحدث عنه حتى اذا كان على فراش الموت. انظر الى اليوم لترى ليس هناك غد - انظر الى حاضر الشعوب لتبكي على ماضيها - انظر الى حاضر الارض لترى اي مستقبل في انتظارها.
كيف تكون متفائلا و انت ترى فساد الانسان في الارض بعينيك يوميا. انظر الى تلوث الماء و الهواء و الارض - انظر الى اكوام المزابل التي يختنق البشر فيها - انظر الى طبقة الاوزون التي تختفي بالتدريج لتحرقنا اشعاعات الشمس - انظر الى اعداد اللاجئين الهائلة في اوربا الغربية ليس فقط هربا من الحروب بل من الفقر. قالت لي طالبة من ليتلاند بان اللاجئ يترك بلدها بسب المساعدات المالية البسيطة جدا رغم ان بلدها هادئ جدا و بعيد عن الحروب.
يتقرب المستقبل التعس تدريجيا و الانسان يستمر في تدمير بيئته و يتكاثربسرعة و يعمر الى ان تنهار الارض على رأسه. الذي يحاول تخفيف هذه النظرة و يلقبها بمتشائمة لا يفهم ماذا يفعل الانسان بالارض تحت اقدامنا. انتظر لترى كيف يتحول الفاعل الى المفعول به - انتظر الى ان تفرغ الانهار و البحار من الاسماك - انتظر الى ان تتحول الخضروات و الفواكه و الخبز و اللحم الى السم بسبب السماد و المواد الكيمياوية - انتظر الى ان تختفي الغابات و يتحول الماء العذب الى سلعة نادرة - انتظر الى ان تزداد درجة حرارة الارض لتغرقنا البحار بمائها الفائض بسب ذوبان الجليد - انتظر الى ان تزداد نسبة الجرائم و الارهاب.
لا تحتاج الارض الى الانسان و تستطيع ان تقضي عليه ببساطة بانفجار بركان هائل واحد فقط ليقبره الى الابد تحت انقاضه. الذي يتكلم عن المستقبل يعتقد ان هناك مستقبل. لا يعلم الانسان ان كلمة المستقبل نفسها مضللة – خادعة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟