بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 05:36
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
قذارة
فتحَت الباب الحديدي ، بمفتاح كبير، أخرجته من حقيبتها اليدوية السوداء ، دخلنا،أغلقـت
الباب من الداخل بمزلاج كبير، وأنا أصعدالدرج خلفهـا،كدت أن أقع لولا تشبثي بها، قالـت
ضاحكة : (( هل أنت أعمى ؟ لقد كدت أن توقعني ، احترس ، الدرجات ضيقة ومبللة . ))
عند آخرالممرالضيق فتحَت باب غرفة ، ضغطت على زرالنور، أضـاء مصباح مدلى مـن
السقف ، ولجناالغرفة ، الغرفة ضيقة ، وباردة بدون نوافذ ، خلعـت حذائي الموحـل،ألقيته
في الممر،وأغلقْت الباب، أخرجْت من قب جلبابي زجاجتي خمرملفوفتين في ورق جرائــد
إسبانية ، وضعتهما على طاولة السريرالصغيـرة ، خلعت جلبابي الشتوي ، طويتـه طيتيـن
ووضعته على ظهرالكرسي ، ألقيت بجسمي المتعب على السرير، ككيس رمـل ، أحضرَت
كأسيـن صغيريـن من المطبـخ ، فتحَت زجاجـة ، أفرغَـت الخمـرفي الكأسيـن ، تمددت إلى
جنبي كسمكة ميتة ، كانت صغيرة ، نظيفة ومعطرة ، خرجت للتو من حمام البلدة ، شربنا
الكأس تلوالكأس، حتى انتشينا، خلعْت ملابسي وأصبحت كما ولدتني أمي ذات يوم لا أعلم
تاريخـه ، اندسست في الفراش ، أشعَلـت شمعـة كبيرة حمراء ، أطفـأت المصبـاح ، حلـت
شعــرها الطويـل ، الذي ما زال مبللا ، خلعــت ملابسـها السفليـة ، رفضـت خلع ملابسـها
العلوية ، بحجة أن البرد قارس هذه الليلة ،أندست في الفراش ( ماأروع نورالشمعة وأنت
في حضن امرأة صغيرة وجميلة ) لما هممت بها وهمت بي ، سمعنا طرقا قويـاعلى الباب
الخارجي ، قامت كل شعرة في رأسي ، وعانتي وارتخى قظيبي، ودخـل قلفته ، قلـت لها :
(( لايطرق الباب بهذا الطرق العنيف إلاالشرطة )) قامت ، ارتدت روبـا وذهبت مفزوعـة
لفتح الباب ، قمت واقتربت من باب الغرفة وأنا ألبس ملابسي بسرعة ، أصغيت .
- لماذا أبطأت لفتح الباب ؟
- لم أسمع ، كنت نائمة .
- من معك في الدار؟
- صديق قديم .
- ألا تخجلين ، تقحبين في هذاالعمر، لم تجدي غير هذا العمل القذر .
-أنا لا...
-اخرسي .
في مركزالشرطة كنت رفقة ستة سجناء،ممدداعلى ظهري على أرضية الزنزانة المضاءة
بمصباح باهت ( آه ، ما أبشع نورالمصباح في زنزانة ضيقة وقذرة ) .
بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَانْ )
وجدة - المغرب
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟