أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ياسر سعد - !!غزة, شارون... وساسة العرب














المزيد.....

!!غزة, شارون... وساسة العرب


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 06:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما إن اندحرت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن قطاع غزة تحت ضربات المقاومة الفلسطينية وعملياتها حتى تلقى شارون المديح والتقريظ من الادارة الامريكية وغيرها على ما أُعتبر خطوة شجاعة وصائبة في طريق السلام الطويل والمعبد بدماء وأشلاء الابرياء الفلسطينيين. وأُستقبل شارون في الامم المتحدة استقبال الابطال وتم الاحتفاء به كرجل شجاع قادر على صنع السلام واتخاذ الخطوات الصعبة والشجاعة لتحقيقه والوصول اليه!!! بطبيعة الحال ما كان ذلك لُيستغرب, فالعالم اليوم تحكمه وتتحكم به قوانين القوة لا قوة القوانين او الاعتبارات الاخلاقية او الانسانية. فالاحتلال الامريكي غير المشروع للعراق تم تشريعه في مجلس الامن, رغم الاستهتار الامريكي بذلك المجلس وتجاوزه في تلك الحرب والتي أدت الى تدمير العراق ونهب مقدراته وقتل عشرات الالآف من ابنائه الابرياء. وحقوق الانسان والديمقراطية تستخدمان على الساحة الدولية بطريقة انتقائية ولتحقيق مصالح الدول المتنفذة على الساحة الدولية, فالانظمة الوالغة في الدكتاتورية والاستبداد تصبح مقبولة ومعتدلة إذا كان استبدادها مفتاحا لصفقات الاسلحة وغيرها من العقود والاستثمارات مما يعود بالنفع على اقتصاديات الدول الكبرى والمتنفذة دوليا, غير ان تلك الانظمة الاستبدادية تَستقبل من الانتقادات الحادة والتعليقات اللاذعة الشئ الوفير اذا ما اضطرت لإتخاذ موقف سياسي لا يرضي اللاعبين الكبار ولو كان منطلق ذلك الموقف مراعاة الرأي العام المحلي او امتصاص غضب الشارع ردا على حادثة استفزازية او موقف مهين.
أن تمتدح الادارة الامريكية شارون إذ يندحر من غزة متعهدة بدعمه ومساندته فهذا الامر متوقع وطبيعي, فالمحتلون والقتلة والظالمون بعضهم اولياء بعض!! اما أن تتهافت دول عربية للتطبيع مع "إسرائيل" والهرولة بإتجاهها تحت لافتة مكافأة شارون والدولة العبرية على انسحابهم من غزة ولتشجيعهم على اتخاذ خطوات مشابهة ولاحقة في طريق المسيرة السلمية , فهذا امر مثير لمشاعر السخط والاشمئزاز. فهل من المعقول ان يكافأ المعتدي والمحتل على إضطراره للتخلي والتراجع التكتيكي عن عدوانه في غزة حتى يتمكن من بسط هيمنته الكاملة على مناطق أُخرى؟ وإذا كان العراق الواقع تحت احتلال غير مشروع منذ ما يربو على ثلاث سنوات يدفع مكرها وبسخاء تعويضات فلكية على احتلاله لأشهر معدودات لدولة الكويت فلماذ لا يطلب من الدولة العبرية دفع تعويضات على احتلالها الهمجي لقطاع غزة والذي طال الانسان والمقدرات لما يقارب اربعة عقود؟ ثم إن القوات الاسرائيلية المنسحبة قد عمدت لتدمير المستوطنات غير الشرعية تدميرا كاملا حتى لا يستفيد الفلسطينيون ويتنفعوا منها باسلوب يدل على حقد دفين لا يسعى الى سلاما ولا يصبوا الى وئام. المشجعون لشارون على سلامه أغمضوا عيونهم المصابة ابتداء بعمى الالوان السياسي عن سوره وجداره والذي مزق اراض الفلسطينيين بالضفة وحول حياة الكثيرين منهم الى معاناة مستمرة كما انهم تجاهلوا ان غزة ما بعد الانسحاب تحولت تحت الحصار الاسرائيلي الى سجن كبير تحت رحمة محتل حقود ليس في قلبة ذرة من رحمة او مثقال خردل من إنسانية.
ها هو شارون يعلن عن إنشاء مناطق عازلة في القطاع وهاهو جيشه يقصفها ليتم إخلاؤها من الفلسطينيين وها هي طائرات الاحتلال وصواريخة تقصف وتقتل وتهدد وتتوعد, فمالنا لا نرى الذين ارتفعت اصواتهم من المسؤوليين العرب بالتشجيع لشارون إثر اندحاره من غزة موقفا ولا نسمع لهم صوتا ولا همسا. هم قادرون فقط على المكافأة والاندفاع والهرولة بإتجاه الدولة العبرية وعاجزون ومنكسرون عن المعاقبة او الاحتجاج على العربدة الاسرائيلية او حتى مواساة الشعب الفلسطيني وتعزيته في شهدائه وجرحاه. إن انظمة تفتقد لمقومات الشرعية بكل اطيافها وتفتقر الى الانجازات الحقيقة علمية كانت او صناعية او انسانية, تجد ان سبيلها للبقاء في سدة الحكم هو في الرضا الامريكي, ومفتاح القلب الامريكي سياسيا في يد اللوبي الاسرائيلي, من هنا نستطيع ان نقرأ تشجيعهم ومدحهم لشارون وشجاعته وقدرته على صنع السلام بأنه شكل من اشكال تقديم فروض الطاعة ولون من ألوان الانكسار الاختياري في زمن الاستفراد الامريكي



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشتريات الاسلحة العربية...صفقات ام صفعات؟؟
- !!ليبيا ....والايدز السياسي
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ياسر سعد - !!غزة, شارون... وساسة العرب