|
جواد الشلال .... شاعر يركب صهوة الحب بهدوء
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 15:28
المحور:
الادب والفن
جواد الشلال .... شاعر يركب صهوة الحب بهدوء
عرفت الشاعر جواد الشلال من خلال الشلاليات التي كانت تنشر على صفحته الشخصية في الفيس بوك، شاعر قادر على تجييش الحرف ليكون من ضمن جوق الملائكة الذين يزرعون الحب بين الناس، مفرداته السهلة وليست البسيطة تحمل الكثير من الفرح والكثير من الحب برغم قلتها، فالشعر ليس لعنة تحل بالكاتب بل هي خيار ربما يكون أو لا يكون ولكنه هو شيء ما يبث الحياة ليقاوم... الشعر ... هو شيء ما حد اللعنة ... وقد يكون ما بعد اللعنة هنا الشلال شاعر يبدو مغامر بحبه وعشقه للجمال لكنه يدرك أيضا أن هذا الحرف يمكن أن يكون مقدسا في محراب الفن الشعري، ويمكنه أن يكون وليا مباركا حينما ينضح إنسانية في علاقة الحب بالمحب. أغسل جسدك.. بالقبل أشم عطر صوتك وادفع برفق ... قرطك النائي انا الغريب بحلم يبدا.. ب .... لو تلك المحاصرة بالقهقات ... القديمة. الصورة الشعرية في نظم جواد الشلال صورة متحركة تتلاعب بها قدرته في تسخير الموضوع ليكون قادرا أن يمنح الجميع حبا بطعم أخر، طعم فيه حرية للحرف أن يكشف حنين الإنسان، في النص السابق نرى الصورة تتحرك مع حلم الشاعر الذي يبدأ كما العشاق الذين يفارقون حبيباتهم بــ (لو)، هذا التلوع يكشف أيضا سخريته من القدر حين يسترجع القهقهات القديمة عبر جسد مزروع بحقول من قبل وعطر. كل أنتقالات الشاعر جواد الشلال في أستخدام الرمز كوصف وليس العكس يؤشر إلى فهمه أن الرموز ما هي إلا حقائق كاملة ولكنها مختصرة، تنبض بالحياة وقادرة أن تجر المشاعر لمكانها الطبيعي لتعيد رسم العالم الجميل مع كل الألم وكل الأمل، المهم عند جواد الشلال أن يزرع الجمال حتى في لحظة موت.... حين ارى وردة اقول هذه امرأة وان أرى قصيدة جميلة اقول هذا نزف وإذا ارى .... بندقية اقول هذا .... وطن هذا الوطن الذي ينزف دما ليعيش أيضا ينزف معه جمالا في الوجود لأن المحب العاشق الإنساني لا يريد أن يرحل ويترك الكون من بعده يباب... هذه رسالة جواد الشلال للوطن وللإنسان من خلال ثقب خوذة تركها صاحبها وذهب ليكلم الله عن وطن.... وكلما ارى خوذة مثقوبة ملطخة بالدم اقول هذه روح الله .... كانت هنا وحين ارى ... اسم بلدي اقول .... يا الله. فهل ينتصر الحب في شعر الشلال على أعداءه، وهل ينتصر الخلود على الموت طالما أننا نغني ونكتب الشعر ونمارس الحياة كفلاحين في حدائق الله المسماة وطن، أظن أن كل الأجوبة يطرحها بصورة أصبعين يرفعها إنسان ذهب ليحارب الحرب، فلما أنتصر كإنسان عاشق على الوحوش المتغولة أرسل رسالة لكل الأمهات القابعات خلف القلق والأمل... وكأن الملائكة... تهبط تحمل قناديل من ورد وستائر.. تحمي لونكم أنتم.. يا من تشمون الارض تلتصقون بالحب تؤشرون ... لقلوب امهاتكم برفع اصبعين فقط..... السؤال الأخر الذي يتلمسه من يقرأ للشاعر الشلال هي قضية النساء، فكلماته ومقطوعاته كأنها مراعي جميلة تسكنها النساء والنساء وحدهن فقط، فهل يا ترى أن نزق الشلال نحو النساء كل النساء يمثل له موقف من الحياة، أم أنه يخوض الحرب من أجل أن تكون النساء رسل للحياة فهو يحتمل الحب وأوجاعه لأجل الحياة ولأجل النساء ولأجل ألا تصاب الأرض بالعقم مع كل هذه الوحشية من البشر... انا مسكون بالنساء.. دون أستثناء أعشقهن.. لوجه الحب دون لوائح ... تمييز أنتم.. مثلي حدسي يقول ... كلكم انهن جميلات ... مباركات.. برائحة نسيم الماء العذب لا اعرف واحدة.. منهن على وجه الكذب الا ان الاخيرة ... قالت لي متى تحب النساء ... لتصبح شاعرا ما شاعر مغمور ...بالمطر وحكايات القمر ... الوهمية. لقد أجاد ببراعة في تحريك كلماته في بناء عرش القصيدة، لقد أستخدم الهندسة اللفظية حين قسم قصيدته (المقطوعة) كوحدة هندسية رسم من خلالها قصة الحب الإنساني، لقد أشركنا الشاعر معه في هذه اللوحة ليقول إن الإنسان هو كائن عاشق بالفطرة لأنه دائم البحث عن البركات. نعم لقد أتفن الهندسة الشعرية وأعلن عنها بصراحة في مقطوعة قصيرة تبين لنا رؤيته في البناء الشعري وليس بالشعر، فهو صاحب موقف معلن منه وقد قدمنا له بذلك... وانا الناشط.. بحروف العبث سأعيد ترتيب سقي ... الماء بطرق جديدة لا تخلو من خيبة لكنها ستكون مترعة ... بالقبل تلك.. التي تشل ... الاطراف ويرافقها لقد غرق جواد الشلال الإنسان قبل الشاعر في إشكالية الحب والعشق وقبل أن يكون رساما للصورة فقد فكك لنا قضية الإنسان الذي يعيش بالإنسان الطبيعي، الإنسان الذي فيه الحزن نوعا من الحنين للحب والدمع حروف من طراز أخر، طراز يتكلم بلغة لا يفهمها إلا الإنسان حينما يكون إنسان... اما بعد فقد تركت دمعتي ... وحيدة عدت أمرح.. مع وحشتي بكامل الحزن... النقي ... ... وختاما.. اردد سلاما للعاشقين... فهل يبقى للشعر قضية أكبر من قضية الإنسان، لقد قالها جواد الشلال أن الشعر شيء ما قبل اللعنة .... أو ربما بعد اللعنة ليوضح أن اللعنة هي ألا تكون شاعرا أو لا تكون محبا عاشقا، اللعنة أن تترك إنسانيتك خلف الجدار وتختبئ من القمر كلا تفضح حالك أن خائف من أن تواجه نفسك، الحب عند جواد الشلال ليس فقطا موقفا من الحياة بل هي الحياة كلها في موقف إيجابي.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية
-
غدا........................
-
الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح3
-
الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح2
-
الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح1
-
النار تحرق وجه الارض
-
رحلتي في المرافئ القديمة
-
قراءة باردة على صفيح يغلي
-
قتل الطفولة وتجريم المجتمع.
-
وما ذا بعد؟
-
في ذكراه الخالدة “الحسين ينهض من جديد-.
-
في رحابة ليلة الحزن السرمد
-
جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي
...
-
جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي
...
-
تقديم وتوطئة ومدخل ضروري لكتاب الماركسية والإسلام _ذياب مهدي
...
-
دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي
-
العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
-
العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض
...
-
التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
-
أحيوا أمرنا ....ح2
المزيد.....
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|