أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جورج حداد - مناقشة حول ثورة اكتوبر والستالينية















المزيد.....



مناقشة حول ثورة اكتوبر والستالينية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 15:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


(بتاريخ 3 ـ 10 ـ 2008 نشر الموقع الالكتروني "جمول"، العائد للحزب الشيوعي اللبناني، المناقشة التالية حول ثورة اكتوبر والستالينية. وأرى من المفيد اعادة نشر هذه المناقشة، في موقع "الحوار المتمدن" الاوسع انتشارا بكثير من موقع "جمول"، نظرا لاهمية هذا الموضوع نظريا وتاريخيا ـ جورج حداد)

ثورة اكتوبر: المنارة الاكبر في تاريخ البشرية!ـ جورج حداد*ـ
نيابة عن الرفيق الكاتب جورج حداد* وبناء على طلبه انشر المقالة التالية.

علي زين الدين



بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ـ الدولة والنظام ـ طفت على سطح الحراك السياسي والفكري في الحركة الشيوعية العربية والعالمية، "موضة" مَرَضية، هي موضة التبرؤ من الماركسية ـ اللينينية والفكر الاشتراكي العلمي وخيانتهما، بأسم "تحديثهما" و"عصرنتهما" و"تجديدهما". واذا تجردنا عن النواحي الجدلية الفكرية، نجد ان كثيرين من اصحاب هذه المواقف "التجديدية" المزيفة ـ واذا طبقنا عليهم المقاييس السياسية "البسيطة": الطبقية وخصوصا الوطنية ـ نجد انهم انتقلوا على المكشوف الى معسكر الاعداء الطبقيين والوطنيين، فاصبحوا في معسكر واحد مع الكتل المالية الكومبرادورية كما هي كتلة "الحريري" السعودية ـ اللبنانية مثلا؛ ومع الخونة التاريخيين كما هو "حزب الكتائب" في لبنان؛ ومع الاحتلال الاميركي للعراق ومشاريع "الحلول" الاميركية للازمات العراقية واللبنانية والفلسطينية والعربية عامة.

وفي رأينا انه من العبث مناقشة المنحرفين ـ الخونة على اساس فكري، سياسي او فلسفي الخ؛ بل يجب "مناقشتهم" فقط على اساس الممارسة العملية والمواقف السياسية العملية، واخذهم بجريرة الخيانة الطبقية والوطنية، لان الخيانة ليست "وجهة نظر!"، والتعامل مع الخونة ينبغي ان يكون، ضمن ما تقتضيه الضرورة وتسمح به موازين القوى، كالتعامل مع الاعداء بالذات، اي التعامل بكلمة الرصاص وليس برصاص الكلمة.

وبمعزل عن هذا الجانب القاتم، فإنه يتوجب على جميع الماركسيين ـ اللينينيين الصادقين، على اختلاف اجتهاداتهم و"معسكراتهم"، ان يقدموا تقييما تاريخيا لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، التي يراد طمس دورها وتشويهها، عبر ربطها فقط بالعنف الذي رافقها ورافق الحرب الاهلية الروسية وحرب التدخل الاستعماري ضد الجمهورية السوفياتية الفتية، وعبر اتهامها بالارهاب الستاليني الذي لازم النظام السوفياتي و"تطور" معه.

ولا شك ان هذا موضوع كبير جدا يرتبط بمجمل اوضاع الحركة الشيوعية الروسية والعالمية، وبالتاريخ العالمي بأسره. ونرى من الملح طرح بعض العناوين المفتاحية، فيما يتعلق بهذا الموضوع الكبير:

ـ1ـ اذا كانت ثورة اكتوبر، بالمحصلة التي وصلت اليها، لم تقدم الحل التاريخي المستدام لتراجيديا الوجود الانساني؛ واذا كانت ثورة اكتوبر قد "انتكست" بالمحصلة؛ فهذا لا يعني ابدا ان نقيضها ـ اي ما يسمى "الدمقراطية!!" البرجوازية والرأسمالية والامبريالية ـ هو الحل؛ على العكس تماما: ان الرأسمالية، بكل اشكالها "الدمقراطية!!" والدكتاتورية والاستعمارية والامبريالية هي المشكلة، وهي اصل كل البلاوي الانسانية، من تمييز طبقي وديني وقومي وعنصري، ومن استثمار واستغلال وظلم واحتلال واستعباد، ومن قمع وفتن ومجازر وحروب، ومن اوبئة وفقر وامراض مستعصية وفساد وجريمة منظمة وانحطاط اخلاقي و"حَـيْونة" للكائن الانساني وتخريب للبيئة وكوارث "طبيعية" وتهديد بفناء البشرية والكرة الارضية؛ واذا كانت ثورة اكتوبر، بكل عظمتها وبكل ما قدمته من تضحيات جسام، لم تستطع تقديم "الحل المستدام" للتراجيديا الانسانية، فهذا برهان ليس على سقوط الحل الاشتراكي، كما يريد ان يقول لنا جهابذة الرأسمالية العالمية وجراويهم الجدد من خونة الشيوعية، بل هو برهان على فداحة المشكلة الرأسمالية، وتأكيد أكبر على الضرورة القصوى للحل الاشتراكي، الذي لا مستقبل للانسانية بدونه.

ـ2ـ بعد سقوط النظام السوفياتي، وانتهاء حقبة "الحرب الباردة" والقطبين الدوليين، اصبحت الرأسمالية والامبريالية والصهيونية بزعامة اميركا سيدة الموقف عالميا: اعلاميا وفكريا وثقافيا وفنيا وسياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا الخ. ولم يعد لديها اي "مزاحم" واقعي، يمنعها من تحقيق برامجها ايا كانت، وعلى مدى العالم بأسره. فمن وما الذي يمنع "الدمقراطية!!" الاميركية ـ مثلا ـ من تقديم "حلولها" للمشكلات التي تعاني منها الانسانية؟!

بالامس فقط تقدمت ادارة جورج بوش بمشروع قانون او مرسوم او ما اشبه الى الكونغرس الاميركي، طالبة تقديم مساعدة بـ ـ فقط! ـ 700 مليار دولار، لانقاذ النظام المالي الاميركي من الانهيار. اي بكلمات اخرى: ان اللصوص الذين سرقوا الاقتصاد الاميركي، بكل علاته (وهذا موضوع مستقل للنقاش)، ينبغي انقاذهم ـ اي مكافأتهم ـ بـ 700 مليار دولار جديدة، هي ايضا لصوصية جديدة. اذ ماذا ستكون هذه الـ 700 مليار دولار جديدة، من خارج الدورة المالية القائمة؟ هي ببساطة ان يقوم بنك الاحتياط المركزي الاميركي (اي مطبعة الدولارات التي يشرف عليها الرأسماليون اليهود) بطباعة 700 مليار دولار جديدة، لا تتجاوز كلفتها (كحبر وورق وافلام ويد عاملة واستهلاك آلات) بضعة آلاف الدولارات، ورميها في الدورة المالية الاميركية والعالمية، كي يدفع "قيمتها" المواطن الاميركي والعالمي، وخصوصا الاغنياء (مثل عرب النفط) المرتبطين بالدولار، وفقراء العالم الذين لا حول لهم ولا طول، والذين ليس لديهم ما يدفعونه سوى عرق جباههم ودماءهم.

ينبغي الاعتراف انه مرحليا غاب عن الافق "الحل الاشتراكي"، حتى الموهوم كما كان النظام السوفياتي السابق او كما هو النظام "الاشتراكي!!" المزيف الصيني الحالي؛ ولكن هذا الغياب لا يعني صوابية او واقعية او امكانية "الحل الرأسمالي"؛ بل ان الرأسمالية تزداد ايغالا وغرقا في مشاكلها المالية والسياسية والعسكرية، وهي نفسها ستقود الى "إجبار" الانسانية بأسرها، في افقر البلدان واغناها على السواء، الى العودة نحو الطرح الاشتراكي والحل الاشتراكي.

ـ3ـ يحاول اليوم جهابذة الرأسمالية وجراويهم من خونة الشيوعية ان يقولوا لنا ان ثورة اكتوبر هي "فعل ذاتي" تم بنتيجة "القناعات الذاتية" للينين وشخصيته الكاريزمية واصراره وتآمريته. اي انهم ينفون الطابع الموضوعي لثورة اكتوبر. كما يحاولون ان يعزوها فقط الى الظروف الروسية القاسية والاستثنائية. ولكن الوقائع التاريخية تثبت ان الحزب البلشفي بقيادة لينين كان اصغر واضعف "حزب اشتراكي" عشية ثورة اكتوبر؛ كما ان الجناح اللينيني في الحزب البلشفي كان حتى نيسان 1917 يمثل اقلية ضئيلة جدا داخل الحزب البلشفي ذاته؛ ومع ذلك فقد انتصر الخط اللينيني، اي خط تبني الثورة الاشتراكية والانتفاضة المسلحة: على المعارضة "البورجوازية" (بما فيها معارضة ستالين) داخل الحزب البلشفي، ومن ثم داخل الاحزاب "الاشتراكية" الاخرى التي سارت في طريق الخيار "الدمقراطي" البرجوازي. وحتى بعد انتصار الانتفاضة المسلحة في تشرين الثاني 1917، فإن حزب البلشفيك حصل على اقلية المقاعد في انتخابات الجمعية التأسيسية في كانون اول 1917، مما اضطر الحزب الى حل البرلمان الجديد بعد ان رفض ـ اي البرلمان ـ الموافقة على مرسومي الارض والسلام.

طبعا لا يمكن التقليل من اهمية العامل الذاتي في الفعل التاريخي. ولكن الاحداث التاريخية الكبرى لا يمكن ان تحدث بتأثير العامل الذاتي. فالعامل الذاتي يؤثر في العامل الموضوعي سلبا او ايجابا، تقديما او تأخيرا، اضعافا او تدعيما، ولكنه يبقى خاضعا للعامل الموضوعي. فلينين، والجناح اللينيني في الحزب، والحزب البلشفي برمته كان يمكن ان يساهم في اكتشاف ضرورة الثورة الاشتراكية، وان يعمل على القيام بها وانجاحها؛ الا انه لم يكن بامكانه ان يصنع ثورة اشتراكية حيث لا يوجد ظروف موضوعية تقتضي قيام ثورة اشتراكية.

انطلاقا من ذلك نحن مع وجهة النظر التي تقول ان ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا لم تكن لتتم، الا كتعبير عن نضج الظروف الموضوعية للثورة، لا روسيا وحسب، بل وعالميا ايضا. فلو لم تكتمل ظروف الثورة عالميا، لكانت ثورة اكتوبر خنقت في المهد، في ظروف الحرب الاهلية الشرسة وحرب التدخل الاجنبي التي شاركت فيها 14 دولة استعمارية وكراكوزية تابعة للاستعمار.
وفي اكتمال شروط الثورة في روسيا اجابة عن السؤال "لماذا روسيا؟"؛ حيث ان روسيا كانت حينذاك "اضعف حلقة في سلسلة الامبريالية العالمية" كما انها امتلكت الحزب البلشفي بقيادة لينين (هنا اكتمال او توفر العامل الذاتي يدخل كجزء من توفر واكتمال العوامل الموضوعية). واذا كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا في الربع الاول للقرن العشرين قد قامت، فهذا يعني ان النظام الرأسمالي العالمي قد اصبح "ناضجا" (من وجهة النظر التاريخية (historic)، وليس من وجهة النظر التأريخية الروزنامية (date – calendar) فقط؛ ويعني بالتالي انه ـ اي النظام الرأسمالي ـ ناضج الان، وغدا وبعد غد للثورة الاشتراكية؛ وأنه "لن يصلح العطار ما افسد الدهر"؛ وكل تنظيم يسير في الخط الثوري ضد الرأسمالية والامبريالية والصهيونية هو تنظيم مصيب يسير في انسجام مع مسار التاريخ، وكل من يحاول "تجميل وجه" الرأسمالية والامبريالية والاستعمار والاحتلال، وايجاد "حلول وسط" معها، باسم "اصلاحها" يسير في عكس مسار التاريخ. فالبرجوازية العالمية، بكل معسكراتها الفاشية والدكتاتورية و"الدمقراطية!!" و"الاشتراكية الدمقراطية الخائنة" ذاتها لم يعد ينفع معها اي "ماكياج" ولم تعد تحتاج الا لحفاري قبورها؛ وحتى لو كان حفارو قبور الامبريالية والصهيونية جهلة واميين ومتخلفين لا يعون ابعاد ما يفعلون، فهم يحققون جزءا من "برنامج الثورة الاشتراكية" إذ يزيحون حواجز اساسية من طريقها ويشقون الطريق نحو افق جديد للبشرية هو: الافق الاشتراكي، الذي لا يتراءى أفق غيره لخلاص الانسانية!

ـ4ـ ان بلورة، فانتصار "الخط اللينيني" اي "خط الثورة الاشتراكية" لم يسر في طريق معبد، وكنتيجة لـ"محاكمة عقلية" صافية للينين وانصاره، او كنتيجة لاكتشاف "حل صحيح" لمعادلة رياضية قيد النقاش والجدل النظري المجرد، بل انه سار ضمن عملية صراع فكري طبقي، هو انعكاس حي للصراع الطبقي الذي يولده النظام الرأسمالي بكل مراحله: الحِـرفية والملكية الصغيرة، ورأسمالية المزاحمة الحرة، والرأسمالية الاحتكارية، والامبريالية والاستعمار. وذلك ضمن الاطارين الروسي والعالمي معا. وقد تجسدت هذه الحقيقة التاريخية في الصراع الذي خاضه الماركسيون الثوريون، وفي مقدمتهم لينين، داخل الاممية الثانية عشية وخلال الحرب العالمية الاولى، وداخل الحركة العمالية الاشتراكية الدمقراطية الروسية منذ نهاية القرن التاسع عشر وما بعد، واخيرا لا آخرا داخل الحزب البلشفي ذاته. واذا راجعنا تاريخ الحركة العمالية في روسيا سنرى ان حزب المنشفيك قد انشق عن الخيار الاشتراكي منذ سنة 1903، ثم وقف والسلاح بيده ضد الثورة الاشتراكية في سنة 1917، كما سنجد ان قيادة الحزب البلشفي ذاتها، باستثناء لينين، لم تكن مع خيار الثورة الاشتراكية، بل كانت مع خيار "الثورة الدمقراطية البرجوازية" حتى نيسان 1917 تاريخ عودة لينين من المنفى، الذي رفع حينذاك شعار "تحيا الثورة الاشتراكية".

وإنه لمن الخطأ الفادح الاعتقاد ان هذا الصراع، داخل الحزب البلشفي وحوله، قد انتهى بانتصار الانتفاضة المسلحة في 7 تشرين الثاني 1917 (25 تشرين الاول ـ اكتوبر، بالتقويم اليولياني القديم)؛ بل على العكس، فإن هذا الصراع اتخذ شكلا جديدا هو الصراع التناحري داخل الحزب البلشفي وقيادته وقيادة النظام السوفياتي بالذات. وكان لينين بالطبع هو الهدف الاول للاتجاه "الدمقراطي البرجوازي" داخل قيادة الحزب والنظام السوفياتي. وفي 30 اب 1918 حصلت محاولة اغتيال لينين، فأصيب بالرصاص الا انه لم يمت للحال، ولكنه ادرك فورا ان استهدافه هو "من داخل البيت"، فحينما سقط ارضا رفض الانتقال بسيارة الاسعاف الى المستشفى وطلب نقله الى بيته، خوفا من اكمال تصفيته في الطريق او في المستشفى. وقيل يومها ان الذي اطلق النار عليه هو فتاة يهودية (من حزب الاشتراكيين الثوريين بزعامة كيرنسكي) اسمها الحركي فاني كابلان. ولكن سيرة هذه الفتاة تقول انها سبق وقضت في السجون القيصرية اكثر من عشر سنوات، وانها خرجت من السجن شبه عمياء بسبب اصابتها بمرض. فكيف اتيح لها ان تصوب ضد لينين وان تصيبه؟ وبعد اعتقال هذه الفتاة تم "اعدامها" او تصفيتها في مقر الشرطة السرية بعد ثلاثة ايام من الجريمة. وقد اختفت بشكل مشبوه اجزاء من ملف التحقيقات معها. كما ان هناك رواية اخرى تقول انها ارسلت الى معسكرات الاعتقال والعمل الاجباري حيث عاشت سرا وأفرج عنها سنة 1945 وماتت بعد ايام من الافراج عنها في ظروف غامضة (ولم يعرف مصير ومكان جثتها الى الان ـ ملاحظة اضافية مني الان ـ ج.ح.). ورواية فاني كابلان كلها تدل على "المؤامرة الداخلية" والصراع داخل قيادة الحزب والنظام السوفياتي ذاته. والسنوات الاخيرة من حياة لينين، ووضعه "في قبضة ستالين" حرفيا، بحجة حمايته والحفاظ على صحته، تؤكد هذه الحقيقة، وتؤكد ان لينين ـ بما كان يمثله ـ كان مستهدفا من قبل انصار النهج "البرجوازي" الخائن للاشتراكية في صفوف قيادة الحزب والنظام السوفياتي. وكان هذا النهج بقيادة المتآمر والخائن الاكبر يوسف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (ستالين)، بالتعاون مع العناصر اليهودية ـ الصهيونية. والملاحظة المؤلمة على هذا الصعيد ان اعداء الاشتراكية المكشوفين والمستورين، ولا سيما خونة الماركسية ـ اللينينية، يحاولون لصق الستالينية بلينين، واعتبارها ـ اي الستالينية ـ بأنها "استمرار" للينينية، في حين ان ستالين هو قاتل لينين، والستالينية هي النقيض القاتل، او السرطان في اللينينية. ومن اوجب واجبات الماركسيين ـ اللينينيين الحقيقيين العمل على كشف كل الحقائق حول طبيعة الستالينية المعادية للينينية والموالية ضمنا وجهرا للصهيونية والرأسمالية والامبريالية.

ـ5ـ ان التجربة الغنية لثورة اكتوبر تثبت ان هناك فرقا جوهريا بين شعار "الثورة الاشتراكية" في "الحلقة الاضعف" (واقامة "السلطة العمالية" واستكمال مهمات الثورة الدمقراطية البرجوازية على يد البروليتاريا الروسية) كما طرحه لينين في 1917؛ وشعار "بناء الاشتراكية في بلد واحد" (وبالتالي خيانة البروليتاريا العالمية كخطوة رئيسية على طريق خيانة البروليتاريا الروسية ذاتها) كما طرحه ستالين بعد وفاة لينين في 1924. وقد طرح لينين شعار "الشيوعية الحربية" في ظروف الحرب الاهلية وحرب التدخل الاستعماري؛ ثم طرح خطة "النيب" الاقتصادية الجديدة، كشكل من اشكال الصراع الطبقي في ظروف "السلم النسبي". وترافق هذا الطرح مع تأسيس الاممية الثالثة او ما يسمى "الكومنترن" (الاممية الشيوعية). وهذا يعني ان لينين واللينينيين الحقيقيين كانوا على وعي تام بأن بناء الاشتراكية لا يمكن ان يتم بدون الصراع الطبقي الداخلي وبدون الالتزام بحركة الثورة العالمية. وهو ما عمل بالضد منه تماما ستالين والستالينيون بعد وفاة (قتل!) لينين في 1924، الذين ادعوا العمل لبناء "الاشتراكية في بلد واحد" من اجل تتبيع الحركة الشيوعية العالمية تمهيدا للقضاء عليها، ولاجل بناء نظام توتاليتاري دكتاتوري فرعوني (باسم "الاشتراكية!")، بالتعاون مع الهتلرية في مرحلة، ومن ثم مع الامبريالية "الدمقراطية" في مرحلة اخرى، وفي كل المراحل مع الصهيونية التي كان عناصرها يشكلون على الدوام "غرفة العمليات السرية" لستالين، الذي كان يحاول اخفاء ارتباطه بالصهيونية والتظاهر الكاذب بـ"العداء لليهود" بتوجيه الضربات ضد "الشيوعيين اليهود" بدءا من المشاركة مع "الاشتراكيين الدمقراطيين" الكاوتسكيين في اغتيال روزا لوكسمبورغ في برلين في 1919، وانتهاء بالمشاركة مع المخابرات الاميركية في اغتيال ليون تروتسكي في المكسيك في 1941. وقد توج ستالين امجاده في حل "الكومنترن" في 1943، واغتيال غيورغي ديميتروف في 1949، بعد ان اجتمع (ديميتروف) بتيتو، والاعتراف باسرائيل في 1947، وشن حرب شعواء على تيتو والحزب الشيوعي اليوغوسلافي بسبب رفض الاعتراف بتقسيم فلسطين، وتسليح اسرائيل والضغط على الشيوعيين اليهود في اوروبا الشرقية للهجرة الى اسرائيل والقتال الى جانبها في حرب 1948 ـ 1949.

ـ6ـ فيما مضى انحرفت "الثورة الفرنسية" الكبرى، وتحولت الى "امبراطورية نابوليونية"، ثم سقطت النابوليونية ذاتها، وعادت الملكية، ثم تحولت فرنسا الى دولة استعمارية وحشية. فهل يسقط هذا الانحراف القيمة التاريخية الكبرى للثورة الفرنسية؟! ـ كلا طبعا! فلولا الثورة الفرنسية، لكان المجتمع البشري كله لا يزال الى الان يرزح في عهد الاقطاع والقنانة وسيطرة الوجه البشع لكاثوليكية "محاكم التفتيش". وان شعارات "حرية، اخاء، مساواة" و"الجمهورية" التي اطلقتها الثورة الفرنسية هي اليوم كالخبز اليومي الذي لا وجود للمجتمع البشري بدونه. واخيرا عادت الجمهورية الى فرنسا؛ ومن المضحك الان ان يتصور احد (عودة) فرنسا ملكية. واذا كانت البرجوازية تفرغ "الدمقراطية" من محتواها الانساني وتحولها الى وعاء مزخرف للتمييز الطبقي والقومي والاستعمار والاستعمار الجديد، فهذا لا يعني انه ينبغي التخلي عن الدمقراطية، ولا يلغي الحقيقة التي اشار اليها لينين، وهي انه اذا ذهبنا بالدمقراطية البرجوازية الى نهايتها المنطقية، نصل الى الاشتراكية؛ وهذا يعني: عدم انتظار البرجوازية كي "تقتنع" بالاشتراكية، بل النضال لاسقاط البرجوازية ذاتها، التي سرقت الثورة الفرنسية من الجماهير التي قامت بالثورة، واعادة المحتوى الشعبي، الجماهيري، للدمقراطية.

ومن ضمن هذا السياق نفسه، فإن انحراف "ثورة اكتوبر" عن المسار الاشتراكي الحقيقي، الجماهيري، والوقوع في البونابرتية ـ الستالينية ومن ثم النيوستالينية، لا يلغي الاهمية التاريخية للثورة الروسية، بل يؤكد على ضرورة متابعة النضال لاجل متابعة الطريق الذي شقته.

ـ7ـ كانت الدولة الروسية من اعتى الدول واقواها، وفي الحرب العالمية الاولى جندت القيصرية جيشا تعداده 14 مليون جندي. وكان القيصر يتمتع بصفة دينية ـ كنسية شبه الهية ويسمى "الاب الصغير" (على الارض) تمييزا له عن "الاب الكبير" (في السماء) الذي هو الله. وكانت قوات القمع الداخلية (البوليس السري والبوليس السياسي والشرطة وخيالة القوزاق الموالين للقيصر الخ) مرعبة، بالمعنى الحرفي للكلمة. ومع ذلك فإن الجماهير المنظمة، الجائعة، شبه العارية وشبه العزلاء، بقيادة قلة من الثوريين الواعين، الذين ادركوا وامسكوا اللحظة التاريخية وساروا مع ايقاع التاريخ، استطاعوا اسقاط هذه "القلعة المرعبة" للظلم والاستبداد والطغيان. وبذلك اعطت ثورة اكتوبر الدرس العظيم لجميع شعوب العالم، وزعزعت تماما والى الابد الاساس الاول والاخير للنظام الاستغلالي العالمي، ونعني به: الاستسلام والخنوع "القطيعي" للجماهير والشعوب المظلومة. اي: ان ثورة اكتوبر مزقت الى الابد قشرة الخوف التي كانت تغلف قلوب الناس البسطاء ومنحتهم الثقة بقوتهم التي لا تعادلها قوة. وليس هناك قوة على الارض او خارجها يمكن بعد اليوم ان تلجم المارد الشعبي في اي زاوية من زوايا الارض. والنظام الرأسمالي العالمي انما يستمر بالوجود ـ وليسمح لنا باستعمال هذا التعبير الرياضي ـ "في الوقت الضائع" لا اكثر ولا اقل؛ ولم يعد لديه اي مبرر واي قوة للاستمرار في الوجود، وهو يعتمد فقط على التضليل والكذب والديماغوجية، بما في ذلك او بالاخص سرقة الشعارات "الاشتراكية" التي اطلقتها ثورة اكتوبر ذاتها: حقوق الانسان، حقوق الامم والشعوب، العدالة الاجتماعية، الحكم الشعبي، الخ. الخ. ومهما حاول الستالينيون والنيوستالينيون (من القادة الصينيين الى سيرغيي خروشوف وغورباتشوف، ومن فخري كريم وكريم مروة الى فؤاد النمري، الذي يتحفنا بنظرية ان النظام الاميركي لم يعد نظاما "رأسماليا" واصبح نظاما "استهلاكيا؟؟!!") ـ مهما حاولوا تلميع وجه "الدمقراطية!!" الاميركية ونفي وجود الامبريالية وصبغها باللون "الاحمر"، فإن حبل الكذب الديماغوجي سيبقى قصيرا وقصيرا جدا، بالمعنى التاريخي، مهما طال بالمعنى الروزنامي.

ـ8ـ عشية الحرب العالمية الاولى كانت الازمة العامة للرأسمالية قد وصلت الى درجة الاختناق، وقد انفجرت بشكل الحرب العامة والثورة الروسية وسلسلة من الثورات الاخرى في بلدان اخرى. وكان هدف الحرب اعادة تقسيم المستعمرات والاستيلاء على مستعمرات جديدة، من اجل حلحلة الازمة الرأسمالية العامة. ومع ان روسيا كانت تحارب الى جانب "المعسكر الرابح"، الا انها كانت تمثل "الجائزة الكبرى" التي يمكن الحصول عليها لنهب ثرواتها الاسطورية من قبل الاستعماريين الغربيين. وقد حصل الاستعمار الغربي على الامبراطورية العثمانية كـ"جائزة ترضية". لقد كانت الامبراطورية العثمانية تـُستحلب بواسطة "الامتيازات الاجنبية" والقروض التي تقدم للسلطنة والتجارة الخارجية. ولكن هذا لم يعد يكفي. وجاء الاستيلاء المباشر على الاراضي السابقة للامبراطورية العثمانية، وبالاخص الاستيلاء على منابع النفط، لينقذ الرأسمالية العالمية من الانهيار التام. ولنتصور فقط ازمة 1929 ـ 1933 بدون نفط الشرق الاوسط والممرات التجارية العالمية من والى اميركا واوروبا وافريقيا واسيا. ولكن الاقتصاد الرأسمالي العالمي وصل الان الى درجة من "النمو"، لا تعرف "الشبع". وقد اخذ "يأكل بعضه بعضا". وظهر ذلك بوضوح في افتراس ما كان يسمى "النمور الاسيوية"، التي عادت الى نقطة الصفر بين ليلة وضحاها.
والازمة الرأسمالية الحالية تطرح السؤال المصيري الكبير: من "سيأكل" من اولا، اميركا، ام اليابان وكوريا الجنوبية والصين، ام الاتحاد الاوروبي؟؟
علما ان ايا من هذه الفرائس الدسمة لم تعد تكفي لشبع الوحش الرأسمالي الاحتكاري العالمي. فحتى لو اكل طرف او طرفان طرفا ثالثا، فإن "الاسترخاء بعد الوجبة" لن يدوم طويلا. يوجد منطقة واحدة في العالم يمكن للاستيلاء عليها حل مشكلة الازمة الرأسمالية العالمية لفترة طويلة من الزمن، وهي: روسيا، لما فيها من ثروات اسطورية. ولكن قيام ثورة اكتوبر اقام حاجزا نفسيا وثقافيا وسياسيا عاليا بين روسيا والغرب. ومن ثم قطع الطريق نهائيا امام اي احتمال لتحويل روسيا، في اي وقت، الى مستعمرة غربية، وحل الازمة الرأسمالية العالمية على حسابها. وبالرغم من الانحراف الستاليني والويلات التي حلت بالشعب الروسي بسبب الدكتاتورية الوحشية للبيروقراطية التي استخدمت الارهاب والقمع الوحشي من اجل الاحتفاظ بسلطتها، ـ بالرغم من كل ذلك، فإن "الثقة بالنفس" التي اعطتها الثورة للجماهير الشعبية الروسية، هي التي مكنت الشعب الروسي من القضاء على الهتلرية، وحولت روسيا الى دولة عظمى يحسب لها الف حساب. ومن المستحيل بعد اليوم تحويل روسيا الى مستعمرة، حتى لو كانت، افتراضا، منهارة اقتصاديا وفي حالة مجاعة، فهي ستقاتل بشراسة متناهية من اجل حريتها القومية. واي حصار اقتصادي ضد روسيا لا يمكن ان ينفع. واي مهانة او استفزاز يمكن ان تتعرض لهما روسيا، فإن الشعب الروسي سيرد عليهما بشدة لا تستطيع اي قوة خارجية تحملها. وقد اثبتت تجربة حكم غورباتشوف ويلتسين اللذين حاولا تحويل روسيا الى "مزرعة خلفية" تابعة للرساميل الغربية واليهودية الصهيونية، ان اي سلطة روسية لا تتصرف كدولة عظمى لها مصالحها القومية العليا واستقلالها وهيبتها، فإن هذه السلطة ستسقط كورقة خريف. وان مجرد حرمان الغرب الامبريالي من امكانية استعمار روسيا، بصرف النظر عن طبيعة النظام القائم فيها، يضع النظام الرأسمالي العالمي كله في حالة ازمة مستدامة وعلى شفير الهاوية في كل لحظة.

ـ9ـ لقد حققت ثورة اكتوبر انجازا تاريخيا ضخما هو تأسيس الاتحاد السوفياتي السابق. وهذه التجربة كان ينبغي ان تحظى باهتمام خاص كبير جدا من قبل الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية والاسلامية. ولكن وقوع هذه الاحزاب تحت هيمنة وتأثير الستالينية حال بينها وبين الالتفات الى هذه القضية المفصلية في التاريخ الانساني بأسره، والذي يكتسب اليوم اهمية استثنائية خاصة. فاذا تجردنا عن الجانب السياسي والايديولوجي، واخذنا الجانب القومي، وتساءلنا: ممن كان يتألف الاتحاد السوفياتي؟ ـ باستثناء الشعبين الصغيرين الارمني والكارتفيلي (الجيورجي)، كان الاتحاد السوفياتي يتألف اساسا من الشعوب المسيحية السلافية (الروس والاوكرانيين والبيلوروس) ومن الشعوب الاسلامية في آسيا الوسطى. اي ان الاتحاد السوفياتي هو تجسيد حي لتجربة التحالف العضوي بين الشعوب السلافية (المسيحية الارثوذوكسية) والشعوب الاسلامية. ولو لم يقم هذا التحالف (الذي ادى الى قيام الاتحاد السوفياتي)، لكانت الشعوب الاسلامية في اسيا الوسطى تحولت الى شعوب مستعمرة كغيرها من الشعوب الاسلامية الاخرى، ولكان الشعب الروسي (ومعه الشعبان الاوكراني والبيلوروسي) عزلوا وسحقوا سحقا تحت ضغط التدخل الاستعماري الاجنبي لـ14 دولة استعمارية في 1918 او بعد ذلك.

ـ فكيف امكن قيام هذا التحالف العضوي التاريخي بين الشعوب السلافية والشعوب الاسلامية في الامبراطورية الروسية السابقة؟

ـ لا شك ان الحزب الشيوعي البلشفي، بقيادة لينين واللينينيين، لعب دور "المايسترو" او "المخرج" التاريخي الذي استطاع اخراج هذا المشهد العظيم على مسرح التاريخ.

ولكنه سيكون من السخف ان يدعي احد ان الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) استطاع اقناع الشعوب السلافية المسيحية او الشعوب الاسلامية، بالتخلي عن الدين المسيحي او عن الدين الاسلامي، والتحالف على قاعدة "الالحاد". والتجربة التاريخية الان تثبت عكس ذلك. اي ان شعوب الاتحاد السوفياتي السابق، المسيحية والاسلامية، لا تزال في غالبيتها الساحقة شعوبا مؤمنة بعقائدها الدينية الاصلية.

طبعا ان سوء استخدام الدين من قبل الكنيسة، لصالح الحكم القيصري، وسوء استخدام الدين من قبل بعض الشيوخ المسلمين، لصالح السلطة العشائرية وغيرها، كل ذلك لعب دورا في وقوف الجماهير ضد رجال الدين المسيحيين والمسلمين. ولكن حتى الجماهير التي وقفت ضد رجال الدين، فهي لم تتخل عن الايمان الديني ذاته، بل ربما العكس هو الاصح.

وهنا علينا ان نغير قليلا في صيغة السؤال كي يصبح: كيف استطاع الشيوعيون (البلاشفة) ان يجدوا "اللغة المشتركة" التي جمعت الجماهير الشعبية الروسية والسلافية المسيحية والاسلامية ووحدتها في جبهة ذات طابع عالمي، او قومي ـ اممي، هي التي قام عليها الاتحاد السوفياتي؟

تروج اليوم "موضة" حوار الاديان، وحوار الحضارات (ضد: صراع الحضارات) وعموما: شتى اشكال الحوارات الثقافية والفكرية والايديولوجية والدينية. طبعا ليس لدينا اي اعتراض على ذلك. بل ان هذه الظاهرة هي دليل صحة للمجتمع الانساني، ضد التوحش اللاحضاري للرأسمالية والامبريالية. ولكنه ليس من الثابت تاريخيا انه، عشية ثورة اكتوبر وخلالها وغداتها قد قام حوار ايديولوجي بين الدينيين واللادينيين وحوار اديان بين المسلمين والمسيحيين في روسيا القيصرية السابقة، وبناء على هذا الحوار او الحوارات توحدت الشعوب (ونكرر: الشعوب!!!) المسيحية السلافية والاسلامية.
الا انه من الثابت تاريخيا، انه عشية وخلال الحرب العالمية الاولى فإن الثقل الاساسي في الصراع ضد الاستعمار في العالم كان يقع على كواهل الشعوب الاسلامية التي كان يسحقها الاستعمار. كما ان ثورة اكتوبر، اي الثورة الاشتراكية ضد الرأسمالية والامبريالية المتخالطتين بالحكم القيصري المطلق الفردي والاستبدادي، قامت اساسا على كاهل البروليتاريا الروسية والانتلجنتسيا الثورية والفلاحين الفقراء الروس وتاليا على كاهل الشعب الروسي بغالبيته الساحقة، اي بجماهيره الكادحة.

هذه هي "اللغة المشتركة" التي جمعت ووحدت الشعوب المسيحية السلافية والاسلامية التي اسست الاتحاد السوفياتي: الثورة ضد الاستعمار، ضد الحكم المطلق والاستبداد، ضد الرأسمالية والاحتكار والامبريالية، ضد الحرب الاستعمارية؛ لاجل الخبز والسلم والارض والحرية والاشتراكية.

هل يختلف المسلمون والمسيحيون دينيا؟ ـ نعم يختلفون! وهل يختلف الدينيون واللادينيون ايديولوجيا؟ ـ نعم يختلفون!

ولكن: هل يمكن ان يتفق المسلمون والمسيحيون، الدينيون واللادينيون، على التحرر والحرية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، مع امكانية احتفاظ كل طرف بمعتقداته الدينية والفكرية؟ ـ نعم يمكن ان يتفقوا!

ان هذا الدرس التاريخي العظيم لثورة اكتوبر هو اصلح ما يكون لزمننا الراهن، حيث تكتوي الشعوب العربية والاسلامية بنار الكفاح ضد الامبريالية والصهيونية العالمية، وحيث الشعب الروسي العظيم يقف في الصف الاول بمواجهة نزعة الهيمنة الاميركية ـ الصهيونية على شعوب العالم.

ـ10ـ ان المؤامرة ضد ثورة اكتوبر قد بدأت مع اطلاق الرصاص على لينين، وحققت اولى واكبر نجاحاتها باستيلاء الخائن ستالين على السلطة، ونجحت اخيرا بالقضاء النهائي على النظام السوفياتي والاتحاد السوفياتي على ايدي الخونة امثال غورباتشوف ويلتسين. ولكن من زاوية نظر اخرى، فإن الذي سقط فعليا الان هو الانحراف، هو الستالينية والنيوستالينية؛ لان النظام الذي بني في عهد الستالينية لم يكن النظام الاشتراكي الذي طمحت اليه وقاتلت لاجله جماهير ثورة اكتوبر. وسقوط هذا النظام المنحرف سيفتح الطريق لدورة تاريخية جديدة، في روسيا والعالم بأسره، من اجل اعادة الاعتبار لمبادئ ثورة اكتوبر، ومن اجل انتصار حقيقي، تام ونهائي، للثورة الاشتراكية!


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

* كاتب لبناني مستقل

www.rahilo-alkalimat.blogspot.com
www.alizeineddine.blogspot.com


رد مع اقتباس
1. 06-10-2008
ابو رادا

عضو شرف
تاريخ التسجيل
Jul 2008
الدولة
Kaliningrad, Russia, Russia


زعيم بغير ارادته

تمر السنين و يقل معها عدد الناس الذين يتذكرون كيف كان واقع الاتحاد السوفيتي حتى بداية تسعينيات القرن الماضي .
ان حملة التشويه المستمرة خلال عشرين سنة الاخيرة و الموجهة الى الناس من خلال كل وسائل الاعلام المرئية و المقروءة تفعل فعلتها:
الكثير من هولاء الناس يعتقدون (امثال السيد جورج حداد) و بثقة عمياء ان (امبراطورية الشر) كانت تحكم من قبل اشرار لا مثيل لهم حيث قتلوا الناس او زجوا بهم في معتقلات و معسكرات رهيبة و بين هولاء الاشرار و الوحوش
ستالين الذي تميز بقصر نظر و لكن استطاع بحيلة ما الوصول الى منصب (زعيم الشعب) و اجبر الجميع على مدحه و تعظيمه كإله و هو الذي قتل الملايين و الملايين .
عشرين سنة تكتب و تبث وسائل الاعلام الروسية الكذب و التهم الباطلة عن ستالين و هم لا يعرفون ان الذين بدأوا حملة التشويه ليسوا هولاء (العقول النظيفة و المخلصة) ليسوا رجالات البريسترويكا في تسعينات القرن الماضي امثال غورباتشوف ويلتسين وشيفرنادزة و ياكوفليف .
قبل اكثر من خمسين سنة وبالتحديد في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956 كان مندوبين ذلك المؤتمر جميعهم كشخص واحد من مناصري ستالين و فجأة بدأوا الصراخ و العويل بالفم المليان بان ستالن كان قاتل و سفاح و انت اليوم يا سيد جورج تقول خائن ايضا
اليس من الغريب هذا؟؟؟؟؟؟
هناك حكمة شعبية تقول : ان الذي يصرخ و باعلى الصوت و اقوى من الاخرين (امسكوا الحرامي ) هو نفسه الحرامي .
اليس من اجل ذلك اعلن مناصري ستالن انه قاتل ؟؟؟ وهم انفسهم قتلة و هم من قتل ستالين .
يا سيد جورج انا مقيم في روسيا ومن فترة طويلة و اتابع الحياة السياسية . يوجد اليوم في روسيا برنامج اعلامي ان صح التعبير و يدعى (الخيار التاريخي) و القصد منه معرفة مكانة وحجم عظماء روسيا من خلال التصويت على 500 شخص لعبوا ادوارا مهمة في تاريخ روسيا،فبالرغم من كل حملات التشويه ليلا نهارا ضد ستالين
فانه الحاصل على المركز الاول في التصويت و بفارق كبير بالاصوات.
ان ستالين لعب دورا محوريا في التاريخ السوفياتي لانه استطاع فهم حقيقة مهمة جدا تتعلق بالوجود التاريخي للشعب الروسي مما عرض روسيا دائما للعدوان و محاولة تقسيمها .
بعد انتصار ثورة اكتوبر حدد لينين دور البلاشفة على الشكل التالي " التاريخ فعل هكذا بحيث تنعطف اليوم الوطنية تجاه بلدنا" لقد اعاد فهم هذا الانعطاف كشرط اساسي للحفاط على وحدة روسيا و عدم تقسيمها و كمرحلة للانتقال الى الاشتراكية .
ان ثورة اكتوبر اوقفت سياسة تقسيم روسيا و خلال سنوات قليلة اتخذت الثورة خطوات جبارة من اجل اعادة الحدود التاريخية لروسيا و نتيجة هذه الخطوات كان قيام الاتحاد السوفيتي في عام 1922 و الذي وضع حجر الاساس لتوحيد الشعوب على اسس و قيم الاخاء و المساواة


يتبع



الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق
رد مع اقتباس
2. 07-10-2008
aiash

Junior Member
تاريخ التسجيل
Sep 2008
الدولة
syria
شكرا رفيق أبو رادا كلام عسل

أما بالنسبة للرفيق الكاتب المستقل جورج حداد فمن يخاف على الشيوعيين و الحزب الشيوعي يجب أن يعمل من الداخل أي داخل الحزب وهذا ما عبر عنه زياد الرحباني في إحد خطاباته وبحسب المذكور فأنت مستقل .
أما فيما يخص المقالة والمعلومات الواردة فيها فمع الإحترام فهي تفتقد وتشوه الكثير من الحقائق.
والبداية من نهاية مقالتك وما تسميه حوار الحضارات أو حوار الأديان وجميع المصطلحات التي تحاول أن تحولها الرأسمالية العالمية إلى مفاهيم جميعها تحيد بنا عن التناقض الأساسي القائم في صلب الرأسمالية والمعبر عنه بالصراع بين رأس المال وقوة العمل.
من قال بأنه توجد حضارات إنسانية يا سيدي لا توجد سوى حضارة إنسانية واحدة بدأت بوجود الإنسان على سطح الأرض وتمتد لهذه اللحظة بجميع ما على الكرة الأرضية من بشر (وأنصحك بقراءة مؤلفات فريدريك انجلز بالأخص وقد اوضح هذا الموضوع)
أما وبالعودة إلى ستالين فلعلمك ومعلوماتك إن الهجمة التي تمت في المؤتمر العشرين على ستالين كانت البداية للهجوم والقضاء على لينين ومن بعده ماركس وإلا ما التفسير لإزالة وتحطيم تماثيل لينين غداة سقوط الإتحاد السوفيتي دون أن يحرك الشعب قيد أملة بالرغم معرفتهم لمكانة لينين ولمنجزاته
عند الحديث عن وجهة النظر التاريخية فإن ستالين هو الوحيد وأشدد على أنه الوحيد الذي كان يمتلك هذه النظرة فستالين عقب الحرب العالمية الثانية طرح ما يلي: إن راية التحرر في بلدان العالم الثالث سقطت من يد الراسمالية ويجب علينا أن نسارع لالتقاطها.
فهو على علم أن الرأسمالية وجهت لها ضربة في ثورة أكتوبر والضربة الثانية في الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة النازية على يد الجيش الأحمر هذه الحرب التي كان الهدف منها القضاء على الإتحاد السوفيتي والممول الأساسي للنازية كانت بريطانيا العظمى وفرنسا من بعدها وأرجو أن تعود إلى الوثائق السرية التي أفرجت عنها الخارجة الروسية منذ أسبوع تقريبا فهي تـبين بعض هذا الكلام من خلال إيضاح مؤامرة ميونخ 1938 أما الضربة الثالثة فهي ما كان ستالين يعمل على تحقيقها من خلال دعم البلاد المتحررة لمنع الرأسمالية من العودة إلى نهب خيرات هذه البلدان لأن الرأسمالية الأوروبية والأمريكية على الأخص لا تستطيع توفير نمط الإستهلاك الذي شهدناه إلا من خلال النهب وما الحروب التي تقوم بها امريكا حاليا إلا سعيا منها لحل جزء من مشكلتها الإقتصادية والمتعلق بتوفير حياة رفاهية لشعبها لكي لا يثور عليها
وبذلك كان (ستالين) علم أنه بمنع الرأسمالية من سرقة الثروات ستضعف ولن تكون قادرة على مواجهة الإتحاد السوفيتي الغني بثرواته والمكتفي ذاتيا.
سؤال يستحق أن تسأله لنفسك:إذا كانت الرأسمالية وانت من قلت بأنها ان الرأسمالية، بكل اشكالها "الدمقراطية!!" والدكتاتورية والاستعمارية والامبريالية هي المشكلة، وهي اصل كل البلاوي الانسانية، من تمييز طبقي وديني وقومي وعنصري، ومن استثمار واستغلال وظلم واحتلال واستعباد، ومن قمع وفتن ومجازر وحروب، ومن اوبئة وفقر وامراض مستعصية وفساد وجريمة منظمة وانحطاط اخلاقي و"حيونة" للكائن الانساني وتخريب للبيئة وكوارث "طبيعية" وتهديد بفناء البشرية والكرة الارضية فما الذي يدفعها لمهاجمة ستالين إلى اليوم بالرغم من مضي 54 سنة على وفاته؟؟
ستالين الذي قتل وشرد وأسال الدماء؟؟؟؟

أرجو من الرفيق علي زين الدين إيصال الردود
وبالتأكيد
يتبع

رد مع اقتباس
3. 08-10-2008,
aiash

Junior Member
تاريخ التسجيل
Sep 2008
الدولة
syria

عزيزي الكاتب المستقل

في مقالتك نقطتان تحملان في طياتهما من الإساءة للماركسية لدرجة محو لكل حسنة في الظاهر:

1- لابد لنا دائما و أبدا من الإستغناء عن النظر إلى الأمور نظرة سطحية إلى درجة إستغباء العقول فبالرغم من دفاعك الشبه مستميت ( في ظاهره ) عن ثورة أكتوبر وبالأخص في بداية المقالة إلا أنك وفي النهاية لم تطرح إلا طرح من هاجموا الماركسية أمثال دوهرينغ على سبيل المثال لا الحصر وبالطبع شتان بينكما , فأنت وبدعوتك الخجولة للقبول بمصطلحات المجتمع المدني ومؤسساته ومع الإحترام ينم عن جهل فمؤسسات المجتمع المدني هي إحدى أذرع الرأسمالية العالمية وإحدى الأدوات الفاعلة في بلدان العالم الثالث فلا أستطيع الإقتناع أن جورج سوروس ( من رجال الأعمال الأمريكيين والمسبب لأزمة البورصة العالمية 1997 ) وغيره الكثير يقومون بتمويل هذه المؤسسات لإراحة ضمائرهم لما سببوه من مجاعات في العالم وأزمات اقتصادية, والهدف الرئيسي من وراء هذه المؤسسات هو تمرير مصالحهم في هذه البلدان ودفعها نحو اتباع السياسات النيو ليبرالية.

2- إن هجومك على ستالين والستالينين فيه الكثير من الإساءة ولا يصب في النهاية إلا في مصلحة الرأسمالية, هل جميع ما قام به ستالين صحيح؟ بالتاكيد لا وهل جميع ما قام به سيء؟ هذا مرفوض أيضا, عند علاج مثل هذه المسائل لا بد من تبني النظرة الموضوعية في التقييم كأن يقال أن فلانا او الحدث الفلاني كانت نتائجه 80% جيدة و 20% سيئة, أما أن نحمل الأشخاص أكثر مما يتحملونه وهو ماقمت به ( ولو عن غير وعي) وتقوم به وسائل الإعلام الغربية اتجاه ستالين فما هو إلا ضربة للماركسية في عقر دارها.

ولعلمك أن ستالين له من الإنجازات في الفكر الماركسي لا تقل عن منجزات لينين, فستالين له نحو 19 كتاب إن لم أكن على خطأ ومنها ما يعالج مشكلات اقتصادية واجهت الإتحاد السوفيتي ( ترجم أحد هذه الكتب من قبل دار الفارابي 1956 وعنوانه القضايا الإقتصادية للاشتراكية ) إلا أن معظمها قد غيب ولم يترجم ( وبالأخص من قبل دار التقدم ) وذلك تنيجة الهجمة التي شنت عليه في المؤتمر العشرين وبعدها, وهذا من أحد الأسباب التي دفعتنا لعدم إنصاف هذا الرجل ومعرفة قدره , هذا من الناحية الفكرية أما الناحية العملية فقد كان بمقام اليد اليمنى للينين فخلال سنوات النضال قبل الثورة سجن ستالين 5 مرات وكان وفي معظم ذاك الوقت كان يعمل ضمن أوساط العمال الجورجيين وفي إحدى مرات اعتقاله عاد ليجد ان صحيفة الإسكرا قد حادت عن الخط المرسوم وتوقفت عن الصدور وأن العمال تراجعت أشكال تنظيمهم ويعيشون في اضطرابات فاستطاع خلال أسبوع ان يعيد تنظيم االعمال و يعيد إصدار الصحيفة, وفي ثورة 1905 كان صوته هو الفاصل في تحديد قرار الثورة بعد عدم موافقة كامنييف وزينوفيف ...وغيرهم من أعضاء المكتب السياسي والذين خرجوا لاحقا للصحافة ليعبروا عن اراءهم في رفض الثورة قبل حصولها وهذا أحد أسباب فشلها, أما بعد ثورة 1917 وتحرير ستالين من سجون سيبيريا كان هو المصحح لأخطاء تروتسكي , فقد كان تروتسكي بوصفه قائد الجيش الأحمر يواجه إضرابات العمال بالنار, فيرسل لينين ستالين ليقوم بتصحيح أخطاء الأخير, لن أطيل في الحديث عن ستالين فالزمن هو الكفيل بإنصافه و قد بدأ فعلا فحاليا يصدر في روسيا كتب بمعدل كتاب في اليوم تتحدث عن ستالين ومنجزاته من التجميع الزراعي والتصنيع وتدحض الأرقام التي تروج عن القتلى في محاكمات 1937 .....الخ, وإذا أدت الإطلاع أكثر إقرأ ستالين نظرة أخرى ل لوردو مارتينز.

ولا يلزمنا في الوقت الحالي إلا أن نوجه مدافعنا النارية والكتابية باتجاه الرأسمالية ولأن من يوجه مسدسا على ماضيه ستوجه عليه المدافع في المستقبل كما قال حمزاتوف.
التعديل الأخير تم بواسطة aiash 08-10-2008 الساعة 04:20
رد مع اقتباس
4. 09-10-2008, 15:55#5
علي زين الدين

عضو مميّز
تاريخ التسجيل
Aug 2007
الدولة
سويسرا
المشاركات
609
شكراً لك

مجددا نيابة عن الرفيق الكاتب جورج حداد وبناء على طلبه.
مع تحياتي انا علي زين الدين




اشكر الرفيقين ابو رادا وجان الشيخ على ردهما على مقالتي عن ثورة اكتوبر، وما ورد فيها خصوصا عن ستالين؛ اذ انه في رديهما ما يؤكد على ضرورة تسليط الضوء اكثر على الدور الانقلابي والتآمري الذي لعبته الستالينية في قتل لينين، وتخريب الاشتراكية وتشويهها والتمهيد للقضاء النهائي على النظام السوفياتي. ومن المناسب استغلال وجود الرفيق ابو رادا في روسيا للمساعدة ـ اذا اراد ـ في كشف الحقائق التاريخية من منابعها. وفي ردي على ردهما سأتوقف بشكل خاص عند النقاط التالية:

ـ1ـ مضى 90 سنة واكثر من شهر على مؤامرة اطلاق النار على لينين. واكثر من 84 سنة على وفاته المشبوهة تماما. وحتى لو لم يكن لينين هو لينين، زعيم الحزب البلشفي وقائد الثورة وقائد الدولة السوفياتية الفتية ومطور الماركسية الخلاق الذي، الى جانب ماركس، ارتبطت باسمه ايضا الماركسية ـ اللينينية، لو لم يكن ذلك كله، وكان مناضلا شيوعيا عاديا؛ فإن من "حقه" تماما، كانسان، وكمناضل كرس حياته لاجل حزب الاشتراكية والثورة الاشتراكية، ان تكشف مؤامرة اغتياله بالرصاص ثم بالسم التدريجي؛ فلماذا كان دور ستالين (لو كان مخلصا للينين واللينينية) هو طمس عملية اغتيال لينين؟ ـ انا شخصيا، وكمواطن عربي وطني (حتى لا اقول "شيوعي" وازاحم احدا على شيوعيته) اكره ستالين من خلال اعترافه بتقسيم فلسطين ودعمه لقيام اسرائيل؛ وبالطبع اعتبره دكتاتورا وجزارا للحزب الشيوعي السوفياتي والشعب السوفياتي؛ ومن خلال هذا الكره "الواعي تماما" اعمل بامكانياتي الفردية المحدودة لنبش التاريخ القذر لستالين والستالينية والستالينيين والنيوستالينيين (من خروشوف الى غورباتشوف الى الرفيق العزيز جدا الياس عطالله الحريري وفوق البيعة كريم مروة). والسؤال التاريخي الكبير جدا: لماذا لم تجر، ولا تجري الى الان، عملية تحقيق جادة في قضية مؤامرة اغتيال لينين؟ وانا انصح الرفيق ابو رادا، الذي لا اعرفه واذا كنت اعرفه فبغير هذا الاسم، ان يحاول الاستفسار من الشيوعيين الروس القدماء عن هذه المسألة؛ على الاقل للاطلاع على الحقيقة واعطاء لينين حقه كانسان ينبغي ان نكشف من قتله ولماذا؟

ـ2ـ طبعا ان ستالين كان رجل دولة عظيما، بمعنى كبيرا؛ ونابوليون كان كذلك في التاريخ الفرنسي؛ ولكن هذا لا ينفي، بل يؤكد تماما، ان الدكتاتور المتوحش ستالين هو قاتل الثورة الاشتراكية في روسيا، مثلما كان الامبراطور المنفلت نابوليون قاتل الثورة الدمقراطية الجمهورية في فرنسا. والسؤال الكبير هو: هل ارتكب ستالين مجازر ضد كوادر ومناضلي الحزب الشيوعي السوفياتي وضد الكوادر والضباط والشيوعيين في الجيش الاحمر السوفياتي وضد جماهير العمال والفلاحين الواعين والانتلجنتسيا في الاتحاد السوفياتي، وبلغت ضحاياه الملايين؟ وهل قام ستالين بالتصفية الجسدية لالوف من الشيوعيين اللاجئين السياسيين الاجانب في الاتحاد السوفياتي، على طريق التوجه نحو تصفية الكومنترن الذي تم حله سنة 1943، ثم قتل امينه العام الاخير غيورغي ديميتروف سنة 1949 (بالسم ايضا)؟ ـ لماذا علينا ان ننتظر من الاعداء ان يتحدثوا هم عن جرائم ستالين والستالينيين ويلصقونها بلينين واللينينية والاشتراكية؟ لماذا لا نقوم نحن بفضح جرائم ستالين والستالينية ونبين انه وانها مرتبطتان بالرأسمالية والامبريالية والصهيونية؟ لماذا يريد كريم مروة ان "يحاكم لينين" على جرائم ستالين والستالينية، ولينين هو اول ضحايا ستالين والستالينية؟ هل اذا فضحنا جرائم ستالين نكون نهاجم الاشتراكية؟ ام الاصح اننا حينما نلصق جرائم ستالين بلينين نكون نخدم الرأسمالية ونعادي الاشتراكية؟ هل اذا قلنا ـ والشيء بالشيء يذكر ـ ان خالد بكداش وعبدالحميد السراج (وفوقهما عبدالناصر والمخابرات السوفياتية في حينه) تآمروا للتخلص من القائد الشيوعي الصادق فرج الله الحلو سنة 1959، نكون نهاجم القومية العربية والشيوعية، ام ندافع عنهما؟ ان الحزب الشيوعي اللبناني الذي قدم مئات الشهداء الابرار الذين صبغوا بدمائهم الزكية علمه الاحمر، يرفع صورة فرج الله الحلو في مؤتمراته؛ ولكن اذا كنتم حقا تحبون فرج الله الحلو تفضلوا واعملوا تحقيقا (للتاريخ، وليس للانتقام من احد) كيف جرت مؤامرة استدراج فرج الله الحلو الى قبضة الجزار عبدالحميد السراج (الذي هرّب خالد بكداش من دمشق، ثم قتل فرج الله الحلو). وبالمثل، تفضل يا رفيق ابو رادا ومن معك، واعملوا تحقيقكم الخاص في كيفية قتل لينين. ان بطون الامهات نادرا ما تجود بامثال لينين وفرج الله الحلو. فعلى الشيوعيين الحقيقيين انصافهما، على الاقل، بكشف مؤامرة قتل كل منهما وفضح "ابطالها" ولو كانوا من عيار ستالين وخروشوف وبكداش وعبدالناصر.

ـ3ـ يتحدث رفيق اخر عن مسألة العمل "من داخل الحزب او من خارج الحزب". على هذه النقطة لي جوابان:

الاول ـ انا شخصيا كنت داخل الحزب من 1949 حتى 1964؛ ولكنني حتى حينما كنت فتى (كنت اتعلم في مدرسة الثلاثة الاقمار الارثوذكسية التابعة للمطرانية ـ ومن خلال بعض التجارب تعلمت ان اميز تماما بين المسيحية كمبادئ اخلاقية وانسانية الخ وبين التركيبة الكنسية، وصرت احب المسيح واكره رجال الدين، طبعا ليس كلهم، وقد طردت طردا من المدرسة لانني "علقت" مع رجال الدين، وبناء لهذه التجربة) كنت اميز بين الشيوعية كمبادئ وبين الحزب كمؤسسة، فلم اكن "اقبض" كل شيء كما يقال. وفي سنة 1954 كنت مكلفا بتوزيع جريدة الكومنفورم "في سبيل سلم دائم في سبيل دمقراطية شعبية"، ومرة اكتشفت فيها مقالا لامين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي حينذاك المدعو صموئيل ميكونيس يقول فيه ان صداقة الاتحاد السوفياتي واسرائيل هي ضمان لاستقلال اسرائيل. فرفضت توزيع العدد، فطلبني الرفيق صوايا صوايا رحمه الله وقال لي مهددا "اذا ما بتوزع العدد، منطردك من الحزب" فقلت له "انا شيوعي برات الحزب وجوات الحزب؛ ولأني شيوعي انا ضد اسرائيل، واذا كنت بدك تطردني من الحزب منشان اسرائيل طز فيك وباسرائيل؛ وانا شيوعي ورح ضل شيوعي فيك وبلاك"؛ فتراجع عن تهديده وحولني على رفيق آخر هو الدكتور خليل الريف اتمنى ان يكون على قيد الحياة واتمنى له الصحة والعافية، كي يناقشني ويقنعني بصوابية موقف القيادة السوفياتية بالاعتراف باسرائيل، وبقينا نجتمع 3 ـ 4 ايام بشكل متواصل في منزله، ولكنه لم يقنعني، وانا طبعا لم استطع ان اقنعه، لان ثقافتي لم تكن في مستوى ثقافته. وفي 1964 كنت انا اول المطرودين من المعارضة الحزبية التي ظهرت تلك السنة. اي انني لم اختر ان اكون برات الحزب. ولكنني حينما طردت لم اندم على ذلك. وبعد يومين او ثلاثة من طردي من الحزب التقيت مع الرفيق المرحوم سهيل يموت وكان متأثرا جدا لطردي، فروّقته وقلت له: انا كنت افتخر حتى اليوم بشيء واحد هو أنني شيوعي؛ والان صرت افتخر بشيئين هما أنني "شيوعي" وأنني "مطرود من الحزب الشيوعي".

والثاني ـ ان الحركة الشيوعية اصبحت حركة تاريخية واسعة جدا ظهرت فيها تيارات واتجاهات عديدة، تناقضت فيما بينها، و"طردت" بعضها بعضا و"نفت شيوعية" بعضها بعضا. ايام ماركس وانجلز حينما اسسا "الاممية الاولى" كانت الحركة العمالية والاشتراكية لا تزال ضعيفة وبحاجة الى وحدة جميع تياراتها وروافدها، ولذلك فقد قبل ماركس وانجلز انضمام كل الاتجاهات ضمن "الاممية": اللاساليين الانتهازيين، والتريديونيين الاصلاحيين، والباكونينيين الفوضويين او الاناركيين، والبلانكيين التآمريين، بالاضافة الى الشيوعيين او الاشتراكيين العلميين ـ الماركسيين. وفيما بعد قويت الحركة وتوسعت، وظهرت تيارات مختلفة في صفوف "الماركسيين" انفسهم. ومن الطرف التي تروى حينذاك انه حينما كان انجلز في اواخر ايامه ذهب اليه ممثلو عدد من التيارات "الماركسية" المختلفة، وتناقشوا امامه، وكل طرف يقول انه هو "الماركسي" الصحيح؛ وحينما سألوا انجلز: من منهم "الماركسي" الصحيح في رأيه؛ اجابهم: لا استطيع ان اؤكد من منكم "الماركسي" الصحيح، ولكن من خلال ما سمعته منكم، فأنا استطيع ان اؤكد لكم انني انا لست "ماركسيا"! وفيما بعد، في عصر ستالين والستالينية وما بعدها درجت عادت الطرد والفصل والقطيعة والعداء في الصفوف الشيوعية ذاتها: مثلا كان تروتسكي يختلف مع لينين، ولكن لينين كان يناقشه، ولم يطرده. اما في عهد ستالين فقد طرد تروتسكي ثم قتل، وحينما فاوض ستالين هتلر وكان ينوي تقاسم اوروبا معه، وجد معارضة في الكومنترن فقام هتلر باعتقال غيورغي ديميتروف (ليس بدون "غمزة" من ستالين ـ برأيي) ووجد ستالين معارضة شديدة من الحزب الشيوعي البولوني، فقام باعتقال القيادة الشيوعية البولونية، فانتخبت قيادة جديدة وقفت ذات الموقف ضد المفاوضة مع هتلر، فاعتقلهم ستالين ايضا، فانتخبت قيادة ثالثة وقفت ذات الموقف، فما كان من ستالين الا ان الزم الكومنترن باصدار قرار بحل الحزب الشيوعي البولوني، وتم اعتقال الكوادر الشيوعية البولونية بالعشرات والمئات هم ونسائهم، وتم تعذيبهم واغتصاب نسائهم امام اعينهم ثم اعدامهم، وبعد دخول الجيش الاحمر الى بولونيا، قامت فصائل الكا جي بي باعدام 20 الف ضابط من ضباط الجيش البولوني والمقاومة البولونية الذين كان هتلر يحتفظ بهم اسرى للمبادلة، كما كانت الكا جي بي تحمل لوائح باسماء اعضاء الحزب الشيوعي البولوني القدماء الذين رفضوا الاعتراف بقرار حل الحزب، وتم اعدامهم فوريا، حيث كان يؤخذ المقاوم الشيوعي عن المتراس ويرمى بالرصاص فورا بدون اي محاكمة. ثم طرد تيتو والحزب الشيوعي اليوغوسلافي الذي كان الحزب الوحيد الذي رفض الاعتراف بتقسيم فلسطين واقامة اسرائيل. وفي ايام "الرفيق العزيز" الخائن النيوستاليني نيكيتا خروشوف تمت القطيعة مع الصين والبانيا ورومانيا الخ. وحينما قامت الثورة الكوبية بقيادة كاسترو في 1956، وقف الحزب الشيوعي المسوفت بزعامة بلاس روكا ضد فيديل كاسترو لانهم كانوا يعتبرون رفيقه تشي غيفارا تروتسكيا؛ ولكن فيديل كاسترو اعلن الاشتراكية بعد معركة خليج الخنازير في 1961. وحينما تآمرت المخابرات السوفياتية والاميركية لتصفية تشي غيفارا في ادغال بوليفيا في 1967، كتبت جريدة "الاخبار" الشيوعية اللبنانية واصفة اياه بسخرية "الثائر المغامر الجوال". فيا ايها الرفيق العزيز: مين جوا ومين برا!؟ وشو يعني بقا جوا وبرا؟! حينما طردونا من الحزب في 1964 اتهمونا، من جملة الاتهامات، اننا "صينيون". وفيما بعد ذهب كريم مروة الى الصين واصبح مدافعا ليس فقط عن ماو تسي تونغ الذي لا شك له اسهاماته، بل وعن الصين الحالية، التي هي اكبر قاعدة للرساميل الاميركية والتي هي اليوم خشبة الخلاص للرأسمال المالي الاميركي ـ اليهودي. فـ: مين جوا ومين برا؟! ـ ادرسوا الوقائع وناقشوا مختلف الآراء كما هي، بمعزل عن الانتساب او عدم الانتساب للكنيسة. يقول المثل الفرنسي "الثياب تعمل الخوري". ولكن الثياب تعمل الشخص خوريا ولكنها لا تعمله "مسيحيا". والانتساب الى الحزب يعمل الشخص "حزبيا" ولكنه لا يعمله بالضرورة "شيوعيا"!!

ـ4ـ ان ستالين يمثل الشريحة الطبقية المتسلطة (شريحة السلطة الحزبية والدولوية التي انفصلت عن الحزب والشعب، واصبحت فئة مميزة معنويا وماديا، على طريقة جماعة "البعث والمخابرات" في سوريا اليوم، او في ايام صدام في العراق) وهذه الشريحة هي العدو اللدود للاشتراكية، ولكنها كانت موجودة في السلطة باسم الاشتراكية، ولذلك تميزت بميزتين:
الاولى ـ الزعيق بأعلى صوت ممكن دفاعا عن "الاشتراكية" و"الماركسية ـ اللينينية"، لتغطية خيانتها وجرائمها وامتيازاتها الطبقية.
والثانية ـ ممارسة وتشديد الارهاب ضد الحزب والجماهير الشعبية، لخنق اي معارضة ممكنة، من اجل ان تستطيع الاستمرار في السلطة.
وستالين وبيريا وخروشوف، وكل هذه الزبالة البشرية تنتسب الى نفس الشريحة الطبقية التي كانت تنقسم الى فئتين: الفئة الدنيا، وكانت الناس تسميهم "الاباراتشيك"، اي جماعة الاجهزة. والفئة العليا وكانت الناس تسميهم "النومينكلاتورا"، اي "القادة" و"المسؤولين" او ـ بالتعبير العربي ـ "الابوات".
ان الحزب الشيوعي البولشفي والجماهير العمالية والشعبية السوفياتية كانت قمينة وقادرة على ازاحة ستالين وعصابته و"الاباراتشيك" و"النومينكلاتورا" وسحقهم تحت الاقدام. ولكن ظهور الهتلرية وخطرها، وقف سدا منيعا امام التحرك الشعبي في روسيا ضد الشريحة الستالينية المتسلطة. ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة الهتلرية، لم يعد من الممكن السكوت، كما بدأت جميع فظائع وخيانات ستالين تتكشف. واصبحت هذه الشريحة الطبقية ـ العصابة المعادية للشعب، تدرك ان ايامها معدودة، فبدأ النزاع في صفوفها وبين اجنحتها المختلفة، وصار كل جناح يلقي المسؤولية على الجناح الآخر ويعمل لازاحته وتحميله مسؤولية الجرائم المرتكبة: فانفك التحالف الستاليني مع الجناح الصهيوني (الذي كان بزعامة بيريا)، والتحالف الستاليني مع الجناح الانتهازي الغربي (الذي كان بزعامة خروشوف)؛ فبدأ ستالين بمبادرة توجيه ضربة استباقية الى الصهاينة في ما يسمى "قضية الاطباء القتلة" اليهود، ولكن جماعة بيريا سبقوه وقضوا عليه؛ وكان بيريا، بعد تصفية ستالين، يزمع التفرد بالسلطة وضرب الاجنحة الاخرى؛ ولكن الجناح الانتهازي الغربي عمد الى التحالف مع جنرالية الجيش، فطوقوا موسكو، واقتحموا الكرملين واخرجوا بيريا من اجتماع المكتب السياسي للحزب، واطلق عليه الماريشال جوكوف النار في الممشى (الكوريدور) لانهم لم يكونوا واثقين من امكانية نجاح الحركة فيما لو بقي بيريا حيا؛
وفيما بعد عمد خروشوف الى تصفية الكتلة الحزبية المرتبطة بالجيش، وملأ الدنيا زعيقا حول "التعايش السلمي" بين المعسكرين.
خلاصة القول ان ستالين وبيريا وخروشوف هم من "طينة طبقية واحدة" وان كانوا نهشوا بعضهم بعضا كالكلاب المسعورة؛ ونزاعهم فيما بينهم لا يجعل ايا منهم اشتراكيا حقيقيا او ماركسيا ـ لينينيا. ومن الجريمة بشكل خاص، ومن الافتئات على الحقائق والواقع التاريخي، لصق اسم الخائن والقاتل ستالين باسم لينين. عيب والف عيب على اي شيوعي ان يبرئ ستالين من جرائمه بلصق اسمه باسم لينين العظيم، وان يحمل لينين ـ الضحية، مسؤولية جرائم ستالين التي كان لينين اول ضحاياها.
واذا كانت الاوساط الامبريالية والرأسمالية لا تزال الى الان تهاجم ستالين، فمن اجل التوصل الى مهاجمة لينين والماركسية ـ اللينينية، حيث ان جميع التهجمات الامبريالية لا تجد ما تهاجم به لينين والماركسية ـ اللينينية سوى لصق جرائم ستالين به وبها؛
ومدّعو الماركسية والشيوعية، المزيفون والكذابون، امثال فؤاد النمري وكريم مروة وغيرهما، الذين يدعون ان ستالين هو استمرار للينين، يقدمون اكبر خدمة "مجانية"، او "غير مجانية" للرأسمالية والامبريالية والصهيونية.

ـ5ـ في النقطة التي طرحتها في مقالتي حول حوار الحضارات وحوار الاديان، انا لم اناقش موضوع الحضارة بذاتها او الدين او ما اشبه، بل قلت بوضوح انه عشية وفي اعقاب ثورة اكتوبر لم يكن هناك ما يسمى اليوم "حوار الاديان" او "حوار الحضارات"، ومع ذلك فإن الشيوعيين البلاشفة استطاعوا ايجاد "لغة مشتركة" مع الشعوب الاسلامية، وخلق جبهة موحدة بين الجماهير الشعبية المناضلة من الشعوب المسيحية السلافية، والشعوب الاسلامية في اسيا الوسطى، وهذه الوحدة النضالية هي التي قام عليها الاتحاد السوفياتي. والهدف من هذا الطرح هو الاضاءة على ان الوحدة النضالية ضد الرأسمالية والامبريالية والصهيونية هي الطريق اليوم لتوحيد الشعوب السلافية والاسلامية، ولتوحيد الحركات الشيوعية والقومية والاسلامية المناضلة الشريفة، المعادية فعلا للصهيونية والامبريالية والرأسمالية.

www.rahilo-alkalimat.blogspot.com
www.alizeineddine.blogspot.com
رد مع اقتباس
5. 09-10-2008, 23:26#6
cheikhlenin


تاريخ التسجيل
Feb 2006
الدولة
france
المشاركات
2,875
شكراً لك

taheyaty rafeeq goerge
sawaya sawaya tourd kaman men el hezeb








رد مع اقتباس
6. 13-10-2008, 21:35#7
ابو رادا

عضو شرف
تاريخ التسجيل
Jul 2008
الدولة
Kaliningrad, Russia, Russia




الرفيق ام السيد علي الزين المحترم
اشكرك على ما كتبت و احب في البداية ان اعمل هذة الملاحظة:

انا مواطن سوري مقيم في روسيا من مواليد 1967 ،اعمل مهندس في احدى الشركات الروسية من فترة تخرجي من الجامعة و حتى الان بمعنى اني لست سمسارا او تاجرا
كنت عضوا في الحزب الشيوعي السوري و الذي اعتز بالانتماء له
بالرغم من كل ما حصل فيه و ماذا يحصل ،انا متزوج من روسية و عندي بنت و اسمها( رادا) و رادا من السعادة و بالاساس زوجتي اطلقت هذا الاسم متل ما بيقولوا عنا على شرفي لان اسمي رعد ، لا زلت اهتم بالسياسة ولي نشاطات مع الحزب الشيوعي الروسي و خاصة خلال فترة الانتخابات

و الان الى ستالين :
في الثمنينات من القرن الماضي و انا عضو في الحزب الشيوعي السوري عايشت بعض الازمات و الانشقاقات وبحثت بشكل ذاتي عن الازمات والانشقاقات السابقة لعلي افهم ما يجري و حاولت الاطلاع على ما هو متوفر من تاريخ الحزب فتوصلت الى عدة نقاط مهمة مثل الكثير من الرفاق و اهمها قضية عبادة الفرد داخل الحزب و التي ادت الى مشاكل كارثية اثرت فيما بعد على مصير الحزب . الشيوعيون اللبنانيون رفضوا الوصاية البكداشية عليهم و كانوا على حق مثل بعض الرفاق في سورية . ان الاخطاء التي ارتكبها بكداش في الحزب قوت التيار المناهض لعبادة الفرد واحيانا وقع هذا التيار في مغالطات تاريخية وفكرية نتيجة المبالغة و انا كنت واحدا من هولاء الناس. بعد وصولي الى الاتحاد السوفيتي و معرفتي باللغة الروسية بدأت اقرأ وجهات نظر كثيرة حول ستالين و دوره في تاريخ بلاد السوفييت .
المدرسة البكداشية دافعت عن خط ستالين ليس دفاعا عنه كرجل دولة ومفكر و قائد عظيم و مخلص لشعبه بل من منطق انتهازي الغاية منه كانت الحفاط على قيادة بكداش للحزب والى الابد و توريث هذة القيادة كما تبين لاحقا بالرغم من الاتفاق الذي توصلوا اليه في موسكو بالتعاون مع السوفييت الشيوعيون السوريون بعد بيان 3 نيسان الانقسامي ، هذا الاتفاق كان ينص على ان يتنحى بكداش عن القيادة خلال فترة ستة اشهر لكنه لم يلتزم . نعم هذة الظاهرة المرضية كانت موجودة و ما زالت على ما اعتقد في سورية ولكن هذا لا يعني مقارنة ستالين مع بكداش ابدا ، في ظل بكداش عانى الحزب من عدة انشقاقات ادت الى تحويل الحزب الى عدة احزاب و لا احد يعلم شو راح يصير لاحقا اما ستالين فانه وحد الشيوعيين و البلاد و حافظ على الدولة
الاشتراكية و حماها من الخطر الفاشي كما حمى العالم كله.
عند وصول ستالين الى القيادة كانت روسيا من اكتر الدول تخلفا و بعد 23 سنة من وجوده في القيادة و بالرغم من الحرب تحول الاتحاد السوفيتي الى دولة عظمى
ستالين حمى لينين و التجربة اللينينية و اخلص لافكاره و شعبه و ان من خرب و دمر الامبراطورية الروسية في عام 1917 هم انفسهم الذين ساهموا وبدور كبير في انهيار الاتحاد السوفيتي هم الليبراليون ،هولاء لم ينتموا الى الطبقة الكادحة و انما الى طبقة السماسرة و الموظفين و صحافيين وفنانين و ما كان يميزهم عن غيرهم
ثقتهم العمياء بانفسهم لكنهم لم يدركوا و يفهموا ما يحتاجه الشعب الروسي و ماذا يجب فعله من جهة، انهكوا الجيش من خلال الفساد والرشاوى فيه و من جهة طالبوه بالدفاع عن البلاد و حتى النصر
اعلنوا الحريات لكن لاحقوا كل فرد وجه النقد لهم اعلنوا ان الشعب هو الاهم في الحياة و هنا و بدون اي تردد اطلقوا النار على المظاهرات الشعبية .
في مطلع القرن الماضي لم يتوقع احد انتصار الثورة الشيوعية بشكل عام والثورة البلشفية في روسيا بشكل خاص بسبب التخلف الاقتصادي الذي كانت تعاني منه روسيا . في عام 1917 اخفق الليبراليون بقيادة كيرينسكي في ادارة روسيا مما ادى الى سقوطهم و حصول الشيوعيين عليها و هرب الكثير من هولاء الليبراليون الى الخارج .
حزب البلاشفة كان صغيرا و ضعيفا لدرجة انهم عانوا من المصاعب عند تشكيل الحكومة و الوظائف الرئيسية في الدولة حيث لم يكن لديهم العدد الكافي من المهندسيين و الجنرالات وموظفين شيوعيين يمكن الاعتماد عليهم
لكن الكم الهائل من الموظفين والاداريين ايام روسيا القيصرية بقوا في اماكن عملهم وكانوا مشهورين بالفساد و الرشوة و المحسوبيات لذلك فان اي قرار كان يصدر عن الحكومة البلشفية كان يلقى المعارضة و عدم التنفيد في الواقع
و من هنا برزت حاجة ماسة الى انشاء جهاز مركزي يقوم بمراقبة تنفيد القرارات الحكومية لحين يستطيع الشيوعيون تربية و تجهيز و تثقيف انصارهم من الضباط و الاداريين و هنا ادرك الشيوعيون ان المساعدة لن تاتي من قبل احد غير بالاعتماد على الذات و على الحزب لكن اين هذا الحزب ؟
هنا اوكلوا الى ستالين قضية تهيئة الحزب و تحويله الى منظمة تساهم في اصدار القرارات و مراقبة تنفيذها .

يتبع


رد مع اقتباس
7. 14-10-2008, 01:39#8
علي زين الدين

عضو مميّز
تاريخ التسجيل
Aug 2007
الدولة
سويسرا

شكراً لك


قصدك الرفيق، أو السيد، جورج حداد.
www.rahilo-alkalimat.blogspot.com
www.alizeineddine.blogspot.com
رد مع اقتباس
8. 06-11-2008, 16:38#9
علي زين الدين

عضو مميّز
تاريخ التسجيل
Aug 2007
الدولة
سويسرا


شكراً لك

رد على عبدالغني مصطفى: الخيانة... علم! والوطنية... جهل!ـ

جورج حداد*

في موقع "الحوار المتمدن"، بتاريخ 31/10/2008، مقالة خفيفة الظل للاستاذ عبد الغني مصطفى، يعلق فيها على مقالتي عن ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا، المنشورة في "الحوار المتمدن"، بتاريخ 4/10/2008، "وربما" ايضا مقالتي عن لينين، بتاريخ 30/10/2008.

ومع وجود فارق كبير جدا في سلـّم درجات العلم بيني وبينه، أظن انه لن يضيره شيء ان ارد عليه بدوري؛ فكما ان تعليقه لم يزد علمي، فإن ردي لن ينتقص من علمه ولا من مقامه.

يقول الاستاذ انه يعرفني، ويعرف انني غير حاصل على الشهادة الابتدائية.

لا اشكك ابدا في كلامه، بل اصححه قليلا جدا: فأنا بالفعل لم احصل على الشهادة الاعدادية (البريفيه)، لانني كنت ادرس على حساب جمعية خيرية وطردت من المدرسة في سن مبكرة لاسباب سياسية ـ وطنية، ولم استطع متابعة دراستي بسبب فقر اهلي. ولكن والحمد لله انني كنت قد حصلت على الشهادة الابتدائية (السرتفيكا)، التي تمكن التلميذ من القراءة العادية. والا لما كان بامكاني ان استمتع بقراءة مقالة الاستاذ عبدالغني مصطفى ومقالات "الاستاذ الاكبر" ("الماركسي"، وليس الماسوني كما قد يتبادر الى ذهن البعض) فؤاد النمري. وانا اعتذر تماما من عبدالغني مصطفى بسبب جهلي واصلي الفقير والمتواضع، واتمنى له ولامثاله كل الغنى وعلو المقام وان يصبح يوما ما، لا زبالا في نيويورك كما سبق وتمنى الاستاذ وليد جنبلاط لنفسه، بل سيناتورا اميركيا او مضاربا في بورصة وول ستريت او جنرالا اسرائيليا.

في تعليقه، لا فض فوه الذهبي، يستنكر عبدالغني المصطفى: اتهامي لستالين بقتل (او المشاركة في قتل) لينين. كما يستنكر كرهي لستالين بسبب الموافقة على تقسيم فلسطين. وهنا يوجد تلاعب بالجمل والكلمات، وهو تلاعب غير مستغرب من ذكاء رجل علم ومعرفة مثل عبدالغني المصطفى، حيث ان عنوان مقاله هو "شيوعي ويكره الاتحاد السوفياتي"، وبذلك يخلط بين ستالين والاتحاد السوفياتي، ليوحي للقارئ بأنني في كرهي لستالين انما اكره الاتحاد السوفياتي. للاسف لست املك قبعة لاخلعها امام هذا الذكاء المفرط. ولكن في حضرة مثل هذا العلم يمكنني بكل طيبة خاطر ان اخلع حذائي.

سأترك الان لينين مرتاحا في ضريحه، لاجل النبش اكثر في الارشيف المتعلق بقتله، وهو ما يطلبه الاستاذ عبدالغني المصطفى، وله الحق في ان يطلب ما يشاء سواء كان محقا ام لم يكن. وسأتوقف عند مسألة تقسيم فلسطين. يقول الاستاذ ان العرب والفلسطينيين منهم على الخصوص "رفضوا رفضا قاطعا المشروع السوفياتي المقدم الى الجمعية العامة والذي قضى بأن تكون فلسطين دولة ديموقراطية لكل مواطنيها". وانهم رفضوا ايضا مشروع تقسيم فلسطين. وان ذلك "المشروع خصص لليهود 2،5% فقط من فلسطين باستثناء صحراء النقب". ويضيف "العرب الذين رفضوا مشروع التقسيم من على شاكلة حداد هم المسؤولون وحدهم عن كل ما وقع بالفلسطينيين من هوان ومن تشريد ومن جوع ومن تقتيل، هؤلاء تحديدا يستحقون لعنة الشعب الفلسطيني الابدية".

أظن انني عرضت رأي الاستاذ بأمانة، وليسمح لجاهل غير متعلم مثلي ان يرد عليه بما يلي:

ـ1ـ لا ادري اين يعيش الاستاذ عبدالغني المصطفى. واذا كان يوجد في بلد فيه مخيمات للاجئين الفلسطينيين (ضحايا عدم الموافقة على التقسيم كما يقول)، فليتفضل بالذهاب الى اي مخيم او اي تجمع فلسطيني كان في مشارق الارض ومغاربها، ويقول للفلسطينيين ان عدم الموافقة على التقسيم هو سبب مآسيهم، وان الجهلة، امثال الشهيد فرج الله الحلو رحمه الله وجورج حداد، هم الذين يتحملون المسؤولية عما حل بالفلسطينيين؛ ولنر اذا كان سيخرج سليما معافى!

ـ2ـ حسب ذاكرتي ان مشروع اقامة دولة ديموقراطية موحدة في فلسطين لم يكن مشروعا سوفياتيا، بل كان المشروع الذي ايدته يوغوسلافيا الشيوعية التيتوية (المناوئة حينذاك لستالين) ولم يكن هذا المشروع مشكلة بالنسبة للعرب، بل كانت المشكلة في مشروع التقسيم الذي ايدته القيادة السوفياتية (الستالينية)، والذي لولا تأييدها له لما كان مر مشروع التقسيم لان الاتحاد السوفياتي يملك حق الرفض (الفيتو) في مجلس الامن، كما ان لصوته وزنا ليس لاي دولة عادية. ويطلع من كلام الاستاذ عبدالغني المصطفى ان العرب كانوا ضد فلسطين موحدة وضد تقسيم فلسطين، في وقت واحد. وأنا لا اريد تكذيب الاستاذ والتشكيك في علمه، وهذا ما يقتضي فعلا الرجوع الى محاضر الامم المتحدة، والمدونات التي ترصد تلك المرحلة، وارجو من الاخوة الفلسطينيين المعنيين ان يضيئوا لنا على هذه النقطة.

ـ3ـ يقول الاستاذ لا فض فوه، إن سبب المآسي التي حلت بالفلسطينيين والعرب، هو رفض مشروع التقسيم السوفياتي الذي كان يعطي اسرائل 2،5% من فلسطين ما خلا صحراء النقب. وهذه النغمة الاستسلامية ("مين اخذ أمي، أسميه: عمي") هي معروفة تماما. ومؤخرا سمع العالم بأسره المسؤولين السعوديين يحملون المقاومة بقيادة حزب الله مسؤولية تدمير لبنان في حرب تموز 2006. كما شاهد العالم دولة الرئيس فؤاد عبدالباسط السنيورة يذرف الدموع الساخنة للسبب نفسه. كما طلع علينا "الماركسي" جدا كريم مروة باكتشاف ما يسمى "فلسفة الحياة" مقابل ما يسميه "فلسفة الموت" للمقاومة. وبكلمات اخرى فإن الاستاذ العبدالغني المصطفى لم يأت لنا بجديد على هذا الصعيد. ونحن ابناء الشرق "نعيش الظلم" بكل جوارحنا: نولد مظلومين، ونمضي كل حياتنا مظلومين، ونموت مظلومين؛ اي ان الظلم، الداخلي والخارجي، هو حليب فطامنا، وخبز ايامنا، وقماش اكفاننا. وليس من شيء يعطي وجودنا اي قيمة سوى قولة "لا!"، وسوى المقاومة.

في العهود الاقطاعية المظلمة في القرون الوسطى، كان الاقطاعيون والنبلاء و"الاشراف" والباشوات يملكون ـ فيما يملكون ـ "حق" فض البكارة. من اعطى لهم هذا "الحق"؟ هذا علمه عند الاساتذة النجباء امثال عبدالغني المصطفى. فكان اذا تزوج شاب في ضيعة، عليه ان يأخذ عروسه الى "الشريف" ليفتضها له، واذا مر الشريف بضيعة ووضع عينه على امرأة، على اهلها ان يحملونها له لتؤنس وحشة ليله؛ فإذا امتنع اهل العروس او المرأة عن حملها للشريف حلت بهم وبالضيعة كلها وبالضيع المجاورة التي تقف معها لعنة غضب الشريف. فما العمل في هذه الحالة ـ المعضلة؟ الاستاذ "العبد"الغني المصطفى، ينصحنا بأن نسلم العروس، او المرأة، الى "الشريف" وان نسلم الـ2،5% من فلسطين الى الصهيونية العالمية والامبريالية، حتى تسلم بقية النساء وبقية الضيعة والضيع والبلاد. ولكن من هي هذه العائلة او الضيعة او الجماهير الفلسطينية او الامة العربية التي ترضى بتسليم نسائها او ارضها للاغتصاب، وكيف لها ان تعيش بعد ذلك، الا منكسة الرأس عديمة الكرامة الانسانية؟ صحيح تماما ان جماهير الشعب اللبناني الابي "شافت نجوم الظهر" على ايدي الطغيان الاسرائيلي في حرب تموز 2006، وصحيح ان جماهير الشعب الفلسطيني لا تزال تعاني الامرين منذ ما قبل 1948 وحتى الساعة. ولكن ما هو صحيح اكثر ان المقاومة وروح المقاومة جعلت الجماهير الشعبية اللبنانية والفلسطينية والعربية ترفع رأسها اينما كانت وكيفما كانت، بعز وافتخار. حتى اعداء المقاومة امثال كريم مروة وفؤاد النمري وعبدالغني المصطفى يمكنهم ان يفتخروا بأنهم "عرب"، بفضل الدماء الزكية للشهداء وتضحيات وعذابات الجرحى والاسرى والجوعى والمرضى والايتام والثكالى والارامل والنائمين في العراء. اما العدو، بكل جبروته، فهو ـ فرادى وجماعات ـ يعيش الهزيمة في كينونته. وليسمح لي الاستاذ لان اروي له، واذا كان بالصدفة لبنانيا لان اذكـر له بعض المشاهدات خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان وبيروت في 1982. في تلك الفترة كنت اتنقل بين بيروت ومدينة عاليه. وقد شاهدت الجنود الاسرائيليين "المنتصرين" كيف يسيرون في الشوارع (اثناء الدوريات او اثناء التجول جماعات للفرجة) كيف كانوا يسيرون مذعورين كالارانب وكل واحد منهم ينطنط وهو يتلفت في نفس اللحظة يمينا ويسارا والى الامام والى الوراء؛ وشاهدت الفتية الصغار يسخرون منهم؛ وشاهدت في منطقة البسطا التحتا ـ الخندق الغميق حشدا نسائيا سار في مظاهرة احتجاجا على مداهمة البيوت، وكيف سد الجنود الاسرائيليون الطريق امام النسوة، وبدأوا باطلاق الرصاص ارهابا، ولكن المظاهرة اكملت طريقها وهي تهتف ضد الاحتلال وتلعن بني اسرائيل وجدود اليهود، وقد اضطر الجنود الاسرائيليون لفتح الطريق امام المظاهرة.

يا استاذ العبدالغني المصطفى، نحن امة عنترة الذي يقول: وعيشة بالذل لا ارضى بها ـ وجهنم بالعز اطيب منزل؛

وأمة الشهيد الكبير انطون سعادة رحمه الله الذي يقول: الحياة وقفة عز!

فاذا كنا نعجبك، على الرحب والسعة؛ واذا كنا لا نعجبك فالجنرال انطوان لحد فتح اوتيلا في اسرائيل، وهو يمكن ان يستقبلك بكل سرور، ويمكن ان يؤمن لك هوية اسرائيلية ولو لم تكن امك يهودية.

ـ4ـ ان تجربة شعوب العالم بأسره تؤكد ان طمع الاستعمار وعدوانيته ليس لهما حدود. فحتى لو، لا سمح الله، قبل الفلسطينيون والعرب في حينه بتقسيم فلسطين واعطاء الغزاة الصهاينة حتى 0،0001% من فلسطين، فإن الاستعمار والصهيونية كانا سيأخذان ما يوافق عليه العرب فقط كـ"تسجيل" نقطة بأن العرب يعترفون بـ"حق" ما لليهود في فلسطين. وكانوا سيعملون لمتابعة عملية الاستيلاء على كل فلسطين، وكل "الشرق الاوسط الكبير". وهذا ما تؤكده الوقائع التاريخية الراهنة: فإن ياسر عرفات نفسه رحمه الله، وقع على اتفاقية اوسلو، ومحمد انور السادات سبقه الى توقيع اتفاقية كامب دايفيد. وذهب السادات وذهب عرفات وذهب حتى رابين، وبقيت الاطماع الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية في كل فلسطين وكل مصر، وكل "الشرق الاوسط الكبير". وليس من حل لهذه المعضلة التاريخية التي اوجدتها الامبريالية والصهيونية الا بأحد مخرجين:

ـ اما القضاء التام على الامة العربية، كما قضى يوما "مكتشفو" اميركا على الهنود الحمر. ومن يقضي على 112 مليون "هندي احمر" (سكان "اميركا" الاصليين) ويطبع جلودهم بالوشم ويبيعها للزينة، او يقددها ويدبغها ويعمل منها احذية، من يفعل ذلك، ويفتخر به، لماذ لا يعمل اسوأ منه بـ 300 مليون عربي ومثلهم واكثر من المسلمين.

ـ واما ازالة اسرائيل، كدولة، من الخريطة السياسية للعالم، وزلزلة اميركا وتقويضها وتدميرها، كدولة، وعودة احفاد الهنود الاحمر ليسرحوا بخيولهم في اراضي اجدادهم، وتخليص العالم اجمع من شرور "الاميركي البشع".

ـ5ـ ان الاسرائيليين، او الصهاينة، او اليهود او اي من هذه المسميات، ليس لهم اي "حق"، لا سياسيا، ولا قوميا، ولا دينيا، في ذرة من تراب فلسطين. فعلى المستوى السياسي ـ القومي، فإن الصهيونية ظهرت كحركة مرتبطة عضويا بالاستعمار، وجاءت الى فلسطين كتوسع استعماري وليس سوى ذلك، والصهيونية لا تملك في فلسطين، او في الوجود على المسرح السياسي والتاريخي، اي "حق"، الا "حق" الاستعمار و"حق" العنصرية والنازية والفاشستية. والجواب على هذا "الحق" لا ولن يكون في مناقشة شرعيته او لاشرعيته، بل سيكون بالنضال المرير ضده للقضاء التام على الصهيونية والصهيونيين وانصارهم اينما كانوا وأيا كانوا، مثلما قضي على الهتلرية والفاشستية.

واما من وجهة النظر الدينية، حول خرافة "شعب الله المختار" و"الوعد الالهي" لابرهيم ويعقوب وموسى، فإن التوراة اليهودية ذاتها (ويمكن لاي كان ان يطلع عليها) تعترف بأن اليهود (الذين كانوا عصابة من الشطار ونظار العبيد في خدمة فرعون مصر، ونهبوا وسرقوا شعب مصر وفروا الى سيناء بقيادة رئيس عصابة هو موسى ـ اليهودي طبعا) قد جاؤوا الى فلسطين غزاة فاتحين وليس كأبناء بلاد يعودون الى بلادهم. وهذه التوراة اليهودية ذاتها تعترف بأن فلسطين هي ارض كنعان والعموريين واليبوسيين والحويين الخ، وليست "ارض اسرائيل". ونترك لرجال الدين ان يفسروا لنا حقيقة هذا "الوعد الالهي" من وجهة نظر لاهوتية، وحقيقة هذا "الاله" اليهودي الذي يميز بين البشر بهذه الطريقة الوحشية التي تفتقد ادنى صفات السماحة والرحمة والمحبة التي يصف بها المؤمنون من جميع الاديان آلهتهم. ولماذا علينا نحن، ضحايا اليهود و"الههم" المتوحش، ان نصدق هذه الاكاذيب، ونسلم لهم بـ"حق" اغتصاب ارضنا واستحلال نسائنا وقطع رقابنا. جاؤوا بيشوعهم وشمشونهم وشارونهم ينفخون ابواق الحرب، فلتكن الحرب... والى يوم لا تقوم لهم فيه قائمة!

ـ6ـ واخيرا لا آخرا ليسمح لي الاستاذ العبدالغني المصطفى ان اقول له، نظرا لجهلي وعدم تعليمي، كلمتين بالعربي الدارج: اذا كانت الوطنية... جهل! وكانت فلسفة الخيانة... علم! تفووو على هيك علم وعلى اصحابو!

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجه جديد في الجيوستراتيجيا الروسية
- المتوسط يتحول الى -بحيرة روسية-
- انتصار نهج بوتين في الانتخابات البرلمانية الروسية
- الدبلوماسية الاميركية تتدهور امام الدبلوماسية الروسية
- مفهومان لاهوتي واجتماعي للمسيحية
- سباق التسلح مع اميركا قضية وطنية عامة لروسيا
- التحالف الستراتيجي الروسي الإيراني... في العمل!
- تركيا لن تعرف الاستقرار بعد اليوم
- الفاشية التركية الى مزبلة التاريخ
- اميركا ستخسر في كازاخستان أيضا
- روسيا تحاصر اميركا نوويا وتحقق التفوق العسكري في الحروب الاق ...
- ناغورني كارباخ: مشروع حرب داعشية جديدة لالهاء روسيا
- روسيا السلافية الاورثوذوكسية تقلب الجيوستراتيجيا العالمية
- ازمة مالية جديدة تدق أبواب اميركا
- الداعشية العثمانية ستسحق كما سحقت النازية
- العلاقات الروسية التركية على خلفية الصراع في سوريا
- روسيا ضمانة لعدم تدمير العالم العربي والاسلامي
- السعودية تغرق في الازمات ولن ينقذها الا روسيا
- الحرب العالمية الاسلاموية الأميركية ضد روسيا ...ستنقلب على ...
- صعود الدولة الروسية وأفول الدولة الاوكرانية


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جورج حداد - مناقشة حول ثورة اكتوبر والستالينية