أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مولاي عبد الحكيم الزاوي - البيئيون الجدد














المزيد.....

البيئيون الجدد


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 01:32
المحور: المجتمع المدني
    


البيئيون الجدد
ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي
أستاذ باحث/ مراكش/ المغرب
تجود علينا كل مناسبة بشرط، خبراء مندسون في تفاصيل الأشياء، يفقهون في السينما، كما تفقه العرّابات في ضروب الوهن، وتنقلب بهم المنازل بقدرة قادر نحو عالم السياسة والانتخابات، فيغيرون على هذا ويمدحون ذاك، نكاية في كل مواثيق الشرف والأخلاق، اليسار مثل اليمين وحتى الوسط، كلاهما لمن يجزل أكثر، تنقضي حمأة الاقتراع، فتنتقل بهم السبل صوب أفيون العصر الجديد، وتراهم يبيعون خبراتهم الايكولوجية وكفاءاتهم التنظيمية بالمزاد العلني لمن أراد أن يسترزق علما قبل أن ينضب معينه.
آفتنا أننا لا نحترم ذواتنا، تاريخنا، زماننا، ندعي الفهم ونتداعى بالجهل، متى كنا نفهم في البيئة والانحباس الحراري حتى صار ذكرهما لا يفارق منتدياتنا وصالوناتنا العاجية.
ما معنى بأن نكون بيئيين في واقع يدمن التدمير الممنهج، في عالم تنخره المصالح والأرباح، في مغرب يحضر نفسه للهاوية، عن سبق إصرار وترصد، لا قيمة للبيئة والإنسان فينا يجري وراء الفيلا الباذخة والكاطكاك النادرة والسفريات الهولويودية.
في العمق أيها السادة الكرام تترصدنا ثلاثة أخطار كبرى: خطر نووي يجثم على أرواحنا مخافة حرب ثالثة تبقي ولا تذر ، وخطر اقتصادي حولت العولمة الى أفيون جديد، وبينهما وخطر بيئي محدق ينذر بمأساة ترتقب.
مفكرون كبار مهووسون بالمأساة الإنسانية مثل نعوم تشومسكي يعتبرون كوننا لا زلنا على قيد الحياة مع كل الترسانة النووية الموجودة فوق سطح الأرض إذ ليعتبر أكبر معجزة كبرى تمنحنها لنا الطبيعة، فمن الممكن أن تتوقف الحياة فوق الأرض في أية لحظة بطيش عقل غير مرتقب. 300 قنبلة نووية قادرة على التكفل بالغرض، أمريكا دركية العالم وسادنته وحدها تتوفر على 75 ألف منها، تخيلوا معي لو جاد علينا الزمان بشخص في طيشان هتلر، ماذا سيحدث؟
مناضلون عظام من أمثال جان زيغلير وبيير رابحي وإدوارد غولدسميت وآخرين لا يتوقفون عن إطلاق صفارات الإنذار، وراء لهث بعض مرضى الرأسماليين وعرابي النقد الدولي الاستحواذ على موارد الكوكب، لا يفتأون يذكرون بمأساة الملايير من البشر.
عظماء من أمثال إدغار موران ويان أرتوس ونيكولا هيلو وستيفان هيسيل ينددون بكل أشكال التخريبات الفادحة التي تطال كوكب الارض، تحت شعارات واهية، بإسم الرفع من الإنتاجية وتحقيق الوفرة، ينبهون الإنسان العاقل إلى أن كوكبنا هو في حالة من الانهاك، لم يعد قادرا على التحمل، تحمل أنانيتنا التافهة، ونرجسيتنا المفرطة، ويسائلون ضمائرنا الحية عن قدرة ما إذا كان بإمكاننا أن ننقذ شيئا.
لننصت إلى أحد حكماء هذه الأرض في لحظة ارتجاج العقل البشري، الحل في نظر الثوري الجميل بيير رابحي لا يمكن أن يخرج عن إعادة النظر جذريا في مفهوم "التنمية" من أجل "اللانمو" الذي يعني التقييد الذاتي للحاجيات، وعودة الإنسان إلى محضنه الأصل، إلى البساطة والعفة والكفاف، إلى الأصل البيولوجي/ الأنتربولوجي الذي اندثر بفعل المدنية الزائفة.
البيئة تحتاج إلى بشرية تلد الانسانية، إلى ضمائر تنصت إلى تأوهاتها، إلى من يوقف نزيفها، وحركتها الآخذة سيرا نحو الارتطام بالحائط، نحو الهاوية بتعبير ادغار موران، إلى من يجعل من إنقاذ الأرض همه اليومي، ويوتوبيا حياته، إلى من يفكر في الآن والآتي، باختصار إلى من يفكر بمنطق مستديم.
لم نستكمل بعد نحن أشقياء هذا الوطن منظومة الترافع عن حقوقنا الأساسية، فانتقلنا بقدرة قادر نحو الترافع عن قضايا تهم عيشنا المشترك، عن حقنا في بيئة سليمة، وكأننا أوصياء قراراتنا السيادية.
سينتهي الكوب وينتهي معه الصخب، وتعود بنا مدارك الزمن نحو مدينة حمراء بلياليها، بيضاء بنهارها، بمدينة أثخنتها عملات الأجانب وأضنتها مواجع الفاقات والعاهات، تذكر بحادث عابر مر من هنا، خلده التاريخ من دون أثر، فطواه نسيان ذاكرة المغاربة المؤقتة، كما تطوى وقائع المهمشين في أقبية التاريخ.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل التاريخ والذاكرة في الاستوغرافيا المغربية
- في ماهية النقد التاريخي (الجزء الأول)
- صرخة ضمير
- سدنة الميكيافيلية الجديدة
- قراءة في كتاب -المخزن في الثقافة السياسية المغربية-
- تدريس التاريخ بالمدرسة المغربية.
- قصيدة: -رحيل في درى الذلقراطية-
- التفكير التاريخي وتعلم التاريخ La pensée historienne et l’ap ...
- جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض
- المجتمع المدني والبيئة بين التباسات التنظير واكراهات سوسيولو ...
- البيوغرافيا السوسيولولجية بالمغرب: مداخل أولية
- أسئلة التاريخ القروي بالمغرب: من السوسيولوجيا الكولونيالية ن ...
- عقلانية التشاؤم وتفاؤل الإرادة
- قصيدة: اختفاء واقع
- قصيدة: رحيل في ذرى الديموقراطية
- قصيدة: نظاميتي فوضويتي
- في الحاجة الى الانتربولوجيا التاريخية
- نفسانية التواكل


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مولاي عبد الحكيم الزاوي - البيئيون الجدد