|
حزب الله ... يعري الحريري وعون
مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 02:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سعد الحريري الغارق بأزماته المالية والسياسية، يعاني من حصار داخلي وإقليمي من قبل الخصوم (حزب الله، سوريا، وايران)، ومن قبل الحلفاء والاصدقاء ( مالي سعودي، صراع اجنحة داخل تياره لوراثته، خلافات مع حلفائه في 14 آذار، خلافات داخل العائلة)، يستعد حسب المصادر الإعلامية والسياسية لتبني ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية، كمدخل لعودته لرئاسة الحكومة، لإعادة استنهاض تياره المحاصر على أمل العودة لرئاسة الحكومة لمحاولة إنقاذ تياره من الانهيار بظل اضطراره لتبني ترشيحين لمرشحين من صفوف 8 آذار ما كانا ليحصلا بظروف طبيعية. على وقع المفاوضات التي جرت بين نادر الحريري و جبران باسيل لوضع آلية ترشيح عون وايصال الحريري الى سدة رئاسة مجلس الوزراء، خرج الجنرال عون أمام الحشود التي توافدت لإحياء ذكرى 13 تشرين، ليقول: "تعود بنا الذاكرة اليوم 26 عاماً الى الوراء، الى اليوم الذي ارتوت فيه هذه الأرض بدماء شهداء أحبوها وأقسموا يمين الدفاع عنها". وتابع: "رفاق السلاح الذين نفتخر ببطولاتهم ونتألم لفقدانهم جسّدوا الحب الأعظم الذي قال عنه يوحنا "ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه"، دماؤهم ستبقى منارتنا، وستبقى صوت الضمير الذي يطالبنا بإكمال ما بدأوا ويمنعنا من التوقف حتى تحقيق الحلم، والوفاء بالعهد". وأضاف مؤكداً استمرار النضال أنّ حلم مَن ضحّوا في سبيل القضية، "وطن يعيش فيه أولادهم مطمئنين لغدهم، ودولة المؤسسات والقانون، ووحدة الأرض والشعب، والاقتصاد المزدهر، والبيئة النظيفة والكهرباء والمياه. أحلامهم كانت كثيرة ومستحقة، وهي نفسها أحلامكم، وعهدنا أننا لن نتوقف حتى تحقيقها، وحتى نصل الى الوطن الذي دفعنا جميعاً أغلى الأثمان في سبيله"، معدّداً مبادئ قيام الوطن بالقول: "بناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكلّ الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر. بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد. ويكون بوضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة من دون سواها". المفارقة التي تجمع المرشحين الى الرئاستين الأولى والثانية هي تراجع كليهما عن وعودهما وقناعاتهما بالقتال حتى الرمق الأخير للحفاظ على دماء الشهداء التي وصل كلاهما بفضلها لأن يكونا زعيمين ومرشحين. فالأول وضع يده بيد سوريا التي اجتاحت قصر الشعب وأجبرته على الهرب منه الى السفارة الفرنسية ومنها الى رحلة نفي طويلة انتهت بتفاهمات مع النظام السوري الذي أسقطه ليعود في ظلها الى لبنان ليكون صوتها وسيفها، متجاهلاً الأسرى الموجودين في سجون النظام السوري ومنهم جنود من الجيش اللبناني قاتلوا تحت قيادته، متذكراً شهداء معركة 13 تشرين في المناسبات التي تناسب اجندته السياسية. أما الثاني ( سعد الحريري)، فانحدر من المحكمة الدولية والمشاركة بجهود إسقاط النظام السوري واتهام حليفه حزب الله بقتل الرئيس رفيق الحريري بايعاز وإشراف النظام السوري الى التفاوض مع الحزب وترشيح اثنين من حلفائه. مقابل الترشيحين يبرز اعتراض الرئيس بري الذي سربت عنه بعض المصادر انه لن يمشي بعون كمرشح رغم انتمائه لفريق 8 آذار الذي ينتمي اليه الرئيس بري، واعلنت تلك المصادر ان لا مونة لحزب الله في ذلك الموضوع على الرئيس بري. القصة ليست " قصة ام قليبانه بل قصة قلوب مليانه" كما يقول المثل الشعبي. فالرئيس بري وحزب الله ومن ورائهما ايران وسوريا منسجمين بسياستهم ومتفاهمين على الوصول الى حصة أكبر للشيعة السياسية في لبنان والمطروح كان منذ اتفاق الدوحة مثالثة تضمن منصب نائب رئيس الجمهورية للشيعة. ومن هنا يخطىء كل من يظن بما فيهم حليف عون المستجد الدكتور سمير جعجع ان حزب الله سيضغط على الرئيس بري للسير بعون رئيساً. مطلوب من الرئيس الحريري وعون تنازلات اكبر قبل وصولهما بالتوالي الى القصر الجمهوري في بعبدا، والسراي الحكومي في وسط بيروت. 1- تكريس سلطة حزب الله على البلد من خلال المثالثة، والثلث المعطل، وغيرها من الأشكال التي تضمن استمرارية حفاظ حزب الله بسلاحه وحكم البلد وصولاً الى إسقاط الطائف وتكريس المثالثة بالحد الأدنى. 2- خذوا أسرارهم من اطفالهم الوزير السابق وئام وهاب قال ان على الحريري ان يتفاهم معنا حول العلاقة مع سوريا. وقال في احد تغريداته حول انتقاد الحريري للاسد وضرورة ان لا يكون جزىء من الحل النهائي لسوريا "مضحك أمر سعد الحريري غير قادر على حل مشاكله الشخصيه ومشاكل تياره ويريد أن يحدد مصير الأسد عن جد نكته هالشب". 3- المطلوب أيضاً رهن مصير السنة وجعل قرارهم عند حزب الله عبر التخلي عن مناطق نفوذهم في البقاع " عرسال"، والشمال "طرابلس"، والجنوب "صيدا"، ووسمهم وربطهم بالارهاب، والسماح لحزب الله والسلطات الأمنية باعتقالهم والدخول الى بلداتهم وإهانتهم في السجون وتعذيبهم على طريقة النظام السوري لتتحول مناطقهم الى سجون كبيرة لا مفر لهم منها سوى باللجوء الى التنظيمات المتطرفة للدفاع عن أنفسهم، مما يضعف سلطة سعد الحريري اكثر وأكثر ويجعل منه العوبة بيد حزب الله وسوريا على غرار الرئيس الأسبق للحكومة الدكتور سليم الحص. بظل ما سبق برز كلام مهم عن المفاوضين عن المستقبل والتيار الوزير جبران باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ان ثنائية عون والحريري ستكون كثنائية رياض الصلح وبشارة الخوري، وهما حسب المفكر اللبناني كمال صليبي في احد المقابلات التي شارك فيها عبر الجزيرة حول نضال رياض الصلح : " الشخصان الذان اعطيا لبنان الاستقلال وهما شخصين يعني بشارة الخوري ورياض الصُّلح من طالبوا بالاستقلال"، الا ان صليبي اعتبر" أن دور رياض الصُّلح هو الأهم لأنه هو الذي ضمن للبنان اعتراف سوريا فيه واعتراف الدول العربية عموما فيه". هذا التوصيف للمرشحين زعج الرئيس بري وقال في أحد مجالسه " صار جبران باسيل ونادر الحريري بدهم يقرروا مين رئيس الجمهورية ومين رئيس الوزارة بلبنان ويوزعوا الحقائب الوزارية". لو كنت مكان الحريري والجنرال عون لقلبت الطاولة على حزب الله وعدت للشارع حتى انتخاب رئيس على اسسس إستقلالية مرتبطة بصيانة الدستور وجعل مصالح لبنان أولاً في مقدمة الاولويات. الا انه من الواضح والجلي ان الحريري يهدف من خلال عودته الى الحكم المشاركة بالمحاصصة لتعويم نفسه وتياره وحل ازماته السياسية والمالية، لذلك من المتوقع ان نشهد تنازلات اكبر لم يكن حزب الله ليحلم بها في ظل ظروف طبيعية. لا الحريري هو رياض صلح ولا ميشال عون هو بشارة الخوري فكلاهما يرفعان شعار استقلال لبنان دون ان يكونا قادرين على تجاهل مصالحهما الشخصية فاقترابهما او ابتعادهما عن ذلك الاستقلال مرتبط بمصالحهم. بري وحزب الله المستندان على تحالف سوري ايراني روسي سيضغطان على المرشحين مستندين الى تخلي سعودي عن الحريري لتحقيق مكاسب اكبر على مستوى الحكم، والمرشحان مستعدان للتعري في سبيل كرسيين لا قيمة لهما في ظل سيطرة حزب الله.
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
-
تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة
-
كرد سوريا ما بين الوحدة والبحر
-
الإمامين الخميني والصدر ... علاقة شائكة لحد التخلي
-
الحسكة هل تعيد رسم خريطة التحالفات
-
حلب ... حرب الدولاب والطيران
-
استيقظوا ... هو أبا محمد وليس محمداً
-
خير أمة ... تستعرض بالقتل
-
ناجي العلي ... حنظلة ... فلسطين
-
اردوغان والسيسي ... وجهان لعملة واحده
-
ليليان ... هي مصر وهي حريتها
-
لرفاق جورج حاوي ... لا تخذلوه
-
لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة
-
بين مالي وإيطاليا ... صحراء وموت وامل
-
قيادة بلا قلب وبلا عقل
-
كرد سوريا ... ما لهم وما عليهم
-
حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....
-
الفيدرالية الكردية .... الى سوريا
-
حكايات البحر واللجوء .... هو بتاء التأنيث
-
العام الجديد للكرد ... ما لهم وما عليهم
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|