أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - شراكة الناخب المرتشي والسياسي الراشي














المزيد.....

شراكة الناخب المرتشي والسياسي الراشي


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 00:10
المحور: المجتمع المدني
    


نوجه لومنا وإتهامنا في غالب الأحيان الى الطبقة السياسية، وأنهم يتحملون كل ما يجري في الساحة من سوء خدمات، ويعتقد معظمنا أن الكثير منهم جاء بطرق ملتوية ورشاوى بأساليب مختلفة، والمرتشي مواطن دفعته الحاجة وتم شراء صوته وبعضهم باع ضميره، ولكن السؤال هل المذنب هو الراشي أم المرتشي؟!
صار للرشوة صورة كثيرة في حياتنا، وحتى القطاع الخاص بعضنا من يعطي رشوة للعامل دون علم سيده، والموظف يبتز المواطن والأخير يبحث عنها ويتقبلها برحابة صدر.
عند مراجعة أي مواطن الى مؤسسة حكومية مثلاً، وأمامه شباكين للمراجعة؛ أحدهما لموظف يبتز المراجعين بأساليب ملتوية؛ لأخذ المال مقابل تحريك معاملاتهم؛ وإلاّ سيسمعون عدة إشكالات وطريق لا ينتهي بالتعقيدات والتعجيز، وربما يدفع المواطن أضعاف ما يطلبه الموظف، ويخسر من وقته وراحته أيام أن لم تك سنوات؛ أما الموظف النزيه تجد الفقراء والمعوزين على شباكله وقد أنهكه العمل، ولو إمتلكوا أموال لذهبوا الى الشباك الآخر لإختصار الوقت.
يجبرك أحياناً صاحب الشباك المرتشي، وقد يبررها بأن لا يرتكب أخطاء وتجاوز على القانون، ويعتقد أنه يقدم خدمة كبيرة تختصر الوقت وهو مَنْ يخدم الناس أكثر، ويصبح ذا جاه وسلطة حيث يتوسطه المراجعين، ويجلبون أصدقائهم وأقاربهم، وأحياناً يصبح بعضهم دليلاً له وإذا زاد من نسبة المراجعين قد يحصل على نسبة من أموال الرشاوى، أما الشباك الثاني فعادة ما يوصف بالمعقد والروتيني والقانوني والشخص الذي لا يُطاق.
إن المرتشي هو من أجبر الراشي على دفع المال؛ وإن كان الراشي والمرتشي شريكان بالجريمة، وما المواطنيين عند الموظف المرتشي إلاّ بضاعة تُباع وتشترى، ولا كرامة إلا مقابل مال وتنازلات عن قيم إنسانية وأخلاقية ومسؤولية في الحياة، وما بيع الضمير إلاّ تنازل وبيع لأغلى ما يملك الإنسان.
نتهم بعض السياسين لأنهم يقدمون رشوة لبعض المواطنين، ونقول أنهم خادعوا الشعب بالوعود والشعارات، ولا نتعترف أن بعضنا من سمح لهم وإبتزهم لذلك وإلاّ إختيار غيره.
المشكلة في كثير من العقول المتخلفة عن الوطنية، وتحت تبريرات الفقر والجوع والأمراض وسوء الخدمات، وغياب وعيها السياسي والإقتصادي وأنانيتها، وهؤولاء يعرضون أنفسهم للبيع ويبحثون عن الراشي ومَنْ يدفع أكثر، مقابل ساسة يرشون دون تقديم برامج إنتخابية وسياسية خادمة للمواطن، ويراهنون على عدد المرتشين وما تقرره سوق بيع الضمائر، وبذلك يسجل الفوز لمن أكثر فساد سياسي وأخلاقي في موارد كثيرة، ولكن اللوم يتحمله المواطن المرتشي، الذي إبتز سياسي مستعد، ودفعه لمرض الفساد والرشوة، وقد تصل عدواها الى ساسة آخرين، وبذلك يكون سوء واقعنا بسبب ناخب مرتشي وسياسي راشي، ولكن كلاهما شريكان بالجريمة وهدر المال والفساد، الذي أوصل الى ذبح رقابنا، ومن دفع الرشوة أكيد أنه يبحث عن طرق لإسترجاعها وأن كان ثمنها دمائنا.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الوطني خطوة صائبة وقفزات الى الأمام
- واشنطن بين الإتهام وشكوك الخليج
- ألف شكر للفاسدين والأغبياء والخونة
- التحدي القادم بعد الموصل
- موقع العراقي في الشرق الأوسط الجديد
- عدم الإنحياز متحدون على الإنحياز
- العراق بمواجهة رأس الأفعى
- ما وراء إستهداف الأسواق
- إجازة الموظفين وسلبياتها الإقتصادية
- مواجهة العاصفة الإقتصادية
- إختيار الزعيم زعيماً للتحالف الوطني
- نهاية داعش وواجبات الدول
- النواب بين الواجب والمسؤولية والمشاكسة
- منطقة لم يطأها بسطال عراقي
- لن أتحمس للحروب الشخصية
- أياك من مخاصمة القبيلة السياسية
- التعيين بالوكالة افيون الاصلاح/1
- الشباب بين تناقض القوانين
- ما بعد الموصل من دخلها آمن
- متى يشارك جيش النجيفي؟!


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - شراكة الناخب المرتشي والسياسي الراشي