|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
بعضٌ من الأخلاق الشُّيُوعيّة
لسنَا هُنا في منزع الأخلاقوِيّة ، ولكِن التّواضُع وحُسن الانصات ومعرِفة أنّ قَدَر الإنسَان قد صنعتهُ صراعاتٌ طبقيّة معقّدَة اصطبغَت كلّ مرحلةٍ فيها بمفاهِيم وقِيَمٍ ونماذج وأفكارٍ وعادات شكّلت فِيما بينهَا ما يُعرف في التّالِيل العلميّة الإجتماعيّة والفلسفيّة بالأخلاَق هي ما نبحثُ فِيه ، وأمام موجة تعهُّر حقِيقِي تجتاح الحركة الُدّعية للشُّيُوعيّة وَجَب التّنوِيه والتّأكِيد ، الأَخلاَق مبْحَث في سيرُورة مُعيّنة من مجرَى التّارِيخ سيطرت فيه البُورجوازيّة ،وهِي طبقَة تحترِف الشُّذُوذ ومُدمِنة الفنادِق ومُحترفة التّبذِير وهاوِية كُلّ ما غلا ثمنُه ولو كانَ بِلا قِيمة ، غاب عن الكِتابة والأحَادِيث، وتسلّلت للعُقُول والسُّلُوكيّات والعادات اليومِيّة أنْمَاط عيْش البُورجوازيّة المُتفسّخة فعليًّا أخلاقِيًّا فأصبَح خاصّة لدَى فِئات واسعة من البُورجوازيّة الصّغرى من موظّفين ومدرّسِين ومهنٍ حُرّة أطبّاء ومهندسين ومُحامِين وغيرهم نفس العادَات ونفس القِيَم وتحوّلت المُجاهرة بِها إلى مبعثٍ للفَخْر والتبجُّح وأصبَح ما يظهَر أحيانًا من الأجساد أكثر مِمّا يُخفَى ، وحفلاَت الأنخَاب وجولات الصّالُونات والفنَادِق ، وغاب في المُقابل النِّضال الدّؤُوب من أجل رِفعة الطّبقة العامِلة والمُساوَاة بين البَشَر ومناهضة اضطِهاد الإنسَان للإنسَان ، بل ونبَتَت في بعض الأدمِغة عادَات احتِقار الطّبقات الشّعبيّة وعَــــمّت شتائِم ضِدّ الشُّعُوب(وكأنّهُم فوق مُستوى الشّعب) وتولّدَت نزَعَات دائِمة نحو اليمِين و نَــــمَـــت النَّظرة الدُّونيّة لِمن يمتلك رصِيدًا ماليًّا أقلّ أو لا يكُون في نفس المنزِلة اللاّأخلاقِيّة.
|
|