|
على هامش قضية عمر وفاطمة القياديان بحركة التوحيد والإصلاح
الهيموت عبدالسلام
الحوار المتمدن-العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 22:25
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
على هامش ما عرف بقضية الكوبل عمر وفاطمة القياديان في حركة التوحيد والإصلاح ،قرأت العديد من المواقف والتحليلات والتعليقات وخلصت إلى بعض الخلاصات المتواضعة التي لايهم أن يشاطرني الجميع إياها .
1) إن أكثر من يتحدثون عن العفة والنقاء والطهرانية هم أناس مهووسون بالجنس ولذلك مارسه القساوسة المسيحيون داخل الكنيسة مع الأطفال القاصرين ،كما مارسه العديد من الخطباء والفقهاء المسلمين داخل المساجد.
2) إن سلطة الجنس سلطة خطيرة جدا لم يسلم منها رؤساء الدول: فرانسوا ميتران وفرانسوا هولاند ،بيل كلينتون ...،ولا حتى المفكرون والمبدعون الكبار أمثال أفلاطون وفاخنر وبيكاسو الذين عرفوا بعشقهم لزوجات الرجال الأخرين ،وحتى جان جاك روسو أب التربية الحديثة وصاحب نظرية العقد الاجتماعي الذي كان يتررد على العاهرات ونام في فراش المرأة التي أوته وربته وهو في السن 21 -سنعود لهذا الموضوع في مقال لاحق- ،أما عن المسلمين فحدث ولا حرج أقصد الخلفاء والصحابة وغيرهم ،علي بن أبي طالب 9 نساء ،عمر بن الخطاب 9 نساء ،عثمان بن عفان 9 نساء زائد الإماء والجواري بدون تحديد
3) صمت بن كيران حول القضية وإقالة عمر وقبول استقالة فاطمة والبلاغ الأخير لعبدالرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح كل ذلك قطع الشك باليقين و يثبث واقعة أن قياديين كبيرين يظلون يفتون ويغرسون في الناشئة المغربية قيم العفة والطهروأن الخطر الجنسي يمكن أن يهدد الدين الإسلامي في حين أنهما بدورهما ومكانتهما الاعتبارية لم يستطيعا مقاومة الإغراء العاطفي أو نسغة الحياة التي تنتاب الجميع أو الحب -يصعب معرفة نوعية الترابط العاطفي بينهما-
4) حين تثار واقعة ذات صلة بشان السياسة والسياسيين كثيرا ما يطغى الانتقام ،والإيديولوجيا ،والتغريق ،وتبني محاضر الشرطة القضائية ،وفي الجانب الأخر المؤامرة ،الانتخابات، الفبركة ،المخابرات ، صحيح أنه يجب وبقوة الفضح الفكري والسياسي لخطاب العدالة والتنمية ،لأنه خطاب بئيس يتغدى من فقر وأمية ومحدودية التعليم لفئات محددة من الشعب المغربي ، لأنه خطاب يناضل ليس من أجل حل مشاكل المواطنين الاقتصادية والاجتماعية بل و كما يقول بنكيران وكما يقول طلبتهم ودعاتهم وخطباؤهم يناضلون من أجل إدخال الشعب المغربي الجنة.
5) كثيرا ما ننسى جوهر المشكل وننصرف إلى الحيثيات ،الجوهر في القضية واستنادا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ولما تحياه الدول المعاصرة والمتقدمة أن العلاقات الجنسية الرضائية البعيدة عن الاغتصاب وعن التغرير وعن الابتزاز بين شخصين بالغين هي شأن خاص لاضرر فيه للدولة ولا للمجتمع ،وأن المتضر الوحيد المفترض في العملية هي زوجة الرجل وامرأة الزوج ،كان من كان في السيارة على الشاطي هل هما يساريان أم علمانيان أم إسلاميان ،أم مواطنان عاديان .
6) حين لانرفض محاكمة شخصين بالغين في سيارة والسيارة بالمناسبة فضاء خاص وليست فضاء عام ،فلنتوقع أن تعتقلك الشرطة وأنت تسير إلى جانب صديقة لك ،أووأنت تتناول معها فنجان قهوة ، أو تترصدك وأنت تغادر الحانة ،وأن تعتقلك بدعوى الإفطار في رمضان ،وحتى تدخين سيجار قد يتحول إلى مخدر أخر من يدري؟ هذه التدخلات في الحياة الخاصة للناس قلما تحصل للناس العاديين ولكن تستخدمها السلطة مع خصومها السياسيين والنقابيين والجمعويين ،وقد حصلت مع هشام المنصوري ومع نادية ياسين والأمثلة كثيرة ، ففي الأنظمة الاستبدادية : باكستان مثلا العديد من الفتيات يدفعن أرواحهن للحشود التي ترجمهن بالحجارة لمجرد الاشتباه ، يكفي أن يصرخ أي معتوه في أي شارع عربي أو إسلامي مشككا في سلوك امرأة حتى تجتمع الألاف لضربها ،والغريب أن هؤلاء الذين يمارسون قضاء الشارع لو تأتى لأحدهم الاختلاء بالمرأة التي يريد القصاص منها "لنال منها وطره" دون حرج
7) كثيرا مايستشهد في هذا المجال الحساس والخطير جدا -مجال الجنس والحب - بقولة لعيسى المسيح حين جاءه مجموعة من الرجال هذه امرأة زانية يجب أن نرجمها فرد عليهم من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها ، طبعا لم يرجمها أحد لأنه لا أحد بلا خطيئة ، لكن ما نسيه المسيح مع من زنت المرأة ؟ لماذا المرأة وحدها أرادوا تقديمها للرجم ؟ أليس هناك رجل زنت معه كان يجب على المسيح أن يقول لهم إيتوني به ليرجم كذلك ، كذلك هم نحن الذكويون مرضى بالهوس الجنسي والفصام ونلبس عباءة الوعظ والإرشاد ونتسلل ليلا لنمارس العكس ونختمها بأن نلقي كل مصائبنا على المرأة وكأن المرأة تمارس مع الأشباح .
8) يجب أن نعرف أن الغرب فصل الجنس عن الأخلاق كما فصل الدين عن السياسة ليس اعتباطا ،الأخلاق القويمة والسديدة هي ألا تسرق ولا ترتشي ولاتزور وألا تقتل وألا تمارس عنصرية وكراهية أما الجنس/الحب مثله مثل الدين نداء داخلي جواني حدسي لايأتمر بسلطة من السلط،الانسجام يقتضي ألا نزكي أنفسنا وندعي الطهارة وأن نؤمن بالحريات الفردية التي تدافع عنها الشعوب المتقدمة والعصرية والتي لاتزداد إلاازدهارا ورفاها وعدالة،لو كانت الحريات الفردية خطرا على البشرية لكان الغرب مصيره الزوال.
#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فصل المقال فيما بين النظام السياسي المغربي والأحزاب من اتصال
-
الطرق الخمسة لولوج النخبة المخزنية
-
في الحاجة الوجودية إلى الفلسفة
-
صادق خان عمدة لندن وفزاعة الإسلاموفوبيا
-
فقط في المغرب
-
لاتصلح النصوص ما أفسدته النفوس
-
الهجمات الانتحارية على بلجيكا وماذا بعد؟
-
داعش التي في فكرنا
-
التصفيق بين الطقس الاحتفالي والممارسة القهرية
-
حول قاموس الأحزاب السياسية بالمغرب
-
ما يجب أن نعرفه عن تقاعد الأجراء وعن تقاعد ومعاشات الوزراء و
...
-
هل أتاكم خبر مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات؟
-
الإبداع بين المسلمين والإسلاميين
-
على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري
-
هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
-
أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
-
-محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
-
حتى لا نشيع جنازة العقل
-
أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
-
حكاية صور مغربية...والوهابية
المزيد.....
-
نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها
...
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|