عماد صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 00:46
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الخوف المستقبلي: أمراء حرب في المناطق الفلسطينية!!
عماد صلاح الدين
إن الذي يجري في نابلس من أحداث مؤسفة، لا ينطبق عليه مفهوم الفلتان الأمني، إنما هو صراع مراكز قوى على صدارة المشهد الفلسطيني مستقبلا؛ المخيف في الموضوع أنها مراكز قوى لها وزنها النوعي من حيث المال والعتاد، ولا أقول الشعبي، المدعوم من جهات محلية وإقليمية وحتى دولية، إنها تتربص ببعضها البعض، مع أنها كانت يوما على مستوى قيادات تجمعها شراكة وطيدة .
إن المجموعات في أحزابنا الفلسطينية الكبيرة، التي تتحكم في عموم المشهد الفلسطيني منذ عقود، قد دفّعت الشعب الفلسطيني الثمن غاليا، بسبب استفرادها بالقرارات المصيرية للشعب الفلسطيني. هذه المجموعات المستفردة في القرار تحوّل كل قائد فيها أو مجموعة صغيرة إلى قيادة طامحة بالاستفراد لوحدها بالشعب وقضيته، وهذا الطموح الاستفرادي لا يقبل بما هو اقل من سدة الرياسة في السلطة وفي مفاصلها المهمة، أما منظمة التحرير فهي تحصيل حاصل لمن يستفرد بالسلطة والشعب؛ لأنها صارت ديكورا وديباجا.
لقد كبرت مراكز القوى، وهي عديدة، ولا اعرف كيف سيكون الحال مستقبلا في اشتباكها الداخلي للاستفراد والسيطرة؛ هل سنكون أمام أمراء الحرب الأهلية في مناطق نفوذ على التجمعات المدينية الفلسطينية خصوصا في المدن الفلسطينية الرئيسية؟؟ نموذج الاستفراد الفلسطيني له شبهه الحاصل عمليا في أكثر من قطر وبلد عربي.
لا تحدثونني عن القانون والنظام والاستقرار؛ فما أشاهده هي حالات ثأر وانتقام متبادل إلى حين، وما أراه مجرد تسخين لتنازع مستقبلي لا نريده كفلسطينيين.
كانت العائلات الفلسطينية تتصارع فيما بينها لأجل السيطرة والنفوذ، وكان لديها استعداد للتعاون مع الاستعمار الانجليزي في مواجهة بعضها البعض، اليوم بل ومنذ عقود القبائل الحزبية ومراكز القوى النخبوية السلطوية تتصارع على هذا النفوذ والاستفراد به، وهي على استعداد كما أرى للتحالف مع الشيطان لغاية ذلك، إلا من رحم ربي.
لا نريد أمراء حرب مستقبليين فيما تبقى من فلسطيننا المحتلة؛ الوضع جد خطير.
#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟