عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 18:47
المحور:
الادب والفن
في اليوم 30 من يوليوز، غادرنا مدينة الفنيدق متوجهين إلى مارتيل، كان الجو صباحيا مشمسا، المساكن والغابات المنتشرة على الطريق زاده روعة وجمالا، لم تتوقف سيارتنا في الطريق اللهم مرة واحدة لحظة خروجنا من مدينة المضيق فاسحة المجال للموكب الملكي .
أثناء وصولنا إلى مدينة مارتيل، ودعنا بحسرة رفيقنا عبد الرزاق الذي رافقنا في رحلتنا انطلاقا من مدينة الرباط، وقضينا معه لحظات جميلة لا تنسى . مدينة مارتيل لم تتغير، مازالت تعتمر اللون الأزرق وتعرف اكتظاظا بشرية و خاصة على كورنيشها للحضور إلى بعض السهرات الفنية التي تفتقد للفن، ومن الملاحظ أن المغاربة من كل المناطق ينزحون إليها، بالإضافة إلى المقيمين بالخارج والأجانب من عدة جنسيات، في مارتيل يطفح أمامك مغرب آخر، هناك تحرر كبير في اللباس، ولغات متعددة . جلسنا في مقهى غويا، قرأنا بعض الكتب، لم تعجبني هذه المقهى ككل المقاهي في هذه المدينة، لست أفهم وجود مقاهي دون مراحيض. تفتقد مارتيل للنظافة، على قارعة الشوارع تجد النفايات مرمية وحاويات الازبال طافحة عن آخرها. طيلة الأيام التي قضيناها في مارتيل كانت الحرارة مرتفعة، كان منزلنا ساخنا، ترددنا برهة على البحر ورجعنا، لم يكن البحر نظيفا، بل كان متسخا . زرنا تطوان التي تبتعد عن مرمى حجر من مارتيل، ترددنا على مكتبة في شارع محمد الخامس واقتنيت كتاب " اليهود واباطيلهم " للبروتستانتي مارثن لوثر. كان بودي أن ألتق بصديقة قديمة هناك، لكن امتنعت آخر لحظة لأسباب لا أعرفها. منازل تطوان بيضاء، بنيت المدينة على منحدر جبلي، تحيط بها الجبال الجرداء، ويمر أسفلها واد يلفه الاخضرار و أعواد القصب . لا أحتفظ بشيء عن تطوان غير نشوة الفرح التي انتابت لقاءنا للمرة الأولى، و اسفي وأنا أغادرها للمرة الأخيرة.
ع ع / قرية ازلا جنوب تطوان/ 04 من غشت 2016/ المغرب .
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟