بغ بومب

نزار طالب عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 17:17
المحور: الادب والفن
    

بغ بومب

لاتحمل مطرقةً أو منجلْ
رشاشاً احمل
وانصب مدفع
لا تصنع
لا تزرع
لاتذهب للمعملْ
لاتذهب للحقلِ
للذبح تفرغ
تفرغ للقتلِ
لاتسهو لا تغفل
ان لم تَأكُلْ تُؤكلْ
العالم ترسمل
من فوق تجوقل
تحتك وحولك
براكين ارهاب
أين تحسبُ نفسك
أنت في الغاب
واذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب
-------------------------------------------------
تعسكر الكوكب
على الحرب تدرب
وعن ظهر قلب احفظ
دروس النهب والتدمير
والأبادة
لاتحمل حقيبة
فيها كتب ودفاتر وأقلام
لاتعلق في جيدك للسلام
سرب حمام
في قلادة
بل تَزَنَرْ بحزامٍ
ناسفٍ
وازرع حقولاً من ألألغام
لاتعشق
فالحب حرام
وحرام تقبيلك وجنة الطفل
سيطاردونك
سيطاردك ما في الجلابيب من براغيث
وما في اللحى من قملِ
---------------------------------------------
لا تحمل ازميلاً أو فرشاة
لاتمرر لسانك على خامات الكون
تذوق ألألوان
وتلعق الخيوط
سارقا ملاحاته
في لوحات
لا تنحت حتى من الثلج
جيدَ فتاة
أو تُجرد نهوداً من الرملِ
ألأشباح
في الضوء وفي والظلِ
-----------------------------------------------
الموسيقى
آهٍ -- من الردحِ والفتلِ
لا تنصت للأنغامْ
لاتغني حتى في الحمامْ
سُحْ في مواكبِ الطبرِ
على الرأس
واللطم على الصدرِ
انتقم مِن نفسك
ضرباً بالسلاسل على الظهرِ
ضابطاً خطواتك
على ايقاع البوق والطبلِ
طهر روحك
اغسل ذنبك
مَنْ غيرك قتل ألأولياء
وقبلهما
من أرسل تموز الى العالم السفلي
أولست ابن حواء
ابن الخطيئة ألأُولى
ألم تسقِ عوسجة الملكية
الشجرة المحرمة
وتنضج تفاحتها
أين عرقك ودمك
ألا تَذكُرُ
المشاعة ألأولى
الجنة ألأولى
ثمارك فوق الشجرة
تنقرها الغربان
وأنت في الوحلِ
------------------------------------------------
لا تَصُغ جُملاً استفهامية
ستتهمك العمائمُ
بأنك بابكياً أو قرمطياً أو زنديقا
لاتتخذ لك صديقا
سيتهامسون عليك
بأنك لوطي أو مثلي
هم خلفاء الله
موجة أُخرى من ألأنبياء والرُسلِ
مع قبائل ألأفرنجة والغال لملموا
حطام الأصنام المكية
كنسوا الهشيم
بنوا من ألأنقاض تمثال الحرية
أصحاب الفيل
نجحوا
حتى أن الطير ألأبابيل
لم يرمِ حجارة من سجيل
بل هو يحمل ألأحجار
الى الديار
حيث يُعادُ هناك بناء
كعبة قبائل العرب
انظر كيف تؤشر اليها بوصلات غرائزهم
حتى أن النفط جرى
في أنابيب الغرائز
وعُبيءَ في الجرار
ميمما الى القبلة الجديدة وجهته
-------------------------------------------
وحين أوى الله الى بيته العتيق
ولم يجدهُ
بكى
وراح تجار الخليج النفطيون يكفكفون دموعه
بمناديل ورقية يفوح منها ألأفيون ألأفغاني المهرب
وبعد ان شم وانتشى
رَجَوْهُ أن يسلم ِمقودهُ ألأرضي للدولار
ويَقْتَعدَ كُرسيهُ
الذي وسع السموات
حتى لاتلوث ملابسه الناصعة
النفوطُ والغازاتُ والشركات
لأول مرة
يَسمعُ ألله بكائهُ
لأول مرة
يرى ألله دموعهُ
ويشعر بحرراتها
وحرقة ملحها على خديهِ
الجميلينِ
زفر زفرة طويلة
هكذا اذن
انقلابٌ
ما قولي ألآن
لا لن أُسلم للدولار
سأُقيم القيامة
سأغير المصائر
وأبدل ألأدوار
يا لبؤسي
لا لن أقتعد الكرسي
لا لن يكون الغدُ كالأمس
هيا أيتها الجموع المستضعفة
هُبي
من كل قبر ورمس
ستطهرونها من كل غليظ وفض
ستحيونها بعد البوار
سأقيم بكم جنتي
هنا واليوم
أنتم خلفائي على ألأرض
هيا بنا ننقض
انهشوا وعضوا
واياكم من ذراريهم
المدربة فكوكهم على النهش والعض
---------------------------------------------------------
استلقى راعي ألأبل النفطي على قفاهُ من الضحك
وقفز متحمسا
قد نجحنا -- قد نجحنا
بتشميمةٍ واحدةٍ
وبوحي من اله الكعبة الأمريكية
أوحى رُعاة النفط الى ألله الغاضبِ
الغائب
خَدَراً
أَنِ اخلق القاعدة
اخلق داعش
وبعد جرعة شم أفيوني أقوى
صار يطلب المزيد
حتى ملؤا عُبهُ وجيوبهُ بالمناديل المضمخة بعطر الحشيشِ
وكذا جنودهُ المجندةُ
فكنت تراهُ يرسلُ الشُهُبَ الى كل ألأصقاعِ
زاروهُ في خيمته بمكة
حاملين له دعوة قبائل البيض
لزيارة الكعبة الجديدة
وقد قبل الدعوة مُغْضَباً
على أن يلبيها في وقت لاحق
وحين عادوا لواشنطن
لأطلاعهم على سير المفاوضات
وجدوه هناك يذرعُ البيتَ ألأبيض جيئةً وذهابا
لاهجاً برسم لُغوي مندرسٍ
فكت السي آي أيه شفرته
رافلاً بالبدلات ألأفرنجية
هو ومن معه
عاقفين ياقاتهم بالباينباغ
(معتمرين العقال تحت القبعة)
وقيل أنهُ بعد مساومات
صعبة وشاقة
توافقا على حق القوة
ثم سلما ادارة الدراما ألألهية
سيناريو المرحلة القادمة
-------------------------------------------
يا فقراء العالم
ها نحنُ ذا نُشوى
في تراجيديا مُدخراتِ العبثِ
أو عفواً
في كوميديا ألآلهة السادية
لنروح عنها في هاجرةِ ألسأمِ
بَعْدَ كسادِ الخلق
28/7/2016

#نزار_طالب_عبد_الكريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات