أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي














المزيد.....

الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


الشاعر في ديوان
"شرفات الكلام"
علي الخليلي
عندما نقول "شاعر" فهذا يعني تحميل شخصية الكاتب مجموعة من المشاعر والاحاسيس المضطربة والمتمردة، وصياغة الأفكار بلغة أدبية جميلة، "علي الخليلي" في هذا الديون يظهر غضبه وتمرده على الواقع، ويبدي لنا سخطه على واقع الحال الذي يعيشه، ففي قصيدة "الجبل" نجد مجموعة من الألفاظ التي تبين حجم الضغط الواقع على كاهل الشاعر فنجده يقول:
"الجبل وحده في الغيوم البعيدة
في حكايات الرعيان والحطابين
ورثته الذين غابوا عنه
في ليالي الثلج والجوع
ولم يعودوا إليه أبدا" ص11، "فلفظ "الغيوم البعيدة، غابوا عنه، ليالي الثلج والجوع" كلها تعطي معنى القتامة والسواد، وإذا ما أضفانا إلى هذه الألفاظ المعنى الكلي للجمل نكون أمام حالة شبه مطلقة من السواد والقتامة.
يسترسل الشاعر في وصف ما يشعر به، فيتوغل أكثر في وصفه لواقع الحال فيقول:
" ...
أو يربت في المخيلة على ظله الناشف
في كون من القيود والأقفال والشعوب المهزومة
الجبل الذي نسيناه
مع المحاربين القدامى
الذين دفنا أشلائهم بصمت مشبوه
ووقار مزيف
تحت أقدامه المتيبسة في رمال البحر الأبيض المتوسط
ووقار مزيف
تحت أقدامه المتيبسة في رمال البحر الأبيض المتوسط
ومضينا إلى حرب أخرى
بلا ذاكرة
أو حنين" ص12، ألفاظ "ظله الناشف، في كون من القيود والأقفال والشعوب المهزومة، الذين دفنا أشلائهم بصمت مشبوه، ووقار مزيف/ تحت أقدامه المتيبسة، ومضينا إلى حرب أخرى/ بلا ذاكرة / أو حنين" كل هذه الألفاظ والجمل تشير إلى القتامة التي يحملها الشاعر، فهو يرفض الواقع ويعريه من خلال قوله: "الذين دفنا أشلائهم بصمت مشبوه
ووقار مزيف" فهو هنا يكشف ما آلت إليه الأحوال في المجتمع الفلسطيني، الذي تخلى عن العديد من مفاهيمه الأخلاقية واستبدلها بفكرة جديد يعتمد على المصالحة الشخصية للفرد أو للجماعة.
وتحمل هذه الشطرة:
" ووقار مزيف"
دعوة للتقدم من جديد من الفكر النقي والصافي، وخلع ما علق بنا من بثور وتشويهات، وهذا الشكل من الطرح البعيد عن المباشرة يعد أحد ميزات الأدب الجيد، ففكرة السواد والدعوة لتغيرها لم تأتي بشكل مباشر، وانما من خلال طرح الشاعر لمشاعره اتجاه الواقع، مما جعلها تأخذ الحالة الشخصية/الفردية لما يشعر به الشاعر، فهو يبدو لنا يتحدث عن ذاته هو، وليس عنا نحن المتلقين.
ونجد هذه القتامة في قصيدة "أغاني يابسة" التي من عنوانها نستطيع أن نأخذ ما تحمله من مضمون ، فإذا كانت الأغاني يابسة، قاسية، وهي من المفترض أن تكون من النعومة بحيث تخفف عنا الكثير من ضغط الواقع، لكنها إذا أمست عامل ضغط إضافي علينا فيما العمل؟
ما يحسب لهذه القصيدة حضور المكان بشكل وافي ومفصل، ويحمل معنى يمثل الألم الذي يعيشه الفلسطيني الآن، والأمل الذي يسعى إليه، ويأمل في تحقيقه، فيقول:
"...
فلا فلسطين لي
ولا قلبي
....
بين حاجز قلنديا وحوارة
....
لا القدس تنساني
ولا نابلس تهجرني
أو تسقط اللوحة مني" ص20 و22، في هذه القصيدة يشير الشاعر إلى الحصار الذي ضرب على فلسطين من شمالها إلى جنوبها، فحاجز "حوارة" وحاجز "قلنديا" سيئا الذكر، الذين يمثلان الشقاء والتعب والألم للفلسطيني، لما كان يتعرض له في هاذين الحاجزين من طريق واساليب تعطيل واعاقة العبور والتنقل بين المدن والقرى الفلسطينية.
يتعمق الشاعر أكثر في وصفه للسواد فيقول في قصيدة "المقبرة":
ما أنبتت الأرض إلا الجثث
وما شريت الأرض إلا السم
وأنا جثتها الواحدة بعد الألف" ص26، عنوان القصيدة يمثل ذروة السواد، والألفاظ والمضمون يزيد من هذا السواد بحيث يبدو لنا ظلام دامس، لا بصيص أمل فيه ولا حتى وجود خط أبيض.
أجمل قصيدة في الديوان كانت قصيدة " الوصول" المهداة إلى محمود درويش، والتي تمثل نقلة نوعية في الألفاظ في هذا الديوان، فنجد الشاعر ينقلنا من عالم مظلم إلى آخر مشمس، مشع يتألق فيه البهاء والجمال، فيقول:
"فيها مكتملا في بهاء المدارات
ينهض في الصباح من كل يوم
فتيا جميلا
كعادته في أنيس السلام
...
ثم يقرأ أشعاره للندى والفراشات وللوز" 73، عندما نقرأ ما جاء في هذه المقاطع من الفاظ ونقارنها مع المضمون نجد النقلة النوعية التي اوصلنا إليها الشاعر، أن كان على صعيد اللفظ أو المضمون، وكأن هناك شاعر آخر في عالم أخر كتب هذه القصيدة، فهي تمثل النقلة النوعية الإيجابية على صعيد الفاظ والشكل والمضمون، بحيث يتأكد لنا بأن حالة السود التي كتب بها "علي الخليلي" فيما سبق تمثل حالة/ظرف/زمن نسبي وليس مطلق، من هنا وجدناه ينقلنا من واقع قاتم إلى عالم مشرق ومتألق.
نذكر بأن الديوان من منشورات الاتحاد العالم للكتاب والأدباء الفلسطينيين،
فلسطين، الطبعة الأولى 2010،



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناص في قصيدة -هيت لك- حبيب الشريدة
- الطفولة في مجموعة -أنثى المارشميللو- نور محمد
- التأنيث في ديوان -معجم بك- محمد حلمي الريشة
- الأدب الروائي في ديوان -أولئك اصحابي- حميد سعيد
- الإنسان في ديوان -ذاكرة البنفسج- ناصر الشاويش
- الفانتازيا والرمز والواقعية في مجموعة -أوهام أوغست اللطيفة- ...
- السواد في قصيدة -كأي سواد...بلا معنى وفراشات- جمعة الرفاعي
- المرأة والكتابة والطبيعة في ديوان -الجهة الناقصة- -جمعة الرف ...
- الفلسطيني في رواية -السلك- عصمت منصور
- دقة الترجمة في ديوان -شعر الحب الصيني- محمد حلمي الريشة
- هدوء اللغة في ديوان -السروة آنستي- عيسى الرومي
- الاختزال والتكثيف في مجموعة - نقوش في الذاكرة- شريف سمحان
- الجغرافيا في ديوان -ليلة الخروج من الأندلس- نزيه خير
- عطيل فلسطين في رواية -السفر إلى الجنة- وفاء عمران
- حقيقة التاريخ في رواية -مسك الكفاية- باسم الخندقجي
- الحرية والأمومة في مسرحية -المدعوة- فرانسوا دو كوريل
- الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو
- بحث تاريخي في كتاب -توازن النقائض- سليمان بشير


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعر في ديوان -شرفات الكلام- علي الخليلي