موقع البلشفية في بناء وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة
الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 7 / 30 - 12:48
"على امتداد عقود من النضال الطبقي الثوري بالمغرب والحركة الثورية المغربية (السياسية) لم تعرف الطريق إلى توحيد صفوفها، لتعميق منظورها ونضالها في صفوف الطبقة العاملة وحلفائها، من أجل بناء الحزب الثوري ليكون ذرعا سياسيا للجماهير الشعبية في صراعها ضد النظام التبعي للإمبريالية العالمية ... لأسباب متعددة منها ما هو أيديولوجي ـ سياسي مرتبط بمسألة الخط وكذا الهوية ومنها ما هو مرتبط بمسألة الإقتصاد في شق البناء الإشتراكي، التقييم للتجارب (خاصة السوفييتية، الصينية، الألبانية ..) وكذا تقييم الإستراتيجيات الثورية على مدى امتداد التجارب الثورية (الانتفاضة الثورية، الحرب الشعبية، الكفاح المسلح..)" نداء الماركسيين اللينينيين الوحدويين المغاربة.
وتعتبر التجارب الثورية العالمية أهم روافد الخط الأيديولوجي الثوري الذي تستمد منها المنظمة الثورية للثوريين المحترفين أسس عملها الثوري، حيث نضالاتها الثورية مرتبطة بنضالات الحركة العمالية الثورية العالمية، إذ يعتبر النضال الثوري ضد الإمبريالية أهم منطلقاتها الثورية إذ تشكل وحدة الطبقة العاملة التي نادى بها ماركس إحدى المهام المركزية للحركة العمالية الثورية العالمية، ويشكل الخط الثوري للحركة العمالية المغربية إحدى روافدها المهمة حيث يعتبر المغرب مستهدفا في الإستراتيجية الإمبريالية الإستعمارية، نظرا لموقعه الجيوسياسي الإستراتيحي في الثورة المضادة للثورات في الغرب الأفريقي ومجمل القارة الأفريقية والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، ويعتبر ضرب الحركة العمالية الثورية المغربية من بين المهام التي تضعها الأجهزة الإستخباراتية الإمبريالية في أولوياتها، مما يجعل النضال الثوري في علاقته بوحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة مرتبط أشد ارتباط بالتجارب الثورية العالمية وعلى رأسها التجربتين السفييتية والصينية.
تعتبر الثورة البلشفية إحدى أسس الخط الأيديولوجي للحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية لما لها من تأثير كبير على بناء طريق الثورة في البلدان التي تحكمها أنظمة إمبريالية، فهي أول ثورة اشتراكية أسقطت أوهام الإمبريالية وزعزعت أركانها في مرحلة تاريخية كان يتم فيها حسم الصراع بين الإمبرياليات حول تقسيم العمل عالميا خلال الحرب الإمبريالية العالمية الأولى. ولم يكن تحقيق سيطرة البروليتاريا على السلطة في دولة ديكتاتورية البروليتاريا، دولة السوفييتات، دولة العمال والفلاحين والجنود الثوريين، سهلا، إنما تم ذلك بعد إراقة الدماء وبتضحيات الطبقات المضطهدة في حربها ضد البورجوازية وبقيادة البروليتاريا الواعية. ولم يسلم الوطن الإشتراكي من هجوم الإمبريالية وحلفائها البورجوازيين والملاكين العقاريين الكبار من أجل إجهاض الثورة الإشتراكية وإعادة الرأسمالية إلى روسيا، فخلال الحرب الإمبريالية العالمية الأولى والحرب الأهلية تعلم الثوريون المحترفون الكثير حول مسألة البناء الإشتراكي الذي وضع لينين أسسه المادية عبر مسألتين أساسيتين:
ـ ضرورة التحالف الحربي بين البروليتاريا والفلاحين ضد تحالف البورجوازية والملاكين العقاريين الكبار/الكولاك من أجل الإنتصار في الحرب.
ـ ضرورة التحالف الإقتصادي بين البروليتاريا والفلاحين في مرحلة البناء الإشتراكي قي دولة ديكتاتورية البروليتاريا.
إن هاتين المسألتين تشكلان الأساس المادي التاريخي لنظرية البناء الإشتراكي في الوطن الإشتراكي حيث لا يمكن بناء الإشتراكية دون القدرة على الدفاع عن الثورة الإشتراكية ضد الأعداء الطبقيين عالميا ومحليا.
وتشكل الثورة الإشتراكية في البلدان الرأسمالية الهدف المركزي للإستراتيجية الثورية للبروليتاريا عالميا من أجل إسقاط الأنظمة الإمبريالية وتحرير الشعوب التي تضطهدها، سواء شعوب البلدان الرأسمالية أو شعوب البلدان التي تحكمها أنظمة تابعة للإمبريالية.
وتعتبر وحدة الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية إحدى الأسس المادية لانتصار البروليتاريا على البورجوازية وبناء دول ديكتاتورية البروليتاريا بها.
إن أعداء البروليتاريا في الدول الديمقراطية البورجوازية يعملون على عرقلة وحدة الطبقة العاملة عبر:
ـ حماية السياسات الطبقية لاستغلال قوة عمل الطبقة العاملة بسيادة القمع البوليسي ضد الحركة العمالية والثورية واضطهاد الشعوب.
ـ دعم الأروستقراطية العمالية والأحزاب التحريفية والإصلاحية داخل الحركة العمالية ضد البروليتاريا وأحزابها الثورية.
إن تطور الرأسمالية الحديثة/الإمبريالية من احتكارية الشركات الإمبريالية إلى احتكارية الدول الإمبريالية عبر الإنتقال من اتحادات الرأسماليين الإقتصادية إلى اتحاداتهم السياسية، كما أكد لينين ذلك منذ قرن من الزمان، يتطلب وحدة الطبقة العاملة عالميا لمواجهة السيطرة الإستعمارية لاتحادات السياسيين الإمبريالية واتحادات الأروستقراطية العمالية في أحزابها التحريفية والإصلاحية عالميا، ويشكل هذا العمل الثنائي للنضال الثوري للحركة العمالية الثورية العالمية الأساس المادي للصراع الطبقي بين الرأسمالية والإشتراكية.
وقد وضعت الثورة البلشفية أسس النضال الطبقي الإشتراكي ضد الرأسمالية الإمبريالية عبر ممارسة العنف الثوري لتحالف البروليتاريا والفلاحين في مواجهة عنف تحالف البورجوازية والملاكين العقاريين الكبار عبر ديكتاتورية البروليتاريا ضد ديكتاتورية البورجوازية.
ويشكل الحزب الماركسي اللينيني التنظيم السياسي الوحيد القادر على تحقيق هذه المهام الثورية والذي وضعت الماركسية اللينينية أسسه المادية والنظرية، من خلال التجربة الثورية بروسيا (الثورة الديمقراطية البورجوازية 1905/1907 وفبراير/مارس 1917 والثورة الديمقراطية البروليتارية في أكتوبر 1917) ودور البروليتاريا فيهما.
لقد تعلم البلاشفة من هزيمة الثورة الديمقراطية البورجوازية الأولى كيفية التراجع الصحيح من أجل بناء الهجوم الصحيح، وكان الحزب البلشفي الحزب الوحيد الذي استطاع رص صفوفه وإعادة بناء قوته من منطلقات ثورية جديدة، بينما باقي الأحزاب البورجوازية الصغيرة التحريفية والإصلاحية غرقت في الرجعية على طول الخط، مما أهله إلى قيادة الثورة الديمقراطية البروليتارية في أكتوبر 1917.
إن الحزب الثوري هو الذي يتعلم في زمن الأزمة أكثر مما يتعلمه خلال أيام الرخاء كما استنتج لينين، وذلك عبر استرتيجية التراجع الصحيح واستراتيجية الهجوم الصحيح، ولما يقرر الحزب الثوري إشهار سلاحه فليس تمة فرصة للتراجع بعد ذلك ولو في ظل تحقيق انتصارات قليلة الأهمية يتم الحفاظ على مكتسباتها كما أكد لينين ذلك.
وقام ستالين بتطوير دور الحزب البلشفي خلال مرحلة البناء الإشتراكي وأعطاه بعدا أدق وأشمل انطلاقا من المباديء الأساسية للحزب الثوري، التي وضعها لينين بوضعه لعلم قيادة البروليتاريا إلى السيطرة على السلطة في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا، واستطاع ستالين بلورة مفهومي علم التاكتيك والإستراتيجية لدى لينين في قيادته للحرب ضد النازية والفاشية اللتين سحقهما خلال أطوار الحرب الإمبريالية العالمية الثانية، ولم يتم ذلك إلا بفضل قيادة الحزب الماركسي ـ اللينيني الذي يتسم عمله السياسي الثوري بالإنضباط الحديدي والطاعة الثورية للمناضلين الثوريين المحترفين.
ولعب الحزب البلشفي دورا هاما في إعادة بناء ما دمرته الحرب الإمبريالية على دولة ديكتاتورية البروليتاريا من أجل تدمير التجربة الإشتراكية.
واستطاعت التجربة الإشتراكية توحيد شعوب وقوميات الإتحاد السوفيييتي في ظل نظام اشتراكي إمتد إلى شرق أوربا، وأسس سوق تجارية اشتراكية عالمية مناقضة للسوق التجارية الإمبريالية العالمية، في الممارسة الثورية ضد الإمبريالية على المستوى الإقتصادي مما أحدث تناقضا أساسيا في الأساس الإقتصادي العالمي.
وهكذا أصبحت الثورة البلشفية رمزا من رموز التجارب الثورية العالمية الناجحة التي لها دور كبير في البناء النظري للحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، الذي يعتبر أساس الممارسة العملية للإستراتيجية الثورية في علاقتها باستراتيجية بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني.