أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - يوم تبرأ البحرينيون من شهداءهم !!














المزيد.....

يوم تبرأ البحرينيون من شهداءهم !!


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في السابع عشر من ديسمبر، غاب عن"مسيرة الشهداء" البحرينيين رجال الدين الكبار، وغابت رموز المعارضة السياسية في فتيات الغنج السياسيات، وغاب الحقوقيون إلا من رقم أو رقمين يتيمين، وغابت الناس، تبرأ البحرينيون من شهداءهم، غابو ا، خوف أن يتهمهم صحفي -مشترى الذمة- بـ "الغوغائية" أو "الفوضوية". خافت الأسماء على أثقالها وأرصدتها السياسية في الحكومة والصحافة، ليس الأمر بالغريب. فالشهداء "موتى"، لا يعلمون أنهم ضحوا بأنفسهم لمن لا يستحق!!.
"شباب" صغار السن، كانوا يطوفون شوارع المنامة، يائسون، ثمة "فوضى" كئيبة، وثمة خلل في كل شيء، في الشعارات، في خط السير، في المقدمة، إلا في شيء واحد كان كاملاً في سماء المظاهرة، وهو أن من زهقت أرواحهم من شهداء هذه الأرض يئنون على هذه الفوضى التي أعدها أبناء البحرين للإحتفال بذكراهم السنوية، لو كانوا يعلمون عن هذه الفضيحة، لحفظوا أرواحهم !!.
الجمعيات السياسية المعارضة تشدقت بأنها تعارض التوقيت، وأنها لا تريد "تخريب!!" إحتفالات العيد الوطني، والسؤال، لماذا لم تسعى هذه الجمعيات للضغط ليكون هذا اليوم بالفعل "يوماً وطنياً"، هؤلاء الشهداء غابت ارواحهم من أجل البحرين، من أجل مقار جمعياتهم وكراسيهم السياسية، غابت أرواحهم من أجل "الوطن"، فأي توقيت أفضل من اليوم الوطني ليحتفل البحرينيون بهم!!. لا أدري.
الشهداء هم قدموا للبحرينيين حريتهم، وهم من أعادوا المبعدين والمطرودين، وهم من كانوا السبب الرئيس في الحصول على شتى الإستحقاقات السياسية في البحرين، ودماءهم هي من كانت السبب الرئيس في إجبار وزارة الداخلية على السماح لهذه التظاهرة الوفائية بالخروج، إذن "الشهداء" هم من قاموا بكل شيء. والسؤال، ماذا قدم البحرينيون لهم؟، تظاهرة مدعاة "للشماتة" ممن تسببوا في إراقة تلك الدماء، نسى البحرينيون شهداءهم، ألفان او ثلاثة يطوفون الشوارع بغوغائية، ألا طابت أعين الشامتين والقتلة.
"الدولة" مطالبة أن تدرج الإحتفال بـ "الشهداء" في فعاليات الإحتفال بالعيد الوطني، وان يكون الشهداء أهم من نحي ذكراهم في يومنا الوطني، هم ليسوا "مسبة"، يهرب الجميع منها، ويخاف أن تلتصق به.
من أبجديات المهزلة، تفننت جمعية المرسم الحسيني في تزيين الشوارع بالعيد الوطني، ولم تقم بإقامة جدارية واحدة "تحفظ" ذكرى شهداء البحرين.وجمعية "الإسكافي" دارت في ذات النسق، البحرينيون "بخلوا" على شهداءهم حتى بـ "الرسم".
ما هي أوجه هذا التضارب المصطنع بين الإحتفال بـ "العيد الوطني" و"عيد الشهداء"، القواسم المشتركة يراها الأعمى قبل البصير، فلماذا تردد البحرينيون في تكريم ذكرى شهداءهم، ولماذا تخاذل السياسيون عن المشاركة والتحشيد، ولماذا تمترس رجال الدين في دورهم؟!!
في المظاهرة، قرأت في وجوه الكثيرين شيئاً من الحزن، الوجوه كانت تحاول إقناع نفسها بأننا نحضر "تكريماً" لائقاً بشهداء البحرين، إلا أن الصفوف المهلهلة كانت تفضح المبالغين.
أخر الكلام، البحرين في السابع عشر من ديسمبر توهمت الإحتفال بالشهداء، رجال الدين على عروشهم نائمون، والجمعيات السياسية تتوهم بخيلاء كبر إنجازاتها في الملف الدستوري، ولا أدري هل يجوز لأي بحريني أن يتوهم أن أيا من الدساتير البحرينية هو أثمن من تلك الدماء التي لم يحترمها أحد. لعمري إن تلك الدماء أثمن من كل دساتير الدنيا، وخطب الجمعة، ومناصب الرئاسة في الجمعيات السياسية، تلك الدماء أطهر وأولى بالوقوف والاحترام من أي عبث آخر. ولا تحس بهذه الحقائق إلا أسر الشهداء، فهم من تقرحت أعينهم من الحزن، أما البقية، فلقد أعتلى من إعتلى المناصب، وتسيد من رجال الدين من تسيد. وبقت عيون الثكالى .. متقرحة!!. والبحرين كلها في يوم الشهداء "قرح".

"ليست هذه المقالة، سوى أحاسيس خاصة، ولا علاقة لها بالإعلام أو السياسة".



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحرينيون في مقدمة بن خلدون!!
- فتيات الغنج في البحرين..؟!!
- دمشق وبرلين .. في آن واحد plus ميليس
- واشنطن .. عاصمة البحرين السياسية!!
- المجلس الأعلى للمرأة .. ضد المرأة!!
- عندما تنهض المساجد والرياسة.. تسقط الأحوال والسياسة!!
- -برامكة الإعلام- في البحرين: من منافسة السلطة، لمنافسة الناس ...
- أوقفوا لعبة التاريخ!!
- تونس العتيقة.. فسيفساء حتى الموت مللا
- ستدك أسوارك يا دمشق!!
- مفتاح الإقتصاد لأقفال السياسية!!
- نعم للإصلاح بالخارج..
- يسترقون السمع!!
- الصحافة المدنية..ضمانة لحقوق الإنسان ونمو إقتصاده..
- قناة الحرة وإذاعة سوا .. إجابة خاطئة!!
- صحافة .. وسخافة!!
- كيف تستفز الصحفيين!!
- التسويق السياسي من خيار التأسيس لهوس المدافعة!!
- المقهى - بوصفه مكانا آمنا للحب
- المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - يوم تبرأ البحرينيون من شهداءهم !!