|
خصوم ثورة تموز/والنواح على فردوس الملكية المفقود!
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"ان ثورة 14 تموز هي الثورة الوحيدة في البلاد العربية" -مكسيم رودنسون-
............................................................................................. كلما هلت واقبلت ذكرى ثورة14تموز1958 من كل عام،حتى تجد وابلا مدرارا من الكلمات المسمومة تلطخ ذكرى وذاكرة الثورة التي ذبحت وهي في عمر الزهور على ايدي الفاشست القذرة.و ينبري هذا البعض المشبوه! فيها للكتابة عنها دون خزين او خلفية معرفية او المام بتاريخها عن كثب ،معايشة او مقاربة،او من خلال الاطلاع او القراءة،فهي مجرد انطباعات سمعها او رويت له شفاها، او استعارة الخطاب الرجعي القديم الذي لازالت تلوكه الالسن وتشنف له الآذان لينطبع بعقول مريضة تحن لماضي بغيض مقبور،ولكنه فردوسها الضائع !.فتجده -ذلك البعض-يندفع،وبتنطع اجوف،وجهل مطبق،ليمضي بسرد انفعالي،بالغ التشويش،وموقف حاقد مسبق مترع بالكراهية،وبدوافع عاطفية ضد،بعيدة عن التأمل والدرس والموضوعية،تقودها عربة الرغبة والهوى،،ودون التفات للحقائق التاريخية الموضوعية والموثقة والمعروفة،ودون ادراك للمفاهيم الفكرية والسياسية ثمرة البحث والدراسة والتدقيق المنهجي،ومن ثمة الاستيعاب والتمثل والفهم..هذا"البعض"يدلي دلوه في بئر جافة،فلا يجد في دلوه سوى الرمل الذي يسفه الريح!!فمن لايفرق بين الجمل والناقه!اي بين الثورة والانقلاب!بالطبع ينعدم لديه التمييز والفرز،فيهيم في الهذيان دون دراية او يقين،فتجده ينعت ثورة14تموز1958 وبشطحة قلم تسوقه الرغبة والتمني!فيهاجمها معتبرا اياها انقلابا عسكريا محضا!ليس هذا فحسب بل انقلابا عسكريا دبر بليل من قبل الاستعمار البريطاني!..ورغما عن الدلالات اللغوية والاصطلاحات المعروفة في الادب السياسي،والفوارق البنيوية،والوقائع القارة في ذاكرة الناس والوثائق التي لاتقبل التكذيب او الدحض،هذا النعيق الذي يطلقه البعض انسجاما وتطابقا مع السائد من الفكر الليبرالي من كل الاشكال والاجناس والالوان! بمحاكاة ببغاوية منزوعة الادراك!فتجده -هذا البعض-يصب كل المديح والثناء للنظام الملكي المقبور!كنظام اجتماعي اقتصادي وسياسي،نموذجا راقيا "للديمقراطيات الملكية الدستورية"!.وفي ذهنه على ما اعتقد،صورة السويد او هولندا اوغيرها،لاعراق النصف الاول من القرن العشرين!!".وينسى-هذا البعض-ان النظام الملكي العراقي،ومنذ تأسيس الدولة العراقية،كان-صنيعة -الاستعمار البريطاني-عام1921-واستمرتحت الانتداب البريطاني حتى عام1932-لم يعرف طعم الهدوء و الاستقرار ولا القبول الشعبي،بين:انقلابات عسكرية"بكر صدقي1936-الكيلاني والضباط الاربعة1941-وعدد من الانقلابات التي فشلت"!،انتفاضات ووثبات جماهيرية"وثبة كانون1948-انتفاضة تشرين 1952وغيرها"اضرابات واعتصامات عمالية"كاورباغي1946-ميناء البصرة1937 وغيرها الكثير"ثورات فلاحية،وتمرد ضد الاقطاع"ال ازيرج1952-ال بدير والشامية والرميثة1954 وغيرها مما لايعد"!.القمع الشامل للحركات السياسية الوطنية والديمقراطية والجماهيرية لم يتوقف طيلة الحكم الملكي(النبيل)(الليبرالي)!.اللجم والمنع الكامل لحرية الرأي والتعبير"تعطيل الصحف واغلاقها،عدم منح اجازت اصدار صحف جديدة،اذا ما شمت كلاب التحقيقات الجنائية رائحة المعارضة والفضح والنقد في توجهاتها".!. فقد كنا في ربيع دائم من الحريات والحقوق التي خنقتنا بكرمها وفيضها!.في العهد الملكي السعيد!!!تم اعدام قادة سياسين هم: اشرف وانبل واكثر وطنية من كل رجالات العهد الملكي البائد،لمجرد اختلافهم السياسي في الرأي والمعتقد ومطالبتهم بحقوق وحريات الشعب العراقي،وتم اسقاط الجنسية عن وطنيين سياسيين وديمقراطيين ونفيهم خارج وطنهم،لانهم يدعون للتحرر والاستقلال الوطني،واطلاق النار بقصد القتل من قبل الشرطة-الملكية الليبرالية!-على المتظاهرين لالشيء سوى خروجهم للتعبير عن رفضهم المشروع لسياسات الحكومة-الديمقراطية!-ولارتباطها بأحلاف ومعاهدات جائرة ترسخ التخلف والتبعية للمتروبول السابق!!..قتل العمال المضربين..تعذيب المعتقلين السياسين وقتلهم بالجملة دون محاسبة!!!اما الملكية الدستورية السماوية!والتي يسبح بحمدها ،ويحرق لها البخور-هذا البعض- ويحن الى ايامها الذهبية الخوالي-رغم انه لم يعشها،بل سمع عنها،هنا وهناك؟!-ويعتبرها غاية المنى والنظام الارقى و الامثل!!-تلك ولعمري منتهى الفظاظة والسفه والبلاهة،ان لم يكن مقصودا لغاية وهدف!- كان يتم الوصول الى البرلمان في العهد الزاهر-الذي ينوح عليه الناعقون!لا بالانتخاب الحر الديمقراطي العلني وصندوق الاقتراع،بل بالتعيين المسبق-وقبل اجراء مهزلة الانتخابات!-،وبتوجيه وارشاد من الاسياد،وتنفيذ من التابعين!!اما العسكريتاريا التي تثير اشمئزاز وادانة-هذا البعض-!فقد كانت الدولة الملكية الزاهرة !يتحكم بها الجيش وليس العكس!!!فأغلب سياسي الدولة الجديدة جاءوا من الثكنات-اي كانوا عسكرا-!وعلى رأسهم الجنرال نوري السعيد!!وخلال السبعة وثلاثين عاما من الحكم الملكي المدني!!اعلنت الاحكام العرفية 16مرة وعطل الدستور!!مايعني ان اكثر 18عاما من الحكم الملكي الدستوري كان حكما عسكريا سافرا وبلا حياء او تستر!!فيا نوستالجيو الجنة الملكية المستوردة من صحراء العرب!!وياعشاق الدستور الملائكي الازرق!!والذي لم يعمل به فعليا وظل محفوظا في سرداب الارشيف عرضة لنقد الارضة!!!لسنا في وارد المقارنه بين النظام الملكي والجمهوري،وايضا لسنا في معرض الدفاع عن منجزات ثورة 14 تموز الخالدة،على الرغم من قصر عمرها الزمني ففي اربع سنوات حققت الثورة اضعاف ما قدمه العهد الملكي!!!ما يعنينا ان يعتبر الحكم الملكي السالف خيرا مطلقا،وجنة عدن،ونظام الجمهورية شرا مطلقا،وجحيم ابليس،واعتبار ثورة14 تموز انقلابا عسكريا شيطانيا وعميلا للانكليز! وبهذه البساطة،ويتطابق مع الانقلابات الفاشية التي اطاحت به،واعقبته!فهذا ما لايجوز السكوت عنه،فما هكذا ياسعد تورد الابل!!!!فالقفز على الحقائق والوقائع وخلط الاوراق،والتجني على التاريخ باستهتار مجاني،لايقود الى فهم ومعرفة التاريخ المعاصر للعراق!!فما علاقة ثورة14تموز1958 بالنظام الفاشي الصدامي،والحرب العراقية الايرانية،وانتفاضة1991وتصدير او استيراد الطماطة،وباقي الترهات؟؟؟!!!وتكريس ثورة تموز وكأنهاآس ومصدر وسبب كل بلاء وخراب حاق بالشعب العراقي خلال الاربعين سنه من1963 حتى سقوط النظام الديكتاتوري في 2003،والتي اعقبت فترة حكم الشهيد عبد الكريم قاسم الذي صفاه الفاشست دون محاكمة!ثورة تموز 1958 هي ثورة بكل المعاني والدلالات والمعايير،-وبغض النظر مما تعرضت له الثورة من انتكاسة وتراجع وانحطاط-ولاتخضع لمزاج من يطلق عليها عنوان(الانقلاب)!فقد كانت زلزال كبير قبر نظاما ظالما ومستبدا سام الشعب العراقي سوء العذاب،من جوع وعبودية،وحين لاتتوفر وسائل التغيير سلميا ويستعصي التغيير ولايبقى من حل سوى الثورة،فمن حق الشعب ان يثور ويغير بعنفه الثوري النظام الجائر،وهذه هي الشرعية الثورية للشعوب من اجل تحررها،والتي لاتعلو فوقها اي شرعية وبالمطلق..اما التباكي على العائلة المالكة"كما تتباكى الرجعية الروسية على ال رومانوف"-ونحن طبعا ضد كل اشكال القتل والتمثيل بالجثث والتصفية الجسدية للخصوم السياسين ومهما كانت الذرائع والاسباب-وكأن العمل الفردي او الموعز به من عبد السلام عارف،ونفذه عبد الستار العبوسي،كان قرارا سياسيا رسميا صدر من عبد الكريم قاسم!!!!بدلا من اصدار الاحكام المتسرعة والطائشة،اقرأوا بتمعن وتروي تاريخنا المحلي المعاصر،وبموضوعية،وبدون انحياز مسبق او جزافي سافر في تهوره وجهله!.فتحلوا بقليل من الموضوعية ايها المتطفلون على التاريخ فذاك لايضير لمن يدعي البحث عن الحقيقة ورائده الامانة والنزاهة والحياد!!!.
........................................................................................................... وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متحف الاقوام البائدة!.
-
ارادة الموت..تأملات فلسفية في العدمية!.
-
تطور وانحطاط الفكر/سارتر-جارودي
-
(البروليتاريا)الرثة..البعد الاجتماعي والسياسي للمفهوم.
-
رامبو/المرآة المهشمة وانشطار الذات!.
-
(اللينينية)..وصانع الدوغما!.
-
ارنست بلوخ/النص الكامل للمقال.
-
ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست
...
-
ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست
...
-
ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست
...
-
ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست
...
-
ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست
...
-
ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست
...
-
الجنس المقهور
-
(كذبة خروشوف حول -موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!..(3)
-
(كذبة خروشوف حول-موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!.(2)
-
(كذبة خروشوف حول-موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!.(1)
-
بيان الحزب الشيوعي العراقي يوم14شباط عام1949/المجد للشهداء.
-
1963/عندما يكبو التاريخ
-
مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!.(11-الا
...
المزيد.....
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|