شلال الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 13:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد مرور ثلاثة عشر عاما على الاحتلال الأمريكي . تقيَأت الكابينة الثيوقراطية الطائفية التحاصصية كل ما في جوفها من فساد وإرهاب وتقسيم للعراق أرضا وشعبا وثروات استحقت عليه الدرك الأسفل في تقارير منظمة الشفافية الدولية، واستوجبت التغيير تلاحقها لعنة الله و التاريخ وما زالت تفرض أجنداتها على العبادي الذي شاءت أقدارنا العاثرة أن تقع عليه مسؤولية النهوض بمهمة التغيير . وهو في المكان والزمان الخطأ فهو ليس من أولي العزم وقد حُشِرَ بين حجري رحى المرجعية و غليان الشارع من جهة والكتل السياسية وضغط الأمريكان من جهة أخرى , كل منهم يسحبه لاتخاذ مواقف متقاطعة ومتناقضة فيها من البأس والقوة ما لا يتناسب مع الترف والدعة التي أجبل عليهما في جهاد الخارج ( 28 سنة في بريطانيا !! من سنة 1975 لغاية 2003 ) ومن 2003 ولغاية 2016هو في ربيع المنطقة الخضراء يسرح ويمرح، بل رفض كل أوراق القوة التي عرضت عليه تحت ضغط الأطراف المتحاصصة ظناً منه أنه سيحصلُ على وقتٍ للقيلولة , و حكومة متناغمة في ما بينها , وبحبوحة تسهل له طي سنواته الأربع في السلطة , متنعما بجنائن القصور الرئاسية , ولكن الأمور ضاقت عليه وأحكمت حلقاتها واشتدت أكثر؛ بسبب انهيار الميزانية التي جعلته بين خيارين أحلاهما مر ، أما أن يحلب القطط السمان الفاسدة وهو جزء منها , أو ينتف ريش الشعب ليغطي به عجز الميزانية , والسبب الآخر هو الهوة السحيقة التي تفصل بين المرابطين على السواتر وسراق الدفاتر , بين رجال الخنادق ومخنثي الفنادق , بين سكان مكبات القمامة وسكان الجادرية وعلى الرغم من امتلاكه لرجحان القوة ( تأييد المرجعية والحشد المدني الشعبي ) إلا أنه فرَّط بها ووضع بيضه في سلة الأمريكان والأحزاب الطائفية التي أمعنت باستغفاله وإجباره على اتخاذ مواقف وقرارت هزيلة و مهلهلة ومكشوفة العورة على أنها إصلاحات !! وكأنه يتعامل مع قطيع من الأغنام, وليس مع الشعب العراقي أذكى الشعوب العربية حسب التصنيفات العالمية. أمام العبادي مخرج واحد وهو الدعوة لانتخابات مبكرة ويبحث عن وظيفة أخرى لا تحتاج إلى ( عزم و بأس شديد) بل إلى (هبارة و زلم ثريد) لأن المرحلة مرحلة قائد يقف على الساتر لا إلى من "يصفن" أمام قنفة ! سيدي دولة رئيس الوزراء المعظم إن العراق الذي غادرته عام 1975 ليس هو عراق عام 2016 . لنا معك كلام آخر عندما تنتهي الحرب مع داعش .
#شلال_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟