أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - نَحنُ . . هُم














المزيد.....

نَحنُ . . هُم


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 21:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق ، وتأزّم الصراع بين الحكام المتسلطين وجماهير الشعب المتظاهرة منذ أكثر من ثمانية أشهر والتي دخل على خطّها السيّد مقتدى الصدر ورفع سقف التظاهرات إلى الإعتصام وتوّجَها بدخوله المنطقة الخضراء وإعتصامه في خيمة داخلها ، وبعد ذلك قراره بإنهاء الإعتصام والإبقاء على التظاهرات ، وما تبع ذلك من إعلان مجموعة من نواب الشعب الإعتصام داخل قبة البرلمان ، وتكتلهم في كتلة كبُرت كما تكبر كرة الثلج عند تدحرجها من قمة الجبل إلى الوادي . رأت كتلة المعتصمين حجمها بما يكفي أن تعقد إجتماعاً لمجلس النوّاب وتصدر قراراً بإقالة رئيس المجلس سليم الجبوري هيئة الرئاسة . هذه صورة حال مجلس النواب ، وصورة الكتل السياسية التي لا ترى مصلحتها في إستمرار مسيرة المعتصمين التي إستنفرت جميع وسائلها للتحرّك ضدهم ؛ لكل كتلة وسيلتها في تخريب الإعتصام سواء من الداخل أو من الخارج .

في هذا الخضمّ المتأزّم أرى أن يكون كل عراقيٍّ ، فرداً كان أو حركة سياسية أو مهنية أو حتى تجمّعاً إجتماعياً ، أو إقتصادياً أو ثقافياً ، في مستوى من المسؤولية والوعي ليعرف موقعه في هذه الخارطة ، ويحدد دوره في هذا الصراع . إن المنحدر الخطير الذي يُساق إليه العراق لا يترك مجالاً لإعفاء أحد من المسؤولية .

لكي يحدد أي فرد أو جهة موقعها لا بد أن يعرف " مَن أنا ، ومَن نحنُ " وبالمقابل أن يُحدد " مَن هُم " وبعد ذلك التحقق من " ماذا نريد " و" مالذي يريدون " .

أفترض نفسي أنا الفرد و مَن معي " نحن " الذين نطالب بحقوق الشعب التي هُضمت ونطالب بإسترجاعها من الذين كانوا الفاعلين أو السَّببَ في ضياع تلك الحقوق ومسانديهم ، بغض النظر عن هوياتهم . فالمعادلة ، بصورتها التجريدية ، تصبّ في " صراع الشعب لنيل حقوقه ضد أعداء الشعب " ، أي نكون نحنُ الشعب وهم أعداء الشعب .

هذه المعادلة التجريدية لا يمكن قبولها ببساطة ، طالما نتكلم عن شعب تعداده بالملايين فيه أطياف قومية ودينية وطوائف متعددة ، وطبقات إجتماعية وإقتصادية مختلفة ، ونسبة الأمية فيه عالية . مجتمع في هذه الصورة يكون في حركة دائمة ، تؤثر يومياً ، بل في كل ساعة على ذهنية وتفكير الكثير منهم ، وتُغيّر في أسلوب إتخاذ كل فرد قراره . إن تغيير أي فرد موقفه بين آونة وأخرى يكون طبيعياً في غياب تحديد واضح للهدف المركزي المقصود ، بالإضافة إلى غياب البوصلة التي تشير إلى توجه مسار الحركة نحو ذلك الهدف . إن الضياع الذي نعاني منه في الوقت الحاضر سببه عدم وجود قيادة في جبهة الشعب مؤهلة لتحديد الهدف المركزي ( الإستراتيجي ) ، وإيجاد البوصلة التي تحدد الخطوات التفصيلية والتكتيكية التي تضمن السير نحو الهدف ، حتى وإن تطلّبت الظروف التفصيلية أن لا يكون المسار خطّاً مستقيماً دائماً .
قد يقول البعض أن المشاركين في التظاهرات وكذا المعتصمين في مجلس النواب قد حددوا بوضوح الهدف المركزي ؛ بإلغاء نظام المحاصصة ومحاسبة الفاسدين وبناء دولة مدنية ، إلاّ أننا ولحد الآن لا نعرف " مَن نحنُ " و مَن " هُم " ، فليس جميع المتظاهرين متفهمين بوعيٍ كافٍ لضرورة الإستمرار في التظاهرات لحين الوصول إلى ذلك الهدف ، وكذا واضح أن المعتصمين أصناف غير متناغمة بشكل يُعتمد على تماسُك وحدتهم إن لم نقل أنهم أصلاً منقسمون أو متعارضون في العمل سوية إلى النهاية .

لقد أدلى الكثير من الكتاب بآرائهم وتحليلاتهم بخصوص هذا الموضوع الشائك ، وهم المحسوبون من صفوة مثقفي العراق ، وطُرحت آراءٌ متعارضة ؛ فالبعض يميّل إلى جبهة الشعب ، وآخرون لا يخفون معارضتهم للتيار الذي نمثّله ، والبعض يُجاهر بوقوفه مع أعداء الشعب . كل ذلك مقبولٌ ، إن أخذناها بمقاييس الديمقراطية التي نؤمن بها ، إلاّ أننا نبقى بحاجة لتحصين جبهتنا بما يؤهلنا أن نكون من الفاعلين الإيجابيين لتحقيق الهدف المركزي الذي هو هدف الشعب ، ومِن هنا تبدأ مسؤوليتنا في توعية أبناء الشعب و كلَّ مَن هو محسوب على جبهتنا : أننا نملك قارباً نعمل على إيصاله إلى هدف حددناه ويمثل هدفنا المركزي ، وبناءً على ذلك فإن أيّ فرد أو جهة تدفع معنا القارب في مسيرتنا نحو الهدف فهو منّا " الآن " ونحسبه من جبهة الشعب بغض النظر عن ما كان عليه في الماضي ، و مدى بقائه معنا في السير مستقبلاً ، وكلّ مَن يعرقل سير قاربنا فهو من جبهة العدو ، حتى ولو كان ضلعاً أو ذراعاً منّا . لقد إنبرى بعض الكتّاب ، مع الأسف ، في التشكيك بموقف مقتدى الصدر قبل الأوان ، وعندما كان الرجل يدفع القارب معنا ، وكذا هاجم آخرون حنان الفتلاوي وحسن السنيد ومشعان الجبوري على كونهم بين المعتصمين ، بينما كان وجود هؤلاء ضمن المعتصمين قد ساعد على إكتمال نصاب إنعقاد مجلس النواب وأدى إلى إستصدار قرار إقالة سليم الجبوري . أوَلم يكن حضور هؤلاء بين المعتصمين حاسماً لإكتمال النصاب في ذلك الإجتماع ، بينما غاب نوابٌ آخرون عرف عنهم أنهم " يناضلون من أجل حقوق الشعب " مثل مثال الآلوسي وفائق الشيخ علي وشروق العبايچي في جلسة أخرى ، مما أدّى إلى عدم إكتمال النصاب لجلسة مجلس النواب التي كان في منهاجها تكملة ما تم البدء به في جلسة إقالة سليم الجبوري وأعضاء هيئة رئاسة المجلس ؟

علينا أن نكون بمستوى من الوعي لنكون عوامل رص صفوف جبهتنا وليس أكل لحوم من يقفون معنا في هذا اليوم الذي نحن بأمس الحاجة للعون من أي مصدر كان ، بغض النظر عن النوايا الدفينة أو المفترضة للذين يقفون معنا . إننا في مسيرة صعبة ، فيها من العقبات الكثير ، ولعبور كل عقبة علينا إستخدام جميع المعاول المتاحة لإجتيازها . في هذا الظرف علينا أن نسأل أنفسنا " لمصلحة مَن ، ومن المستفيد ، في حال محاربتنا للذين معنا ، بدل أن نحارب بهم عدوّنا ، عدو الشعب ؟





#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذّيليّة *
- عجيبٌ ... لا مؤامرة و لا إستعمار !
- كَشَفوا نِقابَهُم
- أفكارٌ عقيمةٌ تحكمُنا
- مُجَرّد حوار مع الذات
- خارطة طريق
- رِسالَةٌ مُبَطّنَةٌ
- رَجُلٌ يُعتَمَد أم خُرّاعَةُ خُضرَة ؟
- قانونُ البطاقة - الوطنية -
- قُدرَةُ حَيدَر العباديّ
- إحذَروا المُتآمرين
- ثَورَةُ الشّعبِ وحيرةُ العبادي
- قصّتان ؟ لا... بينهما رابط .
- التَدَبُّر ومفتاحُ الحل
- هَل مِن رجالٍ لفجرٍ جديد ؟
- فَلِيَخسأ المُحَرّفون .. ولِيَنتَصر الشُرَفاء
- إمام أبو الخرگ
- إسگينا العَلگم
- رسالة إلى حيدر العبادي
- كَفى تساهُلاً


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - نَحنُ . . هُم