خالص عزمي
الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:14
المحور:
الادب والفن
هذه اللوحة ليست سوريالية ؛ ولا انطباعية ؛ ولا رمزية ؛ انها من لب الواقعية ... انظر اليها مليا؛ ..انها :
مثل الزوابع التي تقتلع البيوت والحقول ؛ او مثل الطوفان الذي يجرف التلال والاشجار والجسور.
فيها الدمار والدهم والقتل وهتك الاعراض؛وفيها الحرق والتعليق والضرب وتمزيق الاوصال .
انظر الى الاباجي والدروع والدبابات واسلحة الدمار الشامل ثم انظر الى القنابل الذكية والغبية في رعاية امها وهي تضيء لها الطريق بالفسفور الابيض والازرق والاحمر تصحبها النجوم الملطخة ايديها بدماء الابرياء . انظر كيف انها
تعاونت على هذا الشعب العريق الغريق في دماء الآباء والابناء والنسوةالمغتصبات . ثم انظر سترى( دراكيولا ) وقد امتطى بغل الغضب الاسود وهو يسحل العجزة والمرضىوفتيان و نساء الاهازيج الفراتية ؛ الى سجون وقلاع واقبية مشؤمة و ملغومة بالسكاكين و(البلطات) و(الشفرات) والكلاب البوليسة المسعورة المتوحشة ؛ تنهش الجياع والحفاة ؛ باساليب محاكم التفتيش المعاصرة حيث الف( سحل) و(كوي) و(اغراق) باحواض( التيزاب) المذاب ؛ او مجاري الحقد يطفو فوقها عهر الخراب . هكذا يمضي العراقي حياةالبؤس والقحط والظلمة والماء العكر ؛ هكذا يزحف ابن الرافدين نحو السراب ؛ نحو قفر ليس فيه غير اصناف العذاب
انه صبح من القسوة ( طازج)...
وسؤال ظل في اعماقه ليلا يدور ... هل ترى سجان( أبو غريب )... من الابناء أرحم
قد مضى عهد الكلاب.. وشفاه المجندات.. و أجساد العراة
واتى دور الذئاب
فأذا القبوتغطيه الطحالب
وتغذيه ملايين العناكب
وبعوض يشرب السم بأقداح الزواحف
آه لو لم يولد التأريخ بابل ؛ لمضى الحقد الى عنوان آخر.....
آه لو لم ينبع البترول في ارض النخيل ؛ لتوارىالجشع( المهووس) عن ارض العراق
آه لو عاد الى ارض السواد ... من يلبي صرخة الثأر على صهوة أشهب
آه لو هب من القبر ابونا المعتصم ... واتى بغداد في فجرالأنين
لتعالت في ربى الزوراء اسراب الهلاهل تشدو ترحيبا على انغام( هوسات ) الثكالى والارامل .
#خالص_عزمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟