أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تقي الوزان - الله في عون العراق














المزيد.....

الله في عون العراق


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:16
المحور: حقوق الانسان
    


يقول بعض الاخوة من دعاة قائمة "الائتلاف" سواء بكتاباتهم أوتصريحاتهم أن الامريكان ضخموا وهولو من شأن سجن ملجأ الجادرية . وجعلوا منه فضيحة يستندون عليها في محاربة الحكومة العراقية التي تقودها قائمة "الائتلاف" لغرض إسقاطها , ووضع العراقيل أمام قائمة الائتلاف وتشويه سمعتها ونحن على أبواب الانتخابات الثانية .
الكل يعرف الادارات الامريكية المتعاقبة الديمقراطية منها أو الجمهورية , بأنهم يمثلون مصالح أعتى رأسمال عالمي . ويستخدمون كل الوسائل الشريفة وغير الشريفة لتحقيق هذه المصلحة . فلا وجود للاخلاق عندهم . ومثلما يستخدم بعض الاسلاميين " الحيل الشرعية " للالتفاف على تعاليم الاسلام الحنيف , ومن بينها عدم تعذيب الاسير والسجين . يستخدم الامريكان كل الوسائل للالتفاف على الاتفاقيات التي وقعوها مع المؤسسات الدولية مثل " حقوق الانسان" وغيرها .ولذا نجد الاحتجاجات والمظاهرات ترافق إجتماعات ونشاطات الرئيس الامريكي أينما حل وفي أي بلد يذهب اليه . خاصة النشاطات المتعلقة بالعولمة , والتي تهدف لسلب وإقتسام العالم في أغلب جوانبها .

المشكلة ليست بما يقوله الامريكان , بل بالواقعة الفضيحة نفسها . فهل لا يوجد السجن , والسجانين , والمسجونين ؟! وآثار التعذيب , والكلام عن "الدريل" والمنشار الكهربائي , والاهم الادارة السياسية لهذه الممارسة , وذهنية البطش والانتقام .
يقول المسؤولون عن هذه الفضيحة , وتحديداً وزير الداخلية : أن مجموع الذين عذبوا لايتجاوز عددهم سبعة عشر شخص . ويسأل مستغرباً : فعلام هذا الصخب ؟! .. عندما سؤل طارق عزيز عن مصير الستمائة أسير كويتي من قبل لجنة متابعة الاسرى المشكلة من قبل هيئة الامم المتحدة . هز يده وسأل مستغرباً أيضاً : ست ميه شنو ؟! إحنه راحو من عدنه ست الاف وما حجينه . والمثير أكثر للقلق أن السجناء لا تعرف بهم أية جهه قضائية , ولا المسؤولين الكبار في الدولة . بما فيهم رئيس الوزراء الذي أمر بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات القضية , وتخليص ذمته منها . ويقولون أيضاً أن هؤلاء المساجين من المجرمين والقتلة وبقايا النظام المقبور الذين يقومون بأعمال التمرد وقتل الابرياء . وليكن هذا صحيحاً . فعلام لاتعرف الجهات القضائية , ومسؤولي الدولة الكبار ؟ وما ضرورة التعذيب بهذه الوحشية ما دام الوزير يقول أن لديه الادلة الدامغة بأدانتهم . ويضيف قائلاً : أنه أصدر الاوامر ل"ضباطه" كما يسميهم – وليس ضباط وزارة الداخلية – بعدم ضرب أي مواطن . اذاً من الذي فعل هذه الافعال المشينة , والتي لا يفعلها الا السقطة من ذئاب الامن العامة والمخابرات البعثية وفدائي صدام .
في أتعس تبرير لبعض دعاة قائمة "الائتلاف" :أن الذين يشرفون على هذا المعتقل السري هم من ضباط النظام السابق . الذين جاء بهم أياد علاوي , وأعادهم للخدمة . ونحن نعرف أن "التطهيرات" التي قامت بها قائمة " الائتلاف" للوزارات شملت ليس المدراء العامين والموظفين فقط . بل حتى " الجايجية" . فكيف توجد مثل هذه المؤسسة السجنية الكبيرة ولم تعرف بها وزارة الداخلية التي استقتل " المجلس الاعلى" للحصول عليها أثناء تشكيل الوزارة , وتحاصصها ؟!
الامريكان رغم "سفالتهم" فقد إعترفوا وأدانوا التعذيب في سجن "أبو غريب" . وأن السجناء ايضاً من المجرمين والقتلة وأدوات البعث المقبور في سفك دماء أبنائنا . والذي كشف فضيحة التعذيب في أبي غريب هم الامريكان أنفسهم . والامريكان ايضاً من كشف فضيحة التعذيب في الجادرية . الامريكان حاكموا وأصدروا عقوباتهم بحق من إرتكب جرائم التعذيب رغم "سفالتهم" . السيد وزير داخليتنا لايزال يدافع عن " ضباطه " ومنتسبي أدارته في هذه الفضيحة .
أن مرارتنا وخيبتنا لم تأتي من سفالة الامريكان وممارسات وزير داخليتنا وضباطه . فهذه نعرفها جميعاً . بل من أعمدة قائمة "الائتلاف" وخصوصاً من عمل في مجالات" حقوق الانسان " . وما يلفت النظر إن شخصاً مثل الدكتور أكرم الحكيم الذي عمل أغلب سنوات غربته في منظمات حقوق الانسان , وعرف بدفاعه المستميت عن مظلومية الشعب العراقي . وكنا نقرأ مقالاته المسبوكة والمرصوفة بالدفاع عن كل المظلومين . كان هذا أيام البعث المقبور . وحتى في أيام وزارة علاوي , فقد نشر رساله بعث بها الى وزير حقوق الانسان السابق السيد بختيار أمين يطالبه فيها بالاستقالة احتجاجاً على التعذيب " الوحشي" الذي تعرض له سجناء " أبو غريب" . وقال له بالنص : "عار عليك البقاء في الوزارة " . ويذكره بأيام النضال التي جمعتهم سويه بالدفاع عن حقوق الانسان العراقي المظلوم .
بعد الانتخابات الاولى , ومجيئه كأحد أعمدة قائمة "الائتلاف" الى الجمعية الوطنية تغيرت الصورة بالكامل . حتى أسلوبه في الكتابة تغير . وبدل الرصانة والسبك الجيد , كتب مقالة هزيلة في الفترة الاخيرة يوضح فيها ويؤكد وجود صفقة مالية بين رئيس الجمهورية جلال الطلباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري من جهة , والمجرم برزان التكريتي من جهة اخرى . وأن مرض برزان كذبة . وبرزان هو الشخص المسؤول عن أغلب أموال النظام المقبور , ولا يجري صرف هذه الاموال من البنوك السويسريه الا لصاحب المال ذاته .
ما ينبغي قوله أن أبرز الاعمدة"الانسانية " لقائمة "الائتلاف " هو الدكتور أكرم الحكيم . ونترك مسألة عدم ادانته للتعذيب في الجادرية – حتى ولو لذر الرماد في الاعين – لأنها لا تأتي ضمن اهتماماته الان . ولكن لم يسلم منه حتى زميله الذي هو من أبرز الاعمدة في قائمة " الائتلاف" ورئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري , وأتهامه بهذا الشكل. ويقول البعض مبرراً هذا الهجوم : أن الدكتور الحكيم يسعى لان يكون هو المرشح لرئاسة الوزراء إن فازت قائمة "الائتلاف" في الانتخابات القادمة .
اذا كان الاداء بين أعمدة "الائتلاف" بهذا الشكل ؟! فما بالك بالاخرين ؟! ويصبح مفهوماً سلوكيات مليشيات أحزابها التي رفضت أن تحل نفسها . الله في عون العراق والعراقيين أن فازت هذه القائمة مرةً أخرى بالنسبة " الساحقة " .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري
- لايوجد غير الأدعاء
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تقي الوزان - الله في عون العراق