أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - مرشّح غير شكل!














المزيد.....

مرشّح غير شكل!


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 14:46
المحور: كتابات ساخرة
    


لي صديق ميسور الحال رشّح نفسه إلى عضوية مجلس الشعب كمستقلّ. وقد زارني مؤخراً لتقديم المشورة له في طريقة تقديم نفسه للجمهور، سائلاً: « برأيك ما هي أفضل العبارات التي يمكن أن تتضمّنها دعايتي الانتخابية؟» أجبته بعد تفكير: بدايةً أنت تعلم بأننا كحزب وكجبهة تجاهلنا هذا الاستحقاق، لأنه لن يقدّم شيئاً مفيداً للشعب السوري؛ فهو كسابقاته من المجالس، نسخة كربونية عمّا قبله، بل أسوأ هذه المرة لاعتبارات ليست خافية على أحد.. ولا تنسى أن القرار الدولي رقم (2254) يتضمن إجراء انتخابات نيابية ورئاسية في نهاية خارطة الطريق المعتمدة، بعد استكمال المنظومة التشريعية من دستور وقانون انتخاب وخلافه.. وكنا نتمنى على السلطة كبادرة حسن نية وتعبيراً عن رغبتها بالحلّ السياسي، أن تمدد للمجلس الحالي استناداً للمادة (56) من الدستور كوننا في حالة حرب. ناهيك عن النفقات المهولة التي ستتكبّدها الحكومة من جرّاء هذه الانتخابات، في الوقت الذي يئنّ فيه غالبية السوريين من الفقر المدقع.
على كلٍّ، طالما أنك تريد أن تجرّب حظّك، بالرغم من أنني لست متفائلاً بتحقيق طموحك إلا إذا دعمتك إحدى الجهات النافذة، فإنني أنصحك من خلال خبرتي بألا تستخدم صيغة فعل الأمر (انتخبوا) في حضّ المقترعين على انتخابك.
سألني وقد ارتسمت على وجهه قسمات الحيرة: «وماذا أستخدم إذن؟ لقد اعتدنا على استخدام هذا الفعل منذ عقود!»
أجبته: هاها، هون حطّنا الجمّال.. يا عزيزي، المواطن لا تحفّزه هذه الصيغة إن لم أقل إنها تستفزّه. فهي تذكّره بالقمع والاستبداد. لذلك يجب عليك اجتراح عبارات وشعارات تلفت الانتباه إلى تميّزها وتفرّدها برومانسيتها.. يمكنك القول مثلاً:
«حبّذا لو انتخبتموني»
«الرجاء الاقتراع لي»
«بكل المودّة والامتنان أطلب إليكم انتخابي»
«أعتقد أنكم لن تندموا فيما لو صوّتّم لي»
«سعادتي لا حدود لها إذا ما فاجأتموني بالفوز» وهكذا..
وإيّاك ثم إيّاك استخدام العبارات والشعارات التقليدية المبتذلة، فالمواطن بات يأنف منها.. كما إنه يفضّل عدم ارتداء اللباس الرسمي في الصور التي سوف تلصقها على الجدران، ويستحسن أن تتعمّد اللباس الشعبي مع الإصرار على أن يكون عمر لحيتك يومين ثلاثة.. لتبدو وكأنك من عامّة الشعب. وسوف أقترح عليك بعض الشعارات والتي يمكن أن أزيدها بعد حين. وصفنتُ هنيهة تذكّرتُ خلالها مقطعاً للكاتب التركي الساخر عزيز نيسين في إحدى قصصه يقول فيها: «إذا عضّ الكلبُ الإنسانَ، فإن مثل هذا الخبر لن يثير أحداً. لكن إذا عضّ الإنسانُ الكلبَ، فإن ذلك سيكون سبقاً صحفياً». ووجدته صالحاً لهذه المناسبة فقلت له:
مبدئياً يمكنك الاستفادة مما تجود به قريحتي في هذا اللقاء؛ مثلاً بمقدورك كتابة العبارات التالية على اللافتات:
«لن أغفو مهما داعبتني أنامل النعاس في أيّة جلسة من جلسات مجلس الشعب»
«لن أصفّق أبداً، ولن أرفع يدي بالموافقة حتى لو كنت صاحب الاقتراح»
«سوف أضعكم بكل التوجيهات التي تأتيني من (فوق) للتصويت على القوانين»
«في حال عدم درايتي بمناقشة التشريعات التي تحيلها الحكومة إلى مجلس الشعب، أعدكم بأنني لن أهرف بما لا أعرف»
«نعم لمعاقبة ت^•ج1فاسدين من خلال إلقائهم في حاويات الزبالة لساعات، أو على الأقلّ شدّ آذانهم في الساحات العامة لدقائق»
«السيارة التي سوف أستلمها في حال فوزي، سوف أشغّلها كسرفيس مجاني ما بين أحياء المدينة»
«الشقة التي ستخصّص لي في مبنى سكن أعضاء المجلس، سوف أعيرها بالقرعة لإحدى العائلات المهجّرة»
«نعم لعناق المحبّين في الحدائق العامة» وهكذا..
صحيح أن خطابك هذا لن يقودك إلى النجاح، لكنك سوف تربح اهتمام الكثير من الناس الذين يتوقون إلى الخطابات الجديدة الصادمة إيجابياً، والتي لم يسبق أن تطرّق إليها غيرك من المرشّحين.
ابتسم صديقي المرشح لتهكّمي وأثنى عليه. إلا أنه سرعان ما اعتكر كبائسٍ مفلسٍ في القمار، وسألني بنبرة لا تنتظر جواباً كما لو كان يسأل نفسه: «برأيك هذا المجلس سيعمّر أكثر من سنة؟ لا أعتقد. ثم إني بالفعل غير مدعوم من أيّة جهة. وبالتالي فإن فرصتي بالفوز تقترب من الصفر ما لم تكن بانتظاري معجزة. لذلك لن أزعج نفسي وأتكبّد تكاليف باهظة من أجل حفنة من الأشهر.. فلننتظر إذن انتخابات نهاية خارطة الطريق!».



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرّاحل الذي نَفَدَ بِجِلْدِه!
- سْتوووبْ.. أوقِفوا التصوير!
- الشَّبح
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- المِظَلّة
- طلب استقالة
- هل يمكن القضاء على الإرهاب بمعزل عن الحلّ السياسي؟
- حوارات نقابية
- -داعش- والحب
- ماذا حصدنا من الفيتو المزدوج؟
- الصحافة السورية وملفات الفساد
- هل العلمانية دواء للصراع الطائفي؟
- يحدثُ في سورية
- في الباص
- عذراً.. لن أترشّح!
- فوق الموتة.. عصّة قبر!
- وصيّة
- الصورة
- المرآة
- السردين


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - مرشّح غير شكل!