بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 14:11
المحور:
الادب والفن
97 ــــــ قصّة الذراع المباركة.قصّة رمزيّة / ايحائيّة / إسقاطيّه / إدهاشيه . الجمهور يوافق الهرم على تدجينه إمّا جهلاً او خوفاً او انتفاعا. والطفل مسعود يصاب بخلل جينيّ مما ادّى إلى تورم فوق العادة في ذراعه. الطبيب يقول للوالدين : (( الطفل مصاب " بداء الفيل " وأنّ هذا الداء لا دواء له )) . الشيخ سليمان يقول إلى ليلى ام الطفل (( سيكون لهذا الطفل شأن كبير فانتبهي إليه. وإيّاك إيّاك أن تهمليه )) . والاب ابراهيم يرفض راي الطبيب. ويتبنّى نبوءة الشيخ سليمان القائلة : رأيت ملكاً يرتدي حُلّة من الذهب والاب ابراهيم يرفض راي الطبيب. ويتبنّى نبوءة الشيخ سليمان القائلة (( رأيت ملكاً يرتدي حُلّة من الذهب. وكان جالساً على عرشٍ من نور. ومن حوله سبعة من العماليق وامامه قوم بيض سُمْرٍ صُفْرٍ سود وجميعهم عند قدميه راكعون وينظرون بخشوع إلى عرشه المضيء )) . الملك يدجّن البشر والطيور . ويسيطر على المؤسسات الثلاث الدينيّة والحربيّة والسياسيّة. ويركع رؤساء المؤسسات التقريريّة والاجرائيّة والقضائيّة والشعب عند قدميه وينظرون بخشوع إلى تاجه المضيء . (( واكتشفت ليلى الام أنّ الطريق الناجح لإسكات مسعود وإسعاده هي تحريك ذراعه وضرب من حوله. وافراطهم في إظهار السعادة من شدّة الألم )). هكذا فعل مسعود وضرب من حوله الاقارب والجيران والتلاميذ والطلبة في الشارع والروضة والمدرسة . وهكذا أظهر الكلّ الافراط في السعادة من شدّة الالم . وفي الروضة الطفلة التلميذة جلنار الرشيقة والشبيهة بالوردة الحمراء لم تلتزم بمعادلة التوليف بين شدّة الالم وإظهار السعادة ، مما جعلها من خلال ضربات ثلاث بذراع مسعود تقع على الارض مضرّجة بالدماء. (( وراحت الام تكيل التهديدات للمدير والمربيّة والتلاميذ بعد ان اتهموا جميعاً بالتآمر على طفلها المسالم الحسّاس. وطالبت برمي جلنار المضرجة بالدماء على اقرب كومة قُمامة ... وإلاّ)) يعدمون جميعاً . ورغم الاستبداد ، والخصخصة ، والفساد ، والتجويع وجنون البشر والاسعار فالشعب يقيم كرنفالات سنويّة احتفالاً بيوم ميلاد ... ملكهم ... الجالس على عرشه المضيء!.
.
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟