بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 01:27
المحور:
الادب والفن
93 ــــــ قصّة المُقنّع . في كتاب المقنّع " مجموعة قصصيّة " فائزة الداوود . نرى تعدّد الاقنعة والوجوه والمواقف في قضيّة واحدة. نتيجة تعدد الآباء الديكتاتوريين " الاب الجيني والديني والمجتمعي والسياسي " وتفضيل لعبة المصالح على لعبة المبادئ واعتماد الشخصيّات الذرائعيّة والتبريريّة والتقريريّة . وفيوض من المشعوذات والخرافات والحكايات السعيدة والعرّاب المخضرم ، واللوحة الاخيرة، وحاصد الخطيئة. ويتحوّل علمانيّون ووطنيّون ويساريّون وقومجيّون وثورجيّون إلى متصوفين وواعظين وهادين وشيوخ وائمة معابد ودراويش نتيجة انتشار الاستبداد والفساد والخصخصة. وغياب المراقبة والمساءلة والمحاسبة وحقوق المواطنة والمجتمع المدني / الديمقراطي / العَلماني . وفي قصّة المقنّع : بطل القصّة السلبي هو " نبيل " النبيل في اسمه والبعيد كلّ البعد عن النبالة في وسائله وغاياته .ونجد في جغرافيّات عديدة نُخباً أهليّة ورسميّة تُعيد إنتاج قيمها وتراثها وسلطتها. ولا يفكّر الخلف أن يبدأ من حيث انتهى إليه السلف ، بل يستنسخ الخلف ما انتجه السّلف . وتبعاً لذلك يصبح الحاضر صدىً للماضي ومرتهناً له مما يفسح المجال امام ظهور تعدد الاقنعة التي تستخدم الميكافيليّة وصولاً إلى غاياتها ، ومنها القناع الديني الترغيبي والترهيبي والقناع العلماني / الوطني الشكلي والقناع القومي الرومانسي والقَنَاع اليساري الانشائي .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟