السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات

أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
يبدوا كان حلمآ مؤجلآ لدى السعوديه, الا وهو حلم الوصول الى أعالي مياه الفرات العذبه , وهو حلم طالما تسترت عليه لأسباب خاصه بها, ولأسباب موضوعيه تتعلق بدولتي العراق وسوريا, ولكن تقديرات السلطات السعوديه سمحت لها في الوقت الحاضر عن أظهار مخططاتها المؤجله للعلن وبدون حياء ولا وجل, طبعآ بمساعدة ومباركة صديقة المملكه أسرائيل , وهذا ليس من عندياتنا ولكن هو ما كشفته وسائل أعلام متعدده من زيارات سريه قام بها مسؤولين اسرائليين الى المملكه العربيه السعوديه وهذا ما لم تكذبه وسائل أعلام المملكه , كما أن ما يؤكد ذلك هو تصريح العاهل البحريني الذي صرح بأن العلاقات مع أسرائيل هي مسألة وقت لا غير, وأكيد أن مسؤولي دوله صغيره كالبحرين لا تجرأ بالبوح عن هذه العلاقه الا بمباركه ورضى الأخ الأكبر كما هم يرددون, المملكه العربيه السعوديه.
هذا المخطط هناك ما يسنده عبر جمله من النزاعات لدى المملكه مع جميع جيرانها بسبب شهوة السلطات السعودية بالأستحواذ على مزيد من الأراضي وضمها الى أمبراطوريتهم المزعومه, فمثلآ تاريخ نزاعاتها مع اليمن قديمه, ومرت العلاقات السعوديه اليمنيه بمد وجزر, وهي كما يعلم القارئ بأن المملكه أستولت على عدة مناطق يمنيه مثل منطقة نجران وعسير وجيزان مستغله ضعف اليمن في زمن حكم الأئمه , كما تتطلع اليوم وفي ظل حالة الفوضى التي سببتها مليشيا ت القاعده وداعش وما تعانيه اليمن من ضعف مالي وسياسي الى محاولة فرض نفوذها على شمال اليمن الغني بالمعادن النفيسه كالذهب بالأضافه الى النفط الموجود في منطقة صعده, كما أن السعوديه لا تخفي طموحاتها بضم منطقة حضرموت اليمنيه في محاوله منها للحصول على منفذ بحري على بحر العرب, وهذا ما كشفته وثائق (ويكليكس), كما لا تتوقف طموحات المملكه عند هذا الحد وأنما مشاكلها الحدوديه مع عمان غير خافيه وكذلك مع الأمارات العربيه المتحده , وما الخلافات الحدوديه مع قطر هو ما يوصم طبيعة العلاقات المتوتره معها دومآ , كما لا يستثنى من ذلك مملكة البحرين التي أقتطع منها منطقة الحساء والقطيف , وأما الكويت فليس خافي على أحد التنازع الحدودي مع المملكه على المنطقه المحايده . أما العراق فقد أنفتحت شهيتها عليه في الوقت الحاضر بعد صبر طويل لم تتجرأ أن تبوح به بالسابق لأسباب عديده ومنها أن العراق يختلف عن دول الخليج الأخرى وهو دوله كبيره وشعب ليس بالسهل أبتلاعه, ولكن وما يمر به العراق من ضعف نتيجة الأحتلال والتصارع على السلطه بالأضافه الى ما سببه السياسين الكرد من مشاكل للمركز , وهي مشاكل السعوديه ليس ببعيده عنها لتحقيق حاله من الوهن العام الذي يحقق لحظة التقسيم لهذا لبلد , وهي الحظه التي تنتظرها السعوديه ببالغ الصبر لتحقيق هدفها المنشود بالوصول الى مياه الفرات التي تربوا اليه عين البدوي الذي طالما يحلم بسيحة مياه يروي بها عطشه . طبعآ السعوديه تعتقد هناك بعض المقومات التي تحقق هدفها وتستديمه , الا وهو حجة الأمتداد الجغرافي , حيث الصحراء الغربيه العراقيه هي أمتداد لصحراء الجزيره , بالأضافه أن أغلب عشائر المنطقه الغربيه هي عشائر نزحت أصلآ من جهة الجزيره , وهي لا تزال تحمل نفس الأسم مثل شمر وعنزه وغيرها من العشائر ذات الأصل السعودي , حيث أن حكام ال سعود أشترت بالمال ولائات البعض منهم وهم من يشكلوا قاعدتها على ضفاف الفرات كما يحلمون , كل هذا يفسر لنا الأسباب التي دعت المملكه العربيه السعوديه على أشعال الفتنه الطائفيه في العراق لتحقق حاله من العزل المناطقي الذي يقود الى الأنفصال , وما مطالبة البعض من سياسيي المنطقه الغربيه وعلى رأسهم رافع العيساوي في الرمادي والأخوين أسامه واثيل النجيفي في نينوى الا حلقه في هذا الأتجاه التآمري, وهم من المعروف قد بنوا أمبراطوريتهم الماليه بسبب خيانتهم مقابل مئات ملايين الدولارات المقدمه من المملكه وأخواتها من دول الخليج.
أن التورط السعودي في سوريا والعراق وطموحه بالوصول الى مياه الفرات الغذبه , بالأضافه الى أنغماسه في المستنقع اليمني أملآ بالوصول الى مياه البحر العربي , يذكرنا بالتورط السوفيتي بسبعينيات القرن الماضي وحلمه بالوصول الى المياه الدافئه للمحيط الهندي , والنتيجه كانت تقسيم الأتحاد السوفيتي الى دويلات متعدده وأصبح في خبر كان , ويبدوا أن المملكه تسير الى نفس النهايه المحتومه , وهم لا يعلمون أن ال سعود سوف يساهموا بتحقيق حلم دول كبرى تسعى الى تقسيم المملكه العربيه السعوديه , وهكذا دائمآ يقدم الأغبياء بلدانهم على طبق من ذهب للطامعين والمستعمرين .
أياد الزهيري

#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات