المرأة ما بين الماضي والحاضر

أحمد صبحي النبعوني

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 23:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

المرأة مابين الماضي والحاضر
المرأة العربية قبل الإسلام كانت تتمتع بكثير من الحقوق التي يدعي المسلمون أن الإسلام وهبها إياها. ونحن إن تأملنا هذه الحقوق ، لوجدنا أن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة ليست إلا امتدادا وإقرارا للحقوق التي حازتها نساء ما قبل الإسلام. جاء الإسلام وقنون هذه الحقوق في قوالب جمدها للأبد بالقرآن والسنة ومنعها من التطور باختلاف الزمن والبيئة.
ولأخذ صورة عن حياة المرأة في حياة عرب ما قبل الإسلام نورد بعض الأمثلة التي تعطي بعض الصورة عن الحقوق التي حققتها المرأة العربية في حياة ما يسمى بالجاهلية.
عند العرب قبل الأسلام المؤنث من الآلهة ، مثل اللات والعزى ومناة وتشير كتب السيرة إلى وجود الكاهنات اللاتي كن يخدمن هذه الآلهة المؤنثة ومن الأمثلة التي يتغاضى عنها المسلمون أن أروى بنت حرب بن أمية زوجة أبي لهب المشهورة وأخت أبي سفيان كانت تخدم العزى إلهة النار ، عن طريق جمع الحطب لإشعالها في معبدها ، وقد لقبها القرآن باسم "حمالة الحطب" ويبدو أنها كانت كاهنة لهذه الآلهة.
من ناحية عامة نجد لمحات في الشعر العربي الجاهلي لكثير من الأمثلة عن صدارة المرأة في الحياة الإجتماعية للعرب ولعل أشهر مثل على ذلك سبب معلقة عمرو بن كلثوم والتي تلمح في أبياتها مجالس للنسوة وتأثيرهن الكبير على الحياة الإجتماعية. كما أن طريقة نظم المعلقات وجعل أول أبيات فيها مخصصة لذكر الحبيبة وأطلالها تسطع إذا ما قورنت بإختفاء المرأة من الأدبيات الإسلامية. وطبعا هنا أعني الأدبيات الدينية الإسلامية وليس ما يسمى بالشعر الإسلامي لأن حكم الإسلام على الشعر بشكل عام معروف وفي اعتقادي أن الشعر الإسلامي في المرأة كان خروجا وتمردا على الإسلام.
مثال آخر نذكره هو خديجة بنت خويلد... تذكر جميع مصادر السيرة الإسلامية المكانة العالية التي تمتعت بها خديجة بنت خويلد في حياة "الجاهلية" القرشية. نجد أنها كانت تملك ثروة ورثتها عن أبيها وربما من أزواج سابقين كما أنها كانت نشطة بأمور التجارة وكانت بدرجة من "التحرر" جعلتها ترسل لمحمد من تقترح عليه زواجها منه ، ثم عدم تجرؤ محمد على الزواج من نساء أخر في حياتها.
ومما سبق نجد إن دور المرأة في المجتمع ومنذ القدم ليس بالقدر القليل ..وأن عوامل زيادة هذا الدور او نقصه يعود لعوامل عدة عبر مراحل التاريخ ...العامل الاقتصادي والعسكري والديني وعوامل اخرى تتدخل مرة لصالح المرأة ومرة اخرى ضدها ....وفي يومنا هذا يطرح موضوع أو مفهوم التنمية الشاملة للدلالة على العملية المتكاملة التي تهدف للارتقاء بالعنصر البشري دون تمييز بين فئاته لذا كان التوجه الحديث للاستفادة من جميع الموارد البشرية في المجتمع لأن عملية التنمية تحتاج إلى تسخير كل الطاقات المادية والبشرية وبما أن المرأة تمثل نصف الموارد البشرية، التي يعتمد عليها في تنفيذ برامج التنميةالاقتصادية والاجتماعية فإن الحاجة تتزايد لإشراك المرأةفي خطط التنمية خاصة في الدول النامية.
ومن هنا تنبع أهمية تعليم الفتيات. فقد أظهرت استطلاعات أُجريت حول عائلات في البلدان النامية أن النساء اللواتي يملكن تعليمًا أكثر يصبح لديهن عائلات أصغر، وأكثر صحة، وأفضل تعليمًا. أما الروابط فهي واضحة: فمن المرجح أن النساء المتعلمات يعتنين بصحتهن أكثر، ويرغبن بعدد أقل من الأطفال، ويؤمّنّ تعليمًا جيدًا لهم، الأمر الذي يجعل بدوره، من الأكثر احتمالاً أن يبقى أطفالهن على قيد الحياة وأن ينموا ليبلغوا سن الرشد.
أظهرت الأبحاث التي قام بها البنك الدولي ومنظمات أخرى أن تعزيز تعليم الفتيات يرفع من أجور النساء ويقود إلى نمو اقتصادي أسرع من تعليم الفتيان فقط. وعلاوة على ذلك، عندما تكسب النساء مالاً أكثر، يصبح من الأكثر احتمالاً أن يستثمرن في أبنائهن وعائلاتهن، ويعززن بذلك ثروة الأسرة ورفاهيتها. تشمل الفوائد الأخرى لتعليم المرأة التي كشفت عنها الدراسات بأنها ساهمت في انخفاض مستويات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، والتعرض للعنف المنزلي، والممارسات المؤذية لتي تمارس ضد المرأة، مثل ختان الإناث وإحراق الزوجات.
مما سبق نؤكد على أهمية تعليم المرأة أذا أردنا أن نستثمر نصف المجتمع فعلا وهو بمثابة رخصة قيادة للمرأة لقيادة حياتها بشكل أفضل على كافةمسارات الحياة في المجتمع ....وعلى العكس تماما لن تستطيع المرأة أن تتحرر بعقلها وشخصيتها وتكسر قيودها دون العلم ...
ومن باب الفكاهة نذكر الحكمةالتالية عن المرأة :
الشيطان يكفيه عشر ساعات ليخدع رجلاً والمرأة يكفيها ساعة واحدة لتخدع عشرة شياطين.
أحمد النبعوني
5/3/2016

#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات