احمد جميل برهان
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 14:37
المحور:
كتابات ساخرة
الاغلبية العظمى من الشعب العراقي يؤمن بــ " نظرية المؤامرة " أشد الايمان , وكُل ما يحدث بالعراق على الصعيد الخارجي والداخلي بالخصوص , يُعلل على أنه " مؤامرة " مُحاكة من قبل الغرب بصورة عامة ودول الجوار بصورة خاصة .
والعجيب أن الشعب يذهب لصناديق الاقتراع " ويتأمر " على وطنه على حساب الحزب او العشيرة او الطائفة , وينتخب من يُعيث بالعراق فساداً , وعند حدوث أي خلل في المنظومة الحكومية او السيادة يقول : " أنها مؤامرة مُحاكة ضد العراق " , آه ؟ يا سبحان الله .
والاعجب من ذلك أن الشعب نفسه ينقسم الى قسمين , ألاول يميل ويُمجد بالدولة المُحيطة بالعراق من الغرب , والقسم الاخر يُمجد بالدول المُحيطة بالعراق من جهة الشرق , وكلاهما لديهما قاسم مشترك على الرغم من الاختلافات الكثيرة , كلاهما يفرحان عندما تتدخل الدولة التي يميل اليها في الشؤون الداخلية للبلد .!
ومن المؤكد أن تدخل أية دولة في شؤون دولة أخرى تُريد الصلاح لنفسها والخراب للدولة " المتأمر عليها " كما يُزعم , كذلك الامر ينطبق على السياسيين الذين يُقدمون العراق على طبق من ذهب لمختلف الدول وبمختلف الوسائل ثم يصرحون عبر وسائل الاعلام بأن العراق متأمر عليه ! .
اما القلة القليلة التي تشعر بالمسؤولية أتجاه هذا البلد من المؤكد أنهم لا يؤمنون بهذه النظرية التي أصبحت شماعة لكل ما يحدث بسبب الشعب نفسه .
متى يعي أبناء وطني بأنهم هم المتأمرون على وطنهم أكثر من غيرهم , لأن من يأتي بهذه الوجوه العفنة لحكم العراق فهو من أكبر وانذل وارذل وأرخص المتأمرين .
هل من الممكن أن الفرد العراقي يمتلك جينات فريدة من نوعها تُسمى " جينات نظرية المؤامرة " , يتوارثها من والديه الذين توارثاها بدورهم من أباءهم ...!؟
#احمد_جميل_برهان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟