|
الطرطور ........و القائد الضرورة
يعقوب يوسف
كاتب مستقل
(Yaqoob Yuosuf)
الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 22:44
المحور:
كتابات ساخرة
هل تقدر ان تكون طرطورا في نظام شمولي لتحافظ على موقعك وتسلم من العواصف السياسية ؟ قبل البدء ارجو ان أكون قد كتبت هذه الاسطر بقدر مناسب من الحيادية. في منتصف التسعينات من القرن الماضي انتشرت في العراق (نكته) جميلة عن السيد عزة الدوري الذي كان يتولى نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس القيادة القطرية للحزب ونائب القائد العام للقوات المسلحة وربما مناصب حساسة أخرى. النكتة كما اتذكرها: تنبأ احد المنجمين لصدام حسين ان شخصا يبدأ اسمه بحرف (ط) سيقتله، فامر صدام حسين باستدعاء كل شخص يبدأ اسمه بحرف الطاء ليجس نبضهم وليتأكد من درجة حبهم له. بدأ بطه الجزراوي القيادي الكبير في النظام واحدى سلطاته مسؤول فرع الموصل في قيادة الحزب وقال له طه انت تعرف كم انا احبك وكم احب اهل الموصل، فقاطعه الجزراوي، سيدي هل يوجد شيء لاسمح الله، سيدي انت الخير والبركة انت القائد الضرورة كلنا نحبك وكلنا مشاريع استشهاد فداءا لك، فأجابه صدام فقط اردت ان اطمئن. ثم استدعى طه محي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية ممثل الاكراد وقال له صدام ياطه انت تعرف كم انا احبك وكم احب الاكراد وانا من اعطاهم الحكم الذاتي، فقاطعه طه محي الدين، سيدي ما السبب سيدي انت الخير والبركة و انت القائد الضرورة كلنا نحبك وكلنا مشاريع استشهاد فداءا لك، فأجابه صدام فقط اردت ان اطمئن. ثم استدعى طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وقال له صدام انت تعرف يا طارق كم انا احبك وكم احب المسيحيين، فقاطعه طارق بنفس الديباجة المعروفة أيضا، سيدي ما السبب سيدي انت الخير والبركة و انت القائد الضرورة كلنا نحبك وكلنا مشاريع استشهاد فداءا لك، فأجابه صدام فقط اردت ان اطمئن. ثم انتشرت في القيادة ان صدام يسأل عن شخص يبدأ اسمه بحرف الطاء...طبعا لتكريمه، واذا بعزة الدوري يقف امامه. وقال له سيدي سمعت انك تبحث عن شخص يبدأ اسمه بحرف الطاء فرد صدام وما علاقتك انت بالموضوع فقال له عزة سيدي انا (دبل) طاء فانبهر صدام، وماذا تعني فأجابه عزة، سيدي انت دائما تناديني .........طرطور! انتهت النكته. عندما نريد ان نفهم حقيقة هذا الرجل يجب ان نفرق ما بين موقعه في السلطة ودوره في النظام، فدوره في النظام لم يكن مجرد عضو او رقم في القيادة، فعلى سبيل المثال تولى مناصب عديدة مهمة منها وزارة الداخلية وهو منصب ليس عادي في ظل نظام شمولي معروف، كما تولى قيادة عمليات عسكرية في المناطق الكردية. الا ان موقعه في السلطة كظل لصدام حسين كان شيء اخر معكوس تماما لعبه هذا الرجل بذكاء متميز يندر ان يكون له مثيل في مثل هذه الأنظمة الدموية التي لا ترحم حتى نفسها. اذن لقد فاز باللعبة مع صدام، بل وينطبق عليه بقوة المثل الشهير: (رحم الله امرء عرف قدر نفسه) بل ان من يدرس نظام صدام يفهم ان هذا المثل لا ينطبق الاعلى عزة الدوري لوحده وفي النظام كله بمن فيهم صدام نفسه. لقد ساير هذا الرجل النظام منذ البدء وبقي في الظل ينفذ ما مطلوب منه بدقة دون انحراف ومن ناحية اخرى كان يشغل نفسه في اموره الخاصة، فقيل انه كان مزواج، تزوج خمس نساء وله 11 ولد و13 بنت، امتلك المزارع وشغل نفسه في الأمور الدينية الصوفية واعتقد انه كان يتعمدها ليبعد الشبهات عنه. واعتقد ايضا ان علاقاته مع المجموعات الصوفية ساهمت في اختفائه بعد سقوط النظام على يد الامريكان عام 2003 (في البداية على الأقل). كما قيل عنه انه بخيل وربما حتى هذه ساعدته في الابتعاد عن الأنظار، اذ ان الكرماء غالبا ما كان ينظر على انهم يبحثون عن مكاسب خاصة. وهذه كلها كان لها حساباتها في نظام صدام حسين. ببساطة عزة الدوري كان يعرف نفسه جيدا (وهو الفاشل اكثر من مرة في امتحانات الثانوية والذي نزل للعمل في الشارع كبائع ثلج (مع احترامي للرجل الشريف الذي يعمل وفي أي مهنة). وكذلك يعرف من هو صدام حسين جيدا. ويعرف ايضا لماذا اختاره لهذا المنصب الرفيع الذي كان حلم كل المحيطين بهم. المعروف عن عزة الدوري منذ منتصف السبعينات انه يعاني مرض اللوكيميا ويحتاج الى تبديل الدم كل ستته اشهر ومع هذا صمد هذا الرجل امام مطارديه ومن هم أمريكا وحلفائها و ايران وحلفائها والنظام كله ولم يستطع احد منهم القاء القبض عليه رغم وجود مكافئه قدرها عشرة ملايين دولار لمن يبلغ عنه او يقتله. وكل هذا وهو مريض وأجريت له عمليات كبرى في المخ في فينا عاصمة النمسا وفي بغداد. فقد قيل الكثير عن العمليات البطولية لملاحقته. قيل ان طبيبه الخاص القي القبض عليه وقيل ان سيارته الخاصة والتي تحتوي على الأجهزة الطبيه قد دمرت وانه سيموت حتما وسمعنا الكثير من الاخبار عن معارك دارت للقبض عليه وثبت كذبها، وأخيرا ادعت احدى الميليشيات انها تمكنت من قتله في جبال حمرين وطالبت بالمكافئة، ثم ثبت كذبها أيضا، ولا يستبعد ان يكون بريئا شبيها بالدوري قد قتل من اجل الفدية طبعا. وجميع الاصحاء المطلوبين قبض عليهم او قتلوا بمن فيهم صدام حسين.... وبن لادن. اذن هل هو جيمس بوند ام فاندام ام بروسلي ام شبح.... ام من يكون؟ وماذا لو قدر له ان يستلم السلطة ثانية ففي تقديري لن يكون اقل من .... القائد الضرورة؟ وايضا الا تعتقد عزيزي القاريء انه فعلا الرجل الذي عرف قدر نفسه وان كلمة طرطور لم تكن اكثر من نكته. ام لك راي اخر.
#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)
Yaqoob_Yuosuf#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أدركت شهرزاد الصباح
-
المشاعر الإسلامية والصليبو فوبيا
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|