كلمة في المهرجان الفني بمناسبة اعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني
طلعت الصفدي
2016 / 2 / 29 - 19:35
كلمة طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي في الذكرى 34 لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني في الحفل الفني لمنظمة المهنيين وقدامى الحزب في محافظة غزة
باسم الوطن الذي ننتمي إليه جميعا، باسم الأرض التي نتجذر فيها وتتجذر فينا ، باسم الشعب المعلم والقائد الأول، باسم حزب الشعب الفلسطيني نرحب بكم في هذا الحفل الفني على شرف الذكرى الرابعة والثلاثين لإعادة تأسيس حزبنا. هذا الحزب الذي أدرك منذ عشرينيات القرن الماضي حجم المؤامرة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، والقوى التآمرية الثلاثة التي خلقت القضية الفلسطينية، بريطانيا والحركة الصهيونية والرجعية العربية، ولا زالت المؤامرة مستمرة بدعم وإسناد الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي . هذا الحزب الذي خاض رفاقه نضالا سياسيا وعسكريا ونقابيا وتعبويا وتنويريا، تعرضوا للملاحقة والاعتقال والنفي والتعذيب في سجون الاحتلال والرجعية العربية. إن المعتقلات والزنازين شاهدة على حجم الإرهاب الذي تعرض له المناضلون والوطنيون والديمقراطيون والتقدميون والشيوعيون، ومع ذلك بقى حزبنا متمسكا بأهداف شعبه في الحرية والاستقلال والعودة، متسلحا بالفكر الثوري الماركسي وبقوانين الثورة والتمرد على الواقع ومن أجل تغييره. حزبنا هو حزب التحرر الوطني والنضال الاجتماعي والديمقراطي، حزب الدفاع عن الطبقات والفئات الشعبية الفقيرة وفي مقدمتهم العمال والفلاحين والمرأة والشبيبة والمثقفين التقدميين والثوريين، حزب التحرر القومي والطبقي، حزب اشتراكي يدافع عن قيم الاشتراكية، وقيم الحضارة الإنسانية، حزب علماني تنويري، يرفض كل أشكال الاحتلال والتمييز العنصري والتطرف القومي والديني، يناضل من أجل ضمان الحقوق الاجتماعية والديمقراطية كمدخل لضمان الحقوق الوطنية. ينتمي هذا الحزب إلى قوى اليسار الشيوعي الاشتراكي والى الحركة العمالية المعادية للامبريالية والاستعمار والاحتلال والتمييز العنصري.
يتابع شعبنا الفلسطيني بلهفة الحوارات التي تجري في دولة قطر، يحدوهم الأمل للتوصل إلى طريق لتنفيذ بنود الاتفاقات السابقة من أجل إنهاء الانقسام المدمر لقضيتنا الوطنية، على الرغم من عدم الثقة بنجاحه بسبب مجموعات المصالح التي تكرشت ولا يهمها سوى مصالحها الأنانية التي وجدت دعما من بعض الدول كتركيا وقطر التي شرعنت الانقسام، وروجت له، لقد شكل الانقسام خنجرا مسموما في ظهر التجربة الديمقراطية الفلسطينية ،وادخل شعبنا في ويلات الصراع الداخلي، وتأثيراته السلبية على مجمل النضال الفلسطيني ،وأعاق توحيد الجهود من أجل مقاومة الاحتلال والتصدي لمحاولاته المستميتة في استيلائه على ألأرض الفلسطينية، وملاحقة الشباب الفلسطيني لدفعه إما للانتحار أو التطرف أو الهجرة، وما الواقع المأساوي وتنامي مؤشرات الفقر والبطالة والاستغلال الفاحش والاحتكار، وتزايد التفاوت والهوة الطبقية والاجتماعية بين فئات الشعب، وتدني الخدمات الصحية والتعليم ومشكلة الكهرباء والغاز والمياه، وارتفاع منسوب الطلاق، وتغول الأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع إلا نتاج الانقسام وغياب المسئولية الوطنية. غزة الآن تعيش النكبة والكارثة بسبب هذا الانقسام وتأثيراته الكارثية على المشروع الوطني، ومحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس، وتركه وحيدا ومعزولا بواسطة الحصار الخانق، والتحكم في مصيره، ودفعه ليتلمس الإعانات والكوبونات وتحويله إلى متسول بعد أن كان قطاع غزة معقلا للحركة الوطنية الفلسطينية وقائدا جماهيريا للانتفاضات الشعبية ضد الاحتلال. إن المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام هو توفر الإرادة السياسية عند سياسيي طرفي الانقسام، والعمل على توحيد طاقات الشعب الفلسطيني، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل وتعزيز دورها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتطبيق مجمل اتفاقات المصالحة، ووضع إستراتيجية وطنية سياسية وكفاحية موحدة للتصدي لمخططات الاحتلال، والتحضير للانتخابات باعتبارها مدخلا لإنهاء الإشكالات الداخلية، وتعميق وتوسيع النضال الوطني عبر انتفاضة شعبية شاملة لإنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين، خصوصا بعد تردي الواقع العربي والإقليمي، وتصاعد أزماته وصراعاته الداخلية، وخوضه حروبا بالوكالة ضد شعوبه، خدمة لمصالح الغرب الاستعماري، للحفاظ على عروشها وأنظمتها الحاكمة، كلها ساهمت في تراجع الاهتمام بالقضية الوطنية الفلسطينية. إن على منظمة التحرير أن تحترم وتلتزم بتنفيذ القرارات التي اتخذها المجلس المركزي في دورته الأخيرة ووقف التنسيق الأمني، والتزامات باريس الاقتصادية التي تحولت لمعيق لدولتنا الفل.
أيها المتنفذون كفاكم صراخا وتوتيرا للشارع الفلسطيني، ابلعوا ألسنتكم وتوقفوا عن التلاعب بمصير وحياة الإنسان الفلسطيني، فالمصالحة فرض وواجب وطني وديني وأخلاقي، وعلى حركتي فتح وحماس والجميع أن يسعى لتحقيقها لا أن يجري تعطيلها لأجندات فئوية إقليمية وخارجية لان تعطيلها هو خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي والخارجين عن الصف الوطني، وندرك جيدا أن المصالحة لن تتم إلا عبر البوابة المصرية لأسباب سياسية ولوجستية وجغرافية.
إن الإرهاب الذي تمارسه حكومة نتينياهو حكومة المستوطنين ضد المعتقلين والأسرى الفلسطينيين والإداريين، وصمت العالم على ما يجري من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يحتم على المؤسسات الرسمية والحكومية والقوى السياسية ومكونات المجتمع المدني أن لا تتركهم لوحدهم في خندق المواجهة الأمامي. إننا نثمن عاليا صمود المعتقلين والمعتقلات في سجون الاحتلال، وصمود الصحفي محمد القيق رمز التحدي والإصرار، وانتصاره أخيرا على السجن والسجان، فالكف ناطحت المخرز.
التحية والوفاء لكل الشهداء والمناضلين الذين دفعوا حياتهم دفاعا عن فلسطين والأرض والإنسان، وعهدا لهم أن نواصل المشوار والدرب لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة .
إن حزبنا يدين ويستنكر ملاحقة الأجهزة الأمنية للنائب / نجاة أبو بكر.
ويدين الإجراءات البوليسية والمعالجة الأمنية لمطالب المعلمين النقابية.
ويستهجن كيف تم اغتيال المناضل المبعد والأسير المحرر عمر النايف في سفارة فلسطين في بلغاريا!!
الشفاء العاجل لرفيقنا القائد الوطني الكبير احمد أبو رمضان أبو كمال .
وللرفيق المناضل زياد عاشور أبو طارق، وللرفيق الدكتور خالد الصفدي أبو العبد .
المجد للمقاومة ..المجد للشهيد والمعتقل والجريح.
المجد لكل من يرفع راية النضال والكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي .
المجد لكل المناضلين الوطنيين والتقدميين والشيوعيين ضد الاحتلال والظلم والقهر والإرهاب.