أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن العطية - نكات طائفية من العراق















المزيد.....

نكات طائفية من العراق


احمد حسن العطية

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 17:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النكتة الأولى :
في مقبرة من مقابر العراق المختلطة ( يُدفن فيها السنة والشيعة ) في بغداد جلس اثنين من الأصدقاء يحتسون ( العرق ) العراقي المعروف بالزحلاوي وكل منهما يتكأ على قبر من القبور وكانا من أصحاب النكتة وسرعة البديهية ومن الظرفاء وبعد أن ( صعد المشروب بروسهم ) وهم في غاية النشوة والسكر حدث أن مر كلب بالقرب منهما يتبختر بين القبور غير آبه بوجودهما وعلى بعد خطوات منهما توقف قرب قبر من القبور ورفع رجله وبال على القبر فقال السكران الأول السني المذهب مخاطبا صاحبه الشيعي ضاحكا : أتعلم لما بال الكلب على هذا القبر ؟؟ فأجاب الشيعي مستغربا : لا أعرف لماذا بال الكلب على هذا القبر تحديدا من دون القبور الأخرى . فقال السكران السني : لأن صاحب القبر الذي بال عليه الكلب شيعي المذهب وهو يستحق أن يبول عليه الكلب , فاستدرك السكران الشيعي وقال : صحيح إن القبر قبر شيعي ولكن السبب الحقيقي وراء بول الكلب على قبر الشيعي هو إن الكلب سني المذهب .
الطائفية صارت عنوانا للعراقي وتحولت إلى ثقافة يعتمدها المواطن العراقي أينما توجه ببركات شيوخ الفتنة ورجال الدين الذين كرسوا الطائفية لتقسيم مجتمعنا بحيث تحقق القول التاريخي : ( ياأهل العراق , ما شغب شاغب أو نعب ناعب , أو زفر كاذب إلا كنتم أشياعه وأتباعه وحماته ومُصارره ) , ففي العراق أصبح الانتماء للطائفة يسمو على الانتماء للوطن وأصبح القتال بين الطوائف عنوان يومي يعيشه كل الشعب العراقي بلا استثناء وأصبحت شرعة الغاب بين الطوائف في بلدنا دستور عمل يعتمده الجميع وأصبح شعار ( جماعتنا وجماعتهم ) هو الذي يغطي أسس التعامل بين أفراد الشعب .
لا تطمعن بإنصاف ومرحمةٍ
فشرعة الغابِ أحيوها من الرممِ
الذي تفعله الطائفية في العراق هو عملية احتواء للجريمة وإطلاق العدوان الموجود في نفوس الناس , أنها عملية إبادة تقودها إرادات دولية متصارعة فالسني العراقي يدين بالولاء للسعودية وتركيا والخليج , والشيعي العراقي يدين بالولاء لإيران وحزب الله وهكذا , ولا احد منهما يلتفت للذي يحدث في العراق من كوارث أهونها تفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير الروابط المجتمعية بين أبناء الشعب الواحد , والنتيجة النهائية لكل هذا الكره هو الانقراض لأننا نتغذى على بعضنا البعض , ونقتل بعضنا البعض , ونسرق بعضنا البعض .

النكتة الثانية :
في منتصف القرن الماضي حاول بعض الشخصيات الإسلامية في سوريا ولبنان والعراق وإيران من أقامة مصالحة بين السنة والشيعة بإقامة مؤتمر دعوا إليه أهم الشخصيات الإسلامية من الطوائف المختلفة ( سنة وشيعة ) وسار المؤتمر مثل ما أشتهى مؤسسوه فالسني يعانق الشيعي ويحتضنه والشيعي يقبل السني ويعانقه بأخوة وعند انتهاء المؤتمر خطب كبير علماء السنة مادحا للشيعة وفكرهم وذكر عظمة أئمة أهل البيت وفضلهم على الأمة الإسلامية وإنهم المنهل الذي يٌنهل منه الإسلام الصحيح , ومن بعده أعتلى كبير علماء الشيعة المنبر وانبرى يخطب في مدح الصحابة ويذكرهم كعمادٍ للدين الإسلامي وأنهم اللبنة الأولى لبناء الإسلام وإنهم أسباب النصر وأصحاب الفضل فذكر الخليقة عمر بن الخطاب مادحا له وهو يعدد أعماله وأفضاله على الإسلام ودولته وفي النهاية قال : هذه أعمالُ عمرِ ( كسر الراء في نهاية عمر ) والأصح أن يقول : هذه أعمالُ عمرَ لان لفظة ( عمر ) ممنوعة من الصرف للعلمية والعدل ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنها على وزن ( فُعل ) وهو معدول لفظا , فصاح رجل الدين السني من مكانه : انك يا شيعي بكسرك حرف الراء في اسم عمر قد حذفت منه صفة العدل فتباً لهكذا مصالحة تتم معكم , متناسيا إن اسم عمر في العربية معدول لفظاً لا فقهاً .
الطائفية سادتي جزء من حياتنا وهي غير مستنكرة إذا كانت تحت السيطرة ولا تؤدي إلى سفك الدماء , ولكن الذي يحدث في العراق إن ( ناس تكتل ناس باسم الطائفة والمكون ) وهذا لا يقبله كل ذو عقل راجح حصيف كما إن الخلاف بين الطوائف الإسلامية يعتمد بالدرجة الأساس على أحداث تاريخية مر عليها أكثر من ألف سنة وصدق معروف الرصافي حينما قال :
نظرنا إلى أمرِ الحاضرين فرابنا
فكيفَ بأمرِ الغابرين نصدقُ
يقول علي بدر في روايته الكافرة : كل الحيوانات يمكنها أن تقتل غيرها من اجل البقاء إلا الإنسان فهو الوحيد الذي يمكنه أن يقتل من اجل إيمانه بفكرة أو من اجل إيمانه بإله . ونحن سادتي نتسافل تحت الحيوانات بالطائفية .
نداء نتوجه به إلى كل ذي لب يعقل في العراق : أنبذوا الطائفية وحاربوها فإنها مقبرة الأوطان وكما قال جبران : ( ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء وكل جزء يحسب نفسه أمة ) , ونحن سادتي أمة مقسمة بامتياز بفعل الطائفية البغيضة التي تأكل مجتمعنا العراقي .
يقول ابن القيم : ( أينما وُجدت المصلحة فثمةَ شرعُ الله ) والمصلحة تقتضي أن نتوحد ضد الطائفية وننبذها لأننا سننقرض وسينقرض عراقنا وإن المستفيد الوحيد منها هم ساسة الفساد في المنطقة الغبراء وأذناب الاحتلال ومشروعه البغيض في تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة فيما بينها .
يقول ابن الفارض :
سامح أخاك إن خلط منه الإصابة بالغلط
وتجافى عن تعنيفه إن زاغ يوما أو قسط
من ذا الذي ما شاء قط ؟؟ ومن له الحسنى فقط ؟؟؟
فقال الهاتف : محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط
فدعوا سادتي عظيم عظماء البشر محمد الهادي يجمعنا وابتعدوا عن كل ما يفرقنا .فنحن وكما قال احد أقطاب الماسون ( متحدين نشكل محيطا , متفرقين نحن قطرات ) , ولتحقيق إصلاح حال الأمة واستتباب أمنها لابد من ترسيخ دعائم الاتحاد والاتفاق .
عند ترديد قسم الرئاسة من قبل الرئيس الإيراني خاتمي أطلق شعار قال أنه سيعتمده في إدارة الدولة في إيران يتلخص بكلمات ثلاثة ( الحكمة , والفضيلة , والمصلحة ) , فهل نقتدي بقول خاتمي فمصلحتنا تقتضي بأن نتوحد ضد إرهاب داعش وفساد الحكومة والفضيلة تستلزم نبذ الطائفية لبناء عراق يكفل العيش الرغيد لكل أبنائه , والحكمة تجعلنا نتقبل الآخر ونتعايش بسلام فيما بيننا .



#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساسة السنة في العراق , وصلت لثوب شكوف
- فضل الزيارة في الترويج للدعارة
- أبشرك الشعب ما يحجي , أبشرك النفط ما يمشي , أبشرك + 18
- ظواهر النقص المميتة عند تنظيم داعش ( الدم الدم الهدم الهدم )
- حوار مع مطيرجي زواجل نتمنى أن تفهمه حكومتنا الرشيدة
- بين شيوخ قبل , وشيوخ هسه , قصص ذات أنياب
- سميرة توفيق واردوغان وخاتمي وحكومتنا الرشيدة
- حمارُ الحكيمِ توما و ظاهرة أبو علي الشيباني
- رسالة إلى السيد العبادي , حرب الديناصورات تحتاج إلى المزيد م ...
- حيدر العبادي ونظرية الخَرَطات التسعة في السياسة
- بَواسير
- حيدر العبادي , إذا سقط منكم لهفوري فكلكم لهفوري
- ما تصفى ودهيمش بيها
- قدح بيرة كبير بصحة وزير خارجيتنا
- الدكتور العبادي وتفكيك شبكة الدعارة
- من حاربَنا حارَ بِنا
- الإخوة المتظاهرون , أبن ربيدة ما يصيد غزال
- بين شيخ الجبال وأبو بكر البغدادي
- بين التصوف والماسونية جذور النشأة والتطبيق
- سخان وزير الكهرباء


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن العطية - نكات طائفية من العراق