أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الضمير العراقي..حذار من مرحلته الرابعة!














المزيد.....

الضمير العراقي..حذار من مرحلته الرابعة!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 12:05
المحور: المجتمع المدني
    




الضمير العراقي
حذار من مرحلته الرابعة!

أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
تتعدد مفاهيمنا عن (الضمير)،فهنالك من يصفه بأنه صوت الله في الانسان لأنه يمثل الصدق والايمان،وهنالك من يعتبره (القاضي)الذي يحاسبنا على اخطائنا،وآخرون يصفونه بـ(الحارس) او (الرادع) الذي يردعنا حين نهمّ القيام بفعل غير اخلاقي ،او (الرقيب)على السلوك قبل وعند وبعد الشروع بأي عمل. ونحن نحكم على الاشخاص بقولنا (عنده ضمير)ان كان ذا اخلاق،و(ما عنده ضمير،او ضميره ميت ) ان كان عديم الأخلاق. ما يعني ان كل واحد منّا هو منظومة من القيم الأخلاقية،وأن الضمير هو (رئيس)هذه المنظومة..وان هذا الرئيس هو الذي يحدد أهداف الفرد ونوعية تصرفاته مع الآخرين،فان كانت مطابقة لقيم الدين واخلاق المجتمع الذي يعيش فيه..قال عنه الناس (صاحب ضمير) وان خالفها قالوا عنه(ضمير سز).
وما لا يدركه كثيرون ان الضمير هو القوة الفاعلة والمؤثرة في السلوك والمواقف والإتجاهات والانفعالات،وانه عندما يخفت او يغيب صوته فان المجتمع ينقسم الى جماعتين:اقلية قوية تمتلك السلطة والثروة ووسائل الاستبداد تمارسها بضمير قاس متحجر ميت،واكثرية فقراء وضعفاء ومغلوب على امرهم تضطر الى الاذعان وممارسة السرقة والغش والحيلة..بضمير يبرر ممارسة كل رذيلة تؤمّن لصاحبه العيش.
والمؤسف ان المثقفين والصحفيين انشغلوا بالسياسة التي الهتهم عن قضايا اجتماعية واخلاقية خطيرة افدحها ما حصل (للضمير العراقي) في العقود الثلاثة الأخيرة.فالدراسات الاجتماعية عبر التاريخ تشير الى ان ألدّ ثلاثة أعداء للضمير هي:الحروب والظلم والكراهية..وثلاثتها تجسدت في العراق بأبعد مدياتها..ووجهت ضربات موجعة الى الضمير الفردي والجمعي ايضا.فمعروف عن ان افدح الاضرار الاجتماعية للحرب الطويلة انها تحدث تخلخلا في المنظومات القيمية للأفراد وتضعف الضمير عند كثيرين وتهرؤه عند آخرين،وتدخله في غيبوبة عند اغلبية مطلقة..فكيف بالعراقيين الذين خبروا ثلاثة حروب كارثية على مدى خمس وثلاثين سنة..وسادسة مع الارهاب ما تزال مستمرة!.

فضلا عن ذلك فان احد الاسباب الرئيسة لضعف الضمير عند العراقيين هو غياب الحاكم القدوة.ولنضرب على ذلك مثلا..عبد الكريم قاسم.فقد اكتفى هذا الرجل براتبه الشخصي وما وجدوا في جيبه اكثر من بقايا دينار،ولم يزد عدد افراد حمايته ومرافقيه عن عشرة،وبنى في اربع سنوات مدنا في بغداد(اليرموك،الضباط،الثورة، الشعلة..)واخرى في البصرة..وبنايات شاهقات وزارة..التخطيط،مدينة الطب..فاقتدى الناس به وانتعش الضمير وشاع بين الناس الشعور بالتفاؤل والتعلق بالحياة وحب الوطن..فيما المسؤولون الان منحوا انفسهم رواتب وامتيازات خيالية مع ان اكثر من نصف العراقيين موزعون بين من هم تحت خط الفقر ونازحون ومهاجرون بعد ان استوطنهم اليأس وانعدم عندهم الامل.

اننا ننبه الى كارثة حقيقية هي ان الضمير العراقي مرّ في الستين سنة الماضية بثلاث مراحل،الأولى كان فيها يميز بين الحلال والحرام ويخاف الحرام،والثانية:اختلط عليه فيها الحلال والحرام ودفعه التشوش الى ان يتجاسر على ارتكاب الحرام ،والثالثة:صار ارتكاب فعل الحرام عاديا بعد ان شاع الفساد ولم يعد خزيا..اما الرابعة فسيطرق الضمير العراقي بابها ولكم ان تصفوه كيف سيكون!..وكيف سيكون اهله!..ان بقينا عنه غافلون!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة حيدر العبادي..أين تكمن؟
- فالنتاين عراقي
- الطائفيون..لماذا تناءوا عن عبد الكريم قاسم؟!
- يوم قالت المرجعية..لقد بحت أصواتنا!
- كنز المال
- سيكولوجيا الغالب والمعلوب
- حيدر العبادي تحليل شخصية في دراسة علمية
- ثقافة نفسية(183) النساء..واكتئاب الشتاء
- التطرّف المذهبي..عنوان حروب 2016!
- العراقيون بين عام مضى وعام أتى
- سياسيو شيعة العراق..أخجلوا الشيعة
- فوضى الاعلام وسيكولجيا الجمهور
- ثقافة نفسية (182) ...الشره العصبي
- لمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة
- الزيارات المليونية..هل أحيت القيم الحسينية؟
- السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا
- ثقافة نفسية (181): الشفاء بالضحك..احدث وسيلة لعلاج الأمراض!
- الاحتجاج الجمعي- تحليل سيكولوجي في ثقافة التظاهرات
- ثقافة نفسية (180).من الأقوى..ارادتك أم عاداتك؟
- التسامح..هل يمكن ان يتحقق في العراق؟


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - الضمير العراقي..حذار من مرحلته الرابعة!